الحياة - «ويكيليكس» يجدد طرح مسألة سرية الوثائق العسكرية
جريدة الحياة
الاربعاء, 27 -10- 2010
«ويكيليكس» يجدد طرح مسألة سرية الوثائق العسكرية
واشنطن - أ ف ب - يجد البنتاغون نفسه أمام وضع متناقض بعد نشر موقع «ويكيليكس» وثائق سرية عن حرب العراق، ويتساءل بعض المحللين لماذا ينتقد الجيش الاميركي الموقع في وقت يؤكد ان الوثائق لم تكشف سوى القليل من الامور؟
وقال ستيفن افتروود الذي يدير مشروع ابحاث حول السرية الحكومية ان «البنتاغون وصف بعض هذه الوثائق بالعادية. وإذا كانت الوثائق عادية لا يجب تصنيفها متعلقة بالامن القومي».
وأضاف ان «الولايات المتحدة قد تتخذ سلسلة من التدابير للحد من تدفق نشر الوثائق غير المسموح بها. وأحد هذه التدابير سيكون خفض مستويات تصنيف المعطيات الرسمية بصورة جذرية».
ورأى جيمس لويس، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان واقع ان تكون حرب العراق «دموية للغاية ليس بخبر فظيع».
لكن «مجرد وضع اشارة سريع يكون لديكم معلومة»، في اشارة الى 400 الف تقرير عن احداث كتبها جنود اميركيون بين كانون الثاني (يناير) 2004 ونهاية 2009 ونشرها «ويكيليكس» الجمعة.
وتتناول هذه الوثائق حالات التعذيب التي قامت بها القوات العراقية وكذلك «اكثر من 300 حالة تعذيب ارتكبتها قوات التحالف».
وتكشف الوثائق ايضاً ان النزاع اسفر عن سقوط 109032 قتيلاً في العراق وأن اكثر من 60 في المئة هم من المدنيين، اي 66081 شخصاً. وهناك 15 ألف وفاة لمدنيين لم تكشف حتى الآن.
وشدد جيمس لويس الذي عمل في الماضي على مسائل الامن الالكتروني للحكومة الاميركية على «انها مسألة من الضروري التفكير بها. في تلك الآونة كان يفترض تصنيف هذه الوثائق انها سرية لأسباب استراتيجية. لكن بعد بضع سنوات ربما بات من المفترض التفكير في شطب» هذه العبارة.
وفي مطلع الشهر اصدر الرئيس باراك اوباما قانوناً لخفض مستوى تصنيف الوثائق الرسمية بمنح السلطات العامة المحلية مثل البلديات امكان الاطلاع بسهولة اكبر على الوثائق المتعلقة بالاستخبارات.
لكن بصورة عامة، فإن قضية «ويكيليكس» تدفع البعض، خصوصاً خصوم الرئيس اوباما الى التساؤل «عما اذا كانت الولايات المتحدة تعرف كيف تحتفظ بسر»، كما قال النائب الجمهوري بيتر هوكسترا.
ولم يكشف «ويكيليكس» مصدر هذه التسريبات الكثيفة من الوثائق. لكن الشكوك تحوم حول برادلي مانينغ الاختصاصي في الاستخبارات داخل الجيش الاميركي الذي اوقف في ايار (مايو) بعدما نشر «ويكيليكس» شريط فيديو يصور غارة جوية لمروحية اميركية في بغداد عام 2007 سقط فيها قتلى من المدنيين.
وقد يواجه مانينغ المسجون حالياً قرب واشنطن عقوبة أشد اذا ثبتت إدانته.