الحياة - شريكا الحكم السوداني اتفقا على أن ترسيم الحدود لن يؤخر الاستفتاء ... لكن مشكلة أبيي على حالها
الحيـاة
شريكا الحكم السوداني اتفقا على أن ترسيم الحدود لن يؤخر الاستفتاء ... لكن مشكلة أبيي على حالها
الثلاثاء, 26 -10 - 2010
الخرطوم - النور أحمد النور
تجاوز شريكا الحكم في السودان، حزب «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، عقبة الخلافات في شأن ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها، واتفقا على عدم ربط اكتمال الترسيم بإجراء عملية الاستفتاء المقررة بداية العام المقبل، ومنح الأولوية لمعالجة الخلاف سياسياً، وإحالة النزاع على التحكيم الدولي في حال فشلهما في ذلك. وبث الطرفان تطمينات لضمان الأمن والاستقرار رداً على مخاوف من اندلاع العنف واضطراب الأوضاع خلال فترة الاستفتاء.
وانجزت لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ترسيم نحو 80 في المئة من الحدود بين شطري البلاد التي تبلغ نحو 2100 كيلومتر، لكن عملية الترسيم على الأرض لم تنجز بعد خلافات سادت على أربع مناطق تنازع شريكا الحكم على تبعيتها ما بين الشمال والجنوب، وتشمل جيوباً في المقينص ووجودة بين ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل، وكاكا التجارية في ولاية جنوب كردفان، وكفياكنجي في حفرة النحاس في ولاية جنوب دارفور.
واتفقت اللجان المشتركة بين «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية» على ثلاث نقاط في شأن الحدود تشمل عدم ربط استكمال ترسيم الحدود بإجراء الاستفتاء، وتوجيه لجنة الترسيم ببدء الترسيم على الأرض وحصر احتياجاتها للعملية، وسعي الشريكين إلى إيجاد حل سياسي للنقاط الخلافية في الترسيم وفي حال فشلهما يلجأ الطرفان إلى التحكيم الدولي، على غرار ما حدث حول منطقة أبيي الغنية بالنفط.
ويُنتظر أن تكون مؤسسة الرئاسة التي تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه عقدت اجتماعاً ليل أمس لاقرار خطوات الاتفاق في شأن ترسيم الحدود، لكن الخلافات حول منطقة أبيي لا تزال تراوح مكانها. ويُستبعد أن تحرز الرئاسة اختراقاً في الملف الشائك والمقرر أن تجرى جولة ثانية من المحادثات في شأنه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا غداً.
وجدّد نائب الرئيس علي عثمان طه إلتزام حكومته القاطع باجراء الإستفتاء في موعده في 9 كانون الثاني (يناير) المقبل، ورأى أن «الجنوبيين والشماليين على السواء مصلحتهم أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً ،البقاء في إطار السودان الواحد، بعيداً من الإنقسام». وقال طه أمام الجلسة الإفتتاحية لبرلمان ولاية الخرطوم أمس إنه على رغم تشكيك بعضهم في «اننا نبحث عن حيل لتأجيل الاستفتاء، اؤكد لكم باسم الرئيس البشير أن لا رجوع ولا نكوص عن الوفاء بالإلتزامات، والتحدي القادم اكبر اختبار للبلاد». ورأى أن «محطة الإستفتاء ليست يوم القيامة».
وكشف طه عن مساع لإدارة حوار جاد مع الجنوب عن الوحدة في الحملات المقبلة عند فتح باب الحوار قبل الاستفتاء. وقال: «لو خسرنا جولة فلن نخسر المعركة كلها وسنظل نثبتها إلى أن نكسبها في الجولات الأخيرة». وأضاف: «لا نريد أن يأمرنا الشيطان بالفاحشة في القول واللسان ونريد أن نقول قولاً حسناً في هذا الإمتحان وأن نصبر على الكلمة الطيبة وحسن المعاملة والخلق والتسامح وإن نجحنا في المحافظة على وحدة السودان فلله الحمد والمنة وإن اختار الجنوب الإنفصال فما كان لمؤمن أن يختار الا ما اختاره الله».
وحذّر طه من التصريحات المنفّرة التي يطلقها بعض الساسة، وقال: «لو دروا أن مثل هذه التصريحات تزعزع يقين الناس وتنال من سلامة واستقرار الأمن والإقتصاد وسعر صرف العملة الوطنية وجذب الإستثمارات لراجعوا أنفسهم قبل أن يطلقوها».
وفي السياق ذاته، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء القيادي في «الحركة الشعبية» لوكا بيونق أن «باب الحرب ما بين الشمال والجنوب أغلق نهائياً وإلى الأبد»، في ظل استمرار التشاور والتفاكر بين شريكي الحكم في شأن القضايا العالقة حتى نهاية الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قلق من عودة الحرب بين الشمال والجنوب. وأعرب عن رغبة أهل السودان في توجيه رسالة قوية الى المجتمع الدولي بغرض بث الطمأنينة خاصة أنهم «عقدوا العزم على أن يكون السلام الدائم هو سياستهم الاستراتيجية».
النشيد الوطني للجنوبيين
وفي جوبا (أ ف ب) اختار الجنوبيون في السودان مع نهاية الأسبوع المرشحين للمشاركة في التصفية النهائية لمسابقة «النشيد الوطني» مع اقتراب موعد الاستفتاء حول استقلال الجنوب.
ويقول ميدو صامويل أحد ثلاثة مؤلفين موسيقيين تم اختيار اعمالهم مساء الأحد للتصفية النهائية من بين 36 موسيقياً تقدموا للمسابقة: «إنها لحظة تاريخية. أن يكون لنا نشيد وطني يعني بالنسبة إليّ أنني نلت أخيراً حريتي».
وأوضح رئيس اللجنة التي تتولى تنظيم المسابقة أن مسؤولي الحكومة والجيش والرئاسة في جنوب السودان سيختارون الآن بين الأناشيد الثلاثة التي تشارك في التصفية النهائية.
وأصبحت كلمات النشيد التي اختارها مسؤولون عسكريون وحكوميون معروفة وهي تحيي ضحايا الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ويقول مقطع من النشيد: «أيّها المحاربون السود (...) قفوا في صمت واجلال لتحية ذكرى ملايين الموتى الذين قامت فوق دمائهم أساسات أمتنا». ويدعو مقطع آخر إلى أن «ينشدوا أناشيد الحرية بفرحة. فالسلام والحرية والعدالة ستسود إلى الأبد».