صيداويات - حادث أمني في المخيم واستنفار محدود في صفوف الكفاح المسلح
حادث أمني في المخيم واستنفار محدود في صفوف الكفاح المسلح
صيداويات - الإثنين 16 آب 2010-
المستقبل - صيدا:
عاش مخيم عين الحلوة في صيدا أجواء طبيعية وهادئة غداة الإعلان عن مقتل أمير تنظيم فتح الاسلام عبد الرحمن عوض ومرافقه الفلسطيني غازي مبارك في كمين أعدته مخابرات الجيش اللبناني في منطقة البقاع، رغم أن ليل المخيم سجل حادثاً أمنياً ليل السبت الأحد واستنفاراً محدوداً في صفوف الكفاح المسلح الفلسطيني وحركة فتح على اثره. فيما حافظ الجيش اللبناني على تدابيره الأمنية المعتادة عند مداخل المخيم.
في هذا الوقت، واصلت عائلتا عوض ومبارك تقبل التعازي بهما في حي الزيب داخل المخيم، وسجل ظهور عدد من العناصر الذين كانوا يحيطون بعوض لكنهم لم يكونوا مسلحين.
وعلمت "المستقبل" أن عائلتَي عوض ومبارك تبلغتا عبر قنوات فلسطينية أنهما سيشيعان ويدفنان خارج المخيم وتحديداً في مقبرة صيدا في منطقة سيروب المحاذية له، وذلك لقطع الطريق على أي تداعيات قد تنجم عن تشييعه داخل المخيم، من دون أن يتحدد موعد التشييع حتى الآن.
مصادر فلسطينية مطلعة استبعدت اي تداعيات أمنية مباشرة لمقتل عوض على المخيم والجوار. واعتبرت هذه المصادر أن ما يخفف من وطأة ما جرى على المخيم أن العملية تمت خارجه وبعيداً عنه، وأن عوض أساساً لم يستطع أن يبني له تنظيماً داخل المخيم، فلم يتعد عدد مناصريه عدد اصابع اليد، والباقون، ممن كانوا يسمون تنظيم "جند الشام"، كانوا من المتعاطفين معه. والسبب الرئيسي أن مختلف القوى الفلسطينية في المخيم ودائماً وفق هذه المصادر- أجمعت واتفقت على عدم السماح لأي شخص أو جهة تغرد خارج اجندة القضية الفلسطينية المحقة أن تتخذ من مخيم عين الحلوة مقراً أو منطلقاً لها في عمل يشوه هذه القضية، أو يؤدي الى نهر بارد آخر، الى جانب كون معظم من كان يقوم عادة بردود فعل أمنية على مثل هذه الأحداث اما غادر المخيم الى العراق أو اوروبا، واما سلم نفسه، ما ساعد في تفكيك معظم اسباب التوتر في المخيم على حد وصف هذه المصادر. وعلمت "المستقبل" أن عوض كان بصدد التوجه الى العراق بشكل نهائي بعدما كان سبقه ولده الى هناك.
وتوقفت المصادر عند العبوة الناسفة التي انفجرت عند منتصف ليل السبت الأحد في حي صفوري داخل المخيم، فأشارت الى أن موقع انفجار العبوة لا يوحي بأنها رسالة مرتبطة بمقتل عبد الرحمن عوض خاصة وانها انفجرت على مقربة من منزل شخص ينتمي الى حركة الجهاد الاسلامي وان كانت تقع ضمن المربع الأمني لفتح والكفاح المسلح.
ولم تسفر تلك العبوة التي انفجرت قرب منزل الفلسطيني الشيخ ابو محمود قاسم في حي صفوري عن وقوع اصابات أو اضرار. لكن هذا الحادث أحدث نوعا من التوتر والحذر وان بشكل محدود ولفترة قصيرة كونه الحادث الأمني الأول الذي يسجل في المخيم بعد الإعلان عن مقتل عوض.
اللينو قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان العقيد محمود عيسى "اللينو" طمأن الى أن الوضع في المخيم عين الحلوة هادئ جداً وليس هناك ما يدعو الى القلق. ونفى ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن ظهور مسلحين مقنعين في المخيم ليلاً. وقال "اللينو" لـ"المستقبل": الوضع في المخيم تستطيعون أن تلمسوه، وترون الوضع على طبيعته. هناك حالة استقرار امني، والشراكة التي تمت بين كل القوى الفلسطينية الموجودة وخصوصاً وتحديداً القوى الاسلامية ممتازة، وطبعاً نحن طورنا تفاهماتنا، ونعتبر ذلك ضمانة لاستقرار أمن مخيم عين الحلوة.
وعن الإجراءات التي اتخذها الكفاح المسلح لضمان عدم وقوع اي حادث امني في المخيم في اعقاب مقتل عوض قال اللينو: نحن لدينا حساباتنا. وبصراحة، دعونا بعض الأفراد أو بعض المجموعات الى ان يعودوا الى رشدهم، وحذرنا من اي تصرف في اي اتجاه ان كان على الجوار او داخل المخيم، وطبعاً استنفارنا الأمني كان بالتنسيق مع كل القوى داخل المخيم وتحديداً مع القوى الاسلامية.
وأكد "اللينو"، في حديث إلى موقع "nowlebanon " أنَّ الوضع طبيعي في المخيم ولا ظهور مسلّح لأي من "فتح الإسلام" أو "جند الشام"، لافتاً إلى أنَّ "هناك مشاورات تجرى بين عائلتيّ عوض ومبارك، حيث تقيمان العزاء لمقتل ابنيهما، وتبحثان سبل دفنهما في المخيم بعد أن يقدم الجيش على تسليم جثتيهما". إلا أن العقيد "اللينو" استبعد أن "يتمّ تسليم الجثتين قريباً، لأنَّ هناك فحص الحمض النووي وإجراءات أمنيّة أخرى يقوم بها الجيش"، مشدداً على أنَّ "الاتصالات مستمرة بين "فتح" والقوى الإسلامية وفصائل التحالف لمنع أي خلل أمني داخل المخيم أو منه نحو محيطه".
وإذ شدد على أنَّ "الاعتداء على الجيش اللبناني من المخيم ممنوع، وسوف يتمّ قمع أي شيء من هذا القبيل"، لفت "اللينو" إلى "أن لا شيء غير عادي داخل أحياء المخيم"، وقال: "نحن موجدون في مركزنا في حال استنفار أمني وليس عسكرياً"، نافياً الشائعات عن ظهور مسلح لعصبة الأنصار داخل المخيم. وأوضح أنَّ "البعض داخل المخيم حاول بُعيد منتصف ليل السبت توتير الأجواء وخلط الأمور، بعدما قام بوضع عبوة ناسفة أمام منزل أحد كوادر "الجهاد الإسلامي" في المخيم عدنان قاسم، ما أدى إلى نجاته مع عائلته وإصابة إبنه بجروح طفيفة في عنقه"، لافتًا إلى "عملية رصد تتم للتحركات عبر كاميرات المراقبة لمعرفة من أقدم على هكذا توتير".
من جهته، أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني على الساحة اللبنانية العميد الركن صبحي أبو عرب للموقع أن "حال استنفار أمني تعمّ كل الوحدات والكتائب، لمنع أي خرق في المخيم الذي تعتبر فيه الأمور هادئة وطبيعيّة"، وقال: "عيوننا مفتوحة وقد اتخذنا الاحتياطات اللازمة كافة للإمساك بالوضع داخل المخيم وفي أحيائه تخوفاً من قيام أحد من المدسوسين بأي ردة فعل، لأنَّ أمن المخيم فوق كل اعتبار". وشدد على أن "أي اعتداء على الجيش هو اعتداء علينا، وهذا أمر محسوم وخط أحمر لا نسمح لأحد بتجاوزه مهما علا شأنه، وبالتالي ممنوع الإخلال بأمن المخيم الذي هو من أمن الجوار اللبناني، لأنَّ الإخلال لا يخدم إلا عدو الشعب الفلسطيني واللبناني المتربص شراً بنا في لبنان وفلسطين" .
يذكر أنَّ عوض كان اتخذ من مخيم عين الحلوة مقراً له ولتنظيمه، وأخذ يدرّب عناصره على السلاح والوعظ الديني، إثر انتهاء معارك نهر البارد مع الجيش اللبناني.
الموقع لايتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات©2006 جميع الحقوق محفوظة