الأخبار - جنبلاط انتقد استيراد الحريري لسنّة الشمال
العدد ١٢٨٤ السبت ٤ كانون الأول ٢٠١٠
جنبلاط انتقد استيراد الحريري لسنّة الشمال
في العشرين من شباط 2008، التقت القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في بيروت ميشيل سيسون بالنائب وليد جنبلاط في كليمنصو بحضور وزير الاتصالات مروان حمادة.
تُشير الوثيقة إلى أن سيسون يُرافقها المسؤول الاقتصادي والسياسي في السفارة، التقت جنبلاط الذي كان قد أخبره مستشار (النائب سعد) الحريري غطّاس خوري «بعدم التحرك»، وهو الذي طلب الاجتماع ليطّلع على آخر التطوّرات. (ملاحظة: جنبلاط هو على الأرجح في أعلى لائحة الاغتيالات، وهو الذي أبلغ القائمة بالأعمال في اليوم السابق عبر الهاتف أنه لا يُحدّد مواعيد عبر الهاتف، لذلك حُدّد الموعد عبر المراسيل).
على سعد وبرّي النقاش
الرسالة الأساسيّة لجنبلاط كانت أن على زعيم تيّار المستقبل وزعيم حركة أمل نبيه بري اللقاء والكلام، وذلك بعد الاشتباكات الأخيرة بين الطرفيْن. استخبارات الجيش اللبناني كانت قد عقدت اجتماعاً بين ممثلين عن الطرفيْن، حركة أمل وتيّار المستقبل، لمنع أي اشتباكات لاحقة، لكن يجب أن تُعقد لقاءات سياسيّة أيضاً إلى جانب النقاش الأمني، قال جنبلاط، مشيراً إلى أنه طلب من سعد التواصل مع بري لكن سعد أجاب: «ليس الآن».
جنبلاط أشار إلى أن مهرجان حزب الله الذي سيُعقد في 22 شباط في ذكرى اغتيال قادته، هو الموعد المفترض للظهور التالي لحسن نصر الله. فسأل حمادة: ما الذي يُريدونه؟ حرب مفتوحة مع إسرائيل؟ الشيعة في الجنوب لا يريدون ذلك، قال حمادة، مضيفاً: كما أن بري بالتأكيد لا يُريد «مغامرة» في الجنوب.
وفي ما يتعلّق بمواجهات 27 كانون الثاني بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الشيعة، ما أدى إلى مقتل ثمانية متظاهرين واعتقال 19 عسكرياً مشتبهاً في توّرطهم، قال جنبلاط إنه يجب إدانة الجيش على القتل. في الوقت عينه، أضاف جنبلاط، نحن لسنا في النرويج، يحتاج الجيش إلى القدرة على الحركة في هذه الظروف، وإلا أصبح بلا قيمة.
لا لـ10ــ10ــ10
عزا حمادة سبب تغيّب المسؤولين السوريّين عن مأتم مغنيّة إلى حرج نظام الأسد
في ما يتعلّق بزيارة موسى لبيروت في 22 شباط، قال جنبلاط إن تحالف 14 آذار يحتاج إلى موقف موحّد من المبادرة. وعند سؤاله عن موقفه من حكومة 10ـــــ10ـــــ10، لم يُجب مباشرة، لكنّه قال إن المعارضة لن تقبل إلّا إذا تحقّقت شروط أخرى، منها الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل وعلى أسماء وزراء الداخليّة والمال والعدل.
المعارضة تُريد وزير الداخليّة للسيطرة على الأمن والاستخبارات، وأكثر من ذلك، ستسم المعارضة الياس المرّ بأنه جزء من قوى 14 آذار لتأكيد عدم وصوله إلى وزارة الداخليّة. (ملاحظة: وزير الدفاع الحالي الياس المرّ هو خيار 14 آذار المتوقّع ليكون وزيراً للداخليّة في الحكومة المقبلة، لا لتأكيد السيطرة على الأجهزة الأمنيّة التابعة للحكومة فحسب، بل للتحكّم في موضوع أساسي في الانتخابات النيابيّة التي ستجرى في 2009). (...)
تجاوز الصراع السنّي ــ الشيعي
شرح جنبلاط، الذي توقّف عن الكلام مرات عدّة باتصالات هاتفيّة، أنه يعمل على بيان القمّة الروحيّة الإسلاميّة (المفتي محمد رشيد قباني، الشيخ عبد الأمير قبلان، الشيخ نعيم حسن)، التي كان يُفترض أن تُعقد في 20 شباط، والتي أجّلت. والبيان كان يُفترض أن يُدين اغتيال رفيق الحريري وعماد مغنيّة، بحيث «تُساوي بين الشهيد والإرهابي» علّق حمادة.
سخر جنبلاط من الشائعات التي تتحدّث عن تورّط الدروز في اغتيال مغنيّة، «لو كانت عندنا القدرة على اغتيال مغنيّة، كنا اغتلنا بشار الأسد»، قال جنبلاط. وعزا حمادة سبب تغيّب المسؤولين السوريين عن مأتم مغنيّة إلى حرج نظام الأسد، لأن الاغتيال جرى على أراضيه. وحضور وزير الخارجيّة الإيراني متكي لم يمرّ بسلاسة بين المسيحيين، قال حمادة، مضيفاً أن رئيس مجلس النواب الشيعي نفسه كان خارج البلاد يوم الدفن.
انتقد جنبلاط جهود سعد (الحريري) «لاستيراد» سنّة من الشمال، مقترحاً أن يتواصل سعد مع زعماء شيعة مستقلّين، منهم النائب ياسين جابر ولقمان سليم ومحمد عبد الحميد بيضون، لبناء أفضل العلاقات السنيّة ـــــ الشيعيّة. نصير الأسعد محاور جيّد أيضاً. (ملاحظة: الأسعد يعمل حالياً في الأمانة العامّة لقوى 14 آذار). وعلى 14 آذار التواصل أيضاً مع داعمين محتملين، منهم الأكراد اللبنانيون، الذين يُمثلون 100 ألف في لبنان، وهم قوّة انتخابيّة، ويجب أن يكونوا مع 14 آذار.
بدا جنبلاط غير معجب بآخر التطورات المتعلّقة بتأسيس المحكمة الدوليّة، معلقاً أنها لن توقف السوريين. المحكمة عمليّة طويلة، وسوريا يجب أن تخاف كي تُغيّر سلوكها. أشار جنبلاط عندها إلى زيارة رئيس الوزراء الإماراتي لإيران وسوريا، معلّقاً بأن عائلة رامي مخلوف عاشت في الإمارات.