د. دندشلي - دفاعا" عن المثقفين - مداخلة جورج كفوري
شكراً للدكتور مصطفى الدندشلي لأنًه أتاح لنا اليوم فرصةً" لأستعادةِ لغة كدنا نفقدها هي لغة الثقافة والمثققين.
شكراً له، لأنًه بأقدامه على ترجمة محاضرات سارتر"دفاعاً عن المثقفين" أعدنا إلى السبعينات من هذا القرن، إلى مقاعد الدراسة الجامعة، يوم كنًا نسعى إلى قيم الثقافة الحقيقة، بشغف تلك المناقشات الحامية التى دارت في فرنسا حول المثقف ودوره. يومها تألق سارتر، وبدا كأنه المثقف النموذج، بل التجسيد الحي له، فقد التزم بدور المثقف العالمي، ليس فقط في كثاباته ومحاضراته، بل في سلوكه الشخصي ونضاله السياسي.
أما في الشرق فبات المثقف الشعبي، واندفعت بيروت كما القاهرة إلى ترجمة كتبها التي باتت موضوع الساعة وميدان البحث الثقافي رغم المآخذ على مواقفه من قضية فلسطين والصهيونيَة. فكيف يرى بعينه ويلمس بيده مأساة فلسطين ويبقى صهيوني القلب والضمير؟
وإذا ادعى إلى مناقشة مثقف سارتر، أبادر إلى الإعتراف بأنني لن أستطيع في مداخلة سريعة، أن أطرف إلى كل مضمونها من أبحاث قيمة وأفكار جريئة أتت نتيجة عيش وجودي وتأمل عميق. وأعترف مسبقاً أنني أعجز من أن أضيف إلى سجل المناقشات الكبير الذي تعمًق واتسع منذ القى سارتر محاضراته حتى اليوم شيئاً جديداً وجديراً بالقول، لذلك ومنعاً للتكرار، وخوفاً من الضياع في متهات تنظير فلسفي رفعه سارتر،ولم يهدف إليه الدكتور دندشلي بإقدامه على ترجمة هذه المحاضرات سأكتفي بعرض موجز سريع لمفهوم المثقف عند سارتر، مستخلصاً بعض ملاحظات عملية إنطلق منها إلى عرض أفكار أوليَة يمكن أن تندرج في إطار تأسيس مشروع ثقافي لبناني و عربي .
في سبيل فهم ما هو المثقف ، يميز سارتر بين ثلاث صور للمثقف ، المثقف الملتزم ، المثقف المزيف .
إما تعني المعرفة فهوصاحب الاختصاص في حقل معين من حقول المعرفة النظرية و العملية ، يبحث ضمن حدود اختصاصه ، دون أن يسأل عن قيمة و معنى ما يقوم به . و يندرج في هذا الإطار : رجال القانون . العلماء ، المعلمون و أصحاب الاختصاص جميعا" . و تجدر الإشارة إلى أن الطبقة المسيطرة هي التي تختارهم في بين أفراد الطبقات الوسطى و العاملة و تعدهم للعب دورين : الأول هو البحث العلمي ضمن حدود مصلحة هذه الطبقة و تأكيد مقولاتها و حراسة تقاليدها و عاداتها . أما الثاني فهو ترسيخ هيمنتها من خلال نشر قيمها ، و تكييف هذه القيم أحيانا" بما يشكل صمام أمان لتنفيس الإحتقانات الداخلية و مجابهة المتغيرات الخارجية الناتجة غالبا" عن نمو قيم الطبقات الأخرى ، لا سيما المسحوقة منها .
و لا بد أن يعيش هذا حالة تمزق داخلي بين شعوره بالإنتماء إلى الطبقة الوسطى أو العاملة و بين سلوكه التقني الذي يخدم الطبقة المسيطرة . و هذا ما يؤهله لدور المثقف - فتقني المعرفة مثقف بالقوة .
و ينتقل تقني المعرفة من مثقف بالقوة ألى مثقف بالفعل متى خرج عن إطار بحثه الأكاديمي و العملي إلى موقف أخلاقي إنساني يتساءل فيه عن قيمة و معنى ما يفعل ، و هكذا يبدأ بتعاطي أمرا" ليس له . فعالم الذرة يبقى تقني معرفة طالما إنحصر عمله في المختبر . أما إذا أضاف إلىعملية ضع القنبلة شيئا" آخر هو الحكم على استعمالها تحول إلى مثقف . أي انسان يتدخل و يدس أنفه في لا يعنيه .
هذا التقني الذي تحول ألى مثقف هو إنساني النزعة منذ نعومة أظافره ، يعتبر أن الناس متساوون ، لكنه سرعان ما يكتشف أنًه هو نفسه دليل على عدم المساواة ، و سيعيش تناقضا" حادا" بين شمولية أبحاثه ، و إقتصار الإفادة منها على الطبة المسيطرة . و كذلك على مستوى أعماله . هو يهدف إلى المنفعة العامة ، و ليس منفعة فئة من الناس ، فإكتشاف دواء للسرطان مثلا" لا يتحدد هدفه بشفاء الأغنياء ، لكن النتائج العملية للإكتشاف ستنخضع لمنطق الندرة و الربح ، و ستقتصر الإفادة منها على الأغنياء .
و هكذا يعي هذا المثقف التناقض الحاد في داخله و في المجتمع ، بين البحث عن الحقيقة العملية الشاملة و بين الأيديولوجيات السائدة ، و ما هذا الوعي سوى كشفِ الثقاب عن تناقضات المجتمع الجوهرية . و هنا يعلن سارتر أن المثقف هو الشاهد على المجتمعات الممزقة التي تنتجه ، لأنه يستبطن هذا التمزق و هو بالتالي ناتج تاريخي ، يشكل باستمرار من خلال وعي التناقضات و عيش الصراع بين الخاص و العام .
و من الواضح أن هذا المثقف ينتمي إلى طبقة لا تنتج مثقفيها ، فيأخذ جانب التاريخ بالتبني ، في محاولة منه كحل تناقضه الداخلي كان يقول : أنا لم أعد برجوازيا" صغيرا" ، بل يكون هذا الحل بالأنخراط العملي و بلا تحفظ في نضال الجماهير المحرومة ، و بأعلانه : " إنني برجوازي صغير انحزت إلى العمال و الفلاحين لحل تناقضي الذاتي .
أما المثقف المزيف فهو تقني المعرفة الذي يتغاضى عن تمزقه الداخلي و يبقى مجرد أجير شقي ، خائن و تابع ، يعاني شقاء الوعي و يتحول إلى خدمة السلطان و يكتفي بالخضوع له و الدفاع عنه و تبرير مواقفه .
نلاحظ من خلال ما تقدم أن فهم سارتر للمثقف يتم في إطار الصراع الطبقي ، فالمثقف مثقف طبقة ، لكن عمله الثقافي لا ينحصر في حدود مصالح هذه الطبقة بل ينطلق منها ليتجاوزها نحو الشولية و المشروعية الإنسانية ، و يجب أن نشير هنا إلى أن كل محاولات تعريف المثقف في أوروبا منطلق من الطبقة فالمثقف مثقف طبقة ، ليس فقط عند سارتر بل عند غرامشي و دولوز و دريدا و فوكو و غيرهم .
إن التركيز على المثقف الطبقي يعني أنً المجتمعات الأوروبية قد تجاوزت مرحلة ما قبل الوطن إلى الوطن فالقومية فالليبرالية فالصراع الطبقي ، و من عمق هذا الصراع يولد المثقفون ، الشيء الذي لا يمكن أن يحصل في لبنان و الشرق حيث الانقسامات العامودية من مذهبية و سلالية و عشائرية لا تزال تحتجز المجتمع في مرحلة ما قبل الوطن ، فكان لا بد من أن يتحول مثقف سارتر إلى زي ثقافي يسارع قادة التنمية المهزومة ، و فرسان الأحلام القتيلة و أصحاب السلطة أحيانا" إلى ارتدائه كمسوح كرنفالية .
و إذا كان على المثقف ، بنظر سارتر أن يعانق عصره و يتشبث به لأنه فرحته الوحيدة ، و إذا كان لكل مجتمع عصرا" يختص به . و إذا كانت هذه العصور متفاوتة حضاريا" و إن تزامنت تاريخيا" ، فنحن في لبنان و الشرق لا ينتسب لعصر سارتر بل لا نزال نتموضع في لحظة القطيعة الأوروبية بين القرون الوسطى و عصر الأنوار . و علينا قبول هذا العصر و محاولة فهمه تمهيدا" لتجاوزه ، دون ، يعني إلى الماضي ، بل لقاء" مع الواقع الثقافي و الاجتماعي ، لأكتشاف عوامل التجاوز ، مستعينين بشيء الرؤى و التقانيات التي توصل إليها عصر سارتر .
و يتبادر إلى الأذهان في الوهلة الأولى أ، مثقف سارتر ، هو مثقف رافض ، ينحو دائما" باتجاه الفوضوية من خلال معارضته لكل سلطة ، لكن التعمق يقودنا ألى أيجابية بنًاءة تتمثل في الرفض لمصلحة الحقيقة الشاملة، و الاعتراض على كل ما تجمد و بات عائقا" أمام التطور المستمر النابع من إيجابية الحياة و خط التاريخ التصاعدي .
و بالتالي إذا كان الموقف الرافض هو الموقف الملائم في أوروبا ، فموقف الرفض من أجل الرفض فقط في لبنان و العالم العربي هو نوع من الإستقالة و الهروب لتبرير التخلي عن الدور الإيجابي للمثقف . ما نحتاج إليه اليوم ، ليس هدم و إعادة هدم ما تهدم ، بل محاولة جادة لرفع بناء ثقافي سليم ينجز من خلال مشروع ملائم يتصف بالعقلانية و يعتمد التأصيل و التحديث ، و تيسلح بالنقد الإيجابي البنًاء .
و إذا كان الإلتزام هو العنوان الرئيسي لمثقف سارتر بمعنى أن يعيش المثقف في الواقع و يساهم في تحولات العالم لأنه لا يتمكن من اكتشاف ذاته في موقف من الاعتزال و الهروب و الصمت ، بل في معايشة المجتمع أفراحه و أتراحه و التعبير عنها بما يحولها إلى قضية معيوشة ، فإن الكلمة تبقى سلاحه الأول و القاطع . و الكلمة في هذا الإطار هي سلوك لفظي تحمل دلالة الفعل ، هي رسولة الحقيقة و الكشف و الإعلان ، لذلك نعي اليوم ضرورة تحويل الكلمة إلى سلوك لفظي يتصف بالجرأة و المسؤولية .
فلو عرفنا المدلالة الحقيقية للأقوال لما استرسل كتًابنا و أدباؤنا و غيرهم من حملة الأقلام عندنا ، في المهاترات ، و المساومات ، و المساجلات العقيمة . فكان مناخ بابلي يضج بالزعيق و الصراخ .
أما الصمت فهو صورة من صور الخيانة ، بل التهرب من المسؤولية ، و كذلك الصمت الذي من ذهب لا جدوى منه إلا إذا كان حالة من حالات التواصل التي تعبر أفضل من الكلمة . إذ ليس أيسر على الإنسان من أن يصمت حتى لا ينطق بالحقيقة ، كما أنه ليس أيسر عليه من أن يثرثر حتى يقول كل شيء ما عدا الحقيقة . و إما الصعوبة و المطلوب فهو أن يعرف المثقف متى يتكلم و كيف و إلى من يتوجه بالحقيقة .
و إذا كنا نعاني من ندرة في المثقف الملتزم فنكاد نختنق من وفرة المثقفين المزيفين . فما نشهده اليوم من مآسٍ و مآزق و فواجع ، يتعلق أولا" بالمعنى و القيمة ، و تلك مهمة المثقفين . المجتمع بكل فئاته يستغيث بشكل صامت و لا من معين . الناس تريد أن تفهم ما يجري ، و لماذا يجري ، و لماذا لا تتحسن الأمور و تستقيم ، و نجد المثقفين أو الفئة الغالبة و المسيطرة منهم ، مشغولة بهمومها الذاتية و مصالحها الشخصية و زيادة رأس مالها السياسي و الاقتصادي تماما" كسائر التجار و المقاولين و السياسيين . المجتمع يتحدث بلغة البراكين و الانفجارات و المثقفون يستسلمون لأحاديثهم الخاصة ، يضعون أعصابهم في الثلاثة و ينتظرون إنحسار العاصفة . لا أقول هذا من وجهة نظر بعض السياسين الذين يسرون باتهام المثقفين ، بغية التخلص من رقابة المشروعية التي يسلطها المثقفون فوق رؤوسهم ، بل من وجهة نظر الثقافة بالذات ، إذ لا مصلحة لأحد في المجتمع في زوال دور الثقافة و المثقفين .
لا نطلب من المثقف العربي أو اللبناني أن يموت من أجل أفكاره و مبادئه بل نطلب منه شيئا" واحدا" و هو ألا يدعم الباطل أكثر مما يجب ، و ألا يتحمس له أكثر من أهله و أن لا يتكلم إذ كان لا يستطيع أن يقول شيئا" . و ألا يهاجم الحقيقة إذا كان لا يستطيع الدفاع عنها . هناك موقف بين السفسطائيين و سقراط ، فإذا كان المثقف عاجزا" عن أن يكون سقراط فبإمكانه على الأقل أن يكون سفسطائيا" متزنا" .
و بالعودة إلى سارتر و إلى القول : بالنقد الذاتي المتواصل . نرى ضرورة وجود مسافة نقدية بين المجتمع و ذاته ، بين المجتمع و صورته عن نفسه . فكلما كانت هذه الصورة أنيقة انطوى المجتمع على نفسه و تطابق مع ذاته و اعتبر واقعه مثالا" . و كلما كانت هذه الصورة ناقصة تململت دواخله و سعى إلى سد النقص و إكماله . و لا شك أن الوسيط الاجتماعي الذي يوكل إليه أمر انشاء هذه الصورة هو المثقف الذي يتميز بالنقد المتواصل البناء.و إذا كلنت صورة المجتمع الغربي واضحةفي مرآة ذاته فذلك إن مرآته صافية . أما نحن فلا نملك مرآة صافية تقدم لنا صورة واحدة واضحة لمجتمعنا . ذلك أن ليس لدينا مرآة واحدة بل مرايا متعاكسة متعددة الاتجاهات . فلكل مذهب و طائفة و عشيرة و حزب و سلطة مرآة ، أزال شفاقيتها و صفاءها ضباب و عقدٌ و ترسباتٌ تاريخية ، فلم تعد قادرة على تقديم الصورة الواحدة الواضحة ، فكيف إذا اختلطت الصور و تعاكست المرايا ، و حاولت كل فئة أن ترى صورة المجتمع كله في مرآتها هي . و إذا كان هم المجتمعات الحديثة اصلاح الخلل في الذات الاجتماعية لتحسين الصورة في المرآة . فمهمة المثقف الأولى عندنا تبدأ بإيجاد المرآة .
و إذا كانت المجتمعات تنتج مثقفيها كما يقول سارتر ، فلا يمكن للمثقف عندنا إلا أن يكون نتاجا" تاريخيا" لمجتمعاتنا ، هذا المثقف لا بد أن يستبطن الضياع و العقد و الشروفة و فقدان الاتجاه .
و إذا كانا ، مجتمعات و مثقفين ، نتموضع في التاريخي الذي يفصل العصور الوسطى عن عصر الأنوار فالحل يبدأ أولا" بوعي المرحلة التاريخية الثقافية التي ننتسب إليها تمهيدا" للتساؤل : كيف يمكن التمييز في التراث بين ما هو موميائي و ما هو حي و محيي ؟ بين بروميثيوس و الروح الخفاشية . كيف نخرج من الزمن الدائري إلى الزمن العامودي أو اللولبي المتصاعد ؟
شبه الفيلسوف الألماني فتجنشتين المفكر الواقع فب مأزق ، بفراشة وقعت في مقرقنينة ، و راحت تتخبط و تضرب في كل الاتجاهات محاولة الخروج عبثا" . و فجأة ننفذ بمحاولة واحدة بعد آلاف المحاولات الفاشلة . الا تشبه أوضاعنا الثقافية اليوم ، وضع فراشة فتجنشنين.
الحل يبدأ ثانيا" بالاعتراف بوجود المشكلة ، بأنارة جوانبها . فكيف نبدأ ؟ هنا لا بد من عودة سريعة إلى تاريخية المأزق .
لا شك أن الساحة الثقافية في الإسلام اتسعت إلى أبعد مدى في القرن الرابع الهجري ؛ معارف و علوما" و مشكلات و نقدا" و حرية فكر ، دون احساس بحرج عقلي أو سلطوي أو إكراه ديني ، و برز العلماء و الفلاسفة كمثقفين يتحلون بالاستقلال الفكري و النزعة العقلية و عانقوا عصرهم و مشاكله باسم حقوق الروح و الفكر .
لكن هذه الساحة راحت تفيق و تتملص ، و راح الموقف الفلسفي يتوارى ليحلً محله موقف الفقيه ، و راحت المجتمعات العربية تدخل يلتف على قطاع واسع من اللا مفكر فيه ، أو اللا مسموح التفكير فيه ، و ضرب حوله من الأوهام و الأساطير ، و تحول الكثير من الحقائق الروحية و العلمية إلى أشكالٍ تصنمت و حجرت على الروح الحر و الفكر المثمر ، و جاءت فتاوى السلطات لتحكم اغلاق هذا الحصن .
ثم جاء التمذهب و التطيف ليرفع إلى جوانب هذا الحصن و في داخله حصونا" ---جديدة ، ثم جاءت موجات الثقافة الغربية الحديثة ، أشكالا" لا قيما" ، لترتفع فوق بعضها البعض طبقاتٍ جيولوجية متراكمة . فكيف يتمكن المثقف العربي من مغادرة هذا الحصن ؟
المجتمع الشرقي اليوم أشبه بمريض يعاني عقدا" نفسية عميقة ، فهل يتحول المثقف إلى محلل نفسي يحضر فب أعماقه و يساعده على وعي مشاكله ؟
لا بد إذن من منهج الجينالوجي ، أو منهج فوكو في الحفر الأركيولوجي . أو منهج دريدا في تفكيك النص لإكتشاف هذه القارة المظلمة من اللاوعي الجماعي وصولا" إلى أعمق نقطة في الماضي انفقدت على مستواها عقدة العقد .
وإلى من يخشون ضياع شخصيتنا و و إيماننا بعد القيام بعملية المسح التاريخي الشامل ، بحجة أن كل بحاجة لهالة و كل حي بحاجة لمناخ ما ، و الا تصلبت عروقه و حق نسخ الحياة في خلاياه نقول :
اطمئنوا جيدا" . فإن القيم الروحية الإسلامية و المسيحية سوف تخرج أكثر بهاء" و سموا" . و لن تجف الحياة في عروق التراث ، بل سيتدفق حرا" عفويا" مبدعا" بعد أن نطلق سراحه من عقالأشكال تجلمدت حوله و منعت تدفقه الخلاق .
بواسطة هذه المناهجيتمكن المثقف عندنا من تنقية المرآة و تنقية نفسه و استجماعها في آن واحد . و عندها سيرى صورته الحقيقية و سيباشر وضع مشروعه الثقافي انطلاقا" من قيم أصيلة و حية.
لا بد من فتح الأضابير المغلقة و الصناديق المقفلة في تاريخنا الثقافي و لا الجماعي ، و سنعثر دون شك على كنوز فريدة و ثمينة و سيتدفق شلال الماء و النور و سنكون .
زحلة 2/10/97 جورج كفوري
دفاعا" عن المثقفين .