صيدا نت - القوات الأبواب ليست مشرعة للانقلابيين وشعبنا مستعد ل14ذا كي لا تهوي الجمهورية
القوات الأبواب ليست مشرعة للانقلابيين وشعبنا مستعد ل14ذا كي لا تهوي الجمهورية
________________________________________
صيدا نت: 25-09-2010
أحيت "القوات اللبنانية"، الذكرى السنوية "لشهداء المقاومة اللبنانية"، بقداس احتفال حاشد أقيم في في باحة مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونية، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ممثلا بالنائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، أحيت "القوات اللبنانية" الذكرى السنوية "لشهداء المقاومة اللبنانية"، تحت الشعار الذي شكل عنوان الحملة الإعلانية للقداس هذا العام "لا عدالة لأحياء يظلم شهداؤهم"، والذي حمل صور عدد من الشهداء: مؤسس القوات الرئيس بشير الجميل، الرئيس رينيه معوض، داني شمعون، الرئيس رفيق الحريري وشهداء "ثورة الأرز".
ترأس الذبيحة الالهية المطران ابو جودة وعاونه عدد كبير من الاساقفة والكهنة، وخدمت القداس جوقة "سيدة اللويزة" بقيادة الأب خليل رحمه وفوج من "كشافة الحرية"، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير البيئة محمد رحال، الرئيس أمين الجميل، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. وأرسل كل من رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري، اكليلا من الزهر، وضعا على درج المذبح على نية الشهداء.
كذلك شارك في المناسبة، ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر الإعلامي ملحم رياشي، الوزراء: ميشال فرعون، بطرس حرب، سليم الصايغ، ريا الحسن وطارق متري، الوزيران السابقان: طوني كرم ومحمد شطح، النواب: محمد الحجار، هنري حلو، روبير غانم، نديم الجميل، ستريدا جعجع، جورج عدوان، أحمد فتفت، دوري شمعون، ايلي كيروز، طوني بو خاطر، جوزف معلوف، سامي الجميل، سيرج طورسركسيان، شانت جنجنيان، عاطف مجدلاني، عقاب صقر، عمار حوري، فادي هبر، نضال طعمه، هادي حبيش، إيلي ماروني، ايلي عون، ورياض رحال ممثلا بنجله، النواب السابقون: صولانج الجميل، فارس سعيد، أنطوان اندراوس، كميل زيادة، الياس عطالله وجواد بولس، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد دانيال دعبوس.
وحضرت أيضا شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية: مي شدياق، جيزيل خوري، أرلمة الشهيد بيار الجميل، أرملة الشهيد رمزي عيراني، عائلة الشهيد انطوان غانم، ميشال مكتف، يمنى الجميل، مروان صقر، ممثل لعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، روز الشويري، نعمة افرام، ممثل رئيس حركة التجدد الديموقراطي الدكتور انطوان حداد، الياس بو عاصي، نوفل ضو، جان حواط، زياد العجوز، الدكتور داوود الصايغ، الياس مخيبر، ايلي محفوض، سليم العازار، منير بركات، الشيخ كلوفيس الخازن، العميد بهيج وطفة، ناريك ابراهيميان، الدكتور توفيق الهندي، نقيب الاطباء شرف ابو شرف ممثلا بالدكتور ايلي الحاج، نقيب الصيادلة زياد نصور، اضافة الى عدد من رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الفاعاليات النقابية والدينية والثقافية والاعلامية والسياسية.
وتميز الحضور الديبلوماسي بمشاركة سفراء دول: مصر مع وفد مرافق، قطر، الكويت، الأردن، اليمن، الفيليبين، كولومبيا، نيجيريا، أوكرانيا، السودان، و حضر ايضا ممثلون عن السفارات: المكسيكية، البرازيلية، الاندونسية، الاماراتية والسعودية.
وعند المذبح الذي شيد خصيصا للمناسبة ارتفع صليب كبير، وضعت خلفه لوائح كبيرة بيضاء تحمل أسماء شهداء "المقاومة اللبنانية" تزينها وردة حمراء بين اسم كل شهيد وآخر، وتعلوها لائحة أخرى كتب عليها: "هؤلاء هم الذين أتوا من الضيق الشديد وبيضوا حللهم بدم الحمل"، وهو شعار القداس الأول عام 1991.
كما وضع على درج المذبح إكليل من الغار، وعلت عن يمينه صورة لمؤسس القوات اللبنانية الرئيس الشهيد بشير الجميل الى جانبها صور لشهداء المقاومة اللبنانية ضخمة، وعن يسار المذبح أحاطت الأعلام اللبنانية والقواتية صورة كبيرة لشهداء "المقاومة اللبنانية" مع شعار القداس "لا عدالة لإحياء يظلم شهداؤهم".
في الباحة التي أحيطت بحوالى 60 بالونا ضخما من الهيليوم تحمل رايات العلم القواتي واللبناني، رفع عند كل من مدخليها الشرقي والغربي صورتان للبطريرك صفير، وتوسطتها صورة عملاقة لشهداء 14 آذار ثبتت تحتها شاشة ضخمة.
وكانت أعداد كبيرة من محازبي ومناصري القوات من مختلف المناطق، قد بدأت منذ الصباح، بالتوافد إلى مكان الاحتفال وسط انتشار كثيف للأجهزة الامنية وتدابير خاصة للجان التنظيمية القواتية التي بلغ عددها اربع عشرة لجنة وقدر عدد أعضائها بحوالى 1400 شابة وشاب.
ممثل صفير
بعد الانجيل المقدس، تلا أبو جودة عظة هنا نصها:
"شرفنا صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق، الكلي الطوبى، إذ كلفنا، بدعوة من القوات اللبنانية، أن نترأس هذا القداس لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، أي الشهداء الذين، على مختلف مذاهبهم، ضحوا بحياتهم لنحيا نحن.
وأمام الواقع السياسي المشرذم الذي يعيشه هذا الوطن، وفشل الجهود، الخاصة والرسمية، المبذولة في سبيل إصلاح ذات البين، وإعادة لبنان إلى حقيقته، نريد أن نتوقف معكم، هذه السنة، على الثوابت التي لا بد من أن نتنبه إليها أو نذكر بها. فنستعرض معا لبنان الملجأ، وأرض الحوار، لنخلص إلى وجوب استعادة القرار ووضع لبنان فوق حياتنا.
أولا: لبنان الملجأ: 1- كثيرون من جيلنا، ومن السابقين، وقفوا طويلا، هنا، أمام صخرة نهر الكلب، وقرأوا أسماء الفاتحين الذين زاروا لبنان، واتخذوه محطة لتحصين مصالحهم: جميعهم، وغيرهم، قال عنهم أحد مثقفي لبنان: "مروا في لبنان، وذهبوا، وبقي لبنان وبقي الأرز". بقي لبنان، ملجأ الأقليات، الذي علم تقديس الكرامة، والدفاع عن الحرية والاستقلال بالدم والحياة.
2- وقيل أيضا، ان لبنان الملجأ خلق في نفس اللبناني نزعة صوفية لتقديس الأرض. ومنذ القديم، تمحورت تقاليد اللبناني حول التراب، والحنين إليه، والتغني بالخصب الطالع من أعماقه، والتعبير عن الوله والدهشة بإزاء الجمال، في الساحل وفي الجبل، في الأزرق والأبيض والاخضر. ومنذ أيام، ليلة عيد ارتفاع الصليب، دشنت الرهبنة اللبنانية المارونية، على قمة من قممنا، في ظل صنين، وفي حضن قناة باكيش، أطول صليب في العالم، وهو رمز حي إلى هذه العلاقة الكيانية بين أرض لبنان ووجه الله المشرق أبدا، في فضائنا. وقد يكون بقاء ما تبقى من لبنان عائدا إلى هذه الرحمة الشاملة التي تصغي الى آلامنا وأحلامنا. فهل نحافظ على أرضنا، فلا نتركها بين أشداق السماسرة، كي نحمي إيماننا، وحضورنا، ودورنا في هذا الشرق؟
ثانيا: أرض الحوار: 1- وحول هوية لبنان، قال مثقف آخر، من أهلنا: "لبنان بلد عربي إنساني، وكما لا تشكل الإنسانية خطرا على استقلاله، كذلك لا تشكل العروبة خطرا على استقلاله. إنه همزة الوصل بين الشرق والغرب، ولكنه هو ذاته قبل كل شي... ونحن اللبنانيين علينا أن نتفق على ما نحن فيه مختلفون".
2- نعم، إن التشبث بالارض، والثقة بالذات، ورؤية القيامة والخلاص بالصليب، هي قيم تعطي معنى لوجودنا. ونحن في روحيتنا وتاريخنا، وسط هذه الواحة الجغرافية والتاريخية، قدرنا الحوار وليس النار، والاتحاد وليس التنافر، والتطور وليس التخلف. ولا حوار منتجا، وراقيا، وجامعا، وأصيلا من دون انفتاح على الآخر، والاصغاء إلى صوته، وتفهم معاناته وتطلعاته.
3- وتجربة الحوار، كما جرت عندنا، لم تؤت ثمارها الحقة، كما نطمح جميعنا لسبب لا يجهله أحد وهو إعلاء الطائفية فوق الوطنية، والمصالح الخاصة فوق مصلحة البلاد، وعدم التوصل إلى بناء دولة منصهرة، متكاملة، قوية لا تراعي خارجا عليها، ولا تساوم على حقها في اتخاذ القرارات المصيرية، وكثيرون ينظرون إلى لبنان بلدا مستضعفا، تعصف به رياح اقليمية ودولية، وتقرر عنه ما يجب أن يكون.
ثالثا: استعادة القرار: 1- بناء عليه، يمكن القول ان تراكم الأزمات والمشكلات قاد البلاد والعباد إلى حال من الضياع والتسيب، والهجرة واليأس، والخيبة والخوف، وإلى حد بدت معه الحلول ضربا من المستحيل، واشتعل الخطاب السياسي بشكل غير مقبول، وقد انطوى على الكثير من الاسفاف والتحدي والعنف.
2- هذا الواقع جعل من لبنان الملجأ، والأرض المقدسة، والوطن، مسرحا لمشادات ومنازعات غير مألوفة، ولمواقف وتصريحات لا تخلو من التطرف والإرهاب وتهديد الآخر. وان يحيا الانسان التغرب في وطنه، وان يشعر بأن مصيره، ابدا، في كف العفاريت، فهذه مأساة المآسي، لا بد من إيجاد حل لها.
3- هل كان سعيد عقل يبالغ عندما قال إن لبنان "جماعة من الناس، قادرة، نيرة، محبة" وإنه راح أكثر من كل بلد آخر، يتجه هذا الاتجاه؟ وقد حسب عقل أن قول يسوع "أحبوا أعداءكم..." إنما بلغ بالعلاقات بين البشر حد الكونية، ومنها أن ليس حلا لمعضلتك ما لا يراعي معضلة الآخرين.
4- هذا الكلام الجميل يحتاج إلى التجسد في واقع، والاوطان لا تدار بأمزجة فردية بل بمنطق الدولة، والدولة عندما تقبل حال الضعف لذاتها، يشرع الوطن في الانهيار، ولكي يصمد الوطن، وينتصر على التحديات، لا بد من دولة، تهمها الكرامة، ويهمها العز، ولا تلين أمام ممتهن لقانون أو مستخف بدستور أو متطاول على شريكه في الأمة، أو منتش أمام معضلات الآخرين!
رابعا: لبنان فوق حياتنا: 1- قال الشاعر وديع عقل (ولد في الدامور عام 1882): "روحي فدى الجبل الذي لا أرتضي أن يدفنوا عظمي بغير ظلاله، وطن قنعت به ولو عبث الردى بأسوده وقضى على أشباله، أنا من يرى لبنان فوق حياته ويرى منار النجم دون مناره، أنا من يرى فخرا بلثم ترابه ويود بالأجفان مسح غباره".
2- هذه العاطفة الدامورية النبيلة تحدونا على التفكر والتأمل، اليوم، في ما فعلت أنانياتنا، وأساليبنا الغامضة الملتوية، وسلوكياتنا التي جعلت حياة القبيلة، والمذهب، والتيار، والحزب، والجماعة، فوق حياة لبنان.
3- هذا الوطن بيعت أرضه، وانتهكت هويته، ولوثت بيئته، وأرهقه الفساد، حتى بتنا أمام سؤال كبير: هل لبنان فوق حياتنا أو إنه تحت أطماعنا ومصالحنا؟
4- ولا بد لكي نعرف الجواب من استحضار أرواح الذين تخلوا عن دمهم من أجل دمه، وعن روحهم من أجل روحه، ورفضوا أن تمتزج أجسادهم بتراب غير ترابه.
5- وما كان أجمل الحياة لو أنهم لا يزالون أحياء من أجله، يخوضون معارك من نوع آخر، في حقول الثقافة والحضارة والتكنولوجيا البناءة، والتصفي الروحي الذي يحتاج إلى جهاد بالكلمة وبعشق السلام وليس بالسيف والاقتتال.
6- حان الوقت لندرك أن وطننا لا يدار بمنطق القوة ولا بالتكاذب والنفاق ولا بإلغاء الآخر، بل بأن تكون حياة لبنان فوق حياتنا؛ فمن له اذنان فليسمع... وما الذي نجنيه لو ربحنا العالم كله، شرقا وغربا، وخسرنا بلادنا؟
7- والقوات اللبنانية التي قدمت، في مرحلة معينة من تاريخ لبنان، شهادة الدم، كما قدمها آخرون، ومنهم بخاصة شهداء المقاومة اللبنانية، تحاول اليوم، أن تكون شاهدة للبنان الآخر، بعيدا من سباقات التسلح، ومفهوم الوطن الفريسة، ساعية إلى لبنان الدولة، لبنان الكلمة، لبنان الزمان الجديد القادر على احتضان كل أبنائه، وعلى احترام أمنهم وأمانهم وأمانيهم".
وختم ابو جودة: "في تراثنا الروحي والوطني، كثيرا ما كانت رحلة الانتقال من الشهادة إلى الاستشهاد تحدث، وليس أغلى من كلمة الشهادة سوى دم الاستشهاد، وكلاهما يتجسدان، في ذروتهما، بالمعلم السماوي، المسيح الشاهد الأمين الاسمى، الذي شهد للحق، وكان الشهيد، مصدر النعم لكل الشهود والشهداء، آمين".
فوق الشمس"
وتخللت القداس إطلالة مميزة للمطربة باسكال صقر عبر تأديتها لأغنية جديدة أعدت خصيصا للمناسبة عنوانها "فوق الشمس"، أطلقت مع الحملة الإعلانية التي سبقت القداس الإلهي، ورافقها في الغناء عدد من مصابي الحرب. والأغنية من كلمات الشاعر حبيب أبو أنطوان، ألحان وتوزيع المايسترو إيلي العليا.
جعجع
بعد ذكل ألقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، كلمة استهلها بالقول: "لا تنم قرير العين أيها الشهيد، وانظر من فوق حجم المأساة، مأساة إصرار بعض اللبنانيين على أخذ لبنان إلى حيث يعتقدون أنهم يدرون وهم بالفعل لا يدرون، مأساة الإستقواء بسلاح نبذناه يوم عادت الدولة. أنظر من سمائك، لكن اطمئن أن تحت السماء لبنانيين أحرارا، لبنانيين يقولون لا، لبنانيين يؤمنون بأن الحق يعلو وبأن الحقيقة تسمو".
أضاف: رفاقي الشهداء، من فجر أحداث ال 1975 الى فجر ثورة الأرز، تحية شعب لا ينسى ورفاق أوفياء، ومقاومة مستمرة بالفكر والكلمة مستمرة، إن استشهادكم لن يضيع وتضحياتكم لن تذهب سدى، إن هذه الأمة لن تموت، إن هذه الأشبال من تلك الأسود. رفاقي الشهداء، ما بنيتموه بدمائكم لن يقوى عليه إنسان".
وتابع قائلا: أيها الحضور، رفيقاتي رفاقي، أيها اللبنانيون، نلتقي اليوم والإنقلابيون على الأبواب. تعددت العناوين والذرائع، لكن المطلوب واحد: رأس هذه الدولة، بل رأس الجمهورية، حتى المحكمة الدولية باتت هدفا ملحقا بالهدف الأكبر.
تعددت العناوين: فالبعض منهم يطرح موضوع شهود الزور، ويوصفه بالشكل الذي يراه هو مناسبا، ويحدد بموجبه من هم شهود الزور، ويحاكمهم ويصدر أحكاما مبرمة بحقهم، ويطلق تحذيره للجمهورية: إما أن تنفذي أحكامنا هذه بحق من سميناهم شهود زور، وإما تكوني جمهورية عوجاء، عرجاء، حمقاء، خرقاء، عميلة لا ينفع معك إلا المعول والهدم والتنكيل، لنرفع بعدها أعلامنا الصفر مظفرة في كل أرجائك. حاولنا جاهدين أن نقول لهم بأن لا أحد يستطيع توصيف شاهد زور إلا المراجع القضائية المعنية، وبأنه من غير الممكن عمليا المضي في قضية شهود الزور قبل صدور القرار الظني ونشر التحقيقات. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود، إذا كان ما يعلنون هو لمجرد التغطية والتعمية لما يضمرون.
أما البعض الآخر منهم، فيعلن أنه يقود ثورة ضد الفساد. إن من يريد إعلان ثورة ضد الفساد، ونحن بالفعل بأمس الحاجة إليها، عليه أن يكون صاحب تاريخ طويل في الإستقامة والوضوح والشفافية والأخلاق والمعرفة والجدية، وهذه كلها مفقودة تماما عند أصحاب هذه الدعوة.
أما في ما يتعلق بالثورة على بعض المؤسسات وأنظمتها، فليس المقصود بها ثورة لإستبدال قوانين وأنظمة بائدة بأخرى أكثر حداثة، بل استبدال قوانين اللعبة الحالية لأنها لم تمكن أصحاب هذه الدعوات من أهدافهم الشخصية، بأخرى تتيح لهم تحقيق هذه الأهداف".
وأردف: "رب قائل: ولكن في نهاية المطاف مهما حصل لن يؤدي ذلك الى أكثر من تغيير للنظام، أما الجمهورية فباقية، وهنا عين الخطأ. يكفي النظر الى هوية القوى الرئيسية التي تقف وراء كل ما يحدث، لنكون على يقين تام بأنه إذا نجح الفريق الآخر في انقلابه، فلن يعود هناك لا لبنان ولا جمهورية، بل سنتحول الى ولاية، مجرد ولاية.
واستطرادا، قولوا لي بربكم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هل ما كنا نعيشه بين الأعوام 1990 - 2005، كان جمهورية لبنانية ؟ لولا عمق إيمان اللبنانيين وعنادهم، ولولا وجود قلة قليلة واجهت وناضلت وكافحت في أسوأ الظروف وأحلكها، لما بزغ فجر الجمهورية من جديد، في ذلك اليوم المجيد من تاريخ لبنان، عنيت به يوم الرابع عشر من آذار من العام 2005".
أضاف: "يقولون: ولماذا تسيئون الظن؟ نحن لا نية لدينا بالانقلاب، بل نريد مجرد تصحيح المسار. ولكنهم في الوقت عينه يصرحون جهارا مرارا وتكرارا، أن ما حصل يوم 14 آذار، حين قامت الجمهورية من جديد، كان انقلابا ما بعده انقلاب، والانقلاب طبعا يواجه بانقلاب مضاد، وهذا ما هم بصدده الآن".
وقال: "الانقلابيون على الابواب! صحيح، لكن الأبواب هذه المرة ليست مشرعة، بوجود حكومة جوهرها سيادي ورئيسها سيادي، ومؤسسات رسمية من قضاء وجيش وقوى أمن داخلي ساهرة على الدولة. لن نترك الجمهورية تسقط من جديد، لن نترك الحرية تغيب الى البعيد، لن نترك السماسرة وأكلة الجبنة والمرتزقة والمهووسين وأصحاب المشروع الآخر يسيطرون بالنار والحديد. لا يخطئن أحد الحساب، فالشعب اللبناني الذي هب في 14 آذار ال 2005 توقا لفجر جديد، مستعد اليوم ل 14 "14 آذار" كي لا تهوي الجمهورية من جديد".
وتوجه إلى "شعب 14 آذار" و"جمهور ثورة الأرز" قائلا له: "لقد واجهت في الأشهر الماضية تحولات واستحقاقات قاسية تحملتها بصبر وشجاعة. لقد مررت في ظروف دقيقة، ما دفع البعض الى نعيك في وسائل إعلامه الصفراء، وكأنه لم يبق لا شعب ولا 14 آذار ولا أرز ولا ثورة. وما إن أطل الانقلابيون برؤوسهم حتى فوجئوا بأن الشعب ما زال شعبا وبأن 14 آذار نور لم يخب، وبأن الأرز لم يشخ وبأن الثورة لم تأكل أولادها".
وتابع: "يا شعب 14 آذار، يا جمهور ثورة الأرز، كثير من الأحداث التي مرت على لبنان يزول وحرف واحد مما كتبته لن يزول. معك وبك لا نخاف، لا مالا ولا سلاحا، لا ترغيبا ولا ترهيبا، لا وعيدا ولا تهديدا، أهدافنا: شعب حر أبي في ظل دولة نظام وقانون وعدالة وبحبوحة وتقدم، في وطن آمن سيد مستقر مستقل. سلاحنا: الإيمان والحق والمنطق والكلمة والالتزام والصبر والمثابرة. ومستمرون مستمرون مستمرون حتى تحقيق آخر هدف من أهداف الذين نزلوا الى ساحة الحرية في آذار ال 2005".
واستطرد بالقول: "لا عدالة لأحياء يظلم شهداؤهم. وستكون عدالة ولن يظلم شهداؤنا. لقد ظلم شهداؤنا كفاية، من كمال جنبلاط الى بشير الجميل والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض، وما بينهم الكثيرون الكثيرون، لقد ظلموا كفاية. لقد ارتضينا بأن تنتهي الحرب الى ما انتهت إليه. ولكن رضي القتيل ولم يرض القاتل، وتابع وتابع حتى وقع في التمادي القاتل، فسقط جيل جديد من الشهداء كان في طليعتهم الرئيس رفيق الحريري. طفح الكيل عند هذا الحد وقامت القيامة واندفع الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بتحرك قوي شامل وحاسم للاقتصاص من الفاعلين مرة لكل المرات، فكانت المحكمة الدولية. نظرة واحدة الى الأدبيات السياسية الدائمة للفريق الآخر تبين مدى تركيزه على موضوع الاغتيالات السياسية والاجرام والمجرمين وضرورة معاقبتهم. ولكن ما إن سنحت الفرصة لمرة أمام لبنان واللبنانيين، لتحقيق جدي وعلى مستوى دولي في الاغتيالات السياسية، خلافا لكل ما كان يجري في السابق، حتى هبوا بكل أطيافهم معارضين مستنكرين منددين متوسلين كل الأساليب، في محاولة منهم لإسقاط المحكمة وتفويت فرصة تاريخية لحل معضلة ومأساة الإغتيالات السياسية في لبنان.
لا يا اخوان، إذا كنا قد قبلنا بمنطق الحرب أيام الحرب، فلن نقبل به ايام السلم، فما حصل منذ ثورة الأرز كان جرائم موصوفة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم، يجب التوقف عندها وملاحقة المسؤولين عنها حتى النهاية.
أما هم فيعلقون: ولكن ما هي هذه المحكمة التي بدأت باتهام سوريا، لتنتقل بعدها الى اتهام حزب الله. وردنا: هذا تحوير فاضح، فالمحكمة لم تتهم أحدا بعد ولا برأت أحدا، وكل ما يشاع ويقال يعبر عن آراء اصحابه، لأن المحكمة لم تصدر أي قرار إتهامي بعد.
ويتابعون: ما هي هذه المحكمة التي لا تقاضي شهود زور؟ وجوابنا: هل انتظرتم القرار الاتهامي لتروا كيف تعامل المدعي العام مع شهادات من تدعون أنهم حوروا الحقيقة؟ وهل أخذ بشهاداتهم وهل بنى اتهامه على اقوالهم؟".
تابع: "إن المحكمة تحاكم شهود الزور الذين يتبين لها هي أنهم شهود زور، وليس أولئك الذين يسميهم الفرقاء السياسيون المختلفون شهود زور. إن أسوأ ما تشهده عملية محاولة تدمير المحكمة فصولا، هو فصل شهود الزور، الذين اخترعهم الفريق الآخر وسوقهم إعلاميا الى أبعد الحدود، ومن ثم ربط كل القضية بهم. وطالما أن الأمر كذلك، فنحن سنكون أول من يطالب بمقاضاة شهود الزور عند تحديدهم بعد انتهاء التحقيقات، لا بل أكثر من ذلك، نحن نعتقد بأن أبو عدس هو بطل مسرحية شهود الزور وأن المخرج واحد ولو تعدد الممثلون، لكننا ننتظر صدور القرار الاتهامي حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود".
وأردف بالقول: "ويقولون إن هذه المحكمة اسرائيلية. لو كانت كذلك فلماذا، بكل بساطة، لم تأخذ بالنظرية التي حاولوا هم منذ اللحظة الأولى تسويقها من خلال شريط ابو عدس، ومجموعة الأصوليين التي سوقوا انها فرت بعد العملية إلى استراليا، لكان انتهى الأمر عند تجريم أبو عدس والأصوليين.
ويدعون أن المحكمة مسيسة، ولكن من دون أن يتمكن أي منهم من إثبات أي شيء عن تسييسها".
أضاف: "يقولون ويقولون ويقولون، لكن في نهاية المطاف المطلوب واحد: رأس المحكمة.
لا يا إخوان، حتى لو كان ذلك ممكنا، وهو غير ممكن، فإن محاولة إيقاف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي بحد ذاتها جريمة أكبر من كل الجرائم التي ارتكبت حتى الآن. عند هذا الحد يخيروننا: إما المحكمة واما السلم الأهلي. وجوابنا: المحكمة والسلم الأهلي معا، لأنه بالأساس لا سلم أهليا حقيقيا فعليا عميقا من دون مساءلة وملاحقة ومتابعة. لا سلم أهليا فعليا من دون وضع حد للإجرام والمجرمين، من دون قضاء، من دون دولة ومن دون محاسبة. لا سلم اهليا فعليا في ظل التسيب وغياب الملاحقة".
وقال: "شهداءنا الأبرار، كونوا مطمئنين، نحن قوم لا يقتل لهم الشهيد مرتين، مرة بالإغتيال ومرة بالنكران والنسيان. إخواني المسيحيين، رب قائل: ما لكم ولهذه المحكمة طالما هي وجدت أصلا لمحاكمة قتلة رفيق الحريري؟ وكأن القائل يفترض بأن المسيحيين أصبحوا في ألاسكا ولم يعودوا من هذا البلد ولهذا البلد. وكأنه يفترض أيضا بأن الرئيس رفيق الحريري لم يستشهد خدمة لهذا اللبنان نفسه الذي استشهد المسيحيون على مر العصور لأجله. وكأنه يفترض بأن المحكمة ستعطي حقا فقط لآل الحريري وليس لأهل كل الشهداء ما قبل وما بعد، كما لكل اللبنانيين الأحرار. او كأن المسيحيين أصبحوا أقلية مكسورة الجناح، تعيش بالخوف والقلق وأقصى تمنياتها أن تبقى "على جنب" بمنأى عن كل شيء".
تابع: "هذه وتيك وتلك من الفرضيات باطلة مرفوضة ومردودة. فالمسيحيون من لبنان، في لبنان وللبنان. يتكلم البعض وكأنه لا تاريخ لنا في هذا البلد، ولا أجيال متعاقبة ولا اجداد ولا آباء، ولا تعب ولا عرق ولا دماء ولا شهداء. إخواني المسيحيين، نحن من صلب هذه الارض وفي صلبها. لا ندعن مجالا للشك لا بوجودنا ولا بدورنا ولا بفاعليتنا. صحيح أنه مرت علينا في المرحلة الاخيرة عشرات من السنوات العجاف، لكننا لها وعلى قدر كل التحديات. ولا يغيبن عن بالنا أنه بعد كل عسر يسر. صحيح اننا نعيش انقباضا ديموغرافيا مرحليا وتراجعا نسبيا في دورنا، لكن الصحيح ايضا هو ان هذه حال كل المجتمعات في التاريخ، دورات متتالية من المد والجزر، ونحن الآن في احدى مراحل الجزر".
وقال: "اذا استعرضنا تاريخنا نرى أن شعبنا مر دائما بدورات مماثلة فلا نتوقفن لحظة عند دورة الجزر الحالية والتي بكافة الاحوال أشرفت على نهايتها. لقد مررنا بظروف وأوضاع اسوأ بما لا يقاس مع اوضاعنا الحالية ونجحنا بعناد آبائنا وأجدادنا، في الخروج منها والعودة بأفضل مما كنا. وهذه المرة لن تختلف عن سابقاتها بشيء. حدودنا السماء، وآفاقنا اللامحدود، فلا يحاولن احد الحد من طموحاتنا، أو ثنينا عن عزمنا بحياة حرة آمنة كريمة عزيزة في هذا الشرق المضطرب".
تابع: "إخواني المسيحيين، إذا اردنا ان يساعدنا الله والآخرون، علينا البدء بمساعدة انفسنا. من هنا أدعو القوى المسيحية كافة الى الالتفاف حول الدولة والتفاهم على حد ادنى من المبادىء السياسية منطلقين من الثوابت المسيحية التاريخية في لبنان، عل ذلك ينهي الزمن الرديء الذي نعيشه وينقلنا فورا الى الزمن المنشود".
اضاف: "في هذا الاطار، اتوجه بنداء صادق صريح ومباشر الى شابات وشبان التيار الوطني الحر، أقول لهم فيه: لقد جمعتنا أيها الاخوة خمس عشرة سنة من النضال المشترك حيث اضطهدنا سويا ولوحقنا سويا وقمعنا سويا وسجنا سويا، كل ذلك من أجل مجموعة مبادىء وقناعات تمسكنا بها واصررنا على النضال من أجلها. فتعالوا نتحلق من جديد حولها ونكمل معا ما كنا بدأناه معا. انتم ناشطون سياسيون في خدمة مبادىء وقناعات نتشارك فيها معا، فلماذا الفرقة ولماذا البعد؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر، هذه بعض المبادىء التأسيسية التي قام عليها التيار الوطني الحر كما وردت في الكتاب البرتقالي "الطريق الآخر" العام 2005: في الصفحة 23: لا يمكن للبنان إلا أن يقاوم ثقافة الموت، فهذه هي دعوته. ومن أكثر فصول الجنون التي تسببت بالإنحلال العربي، تلك التي اتهمت الذين واجهوا التطرف بالعمالة لإسرائيل. في الملحق رقم 1: بعد الانسحاب الإسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله، فخلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي. فهو يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي من جهة ويهدد الوحدة الوطنية من جهة أخرى بوصفه ينم عن احتكار للقرار الوطني من قبل طرف واحد. في الملحق رقم 1 أيضا: ينص كل من القرار 1559 واتفاق الطائف على تجريد كافة الميليشيات من أسلحتها. مما يطرح إشكالية الوجود المسلح لحزب الله. في الصفحة 8: لا شك أن استعادة القوى المسلحة لدورها الطبيعي هو المدماك الأول في بناء سياسة دفاع وطنية تأخذ بعين الاعتبار تهديدات المرحلة. في بند السياسة الخارجية: رسم نهائي للحدود بين لبنان وسوريا. وأيضا حل لقضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية. في الصفحة 24: لم تعد قضية اللاجئين الفلسطينيين مثار خلاف، طالما أن سائر القوى السياسية قد أجمعت على مناهضة توطينهم على الأراضي اللبنانية. (...) وعليه من الضروري تنظيم أوضاعهم أسوة بباقي الأجانب. في الصفحة 6 و7: إن تضامن الفريق الوزاري هو مبدأ مؤسساتي ضروري لحسن الإدارة؟ إن الوزير الذي لا يوافق رئيس حكومته في سياسته يجب أن يقدم استقالته أو أن يعفى من مهامه. في الصفحة رقم 10: إن استقلالية القضاء واحدة من ركائز الدولة الديموقراطية ولا يخفى على أحد أن النظام السوري وعملاءه المحليين، قد جعلوا من الجهاز القضائي أداة للهيمنة والسيطرة. فتكونت ملفات وهمية لترهيب المعارضين وقمعهم. وفي المقابل أخفيت ملفات أخرى حول جرائم حقيقية أو أودعت أدراج النسيان. كما أصدرت أحكام اعتباطية واستنسابية من دون أن تحترم الأصول المرعية الإجراء".
تابع: "إن هذه العناوين لا خلاف البتة عليها، لا بل نحن متمسكون بها، فأين المشكلة؟ الشابات والشبان في التيار الوطني الحر، أدعوكم اليوم لإتخاذ قرار جريء بالعودة إلى المبادىء التأسيسية التي قام عليها التيار والتمسك بها، مما يجعلنا نلتقي فورا ونبدأ يوما جديدا، من دون ترسبات ولا حساسيات، متطلعين الى المستقبل بدل التلهي بالماضي وترهاته".
تابع: "أيها اللبنانيون، إن ما نعيشه من أزمات وهزات وتشنجات داخلية، يجب أن لا يحجب عن أنظارنا كل ما هو حاصل من حولنا في المنطقة. إن أهم ما يلفت النظر هذه الأيام هو التحرك الدولي المستجد لمحاولة إيجاد حل عادل ودائم لمشكلة الشرق الأوسط. في هذه المناسبة، أتوقف عند بعض الثوابت التي نراها أساسية لأي حل في المنطقة، خصوصا وأن الشعب اللبناني كان أكثر من تحمل تبعات القضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة والمصالح المشتركة التي تجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
أولا: من مصلحة جميع الأفرقاء على الاطلاق، كما من مصلحة الانسانية جمعاء، أن يحل سلام شامل وكامل في الشرق الاوسط مكان حالة الحرب والعداء المتمادية منذ عقود.
ثانيا: لا إمكانية لأي سلام من أي نوع كان في الشرق الاوسط من دون قيام دولة فلسطينية سيدة، حرة مستقلة. ثالثا: مهما كانت الحلول المقترحة للاجئين الفلسطينيين، فإن لبنان لا يستطيع أن يتحمل أي شكل من أشكال التوطين، تحت أي ذريعة من الذرائع، للاعتبارات المعروفة، خصوصا أن اللبنانيين كانوا قد أجمعوا، على مختلف انتماءاتهم الدينية والفكرية والحزبية والسياسية، على رفض التوطين وأدخلوا ذلك كبند من بنود مقدمة دستورهم.
وعلى هذا الصعيد، كانت مشجعة جدا التصريحات العربية والدولية التي صدرت في الآونة الأخيرة، خصوصا الأميركية والفرنسية والمصرية منها، والتي أكدت على أن لا سلام من دون لبنان أو على حساب لبنان، كما أن لا قبول لأي توطين للفلسطنيين فيه".
وختم: "وأخيرا، رفيق
المصدر: الوكالة الوطنية
________________________________________
Ref: http://news.saidanet.com/main.php?load=view&nid=5470