اللواء - رئيس المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا : الدولة تهتمّ بكلّ شيء سوى الثقافة . المركز يملك أرشيفاً توثيقياً وقسماً للمعلوماتيّة بالجنوب .( 1) - خالد اللحام
رئيس المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا :
الدولة تهتمّ بكلّ شيء سوى الثقافة .
المركز يملك أرشيفاً توثيقياً وقسماً للمعلوماتيّة بالجنوب .( )
هل للثقافة دور في عملية السلام والبناء والتعمير ؟… وبماذا يفيد إنشاء المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا الذي بدأ منذ فترة بسلسلة نشاطات توثيقيّة ومنهجيّة ودراسات شملت العديد من الموضوعات الهامة التي يعتمد عليها حالياً ومستقبلياً أيّ عمل هادف وبناء في المنطقة ؟… أسئلة حملناها إلى الدكتور مصطفى دندشلي رئيس المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا بعد اطلاعنا على وثائق النّدوة الثانية للمركز والتي توزع في صيدا والجنوب للاستفادة منها . وفيما يلي نصّ الحوار :
* ما هي النشاطات التي يقوم بها المركز في الظرف الحالي ؟…
يقوم المركز الثقافي في الفترة الحالية بسلسلة نشاطات متنوّعة يغلب عليها الطابع الإنمائيّ. وهي تتعلق بصيدا خصوصاً وبالجنوب عامة ، سعياً وراء تطوّره وإنمائه وازدهاره ، وقد أعددنا لذلك برنامجاً تفصيلياً يتضمن بعض النّدوات للاختصاصيّين لطرح المشكلات الإنمائيّة والاجتماعيّة وإيجاد الحلول لها ، أهمّها النّدوة التي عقدناها في السادس عشر من تموز الماضي والتي كان موضوعها " مرفأ صيدا واحتياجات المنطقة وسُبُل تطويره بما يتوافق مع تلك الاحتياجات " وشاركت في هذه النّدوة مختلف القوى والفاعليات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة وصدرت مداخلاتهم ونقاشاتهم مع المشروع في كتيب جامع لها أوائل هذا الأسبوع . كما كنذا قد عقدنا ندوة أخرى حول " تطوّر صيدا العمرانيّ " في الثالث من آب الماضي وشارك فيها إلى جانب الفئات المذكورة رئيس بلدية صيدا الذي يتحدّث عن أهمّ مشاريع البلديّة بين الأمس واليوم أو بالأحرى من الماضي إلى الحاضر بالتعاون مع " المؤسّسة الإسلاميّة للثقافة والتعليم العالي " وتحدّث فيها أيضاً المهندس الاستشاريّ مصطفى فواز ورئيس دائرة المساحة في محافظة لبنان الجنوبيّ المهندس كمال النقوزي .
* هل من مشاريع قيد الإعداد ؟…
لدينا الآن عدّة نشاطات على مختلف الصعد نسعى الآن إلى تنظيمها وإعداد ندوات من الاختصاصيّين لبحثها ومناقشتها وهي تتعلق بجملة قضايا ، أهمّها قضايا التربية والتعليم في صيدا والجنوب ، وتطوّر الصناعة ، وتطوّر التجارة ، والزراعة وما تعانيه الآن من ركود وما كانت عليه، وطبعاً هذه الأمور كلها تشتمل الدراسات حولها مساحة صيدا والجنوب بشكل مترابط ومتكامل .
* من يشرف على هذه الهيئة ؟…
نحن مجموعة من مثقّفي صيدا والجنوب نقوم بإعداد هذه النّدوات ونأخذ على عاتقنا مهمّة تنظيمها ومنهجيتها وإعداد المحاضرات حولها . وهذا الفريق المتخصّص بهذه الأعمال يضمّ نخبة من مثقّفي صيدا والجنوب كما أسلفت أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور فؤاد شاهين مدير كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة والمهندس سامي البساط رئيس تجمّع الصناعيّين في الجنوب والأستاذ محمد سعيد المكاوي رئيس مجلس إدارة التعاونيّة الاستهلاكيّة في صيدا والدكتور علي الشيخ عمار أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانيّة والدكتور جميل ضاهر الاختصاصيّ في التأهيل الطبّي وبعض الأخوة من اختصاصات مختلفة .
* تحدثتم عن المنهجيّة ، فهل لديكم قسم لترتيب هذه الموضوعات وحفظها للاستفادة منها؟.
لدينا إلى جانب المركز قسم خاص للتوثيق والبحوث الاجتماعيّة يعتبر قسماً رائداً في المعلوماتيّة عن صيدا والجنوب في الوقت الحاضر إذ يتضمن معلومات شبه كاملة عن كلّ ما يتعلق بالمنطقة بشكل خاص ولبنان عموماً منذ خمس سنوات وحتى اليوم . إذ أنّنا كمثقّفين نرى أنّ دور المعلوماتيّة هو الدور الأهمّ والأفضل في هذه المرحلة وفي كلّ وقت .
* مصادر الدعم والتمويل لمشروعكم ؟...
الحقيقة أنّ مشروعنا يعتمد على الاكتفاء الذاتيّ من صيدا ، ونحن نعتمد على الدعم الصيداويّ بشكل خاص حيث تنظّم حملة تبرعات سنويّة تشمل الهيئات والقوى الصيداويّة التي تغطي برنامجنا بدعمها بشكل كاف إلى حدّ ما ولا ننسى هنا ما تقدّمه إلينا المؤسّسة الإسلاميّة للثقافة والتعليم العالي من صيدا من مساعدات سنويّة ، كما تقدّم هذه المؤسّسة الدعم لجميع الأندية الثقافيّة والخيريّة بدون استثناء سعياً وراء خدمة الساحة الجنوبيّة وصيدا لما فيه خير الوطن والمواطن .
* ما هو المطلوب من الدولة لدعم هذا المشروع ؟...
يجب أن توجد هذه الدولة حتى نستطيع أن نطلب منها شيئاً . ولكن إذا أردت إجابة سريعة عن هذا الموضوع وأن نتحدّث عن الدولة فيما مضى فإنّني أستطيع القول وبصراحة بهذا الأمر بأنّ الدولة مشغولة بكلّ شيء سوى الثقافة ، فالثقافة لا تعنيها ولا تكون هاجساً لسياستها لذلك فالدولة في لبنان بواد والعمل الثقافيّ في واد آخر . ولو نظرنا لهذا الأمر لرأينا أنّ الثقافة وقضايا الفكر من أهمّ المشاكل الملحة التي تتطلب دعماً واسعاً من كلّ الأطراف ، لو نظرنا إلى ما يجري خارج مجتمعاتنا، نحن مجتمعات العالم الثالث لوجدنا أنّ كلّ الدول المتطوّرة تعتمد على دعم الثقافة ونشرها ودعم الاختصاصات المتفرعة عنها كافة كأهمّ الأسس التي تعتمد عليها من أجل مجتمعاتها .
* هل يقوم المجلس السياسيّ لمدينة صيدا بأيّ دور على هذا الصعيد ؟...
نحن نتعاون تعاوناً كلياً مع المجلس الوطنيّ السياسيّ لمدينة صيدا ونتعاون كذلك وبالأخص مع التنظيم الشعبيّ الناصريّ في المدينة والجبهة الوطنيّة الديمقراطيّة فنحن نعتبر أنّ المركز الثقافيّ هو جزء لا يتجزأ من العمل الوطنيّ العام وإن كنّا نحن مستقلي الهويّة السياسيّة ، غير أنّنا جزء لا يتجزأ من العمل الوطنيّ في الجنوب وفي لبنان .
* كلمة أخيرة ؟...
يهمّني التأكيد على أنّ للثقافة وللمثقّفين الدور الحقيقيّ والأساسيّ لبناء أيّ مجتمع لبنانيّ علميّ يقوم على أسس ثابتة ومن هذا المنطلق بدأنا رحلتنا عام 1977 ونأمل أن نصل إلى الغايات والأهداف التي وضعناها نصب أعيننا عند التأسيس بدعن من المثقّفين ومشاركتهم في هذا العمل الوطنيّ الهام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1) أنظر ، جريدة " اللواء "، 30 تشرين الأول 1985 ، حاوره : خالد اللحام