عاشت مصر العربية صفحات من العلاقات الكوردية المصرية - علي سنجاري
المصدر:google
عاشت مصر العربية صفحات من العلاقات الكوردية المصرية
علي سنجاري
بينما كنت أشاهد عبر شاشات التلفزة السيد احمد أبو الغيط وزير خارجية مصر العربية وهو يرفع العلم المصري الجميل فوق سارية القنصلية المصرية في أربيل عاصمة أقليم كوردستان كحدث تاريخي مهم يعزز العلاقات التاريخية ليس بين شعب الكورد في العراق وشعب مصر العربي فحسب بل بين الأمتين العربية والكوردية على المستوى القومي لكلا الشعبين الصديقين الكوردي والعربي ويجدد ماضي علاقات الكورد بالشعب المصري منذ عهد صلاح الدين الأيوبي وما بعد.
عدت الى الوراء مستعيناً بذاكرتي التي أخذت تضعف كضعف نظري وأنا في العقد السابع من العمر والحمدلله مازلت أتذكر الأحداث التاريخية المهمة منذ عهد الشباب…
أتذكر عندما تعرض الشعب المصري العظيم الى العدوان الثلاثي في أواخر عام 1956 حيث هاجمت القوات البريطانية والفرنسية والاسرائيلية مدن مصر الواقعة على قناة السويس مثل (بور سعيد والاسماعيلية) وتعرضت مدن آخرى الى العدوان جواً وبحراً حيث كنت آنذاك موظفاً صغيراً في دائرة الهاتف الآلي في مدينة الموصل وأسكن في دار صغيرة في حي باب الجديد وكان من الأحياء المعروفة عند سكانه ميولهم العروبية وتأييد الزعيم القومي العربي الكبير المغفور له جمال عبدالناصر . وبدوري كنت معجباً بالرئيس جمال عبدالناصر ودفاعه عن الأمة العربية والنضال من اجل توحيدها.لأني كنت أسمع بأن عبدالناصر كان ضد قيام ((حلف بغداد)) الأستعماري الذي ضم كل من حكومات العراق وتركيا وأيران وباكستان الى جانب بريطانيا وأمريكا كمراقبين . وكان من أولى أهداف الحلف معاداة الأتحاد السوفيتي وقمع الحركة التحررية للشعب الكوردي في أنحاء وطنه المجزأ كوردستان وكان هذا مهم لي ككوردي… كنت أستمع الى اذاعة صوت العرب التي تبث من القاهرة وكان صوت المذيع المعروف أحمد سعيد وتعليقاته السياسية كالنار في الهشيم توقظ المستمعين وتثير المشاعر والأحاسيس الوطنية على الرغم من التشويش الكبير من قبل الحكومة الملكية في العراق الذي كان يحاول منع سماع الأخبار والأناشيد الحماسية التي كانت أذاعة صوت العرب تبثها وبخاصة (( نشيد الله أكبر فوق كيد المعتدي))… إلا أنه كانت تجري المحاولات الكبيرة للأستماع الى إذاعة صوت العرب بكل السبل على الرغم من التشويش.
في أحد الأيام وبينما كانت الحرب دائرة من بيت الى بيت في بور سعيد أستمعت وبشكل ضعيف جداً وعلى الرغم من التشويش بأن الزعيم الكوردي الملا مصطفى البارزاني الموجود في الأتحاد السوفيتي قد بعث ببرقية من موسكو الى الرئيس جمال عبدالناصر من خلال السفارة المصرية يستنكر ويدين العدوان الثلاثي على الشعب المصري وأبدى أستعداده للقدوم الى مصر مع رفاقه المقاتلين للدفاع عن مصر وشعبها الشقيق المناضل…
لقد كان لهذا الخبر العظيم بالنسبة لي كالصاعقة هزّ مشاعري من الأعماق كيف لا وأنا الشاب المتحمس وحديث الأنتماء الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردي في العراق ((الحزب الديمقراطي الكوردستاني)) فيما بعد… وكنت قد انتميت الى هذا الحزب من خلال أستاذي المناضل الشهيد صالح اليوسفي لمجرد كون مصطفى البارزاني هو مؤسس الحزب ورئيسه وحتى قبل الأطلاع على المنهاج والنظام الداخلي للحزب…
لقد كان لموقف البارزاني الخالد تجاه عبدالناصر وشعب مصر فاتحة عهد من العلاقات النضالية بين الحركة التحررية الكوردية بقيادة البارزاني ومصر العربية بقيادة عبدالناصر وأستمرت الى الآن. من ناحية آخرى أدى موقف البارزاني هذا الى قيام المظاهرات في كافة مدن كوردستان العراق ضد العدوان الثلاثي على مصر . وقد شاركت شخصياً في المظاهرات في الموصل التي أنطلقت من منطقة سجن الموصل بأتجاه مستشفى الموصل عبر شارع الفاروق وكانت مظاهرات صاخبة تندد بالعدوان الثلاثي على مصر وبالأستعمار وحلف بغداد وكان الحزب الشيوعي العراقي نشيطاً لقيادة المظاهرات وكذلك حركة القوميين العرب وهم في مقدمة المتظاهرين وكان دور حزب البعث ضعيفاً آنذاك وأشترك الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تلك المظاهرات أيضاً . وفي منطقة دوار الساعة وسط شارع الفاروق . حاصرت قوات الشعبة الخاصة ((الأمن فيما بعد)) المتظاهرين من عدة جوانب وتم أعتقال العشرات وكنت واحداً منهم وبعد تعرضنا الى الضرب والأهانات في التحقيق تم بعد أسبوع من الأعتقال إحالتنا جميعاً الى محكمة العرفي في كركوك وكان رئيس المحكمة العقيد سعدي العمري رجلاً محترماً وأخذ يسأل الموقوفين واحداً واحداً عن أسمه ومهنته ومحل سكناه ولما سألني عن أسمي فقلت علي قاسم سنجاري . فقال أنت كوردي فقلت نعم. فقال ماهي علاقات الكورد بعبدالناصر ؟ فقلت نحب مصر وعبدالناصر الذي يحب الكورد . فقال هل كنت مشتركاً في المظاهرات ؟ فقلت كنت ماراً من هناك بالصدفة والقت الشرطة القبض علينا . فقال لا تمر عندما تكون هناك مظاهرات في المستقبل وأفرج عني وبعد سنوات رآني وكان قد تقاعد وقال بارك الله فيك وبالبارزاني وعبدالناصر . بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة 1958 حيث أختار مصطفى البارزاني الخالد مصر عبدالناصر كمحطة للعودة الى وطنه بعد غياب دام أثنى عشر عاماً وأستقبل ومن معه من رفاقه المناضلين أستقبالاً حاراً من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في القاهرة في الرابع من تشرين الأول 1958 كما أستقبلت مصر البواخر التي تقل المئات من رفاق البارزاني وعوائلهم الذين كانوا قد رافقوا البارزاني الخالد في مسيرته الثورية التاريخية الى الأتحاد السوفيتي عبر نهر آراس بعد أن تعرضت جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد الى الأنهيار جراء التآمر الدولي عليها وأبى مصطفى البارزاني الذي كان قائداً عسكرياً لقوات جمهورية مهاباد الأستسلام للنظامين العميلين الشاهنشاهي في ايران والملكي في العراق . وأختار المنفى لمواصلة النضال من أجل قضية شعبه الكوردي ووطنه المغتصب كوردستان…
هكذا أستمرت العلاقات النضالية بين الكورد بقيادة زعيمهم الكبير مصطفى البارزاني وبين الشعب المصري بقيادة الزعيم العربي الكبير جمال عبدالناصر . لقد تعرض العراق بعد قيام ثورة 14 تموز بفترة وجيزة الى صراعات سياسية حادة وتناقضات كبيرة بين معظم القوى السياسية العربية في العراق وبرزت شعارات براقة بين القوى القومية العربية الداعية للوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة التي كانت مصر وسوريا نواتها . كهدف قومي مشروع للأمة العربية التي تعاني من التجزئة والتمزق وتعدد الكيانات وبين القوى اليسارية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي التي كانت تعتقد بأن العراق الذي يضم أقواماً وشعوباً ومذاهب وديانات متعددة غير مهيأ للوحدة الفورية كما حدث بين مصر وسوريا وأن صيغة الأتحاد الفدرالي بين الدول العربية هي الأفضل في تلك المرحلة . إلا أن التيار المؤيد للوحدة الفورية كان جارفاً وقوياً وكان يتلقى الدعم والتأييد من الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر . من هنا فقد أصبح وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة رئيسه مصطفى البارزاني في موقف محرج جداً حيث كان المدّ اليساري في كوردستان قوياً أيضاً وحتى كان هناك تيار داخل قيادة الحزب نفسه. وحاول البارزاني أمساك العصى من الوسط . للحفاظ على علاقات الصداقة مع عبدالناصر من جهة . وعدم الأبتعاد عن التيار اليساري المؤيد من قبل الأتحاد السوفيتي من جهة آخرى وكان بحق موقفاً محرجاً ومعقداً … إلا أن البارزاني الخالد أستطاع بحنكته السياسية وتجاربه الطويلة في الحياة الحفاظ على صداقته مع عبدالناصر ومع التيار اليساري أيضاً. وعند قيام العقيد عبدالوهاب الشواف قائد اللواء الخامس في الموصل بحركته الأنقلابية في التاسع من آذار 1959 معلناً التمرد على حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم . طلب البارزاني من قيادة حزبه الوقوف على الحياد مع شجب الحركة الأنقلابية التي كتب لها الفشل وكانت تحظى بدعم من الأقليم الشمالي (( سوريا )) للجمهورية العربية المتحدة .. وهكذا أستمرت العلاقات الأيجابية بين الرئيسين البارزاني وعبدالناصر حتى النهاية
عند قيام انقلاب الثامن من شباط 1963 والأطاحة بحكومة ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم وسيطرة التيار القومي بقيادة العقيد عبدالسلام عارف وحزب البعث العربي الأشتراكي على السلطة في العراق. وصل وفد كوردي رفيع المستوى بقيادة الأستاذ جلال الطالباني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني الى بغداد ممثلاً عن رئيس الحزب وقائد الثورة الكوردية البارزاني الخالد للتفاوض مع قادة الأنقلاب على خلفية الأتصالات التي كانت جارية بين الجانب الكوردي وأطراف الأنقلاب على أمل ايجاد حل سلمي للقضية الكوردية استناداً الى الوعود التي كان حزب البعث قد قطعها للكورد قبل الأنقلاب بخصوص الأقرار بالحكم الذاتي للشعب الكوردي في كوردستان العراق وفي العشرين من شباط سافر الأستاذ جلال الطالباني والشخصية الكوردية الوطنية المعروفة المرحوم فؤاد عارف
لى مصر وقابلهم المرحوم عبدالناصر وكان هناك وفد من قادة الأنقلاب أيضاً فخاطب عبدالناصر وفد الأنقلاب بحضور الوفد الكوردي بأن عليهم حل المسألة الكوردية سلمياً وعدم أفساح المجال للقوى الأقليمية المعادية للأمة العربية وللكورد معاً لأشعال الفتنة بينكم وكان يقصد تركيا وايران. وكان يعتقد بأن الحكم الذاتي هو الطريق الأمثل لحل المشكلة الكوردية . إلا أن قادة أنقلاب شباط كانوا في قمة الغرور والعنجهية لم يأخذُوا بنصيحة المرحوم عبدالناصر.
عندما شن انقلابيو شباط الحرب على شعب كوردستان في التاسع من حزيران 1963 رفض جمال عبدالناصر دعم قادة العراق عسكرياً ضد ثورة الشعب الكوردي بقيادة البارزاني الخالد وشجب قيام قادة أنقلاب الثامن من آذار في سوريا إرسال قوات من الجيش السوري بقيادة العقيد فهد الشاعر للقتال ضد الشعب الكوردي . من هنا أود أن أروي بعض المواقف التاريخية المهمة من قبل مصر عبدالناصر تجاه الثورة الكوردية والتي أنا شاهد عليها شخصياً وهي :-
في شهر مايس 1963 كنت قد خرجت من سجن الموصل بكفالة حيث كان قد تم أعتقالي في ليلة 9 ـ 10/ أيلول / 1961 في داري بالموصل أي قبل يوم من أندلاع ثورة أيلول المجيدة وكنت عضواً في فرع الموصل دهوك للحزب الديمقراطي الكوردستاني آنذاك وبعد زهاء عام تم أطلاق سراح 300 من الذين أعتقلوا داخل المدن بقرار من عبدالكريم قاسم بمناسبة ما سمي بعيد السلامة والأبتهاج حيث نجا قاسم من محاولة الأغتيال . وكنت ضمن من أطلق سراحهم وجئت الى بغداد بأمر من الحزب وأصبحت عضواً في الفرع الخامس للحزب في بغداد . وكان أستاذي الشهيد صالح اليوسفي مسؤولاً لفرع الحزب هناك وكنت موضع ثقته حيث طلب الأستاذ اليوسفي أن ارافقه لزيارة السفير المصري في بغداد وكان السفير أسمه أمين هويدي وفعلاً قمنا في أحدى الليالي من شهر مايس 1963. بزيارة السفير بداره وقدمني الأستاذ اليوسفي للسفير قائلاً بأن الأخ علي سنجاري من كوادر حزبنا المخلصين يمكن الأعتماد عليه… وأثناء الحديث ذكر السفير بأن الجماعة ويقصد قادة الأنقلاب يستعدون للحرب ضدكم حيث كانت المفاوضات مازالت مستمرة بين الوفد الكوردي وقادة الأنقلاب… فأجاب اليوسفي هذا صحيح وهو أمر مؤسف . لقد أتفق الشهيد اليوسفي مع السفير بأن أراجع أنا القنصلية المصرية في باب المعظم للأتصال مع المسؤول الأمني في القنصلية وكان أسمه محمد متولي لأن السفارة مراقبة من الحرس القومي والأمن العراقي . ومراجعة القنصلية أسهل من السفارة. في التاسع من حزيران 1963 وبينما كان الشهيد صالح اليوسفي في طريقه لأيصال رسالة من احمد حسن البكر رئيس الوزراء وعلي صالح السعدي الأمين القطري لحزب البعث الى قائد الثورة الكوردية البارزاني الخالد . تم أعتقاله.
والبعض من أعضاء الوفد الكوردي في مطار كركوك بأسلوب غير اخلاقي وجرى توقيفهم وتعذيبهم …
عندها تسلمت أنا مسؤولية فرع بغداد للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد أعتقال الشهيد اليوسفي. وكنت أراجع القنصلية المصرية بين حين وآخر وفي شهر تموز 1963 أخبرني المسؤول الأمني المصري بأن باكستان قد زودت النظام العراقي بعشرة الاف قنبلة مدفعية نوع 25 رطلاً فقمت بنقل الخبر الى المكتب السياسي للحزب ونشر في جريدة الحزب المركزية (( خه بات )) . وفي شهر آب 1963 أخبرني المسؤول الأمني المصري بأن الحكومة العراقية قد أتفقت مع الحكومتين التركية والأيرانية على التنسيق العسكري ضد الثورة الكوردية وهناك ضباط أتراك في الموصل مع أجهزة الاتصال اللاسلكي وضباط ايرانيين في كركوك لنفس الغرض . وأوصلت المعلومات الى البارزاني الخالد والمكتب السياسي للحزب ونشرت في جريدة ـ خه بات ـ كما أن الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل كتب في جريدة الأهرام المصرية مقالاً في منتصف شهر آب 1963 تحت عنوان :- ( بصراحة) قال فيه أين هي مصلحة الأمة العربية في تعاون حكام بغداد مع ايران التي تحتل منطقة عربستان العربية وتركيا التي تحتل الأسكندرون العربية ضد الشعب الكوردي الحليف الأستراتيجي للأمة العربية … وكادت العلاقات بين النظام العراقي ومصر أن تصل الى درجة القطيعة آنذاك وأستمرت مصر في موقفها من القضية الكوردية…
وفي سنة 1965 تم فتح مكتب للثورة الكوردية في القاهرة وكانت هناك اذاعة تبث الأخبار باللغة الكوردية … بعد وفاة الرئيس المغفور له جمال عبدالناصر في نهاية عام 1970 شارك وفد رفيع المستوى برئاسة الشهيد صالح اليوسفي ممثلاً عن قائد الثورة الكوردية مصطفى البارزاني الخالد في مراسيم تشييع جنازة عبدالناصر. وبعد رحيل عبدالناصر وتسلم السادات السلطة في مصر توقفت العلاقات بين الحركة التحررية الكوردية وجمهورية مصر العربية الى حين… وفي كانون أول 1970 تم تكليفي من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني للقيام بمهمة السفر الى لبنان لزيارة الأطراف الكوردية اللبنانية ثم طلب مني البارزاني زيارة مصر للوقوف عن كثب حول الأوضاع هناك بعد غياب عبدالناصر وفي 15/12/1970 سافرت الى القاهرة ونزلت في فندق شيراتون وكان قد تم اغتيال المرحوم وصفي التل رئيس وزراء الأردن أمام الفندق قبل أيام . وآخذت أسأل عن السيد أمين هويدي بأعتباره صديقاً قديماً للكورد . فعلمت بأنه قيد الأعتقال من قبل السادات وتمكنت من الوصول الى أبن شقيقته وأسمه السيد وفاء الحجازي الذي رحب بنا كثيراً وقمت بزيارة ضريح المرحوم جمال عبدالناصر ووضعت أكليلاً من الزهور على قبره بأسم البارزاني وسجلت كلمة في السجل الخاص بالزائرين … وبعد أسبوع عدت الى بيروت بعد أن ظهر لي بأن عهد السادات ليس عهد عبدالناصر بالنسبة الى القضية الكوردية…
في منتصف 1974 زار وفد رفيع المستوى من القيادة الكوردية مصر والتقى بالمرحوم محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية في محاولة لأعادة العلاقات بين الكورد ومصر وطلب وساطة السادات مع النظام البعثي في العراق لحل المشكلة الكوردية سلمياً . فظهر للوفد بأن السادات يسير في طريق آخر بأتجاه الوساطة بين النظام البعثي وشاه ايران حتى كانت اتفاقية الجزائر الخيانية بين النظامين الشاهنشاهي والبعثي في 6/ آذار/ 1975 …
إلا أنه وبعد أغتيال أنور السادات . بدأت العلاقات التاريخية الأيجابية بين الحركة الكوردية في العراق وحكومة وشعب جمهورية مصر العربية بقيادة السيد الرئيس محمد حسني مبارك تعود وبالتدريج الى ما كانت عليه سابقاً وفتحت مصر العربية أبوابها على مصراعيها لأستقبال الكورد العراقيين وفتحت الأزهر الشريف أبوابها للعلماء والطلاب الكورد المسلمين وتم أستقبال رجال الأعمال والتجار من أقليم كوردستان العراق وتكللت تلك العلاقات الأخوية الأيجابية عندما أستقبل السيد الرئيس محمد حسني مبارك السيد مسعود بارزاني بأعتباره رئيس أقليم كوردستان العراق والأتفاق على فتح قنصلية مصرية في أربيل عاصمة الأقليم كبادرة مشكورة من لدن أكبر بلد عربي يفتح قنصلية له في عاصمة أقليم كوردستان . بغظ النظر عن دعاة التطرف الشوفيني العربي بأن الكورد يحاولون الأنفصال كذباً وبهتاناً…
أن الشعب الكوردي مديناً بالوفاء للشعب المصري والحكومة المصرية التي كانت عبر التاريخ نصيراً للشعوب المضطهدة والمغلوب على أمرها وكانت مصر قد شهدت صدور أول صحيفة كوردية بأسم كوردستان في سنة 1898 من قبل المرحوم مقداد بدرخان ومازال لآل بدرخان في مصر مكانة مرموقة في المجتمع المصري الى جانب وجود المئات من العوائل التي تنحدر من جذور وأصول كوردية تلعب دوراً في العديد من المرافق الأقتصادية والفنية والأجتماعية والثقافية في مصر.
كان هذا موجز عن العلاقات الكوردية المصرية وأنا شاهد عليها ويسرني أن أرى اليوم بأنها قد تطورت وتقدمت لخدمة الشعبين الصديقين الكوردي والمصري.
تحية الى شعب وحكومة مصر العربية
وعاشت الأخوة الكوردية العربية.