د. دندشلي - مزايا زعماء صيدا الشعبيّين السابقين
صيدا في 20 أيار 1998
إنّ من أبرز مزايا زعماء صيدا الشعبيّين السابقين، ومن أهمّ حسناتهم المشهودة لهم، أنهم كانوا يستمدون زعامتهم السياسية من القواعد الشعبية، ومن احترامهم للناس تواضعهم، ومن بيوتهم المفتوحة، غير المزنّرة لا من القصور ذات الأسوار العالية والمحاصرة بالحرّاس والمرافقين المسلّحين وتأتي زعامتهم أيضاً من تقيّدهم بالمواعيد المضبوطة فلا يستأخرون ولا يؤخّرون ومن لا يتركون زوارهم ينتظرون طويلاً في الصالونات.... ومِن اتصالهم الدائم وتشاورهم المتواصل مع القيادات وأهل الرأي، فلا يستخفون بالناس ولا يستعلون عليهم أو يستكبرون...
لذلك، فقد دَرَج زعماء صيدا الشعبيين السابقين، على أن يسيروا بين الناس، ويمشوا في شوارع صيدا وبين جمهور الناس على الأقدام... العلاقة كانت علاقة حميمة، مباشرة، إنسانية.... والاتصالات غالباً ما تكون دون مواعيد، واللقاءات السياسية، في الأزمات، تتمّ بمشاركة الجميع، وتُعقد أحياناً في البيوت في غرف النوم أو قاعات الطعام، أو في المقاهي الشعبية والساحات العامة أو فسحات القلعة البحرية، أو في نقابة الصيادين بالقرب من شاطئ البحر، كما يبدو ذلك كله ويظهر في كثير من الصور التذكارية المشهورة والمتداولة بين الصيداويين...
ذلك أنّ الزعامة السياسية الحقيقية، الزعامة الوطنية الشعبية، لم تكن مستمدة من قوة رأس المال أو النفوذ الاقتصادي أو ضخامة الشركات العقارية والمالية وسطوتها، ولا من كثرة الموظفين والمأجورين والمرتبطين والمستفيدين.... وإنما معيار الزعامة السياسية الوطنية السابقة في صيدا، كان من هذا المقدار من الالتفاف الشعبي العفوي، التعبيري عن موقف وطني، فلا ينطلق من مصلحة شخصية أو منفعة خاصة.... زعامة صيدا السياسية هي مزيج من هذا النمط من الأحاسيس الوطنية والعمل النضالي والسلوك الكفاحي والانفتاح الاجتماعي والطموح الإنساني...
تحرير
د. مصطفى دندشلي