صيدا نت - مجاري آسنة تنغص على المواطنين حياتهم في منطقة الفوار ـ حارة صيدا
مجاري آسنة تنغص على المواطنين حياتهم في منطقة الفوار ـ حارة صيدا
صيدا نت: 28-08-2010
محمد دهشة
تشكو عشرات العائلات اللبنانية والفلسطينية التي تقطن على ضفاف مجرى مائي يقع بين محلتي الفوار ـ الهمشري ومشاريع الهبة في منطقة صيدا من تدفق مياه مجاري الصرف الصحي ما ادى الى نمو الاعشاب والقصب وسط انبعاث الروائح الكريهة وانتشار القوارض ومخاوف من امراض الربو والحساسية. لم تلق نداءات الاهالي حتى الان الاذان الصاغية من المسؤولين المعنيين رغم المراجعات المتكررة لمعالجة هذه المشكلة المتفاقمة منذ سنوات، اذ ان الجدول المائي يتحول شتاء الى مصدر لفيضان المياه ما يهدد المنازل المجاورة بالغرق، وصيفا الى بركة شبه راكدة تفوح منها الروائح الكريهة وتنتشر فيها القوارض والبعوض ما يعرض صحة المواطنين وخاصة الاطفال لخطر المرض مثل الربو والحساسية وضيق التنفس.
ويمتد هذا الجدول المائي المكشوف وسط الاعشاب والقصب على مسافة مئات الامتار من اعلى منقطة "الفوار" وصولا الى قرب مستشفى "الهمشري" شمالا، حيث يعود ويتدفق في مجرور الصرف الصحي الذي يصل الى مدينة صيدا ومنها الى البحر او محطة التكرير في سينيق"، فيما تتراكم فيها النفايات والاطارات والعوائق المادية لتزيد من اشمئزار المشهد.
ويؤكد الاهالي لـ "صدى البلد"، ان هذه المنطقة تتبع عقاريا لبلدية حارة صيدا فهي التي تستوفي رسوم البلدية وتمنح التراخيص وتنجز المعاملات وسواها، الا انها تشكل ما يشبه الخط الفاصل مع بلدية المية ومية ما دفعهم الى الاعتقاد انهم ايضا يدفعون الثمن ويقعون ضحية الموقع الجفرافي الحائر ميدانيا بينهما.
حياة لا تطاق
ووصف ابو فؤاد حماد الذي يقطن مباشرة على مجرى الجدول منذ سبع سنوات مع إسرته، الحياة بانها لم تعد تطاق في المنطقة.. لكن ليس هناك من مفر، معاناتنا مزمنة في الصيف والشتاء على حد سواء، لقد راجعنا المسؤولين كثيرا وبقي الواقع على حاله بل المشكلة في تفاقم مستمر مع مرور الوقت وخاصة في الصيف اذ لم نعد قادرين على فتح نوافذ منازلنا، فيما الحديقة الملاصقة للمجرى هجرناها بلا رجعة، لا نستطيع الجلوس فيها رغم انها متنفس حيوي للمنزل بسبب الروائح الكريهة والبعوض الذي ينهش اجسادنا".
واضاف: أبناء المنطقة يشكون هنا من كثرة المرض، دائما يأخذون اولادهم الى الاطباء ويعودون بنفس النتيجة شراء أدوية بربو والحساسية، أملا ان يتجاوب المعنيين مع شكاوى الناس قبل اللجوء الى السلبية.
وتحاصر الروائح الكريهة والبعوض، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والتقنين القاسي في التيار الكهربائي الناس في منازلهم، فتتحول الى ما يشبه القبو وفق ما يقول احمد ميرة الذي اضاف "اتمنى ان انام واستيقظ وارى هذا الكابوس قد اختفى من حياتنا"، فيما يقول الطفل رمزي سيدو "نريد ان نلعب في الساحة بحرية دون ان نشعر اننا سوف نتقيأ بسبب الروائح الكريهة وخاصة في فصل الصيف.
مذكرة مطالبة
وقبل ايام قليلة، وجه ابناء المطنقة رسالة الى ثلاث رؤساء بلديات صيدا وحارة صيدا والمية ومية وفيها نحن الأهالي القاطنون على ضفاف ذلك المجرى المائي الواقع بين منطقة الفوار ومنطقة مشاريع الهبة، نرفع اليكم مأساة قديمة مستمرة متجددة، اذ نعاني ومنذ أمد بعيد جدا من تدفق مياه الصرف الصحي على ذلك الجدول الجاري الراكد، وكأن الذي سمح بهذه المأساة وسمح لمجارير الأبنية المجاورة وغير المجاورة بأن تصب في ذلك النهر او أن تفيض على الأرض قبل أن تصل النهر لا يعلم أننا بشر من لحم و دم، وأن عندنا اطفالا يتعرضون للسع البعوض في الليل والنهار، وأن الواحد منا في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يجلس على شرفة منزله من تلك الرائحة النتنة وما نكابده أكبر من أن تعبر عنه الكلمات.
لذلك نتوجه إليكم مباركين لكم فوزكم الجديد بمنصب رئاسة البلديات، متمنين لكم الصحة والعافية، وأن تكون فترة رئاستكم مفعمة بالبذل والعطاء الذي تقر به أعين الجميع إن شاء الله تعالى، متعشمين أن تنظروا في هذه المسألة بعين الجد الذي يتوخى إيجاد الحل السريع في هذا الصيف القاسي الملتهب ولا يخفى على حضرتكم أنه لا يليق بإنسانيتنا أن نؤذي بعضنا.
المصدر: جريدة صيدا نت