الحفل التكريمـي وحوار مفتوح مع معالـي الدكتور جـورج قـرم وزير الماليـة في حكومة العهد الأولى - الدكتور مصطفى دندشلـي
المركــز الثّقافــي
للبحوث والتوثيق
صيـدا
الحفل التكريمـي
وحوار مفتوح مع
معالـي الدكتور جـورج قـرم
وزير الماليـة في حكومة العهد الأولى
التقديم
وإدارة الحوار : الدكتور مصطفى دندشلـي (رئيس المركز الثقافي ـ صيدا)
الزمـان: الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت الواقع فيه 13 آذار 1999
المكـان: قاعة محاضرات المركز الثقافي للبحوث والتوثيق ـ صيدا، مقابل مصرف لبنان، بناية دندشلي، ط 3
اللجنة الثقافية
كلمة التقديم
الدكتور مصطفى دندشلي
أيها الحفل الكريم،
يُسعدني في هذا اللقاء التكريميّ، في هذا اللقاء الحواريّ الحاشد حول موضوعِ الساعة في الساحة السياسية اللبنانية وهو موضوع الاقتصاد والنَّقد والمال الذي سيتوضح من خلال الموازنة العامة لعام 1999 وطرِحها أمام الرأي العام ومناقشتِها، ومن ثمّ إقرارها بصيغتها النهائية، حتى يكون طريقُ المستقبل وطموحاتُ المواطن اللبناني واضحة المعالم والأهداف، يُُسعدني، أقول، أن أرحب بكم أجمل ترجيب، كما يَسرّني أن أرحب بصديقٍ عزيز، الدكتور جورج قرم، باسم مركزنا الثقافي وهيئة العمل الوطني، منظمى هذا اللقاء الحواري، وأرحب به أيضاً بالأصالة عن نفسي.
إسمح لي، أيها الصديق، أن أرحب بك بصفتي أولاً رئيساً للمركز الثقافي، وبصفتي ثانياً صديقاً لك أعتز بصداقته، وأن أرحب بك أيضاً بصفتك وزيراً للمالية في حكومة العهد الجديد الأولى التي يرئسها مثقفٌ سياسي واقتصادي سياسي ومناضل سياسيٌ أيضاً، استحق من خلال الممارسة والعمل والنزاهة والاستقامة، استحق لقب ضميرَ لبنان وكرامة الوطن، أعني به دولة الرئيس سليم الحص.
كما أنني أودّ أن أشير إلى أنّه ليست هي المرّةَ الأولـى التي يحاضر فيها صديقُنا د. جورج قرم في مركزنا الثقافي. فقد جاء محاضراً في بداية تأسيس مركزنا في موضوع "التنمية المفقودة في العالم الغربي"، كما أذكر تماماً… وإننا نأمل أن تتكرَّر هذه اللقاءات الحوارية الفكرية والسياسية بين مَن هم في سُدّة المسؤولية وسلطة القرار السياسي والاقتصادي والمالي وبين جماهيرنا الوطنية والديمقراطية وهيئاتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
إنني أودُّ في هذه العُجالة، وسأحاول باختصارٍ شديد، أن أقدم إليكم جوانب أراها مهمةً في شخصية الصديق جورج قرم، كما عرفته عن قرب وقرأت له كثيراً وكما شاركتُه في كثيرٍ من الحوارات والمناقشات وتبادل الأفكار، الثنائية أو الجماعية. وهذه الجوانب لها علاقة بالجانب العائلي والنشأة العائلية، ولربما تكون هذه معروفةً لديكم جميعاً، وثانياً الجانب الدراسي والثقافي وثالثاً وأخيراً الجانب السياسي والفكري.
في العائلة:
ينتمي جورج قرم إلى عائلةٍ لبنانيةٍ مارونيةٍ كسروانية. وكانت ولادته في الإسكندرية. تركت العائلةُ مصر، فيما أظن، في الخمسينات كي تستقرّ في لبنان موطِنِها الأصلي والثقافي العريق. وقد عُرفت عائلةُ قرم واُشتُهرت وذاع صيتُها منذ أواخر القرن الماضي وحتى الآن، بالأدب والشعر والفنون: فعمه الشاعر المعروف شارل قرم الملقب بشاعر "الجبل الملهم"، كانت ثقافتُه هي الثقافة الفرنسية ويكتب أدبَه وقصائدَه باللغة الفرنسية. وجَدُّه داوود ووالده جورج، فقد اُشتهرا كرسامييْن تشكيلييْن. وإنك لواجد لوحاتِ الوالد مثلاً منتشرةً أينما تجولت في منزل جورج الابن في لبنان أو في خارج لبنان. وقد أقيم لهما وعلى فتراتٍ مختلفة معارض هنا في بيروت أو في باريس.
أما صديقنا جورج فهو موسيقيّ، هاوٍ، يعشق الموسيقى الكلاسيكية، ويعرف أعلامَها عن ظهر قلب. فهو حسّاس، مرهف الحس، يقظ الشعور والعواطف والوجدان. وآلته الموسيقية المفضلة هي البيانو التي يعزف عليها باستمرار. ومن شدّة تعلقه بهذه الآلة الموسيقية، فإنه لا يستطيع أن يبتعدَ أو يستغنيَ عنها. فهي دائماً بجانبه، تنتقلُ معه، استئجاراً أو شراءً، من منزلٍ إلى آخر أينما استقرّ وأقام.
في الحقيقة، إنني إذ أشير وعن قصدٍ إلى ذلك كله، إنما لأعطيَ فكرةً ولو وجيزةً عن الجو العائلي وبالتالي الثقافي والفكري الذي نشأ فيه جورج وترعرع وأخذ منه وتأثرت شخصيته به إلى حدٍّ كبير، لا يُخفى على أحدٍ ممن يعرفه.
وإذا كانت ثقافة العائلة، كباقي العائلات اللبنانية البرجوازية المارونية هي الثقافةُ الأجنبية، والثقافة الفرنسية تحديداً، فليس مستغرباً والحالة هذه أن تكون ثقافة جورج هي أيضاً الثقافة الفرنسية دراسةً وعلماً وفكراً ومضموناً، منذ نعومة أظفاره وفي مستويات دراسته المختلفة الابتدائية والثانوية والجامعية، إلى أن حصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة باريس، وكان موضوعها: "تعدد الأديان وأنظمة الحكم"، وهو موضوع بالغ الأهمية من حيث الشمول والعمق. كما أنه إلى جانب هذه الثقافة الفرنسية، فهو يتقن أيضاً لغةً وكتابةً اللغة الإنكليزية.
إنني أشير إلى هذا الجانب لأقول: إذا كانت ثقافة جورج الفرنسية قد أكسبته التكوين الفكري الديكارتي، وهو فكرٌ عقلي، منطقيٌ واضحٌ في منهجه وأسلوبه، إلاّ أنها كانت على حساب تراثه اللغوي العربي ولغته العربية الفصحى.
هنا يُطرح سؤالٌ: متى يا ترى تفتح في ذهن جورج قرم وفي فكره وشخصيته، الوعيُ العربيّ والوعيُ الثقافي العربي والانتماء إلى الهُوية الثقافية الحضارية العربية؟
إنني أعتقد أن ذلك قد يكون قد حصل في مرحلة الخمسينات، فهي كما نعلم مرحلة المدّ القومي العربي الوحدوي التحرري، مرحلة باندونغ وتأميم قناة السويس والاعتداء الثلاثي على مصر وحركة التحرر الوطني والحياد الإيجابي ووحدة مصر وسوريا، إلخ.. إلخ... وما كان لهذه الأحداث التاريخية الكبرى من أثرٍ عميقٍ في نفوس المثقفين اللبنانيين وإلى أيِّ فئات اجتماعية انتموا، وبالتالي في حماسة الجماهير الشعبية وهيجانها وتأجيج طموحاتها التحررية.
فيبدو لي أن جورج قرم قد تأثّر بهذا الجو الوطني العروبي العام تأثراً عميقاً مما أحدث في شخصيته تلك اليقظة العربية وذلك الوعي العروبي الثقافي والحضاري. ومما زاد في ذلك اتساعاً وعمقاً، تجربةً وممارسةً،ً هو حصول ذلك في بداية المرحلة الشهابية الإصلاحية التي حاولت لأول مرة في تاريخ لبنان، تأسيسَ دولة القانون والمؤسسات، واعتمادَ تحقيق مبادئ وسياسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، انطلاقاً من المناطق المحرومة ومحاولةَ كذلك وفي الوقت ذاته إرساء أسس الإصلاح الإداري.
فقد كانت من هنا، فيما أعتقد، بدايةُ مشاركة جورج في هذه التجربة الإصلاحية المؤسساتية مشاركةً فعّالة من موقعه كاقتصادي وكموظفٍ في وزارة التصميم والتخطيط التي أُنشئت حديثاً آنذاك، وكباحثٍ أيضاً في "بعثة إيرفد" المشهورة.
وكان قد صدر له إثر ذلك ونتيجةً لهذه التجربة في عام 1964 كتابهُ الأول باللغة الفرنسية حول التنمية والاقتصاد اللبناني، إذا كانت ذاكرتي دقيقة.
على أيّ حال، فقد كانت معرفتي بجورج في خريف 1969 وبداية السبعينات واستمرت ما يقرب من ثلاثة أو أربع سنوات متواصلة وكان ذلك في باريس. فمن هناك، توثقت معرفتي به وانعقدت الصداقة بيننا وبخاصة الثقافية والسياسية، وهي مستمرة حتى الآن.
وقد بدا لي آنذاك وطوال تلك المرحلة، هذا الصراع الحاد، والصراع الثقافي والفكري والسياسي في شخصية جورج، ذلك الصراع ما بين الثقافة الفرنسية والأجنبية عموماً التي نشأ عليها وترعرع فيها وبين الثقافة العربية التي تفتح وعُيه عليها وشعوُره الوجداني بالانتماء إليها. فكان في الأعماق صراع متوترٌ مبدع، صراع وجداني خصب وغني. وهنا أسمح لنفسي بأن أشير في هذا السياق أيضاً إلى أنني أنا شخصياً كنت تقريباً، إذا لم أقل أكثر، في هذه الحالة النفسية من التوتر والصراع الفكري الداخلي، السياسي والثقافي.
فكان شاغُلنا حين ذاك ومدارُ بحثنا ونقاشُنا هو ما يجري في وطننا لبنان وما يجري أيضاً في وطننا الكبير، الوطن العربي. فكنا نعيش مجريات الأحداث آنذاك بفكرنا ووجداننا وأعصابنا وأحاسيسنا. ثمة لحظات في تاريخ الإنسان وحياته مهما كانت، ربما لحظات تاريخية معدودات لا تُنس، هي التي تطبع وجدانه وتكوِّن فكره وشخصيته، وهي التي في الحقيقة والأعماق لها معنىً وغنىً وطموحاً وجودياً وإنسانياً في الآن الواحد معاً.
إنني أذكر في هذا المجال تلك الساعات الطوال التي كنا جورج وأنا نقضيها معاً في منزله في قراءة بعض آياتٍ من القرآن الكريم وبعض من سوره وتفسيرها وشرحها واستذكارها لغةً وثقافةً ومعنىً. وكذلك قراءة بعض كتب التراث العربي: ابن خلدون في مقدمته والجاحظ في بخلائه، على سبيل المثال لا الحصر.
فكانت تلك القراءات بالنسبة إلى جورج بمثابة يقظة ووعيٍ حضاري وعودة إلى الذات عن طريق إحياء ذاكرة التراث العربي في فكره. وعودةٍ بالتالي إلى لغة الأم والشخصية العربية لاكتشاف هذه الشخصية من جديد وإحيائها من جديد أيضاً.
أما نشاط جورج الفكري والعلمي والفكر السياسي، فقد كان يتمّ، من جهة عَبرْ التدريس في مختلف الجامعات: الجامعة اللبنانية واليسوعية وجامعات باريس ولوزان، وعَبر كثيرٍ من المحاضرات والأبحاث والمشاركة في المؤتمرات الدولية.
إن مواصلةَ جورج واستمرارَه في التدريس الجامعي والعمل الأكاديمي وإشرافه على رسائل الدكتوراه خصوصاً للطلاب العرب، قد أفاده كثيراً من ناحية المتابعة العلمية الدقيقة وطرح الأمور والقضايا باعتماد المنهجية العلمية الضرورية مما جعله على تماسٍ مباشرةً علمياً ومعرفةً علمية بقضايا المجتمع اللبناني والعربي من مختلف جوانبه.
ومن جهةً أخرى عَبر الكتابة في القضايا الاقتصادية والمالية والسياسية والتاريخ الاجتماعي والسياسي اللبناني والعربي الحديث والمعاصر.
ثمة علاقة وثيقة، ولا سيما في المرحلة الراهنة، بين السياسة والاقتصاد: فلا يمكن أن يكون لك مفهومٌ سياسي حقيقي واقعي وموضوعي أو رؤيةٌ سياسية أو موقفٌ سياسي أو تعاطي الشأن السياسي، وفهمُ مجريات الأمور والأحداث السياسية المحلية والإقليمية والدولية، دون الإلمام وبشكل جيد بالعامل الاقتصادي والعامل المالي وتأثيرات هذه العوامل في الفكر السياسي، في الممارسة السياسية والنشاط الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
ففكر جورج قرم، فكره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كان يدور في حلقـات متَّصلة ومترابطة ومتفاعلة بعضها مع البعض الآخر، انطلاقاً من لبنان والعالم العربي ودول الشرق الأوسط ودول جنوب شرق آسيا والتجربة اليابانية تحديداً، وصولاً إلى السياسة الاقتصادية والمالية على الصعيد الدولي: مثلاً سياسة البنك الدولي وسياسة صندوق النقد الدولي، إلخ.. إلخ… ومن ثَمَّ يعود هذا الفكر الشمولي من كل ذلك بحصيلة تجربة فكرية وعلمية وسياسية غنية، ويعود إلى نقطة الانطلاق: إلى القضية اللبنانية وإلى التجربة اللبنانية، السياسية والاقتصادية، بهدف اجتراح الحلول المناسبة لها..
وقد ظهر جلياً هذا الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هذا الفكر الموسوعي، إذا صحّ القول، وبدا من خلال مؤلفات جورج العديدة وأبحاثه ودراساته المنشورة. (هنا الإشارة إلى عناوين بعض كتبه إن أمكن)، وهو فكر يبدو من خلال تلك الكتابات أنه فكر له أفق سياسي ـ اقتصادي ـ اجتماعي متنوّع الاتجاهات، غنيٌ المحتوى، شامل ومتعدّد الاختصاصات والاهتمامات. فجورج قرم هو كاتب في الاقتصاد والمال والسياسة وفي التأريخ السياسي والاجتماعي للقضية اللبنانية والقضية العربية المشرقية.
وإذا بقيَ لي من كلمة أخيرة أقولها، فإنني أودّ أن أشير إلى جانبَيْن أساسيَّيْن:
الجانب الأول: هو أن منزل جورج قرم، كما أعرفه، في باريس قد كان، ولربما لا يزال حتى الآن، منتدىً ثقافياً وفكرياً ووطنياً وسياسياً. كان ملتقى المثقفين اللبنانيين والمصريين (المناضل الماركسي لطف الله سليمان) والجزائريين وبعض المستشرقين (مكسيم رودنسون مثلاً) وغيرهم كثير… فكانت تطرح على بساط البحث والنقاش الطويل في هذه "الحلقات" الفكرية والثقافية، شتّى المواضيع والقضايا العربية واللبنانية، بوجوهها المختلفة، تطرح الطروحات والآراء وتقدم التحليلات النظرية وتناقش الحلول لها: فالإقامة جسدياً في الاغتراب، لا يعنى أبداً الغربة فكرياً ووجدانياً عن الوطن وقضايا الوطن… بل ربما كانت تلك الإقامة في الخارج، لكثيرين من المثقفين الوطنيين الديمقراطيين الجذريين، ومنهم جورج قرم، مناسبة لرؤية شمولية وتقييم موضوعي وواقعي لمجريات الأمور، بعيداً عن الانفعال أو الضياع في متاهات الجزئيات والتفاصيل اليومية.
ومن الجهة الثانية، فإن جورج قرم، بالإضافة إلى كونه كاتباً ومفكراً وأستاذاً جامعياً، هو أيضاً سياسي ويتعاطى الشأن السياسي، ممارسةً وأحياناً تنظيماً.. فمن الخطأ الكبير أن يُنعت جورج قرم بصفة "التكنوقراط"، أو بتعبير أدق كخبير اقتصادي أو مالي أو أيضاً كرجل فكر نظري ولا شىء سوى ذلك، وإنما هو أيضاً وفوق ذلك يمارس العمل السياسي تجربة وخبرة. فهو في هذا المجال مؤسس أو عضو مؤسس أساسي، لـ حركة المواطن منذ مطلع التسعينات، وهي حركة سياسية وطنية شبابية، ديمقراطية حوارية، ولها ممارسات سياسية عملية، نظرية وتنظيمية، فكانت تشير إلى علل المجتمع اللبناني وتحدد أمراضه وتقـدم، فيما تقدم، الحلول النظرية لها والأسس لبناء دولة العدالة والقانون في لبنان.
وليس أدلّ على ذلك من قراءة وثيقة حركة المواطن وهي الوثيقة التي سُميت شرعة المواطن والتي كتبها جورج قرم، كما قال لي حينذاك.. ففي هذا النص الهام، تُطرح مبادئ هذه الحركة السياسية وشرعتها التي تنطلق من مفاهيم الإنسان والدولة والمجتمع ومن طرح الحلول للأمراض المزمنة في المجتمع اللبناني وتحدِيدها في علة العلل أي في النظام الطائفي والثقافة الطائفية والمحسوبية والعشائرية.
من هنا أهمية وجود الدولة، كما تنص الوثيقة، الدولة العادلة والقادرة لتأمين سيادة القانون على الجميع ومن أجل حماية الفئات الضعيفة فيه. فكل الطروحات والمبادئ والقِيَم السياسية والاجتماعية حقيقة وفعلاً، التي جاءت سواءٌ في خطاب القسم للرئيس لحود أو في البيان الوزاري، هي موجودة في جوهرها وروحيتها في كتابات وطروحات المثقفين الوطنيين الديمقراطيين اللبنانيين، وفي وثيقة شرعة حركة المواطن وفي كتابات جورج قرم منذ سنين طويلـة.
فنحن الآن في مرحلة تاريخية: نكون أو لا نكون: إما أن نبنيَ دولة حقيقة وفعلاً ومهما كان الثمن، وإما هذه الدولة تضيع منا وإلى الأبد. فقد توافر الان في هذا العهد، ولربما لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، شخصيتان نزيهتان، شفافتان، ولا تريدان شيئاً لنفسيهما، فهما إذن قويتان، مع حكومة معظم أعضائها نظيفو الكفِّ والهوى واللسان، ومشهود لهم بالنزاهة والمصداقية، والخلقية في العمل السياسي والاجتماعي العام. فنحن مع هذه الحكومة ومع سياستها الجريئة والمقدامة في مسيرة الإنقاذ والتغيير والإصلاح. فالجماهير الشعبية كل الجماهير الشعبية تدعم هذه الحكومة وتدعمكم يا معالي الوزير في توجهاتكم الإصلاحية الجريئة، فسيروا ولا تخافوا شيئاً والشعب بأكمله معكم، إذا لم يكن أمامكم.
وشكـراً لإصغائكم….