الأخبار - الرئيس الإيراني عن قرب
جريدة الأخبار
السبت ١٦ تشرين الأول ٢٠١٠
الرئيس الإيراني عن قرب
«شخصيّة متواضعة جداً»، هكذا يُجيب الوزير علي عبدالله، لدى سؤاله عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. يُكرّر الوزير الذي رافق نجاد في زيارته هذه العبارة مرات وبصيغ عدة، مثل «هو مميّز بتواضعه»، أو «هو يُريد أن يُصافح الناس في أي منطقة يمرّ فيها، إنه متواضع وخلوق ومحترم».
من الأحاديث التي دارت بين الرجلين، خرج عبدالله باستنتاج أن نجاد يهتمّ بالإنسان أينما حلّ وكان، خصوصاً إذا كان مظلوماً، «ولا تجد أن اهتماماته تنحصر في إيران، لكنّ في هذه النقطة تشعر أن لديه أسى ومرارة كبيريْن لأن هناك دولاً كثيرة تقف في وجه تطوّر إيران، ويأسف أكثر لأن هناك الكثير من الدول تسير في سياسة الولايات المتحدة». هنا، يلفت عبدالله إلى أن نجاد يتحدّث بقناعة كبيرة عن ضرورة التكامل والوحدة على المستويات الاقتصاديّة والإنسانيّة بين تركيا والعراق وسوريا ولبنان وإيران، لأن الولايات المتحدة، برأيه، ترفض تطوّر هذه الدول، التي إذا تكاملت استطاعت تأمين اكتفاء ذاتي، زراعي وصناعي واقتصادي. شرح نجاد الآثار الاقتصاديّة للحصار على بلاده، مثل منعها من شراء الطيّارات المدنيّة أو قطع غيارها، وكيف يجري تجاوز هذا الأمر سواء أكان عبر بناء مصانع في إيران – وهي التي تؤمّن فرص عمل أيضاً – أم عبر شراء قطع غيار من بعض الدول من خارج الفلك الأميركي. ويكشف عبدالله أن نجاد يُكرّر دوماً أن نظريّته في كلّ الأمور وليس في السياسة فحسب، هي مواجهة المشاكل وعدم تأجيلها، لأن تأجيلها يؤدي إلى تراكمها وانفجارها في وقت واحد.
يتحدّث عبدالله عن الأسلوب المميّز في تعاطي رجال الحكم الإيراني فيما بينهم، إذ تجد أن كلّ شيء مدروس ومنظّم جيداً، وهناك احترام واضح بينهم.
ويوضح عبدالله أنه لمس لدى نجاد حباً كبيراً للبنان وللشعب اللبناني، «وقد وجّه دعوة إلى رئيس الجمهوريّة في اللقاء الأخير إلزيارة إيران. ودعا رئيس الحكومة». يُضيف عبدالله أن نجاد مستعدّ جدياً لمساعدة لبنان، وأنه قال في اللقاءات الرسميّة لمن التقاهم، اطلبوا ما تُريدون ونحن مستعدون لتلبية ما يُمكننا.
وذكر عبدالله أن نجاد يعشق التواصل مع الشعب، ففي الجامعة اللبنانيّة، وصل الموكب متأخراً، ووجدوا عدداً من الطلاب ينتظرونه في الخارج، فقال له عبدالله إن مستقبليه داخل القاعة ينتظرون منذ وقت، فأجابه نجاد: «وهؤلاء أيضاً»، وأصرّ على مصافحتهم. ويتذكر عبد الله أن نجاد كان يسأل في كلّ بلدة يزورها عن رئيس البلديّة. يختصر عبدالله الأمر بالقول إن نجاد يُفضّل الاستقبالات الشعبيّة على تلك الرسميّة.