النهار - التقى الزعماء السياسيين والروحيين في اليوم الثاني من زيارته الرئيس الإيراني اختلى بالحريري في السرايا وسليمان وبري شاركا في المحادثات أحمدي نجاد يعتبر المحكمة الدولية شأناً لبنانياً ويبدي حرصاً على وحدة اللبنانيين
الجمعة 15-10-2010
التقى الزعماء السياسيين والروحيين في اليوم الثاني من زيارته
الرئيس الإيراني اختلى بالحريري في السرايا وسليمان وبري شاركا في المحادثات
أحمدي نجاد يعتبر المحكمة الدولية شأناً لبنانياً ويبدي حرصاً على وحدة اللبنانيين
في اليوم الثاني من زيارته للبنان، كان للرئيس الايراني محمد احمدي نجاد امس محطة طويلة في السرايا حيث عقد خلوة مع رئيس الوزراء سعد الحريري استكملت بلقاء رباعي ضم ايضاً رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والنواب نبيه بري.
وعكست اجواء السرايا اصداء ايجابية للزيارة التي تناولت كل المواضيع المطروحة على الساحتين الداخلية والخارجية بما فيها موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي اثيرت في اللقاء الثنائي. ونقل السفير الايراني غضنفر ركن ابادي الذي حضر اللقاء عن نجاد ان هذا الامر "شأن لبناني لا تتدخل فيه طهران مشدداً على اهمية بذل الجهود من اجل الحفاظ على وحدة اللبنانيين على قاعدة ان الوفاق هو الاهم".
وفيما وصفت مصادر السرايا المحادثات بأنها كانت جيدة وايجابية "نفت ما كان تردد خلال النهار من معلومات عن مبادرة لنجاد طرحها على الحريري في شأن المحكمة. واقتصر الاعلان عن نتائج المحادثات بالتصريح الذي ادلى به ابادي. وكانت السرايا استضافت الثانية والربع بعد الظهر جولة محادثات موسعة بين نجاد وسليمان وبري والحريري تناولت التطورات والعلاقات الثنائية. وسبقتها محادثات ثنائية بين الحريري ونجاد بدأت الأولى بعد الظهر في حضور السفير الإيراني.
وعكس ابادي اجواء المحادثات في دردشة مع الصحافيين. فقال رداً على سؤال اذا كان نجاد ابلغ رئيس الحكومة موقف ايران من المحكمة الدولية إن "هذا موضوع لبناني، وقلنا إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ على وحدة كل اللبنانيين. والبحث اليوم تناول موضوع المحكمة وغيره من المواضيع الأخرى".
وهل ابدى الحريري عتباً على الموقف الإيراني، أجاب: "على العكس تماماً. فاللقاء سادته أجواء إيجابية وممتازة والترحيب بهذه الزيارة. وقد أكد الرئيس الإيراني أن بلاده إلى جانب لبنان، كل لبنان، في السراء والضراء وفي كل الظروف، ونحن مستعدون للتعاون في كل المجالات".
وهل طلب الحريري تسليح إيران الجيش اللبناني، فأجاب: "لقد أعلنا، والرئيس نجاد أكد أننا مستعدون للمساعدة في كل المجالات". وهل طلب الحريري التدخل لدى "حزب الله" من أجل تخفيف حدة الخلاف، فأجاب: لقد تحدث الرئيس نجاد في القضايا الإقليمية والعالمية المهمة، أما القضايا والمسائل الداخلية فقد أكدنا موقفنا تجاهها، وإن شاء الله نجتاز هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة من التعاون والتآزر بين كل اللبنانيين.
وسئل مجدداً هل كان موضوع المحكمة الدولية حاضرا في حديث نجاد والحريري، فأجاب: "كل القضايا الإقليمية والداخلية المطروحة على الساحة نوقشت".
وكان الرئيس الإيراني وصل إلى السرايا الأولى إلا ربعاً وكان الحريري في استقباله في الباحة الخارجية، وأدت له التحية ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة، وعزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي النشيد الوطني الإيراني، ثم عرض حرس الشرف، وانتقل الاثنان الى مكتب الرئيس الحريري حيث اجريا محادثاتهما.
والثانية والنصف، أقام الحريري مأدبة غداء تكريمية لنجاد والوفد المرافق حضرها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرؤساء أمين الجميل، حسين الحسيني، سليم الحص، عمر كرامي، ميشال عون، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وزير الخارجية علي الشامي، وزير الشباب والرياضة علي حسين عبد الله. كما حضر وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، وزير الإسكان والأشغال العامة الإيراني علي نيكزاد، وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي وشخصيات سياسية وعسكرية ونقابية.
فطور
وكان نجاد أقام فطورا في مقر اقامته في فندق فينيسيا لعدد من الرؤساء والشخصيات السياسية والحزبية والدينية أبرزها الرئيس حسين الحسيني، رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الرئيسان سليم الحص وعمر كرامي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، النائب علي حسن خليل، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب، رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد، النائب السابق وجيه البعريني.
واذ رحب عون بمواقف نجاد مبرزاً اهمية زيارته في هذه المرحلة الحساسة، اعتبر كرامي ان مواقف الرئيس الايراني مهمة جدا وخصوصاً تجاه "القضية الفلسطينية". ورحب جنبلاط "بالانفتاح الايراني"، مشددا على اهمية العلاقة الثلاثية بين لبنان وايران وسوريا.
مع الزعماء الروحيين
ثم التقى نجاد مراجع دينية الى فطور آخر حضره المطران رولان ابو جودة ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، الشيخ غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، المطران سليم غزال ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، القاضي الشيخ احمد الزين، المطران نورايز اشكيان ممثلا الكاثوليكوس آرام الاول، المطران وارطان اشكاريان ممثلا البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، السيد علي فضل الله، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، القس الدكتور سليم صهيوني، حامد الخفاف ممثل مكتب السيد السيستاني في لبنان، الشيخ ابو فيصل نصر الدين الغريب، رئيس المجلس العلوي في لبنان الشيخ أسعد علي عاصي، رئيس "حركة التوحيد" الشيخ بلال شعبان، رئيس "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الشيخ حسام قراقيرة، رئيس الهيئة الادارية في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ حسان عبد الله، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "امل" الشيخ حسن المصري، الشيخ ماهر حمود، المطران جورج صليبا، القاضي الشيخ حسن عواد، رئيس "جبهة العمل الاسلامي" الشيخ عبد الناصر جبري، رئيس "جبهة المقاومة" الشيخ زهير الجعيد.
وألقى المفتي قبلان كلمة طالب فيها الرئيس الايراني والجمهورية الاسلامية "قيادة وشعبا بأن تكون السباقة دائما الى تنشيط حركة الحوار بين الاديان والرائدة في الوحدة الاسلامية لكل العالم، وان تبين لكل العالم المواقف الاسلامية الحقيقية والنهج الاسلامي الصحيح الذي له عنوان أساسي هو الرحمة والمودة والثواب وعدم مناصبة أي مسلم في العالم العداء. ايران يجب ان تكون رمزا دائما في المخاطبة للسلام والتوافق والامن والاطمئنان لكل هذه المنطقة".
كذلك ألقيت كلمات ترحيب.
وفي الختام قال الرئيس الايراني: "في لقائي هذا استفدت من وجهات النظر، واشكركم على هذه المقترحات، وأريد تقديم الاحترام الى اصحاب العلم وتحديد عدد من النقاط تتعلق بموضوع العالم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، وهو الانسان، ونسأل ما هو الانسان وما شأنه ومنزلته، هل يمكن ان نحصره في لون او مدينة؟ ان منزلة الانسان تفوق الالوان والاديان واللغات، وهل نستطيع ان نقول ان الدين يختصر بقبيلة؟ لا، إن الدين جاء لهداية الانسان وليس له حدود جغرافية".
وأضاف: "علينا النظر الى مشتركاتنا والاتحاد من خلالها، الوحدة هي للقيام بمهمة ما وهدف ما، وأن نعمل على تحقيقه. ونسأل ما هي حقيقة الدين؟ ونختصرها بكلمتين: عبادة الله الواحد الاحد وإقامة المحبة والعدالة، لأن الانبياء جاؤوا لإقامة المحبة والعدالة، وأكدوا ذلك للبشرية جمعاء. وكل العلماء والطوائف الاسلامية والمسيحية واليهودية يدعون الى الله العدالة والمحبة والعبادة".
ورأى "أن الوحدة لا تعني نفي الآخر والقوميات والشعوب، بل تعني احترام جميع القوميات والهويات، وجميع الشعوب التفوا حول راية التوحيد والعدالة في عمل الخير والكمال. والله يقول "تعاونوا على البر والتقوى".
وختم: "نحن نقدر الشعب اللبناني العظيم والمقاوم والشجاع والطيب والصامد في وجه المحتلين والظالمين، وهذا التقدير في الحقيقة يؤدي الى الوحدة والتآلف. واشكر العلماء اللبنانيين الاعزاء على هذا التآلف المبني على العدالة، وأقترح ان يقيموا الاجتماعات والزيارات دائما في ما بينهم لأن في لبنان ميزة هي تعايشه الطائفي والوحدة الوطنية، ويجب أن يحافظ عليها. فعندما يكون في البستان ورود مختلفة الألوان تراها جميلة وعطرة، ولكن عندما تكون هناك وردة واحدة لا نراها جميلة. لذا نطالب الشعب اللبناني وكبار الشخصيات بالمحافظة على هذا الوجه الجميل، وسنبقى معكم الى الابد، والنصر لنا، وسأكون الى جانبكم إذا اقتضت الضرورة، وأنا على استعداد لأن أكون جنديا صغيرا في الدفاع عن السيادة اللبنانية والفلسطينية ضد الاعداء".
ـــــــــــــــــــــــــــ
نجاد لا يتناول السمك
•تبادل نجاد والحريري هدايا تذكارية عبارة عن سجادة ايرانية وطاقم من خزفيات جزين.
•انتظر المدعوون الى مأدبة الغداء في السرايا قرابة ساعة بعد الموعد المقرر لها بسبب تأخر محادثات السرايا. وكانت مناسبة لهؤلاء لتبادل وجهات النظر في الاوضاع مع الرؤساء: ماذا بعد الزيارة وأجواء الجلسة المقبلة لمجلس وزراء والسيناريوات المطروحة للمرحلة المقبلة. ولوحظ ان أي رأي لم يتقاطع مع رأي آخر في هذا الشأن.
•توقف أحد السياسيين عند رد فعل جمهور ملعب الراية أول من أمس عند توجيه نجاد التحية الى الحريري، اذ بادر هؤلاء بعد التصفيق الحار لكل من رئيسي الجمهورية والمجلس الى اطلاق هتافات مناوئة للحريري. ونقل السياسي الذي حضر الاحتفال استياء أحد مسؤولي "حزب الله" من رد الفعل الذي "لا يليق بالضيف الكبير".
•تضمنت لائحة الطعام مزيجا من المازة اللبنانية والعربية وكان الطبق الرئيسي "البريانة" مع الدجاج. وعلم ان مساعدي نجاد كانوا أبلغوا بروتوكول السرايا أن الرئيس الايراني لا يتناول السمك.