النهار - تلا رسالة لكيسينجر نسبها إلى "النهار" وتمنى على مسيحيي 14 آذار الاتعاظ بها نصرالله دعا إلى الإفادة من المسعى السوري - السعودي: سنقطع اليد التي ستمتد إلى عناصرنا
الجمعة 12-11-2010
تلا رسالة لكيسينجر نسبها إلى "النهار" وتمنى على مسيحيي 14 آذار الاتعاظ بها
نصرالله دعا إلى الإفادة من المسعى السوري - السعودي:
سنقطع اليد التي ستمتد إلى عناصرنا
لم يفصح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الخطوات المقبلة للمعارضة السابقة في حال اتهم القرار المتوقع ان يصدره المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار أفرادا من المقاومة متوعدا "بقطع اليد التي ستمتد الى أحد منهم" ومحذرا من ان المقاومة لن تقف مكتوفة أمام أي اتهام لها في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واتهم كل من يتهم المقاومة بـ"انه القاتل" ودعا "اللبنانيين الى الافادة من "المسعى السوري - السعودي الجدي" وعرض لـ"|الفصول الخمسة في استهداف المقاومة" من القرار 1559 الى القرار الظني. وذكر "أن اسقاط الفصل الثالث – حرب تموز 2006 استغرق 33 يوما فيما احتاجت المقاومة لـ3 ساعات لاسقاط قراري 5 ايار 2008".
كلام نصرالله جاء في كلمة القاها خلال احياء "حزب الله" "يوم الشهيد" وتيمنا بعملية "فاتح عصر الاستشهاديين في لبنان المقاوم أحمد قصير في 11 تشرين الثاني 1982". وأقام للمناسبة احتفالا حاشدا في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت حضره الوزير عدنان السيد حسين ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومثل النائب غازي زعيتر رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحضر الاحتفال عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وقياديون من "حزب الله" اضافة الى ممثلين عن الاحزاب والفصائل الفلسطينية وممثلي قادة الاجهزة الامنية ولفيف من رجال الدين.
استهل كلمته التي بثتها شاشة عملاقة امتدت لتسعين دقيقة بعرض لبعض الكتب الصادرة أخيرا في فرنسا وواشنطن والتي تتطرق الى الوضع اللبناني خصوصا القرار 1559 وصولا الى حرب تموز 2006 وما كان يخطط للمقاومة من استهدافات بعد التحرير والانتصار" ولاحظ ان الاسرائيليين يعتبرون أن صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيؤدي الى تطبيق الـ1559. وقسم المرحلة الممتدة من عام 2004 الى اليوم الى 5 فصول كان أولها صدور القرار 1559 وآخرها القرار الظني الآن".
"الاغواء بالسلطة"
أما الفصل الثاني حسب نصرالله فكان اغتيال الرئيس الحريري. وقد بدأ هذا الفصل بالعملية السياسية الداخلية عام 2005. وقال "أنا أعتبره من الفصول التي كانت تستهدف المقاومة ولكن بطريقة ناعمة. وعنوانه كان "الاغراء بالسلطة". وما نشرته الصحف عن لقاءات السفير الفرنسي في ذلك الحين معي صحيح، وفي كتاب "سر الرؤساء" إشارة إلى أن إدارة الرئيس جاك شيراك كانت تقول لنأخذ "حزب الله" الى السلطة. هذا ليس تحليلاً لأن هذا ما كان يقوله السفير الفرنسي آنذاك. وفي لقاء للرئيس شيراك مع أحد رؤساء دول المنطقة قال له إنه وبوش متفقان على نزع سلاح المقاومة، والفارق أن شيراك يريد فعل ذلك من خلال العقل والسياسة وبوش من خلال العضلات، وقد قال شيراك لهذا الرئيس "رأيي ان نُدخل المقاومة وحزب الله في السلطة السياسية ونفتح امامه ابوابها، وبعدة مدة من الزمن سيشعر ان بقاءه في المقاومة وتمسكه بالسلاح باتا عبئاً عليه فيتخلّى عنه. شوفوا الشطارة، لكن هذا الرئيس المحترم وأنا أشكره أرسل إلي هذه المعطيات وقال لي انتبهوا".
وأضاف: "نحن في حزب الله عُرضت علينا السلطة إلى أقصى ما يمكن أن يُعرض على حزب سياسي ضمن تركيبة النظام السياسي الطائفي اللبناني(...) وقد سمعت بعض قيادات 14 آذار الذين يتهمون العماد النائب ميشال عون بأنه يسهّل فكرة المثالثة، فأقول لهم إن الفكرة أول من طرحها هم الفرنسيون في ادارة جاك شيراك. نحن لم نفكّر بالمثالثة في يوم من الأيام وأنا اتحدّى العالم ان يأتي بتصريح لحركة "أمل" او "حزب الله" او لعالم دين او شاب او صحافي شيعي أو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى تتحدث عن المثالثة. الموضوع ليس في بالنا. الفرنسيون عرضوه على الايرانيين وهذا موجود في محاضر جلسات وزارة الخارجية الايرانية في طهران. الفرنسيون قالوا للايرانيين: الا تعتقدون ان الوقت قد حان لعقد جديد وتغيير اتفاق الطائف، ولدى استفهام الايرانيين قال الفرنسيون بأن المنطق يقول إن اتفاق الطائف كان من عشرين عامًا ويمكن النقاش في اتفاق جديد، وإذهبوا الى اصحابكم الفرنسيين وأسالوهم عن هذا الامر.و(وزير الخارجية برنار) كوشنير هو اول من طرح فكرة الاتفاق الجديد قبل أيام قليلة. فلماذا عندما تحدث كوشنير عن تغيير اتفاق الطائف بلع الغيارى على اتفاق الطائف السنتهم؟ اين الشهامة؟ عندما كان اي احد يقول كلمة واحدة عن اتفاق الطائف كانت تشتعل الدنيا في الصحافة والاعلام. ثم إن أحد النواب "الواعدين" في 14 آذار تحدّث عن نظام سياسي هو أقرب الى الفدرالية بدل الطائف، فأين قوى 14 آذار؟ وأين الغيارى على اتفاق الطائف؟ لماذا بلعوا ألسنتهم من جديد؟ هذا يدل على المستوى السياسي الذي هم موجودون فيه، فلو تحدث احد من المعارضة او المعارضة المسيحية او غيرهم لكانوا تكلموا على الانقلاب على الطائف ووصول الى السماء".وذكر نصرالله ان الثمن الذي عرض على المقاومة هو السلطة وعلق "ثمن المقاومة هو اكثر من المثالثة التي تعدوننا بها، ثمن المثالثة ايضا هو التخلي عن سوريا وأن نركب في المشروع الاميركي البريطاني الغربي الاسرائيلي حيث هناك مكان للجميع للحركات والمقاومات الاسلامية ولأصحاب العمائم واللحى، فالاميركي لا يهمه من انت ما دمت تركب مع مصالحه".
وذكر بـ"المديح للمقاومة " في عام 2005 .
اما الفصل الثالث فكان عدوان تموز 2006 "لأنه كان المطلوب ان يولد الشرق الأوسط الجديد في اواخر عام 2006 موعد انتخابات الكونغرس النصفية. لقد كان الخيار هو الحرب. في لبنان اعتبروا انهم وضعوا ايديهم على الحكومة والمجلس وكل شيء. والأميركي لا يريد ان يحل مشكلة لبنان ولكن أن يحلّ مشكلة الاسرائيليين، و يجب ان يحضر في ذهننا هذه الثابتة الأميركية أن المهم اسرائيل وأمنها وقوتها وبقاءها وعلوّها وليس لبنان او سوريا او العراق او افغانستان".
"رسالة كيسينجر"
وإختار السيد نصر الله رسالة قال ان "النهار" نشرتها عام 1976 لوزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسينجر وكانت رداً على رسالة العميد السابق للكتلة الوطنية الراحل ريمون اده وفيها: "صحيح أنني أفكّر في خلق دويلات شبيهة بإسرائيل بعدما فشلت في اقناع الدول العربية في الصلح الانفتاحي وقبول هذه الدولة الجديدة كجزء من المنطقة، وإن الأحداث الدامية التي افتعلناها في لبنان (وهنا يعترف ان الحرب الاهلية في لبنان هي من صنعهم)، أمّنت لنا ارضية مثالية لتقسيم النفوس الموحّدة وتدمير صيغة التعايش في ذلك الوقت بين المسيحيين والمسلمين وتدمير صيغة التعايش وإحداث خلل أساسي في النظام الديمقراطي في المنطقة". ويضيف كيسينجر: "رأيي أن لبنان اصبح عبئاً على الغرب لكثرة ما أعطت حريته من افكار كانت تُستعمل ضدنا وليس ضد دول المنطقة، لهذا قررت الغاء هذه الحرية في لبنان وجعل نظامه نظاما ذيليا يعني اول من يتحمل مسؤولية اقامة دولة ضعيفة ذيلية في لبنان هو السياسات الاميركية واقول هذا لمن يتحدث عن العبور الى الدولة، و"أنت تعلم ان طمس النظام اللبناني لعامين هو امر ضروري للتوصل الى التسويات في هذه المنطقة". ويتوجه كيسينجر الى إده بالقول إن نظرته عاطفية "ولكن انا انظر من زاوية المصالح الأميركية والمصالح الاسرائيلية، إن الحرب لم تتوقف في بلادكم إذا هدد أمن اسرائيل "فلتسمعوا انتم "هلقد تساوون عند الأميركيين لأن كل ما يحدث في المنطقة يجب ان يخضع لهذا المنطق"، وختاماً يقول كيسينجر: "تطلب مني ان اثق بصداقتك المخلصة واريد ان اقول لك ان اخلاصي هو لاسرائيل ولا يعادله الا اخلاصي لزوجتي وبلادي الثالثة اميركا". ودعا نصرالله شباب 14 اذار المسيحيين الى قراءة هذه الرسالة والتمعن فيها.
الحقيقة باسم 1140 شهيداً
و قبل أن ينتقل إلى الفصل الرابع سأل بإسم 1140 شهيداً في حرب تموز "هل هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت ان تشن حرب على المقاومة في لبنان ام لا؟ هل هناك قيادات وقوى سياسية اثناء الحرب طلبت تمديد مدة مهلة الحرب لتتمكن اسرائيل من القضاء على المقاومة ام لا؟ هل هناك قيادات وقوى سياسية راهنت على هذه الحرب ام لا؟ ما هي الادوار التي لعبتها قيادات وقوى سياسية لبنانية اثناء الحرب اعلاميا وسياسيا وأمنيا ومعلوماتياً؟ هل هناك من يتحمل مسؤولية المماطلة اثناء التفاوض لتطول مدة الحرب على المقاومة في الاسابيع الأخيرة؟"، واجاب "نعم". مذكراً بما قاله السفير الفرنسي انذاك (برنار ايمييه) للنائب نواف الموسوي "إن الأمور منتهية في مجلس الأمن والكل راضون، الاميركيون والفرنسيون وكل مجلس الأمن وكل العالم بوقف الحرب، ولكن حكومتكم ليست راضية ان تقف الحرب الاسرائيلية على لبنان. أنا لا أفتري على احد والتسجيلات لمجلس الوزراء بالصوت موجودة، ولكن مع ذلك لم نفتح هذا الملف ولم نقاربه ولم نطالب بمجلس عدلي ولا قضاء عادي وقلنا لنتعاون جميعاّ لبناء لبنان الخارج من الدمار. أليس هذا جزءًا من الحقيقة التي يجب ان نبحث عنها وعن حقوق 1140 شهيداً؟ أليس حق عائلاتهم أن يطالبوا بالحقيقة والعدالة؟ هناك اخطأتم أيضًا في تقدير ليس فقط قوتنا وصمودنا بل وإيماننا وعزمنا وتوكّلنا على الله، وأخطأتم في تقدير قدرتنا على الصمود وتحمّل الآلام والخذلان والطعن في الظهور، أخطأتم في كل شيء ولم يبقَ إلاّ أن تطعنوا بنصرنا الذي اعترف به العالم كله ولم تعترفوا به انتم".
وانتقل نصرالله الى الفصل الرابع الذي عنونه بـ"5 ايار" في اشارة الى تاريخ اصدار حكومة رئيس الوزراء السابق قؤاد السنيورة قرارين اعتُبرا انهما اتّخذا بتأييد اميركي، وكان الهدف منهما " احداث صدام بين المقاومة والجيش وفتنة مذهبية بين السنة والشيعة. وحصل ما حصل في 7 ايار وسقط الفصل الرابع، وأخطأتم في حساباتكم وفهم خياراتنا واولوياتنا وفهم طريقة تفكيرنا وما زلتم تخطئون".
رفض الاتهام
واضاف "أمّا الفصل الخامس والأخير، فهو المحكمة الدولية والقرار الظنّي، وعودٌ على بدء. المواجهة مع المجتمع الدولي وأن ننجرّ الى مثل هذه المواجهة، والآن دخلنا بقوة مرحلة جديدة من استهداف المقاومة عبر القرار الظنّي. بوش تحدث في كتابه عن أدلّة اتّهموا على اساسها سوريا، لكن استُنفد اتهام سوريا فلنتهم إذاً حزب المقاومة بأنه قتل رئيس حكومة بارزاً ومهماً، فتصبح المقاومة في مواجهة الدولة ومشروع الدولة، ولنتّهم شباباً شيعة باغتيال الزعيم السنّي الأبرز ونصدر قرارًا ظنّيًا ونطلب من الحكومة التي أقمنا معها تفاهماً لاعتقال الشباب المتهمين وعندما تذهب لتنفيذ هذا الأمر تحصل المواجهة بين الحكومة والجيش والشيعة (...)".
واكد الامين العام لـ"حزب الله" ان المعارضة "لا تضع البلد في حال توتر، بل نحن دعوَنا إلى هدنة وهدوء وتعاون". واضاف: "دقّوا ابواب الاميركيين والفرنسيين وبعض الحكومات العربية وقالوا أغيثونا وأعينونا، الموضوع سيتعالج وإذا عولج وقبل به الأطراف ومانت السعودية وسوريا عليهم وتمّ حله يعني ان الفصل الخامس من المؤامرة على المقاومة سقط، ويعني ان الأحلام سقطت، فبعض الناس في لبنان لديهم ألسنتهم وبعض الأحلام ويعيشون على حلم أن يحصل صدام بين المقاومة والجيش وهذا أضغاث احلام. يعيشون على حلم التقاتل السنّي الشيعي وهذا أيضاً أضغاث أحلام".
ونصح بالافادة من المسعى السوري السعودي مذكراً بأن "المقاومة لا يمكن ان تقبل أو أن تسلّم بأي اتهام لأيٍّ من مجاهديها أو قيادييها أياً تكن التهويلات والتهديدات والضغوط(..) ومن يتصوَّر ومن هو مستعجل على القرار الظني بأنّنا سنسمح لتوقيف أو اعتقال أحد من مجاهدينا، فاليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع. وثالثًا يخطئ من يتصور ان المقاومة امام اي اتهام لن تدافع عن نفسها او كرامتها إذا اعتدي عليها وسترد بالطريقة التي تختارها مع حلفائها المخلصين والحريصين في المعارضة على عزة لبنان ومنعته".
ودعا الى عدم الرهان على الاميركيين وختم: "اضعتم كل الفرص حتى تستقيم الأمور، فقد كان هناك فرص من قبل ولكن ما زال هناك فرصة، لقد قلنا لكم من قبل لتستقيم الأمور حاكموا شهود الزور ومن صنّعهم وفبركهم، ولكن بدلاً من ذلك تقدّمون اليهم الحماية بتلفيقاتٍ قضائية وقانونية وما شابه(...)". واستغرب قول البعض ان القرائن التي قدمها في 9 آب الفائت حصل عليها من "غوغل".
وختم ان "من يتهمنا هو من قتل وليس نحن. وبعد خمس سنوات من الاخطاء والارتكابات يجب النقاش حول ما اذا كانت المحكمة والتحقيق الدولي هما اللذان يوصلان الى الحقيقة".
عباس صباغ