د.دندشلي - مـقـابـلـة مـع الضابط المتقاعد يوسف الأمير علي (1)
مـقـابـلـة مـع
الضابط المتقاعد يوسف الأمير علي
الباحث في الموسوعة العربية ، دمشق
ومدرس "التاريخ" في معهد "اللاييك" دمشق مدة عشرين عاماً
الزمان والمكان : صباح يوم الأحد الواقع فيه 10 حزيران 2007 ، في مقهى الروضة ـ دمشق
أجرى المقابلة : د. مصطفى دندشلي
* * *
في حديث دار حول ملابسات مباحثات الوحدة الثلاثية بين نظام البعث في سورية ومصر عبد الناصر ونظام البعث في العراق عام 1963... بين السيد يوسف الأمير علي والدكتور طالب شبيب وزير خارجية العراق آنذاك ، أجاب طالب شبيب بما يلي :
لاحظت أن طابع المناورة في المباحثات الثلاثية كان واضحاً وأن احتمال ظهور نتائج واعدة وجديّة ضعيف ، ولذلك طلبت مقابلة خاصة مع الرئيس عبد الناصر .
وعندما التقيته قلت : إن الوضع في العراق معقّد وإن التيار الداعي إلى الانضمام إلى وحدة مع سورية ومصر كان قوياً . ولكن تباينات النظر بين الأطراف القومية العربية العراقية حول صيغة الانضمام إلى مشروع الوحدة الثلاثية ، كانت أيضاً واسعة ولا سيما بين تيار البعث العربي الاشتراكي وتيار القوميين العرب والعروبيين عامة . وإنما كل يدعو إلى فكرة غامضة غير مثبتة بمنهاج أو برنامج واضح ، وإمكانية التصادم بينها قائمة . ولذلك أرجو منك ، يا سيادة الرئيس ، أن تبين لي موقفكم الرسمي من هذه المسألة الشائكة بصراحة ، حتى أستطيع توجيه السياسة الخارجية في داخل العراق بما يتناسب مع هذا الموقف مما يجنبِّنا الصدام المحتمل .
أجاب السيد الرئيس عبد الناصر قائلاً : إن الدول الكبرى لا توافق على ارتباط العراق بأية صيغة وحدوية جديّة . وأقصى ما يمكن تحقيقه هو إنجاز تنسيق بين هذه الأطراف الثلاثة . (انتهى الحديث مع عبد الناصر ) يضيف شبيب : عندئذ أدركت أن المباحثات الجارية على ضوء مناورات أطرافها حيال بعضهم بعضاً ، لن توصل إلى نتيجة يعوّل عليها ...
* * *
* تعليق على موقف زكي الأرسوزي من القضية الفلسطينية والمشروع الصهيوني ... فهذا يدل على فكر تهويمي تنقصه الثقافة التاريخية وعلى ضعف بيَّن في إدراك مخاطر المشروع الصهيوني على المنطقة العربية ... إن إبداء مثل هذا الرأي في هذا الشأن الخطير من قِبَل مَن يُعدّ نفسه منظراً قومياً ، يدعو إلى الأسف ، بسبب قصور الوعي بالمشروعات الأمبريالية ، ويومئذ بريطانيا بوجه خاص الداعمة للمشروع الصهيوني .