الجمهورية - المحضر السرّي الكامل للّقاء الأخير بين رفيق الحريري و وليد المعلم
الخميس 25 آب 2011
ويكيليكس
المحضر السرّي الكامل للّقاء الأخير بين رفيق الحريري و وليد المعلم
ماذا جرى بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الخارجية السورية وليد المعلّم في اللقاء الأخير الذي جمعهما في بيروت قبل استشهاده في العام 2005؟
"الجمهورية" حصلت على النصّ الحرفي لمحضر الاجتماع، وتنشره على أكثر من حلقة لما له من أهمية كبرى تضيء على تلك المرحلة الحساسة التي لا تزال تداعياتها تتفاعل حتى اليوم.
اللقاء الذي فتح خلاله الرئيس الحريري قلبه وصارح ضيفه قائلا: "أشعر بمرارة منكم"، فأجابه الدبلوماسي السوري: "الرئيس الأسد لديه مرارة منك". وأضاف: "كم عانيت لأقنع الرئيس الأسد وأصل إليك. "لاطيينلي" ولا يريدون أن يتغير شيء".
ولم يخفِ الرئيس الحريري مواقفه إذ قال:
• لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد.
• أنظر إلى أين أوصل أبو عبدو (اللواء رستم غزالة) الأسد.
• منذ 4 أعوام أقاوم التقارير، استسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها.
• أبلغت إلى السوريين أنني سأستقيل من مجلس النواب، ولست أنا من صنع القرار 1559.
كلام للتاريخ. هنا محضر الاجتماع:
المعلم: كيف صحتك؟
الحريري: في خير، أرى زياراتك اليوم أكان للهراوي، أو لأمين الجميّل وسليم الحص.
المعلم: وحسين الحسيني، وغدا سأذهب للقاء رشيد الصلح وكامل الأسعد وميشال المرّ.
الحريري: أين ستلتقي ميشال؟
المعلم: في مجلس النواب.
الحريري: الاجتماعات اليوم وغدا؟
المعلم: غدا أنا مدعو إلى غداء وبعدها أبدأ.
الحريري: كيف الوضع عندكم؟
المعلم: حمدالله...
الحريري: شو بتشرب، عصير أو شيء تاني؟
المعلم: مي.
الحريري: خير إن شاء الله.
المعلم: ما يكتبه دولة الرئيس يجب أن يحصل.
الحريري: أريد أن تعرف أمرا، بعيدا من كل ما يحصل، مهما حصل هناك مكان لسوريا في قلبي دائما.
المعلم: لا شك عندي.
الحريري: لقد تعرضت كثيرا من أعلى المستويات في سوريا، لمجموعة من الكلام لا أريد أن أعاتب في شأنه، أنا لم أرفع أبدا تقريرا في شأن أحد لكنهم في لبنان معتادون على إرسال التقارير... أتمنّى لك النجاح لا أريد أن تخرج الأمور غير موفقة.
المعلم: دولة الرئيس، هناك شخص اسمه فخري البارودي...
الحريري: إبن الحلبية؟
المعلم: كلا شامي، لكن هناك المطرب صباح فخري اسمه الفني على اسم فخري البارودي
.( وروى له نكتة عن البارودي)
الحريري: أنا حريص على إنجاح العلاقة بين لبنان وسوريا، وأنا حريص على أن يحصل هذا الأمر على يديك، نظرا إلى احترامي الكبير لك، وأعرف أنك رجل "آدمي وطيّب" وليس لديك مصالح خاصة، من دون شك أن العلاقة اللبنانية – السورية ليست في أفضل الأوقات، وقد تسوء أكثر، وهذا ما يهمنا. لقد سبق وقلت لك إن سوريا في قلبي وعيوني، ولا يمكن أن أقوم بأي عمل يؤذيها. أنا واحد من الأشخاص الذين لهم كلمة في البلد، ولا يمكن أن أقبل أن يكون الحكم في لبنان لأي كان، معاد لسوريا ولا على الحياد معها، فنحن نريد حكما مع سوريا. لكن لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد، فقد وصلنا إلى مرحلة نؤذي فيها أنفسنا ونؤذي سوريا في كل القضايا. سمعت تصريحك قبل قليل أنك جئت لموضوع قانون الانتخاب، وقانون الانتخاب "ملزّق" بكم. وسليمان فرنجية عمل القانون، وقال لأشخاص عدة وآخرهم شخص من عندي، أننا قسمنا بيروت على هذا الشكل، إذا أراد الحريري التغيير "يعطينا كم نائب ببيروت"، أقسم بالله العظيم.
المعلم: صادق دولة الرئيس، صادق.
الحريري: وهذا التقسيم الذي أملكه، (أراه إياه على الورق) وقال له بالحرف الواحد، إذا اتفقت معكم سأعيدها دائرة واحدة، أو نقسّمها بطريقة ترضيكم وأنا سأذهب إلى الرئيس بشّار وأقنعه بها.
المعلم: هل هذا ما قاله؟
الحريري: وحياة ولادي وحياة بنتي أنا لا أكذب.
المعلم: أنت لا تكذب.
الحريري: هذا التقسيم (يريه على الورق) هدفه واضح: هذه المنطقة، أنظر كم هي كبيرة، وضعوا فيها ستة نواب، وهذه تسعة نواب وهذه أربعة. هذه منطقة سنية وهذه منطقة مسيحية بالكامل وهذه منطقة شيعية – أرمنية – سنيّة - مسيحية أي مختلطة. والهدف ضرب رفيق الحريري، فقد وضعوا تسعة نواب أي نصف نواب العاصمة. وهذه المقولة سمعناها من قبل، لا نريد أحجاما كبيرة في البلد ولا نريد أن يملك أحد عدد نواب كبيرا، لا الحريري ولا بري ولا جنبلاط ولا أحد. وهذ الكلام صدر من عندكم وهذه ترجمته.
المعلم: من سليمان؟
الحريري: كلا، صدر من عندكم، لا أقول في الخارج أنكم أنتم تقومون بهذا الأمر، أقول السلطة، لكن أنا أعرف أن هذا الكلام لم يصدر من السلطة، طالما يملكون الإمكانات فهم مستعدون لفعل أي شيء. هذا التقسيم يثير النعرات المذهبية وهم يقولون رفيق الحريري يثير النعرات المذهبية، وإذا قسمت هكذا تقسيم ستثير النعرات المذهبية، إذهب إلى حسن نصرالله واسمع ماذا سيقول لك.
المعلم: النواب يريدون المحافظة؟
الحريري: طبعا يريدون المحافظة وأنا أريد المحافظة.
المعلم: لكن حزب الله لا يمكن أن يقبل.
الحريري: يا وليد يا حبيبي، سأكلمك بصراحة، اتفقنا في اتفاق الطائف مع إخواننا المسيحيين على إعطاء نصف النواب إلى المسلمين ونصفهم إلى المسيحيين، واتفقنا في الوقت نفسه على إجراء انتخابات على أساس المحافظة، بعد إعادة تقسيمها أي 9 أو 11 محافظة، لكن مع إبقاء بيروت محافظة واحدة، لأننا لا نريد نوابا مسيحيين متطرفين. سم لي نائبا مسيحيا واحدا في بيروت من نوابي متطرفا. النائب غطاس خوري ماروني عندما هدّدنا سليمان فرنجية بتقسيم بيروت بطريقة تضع كلا من المسيحيين والمسليمن على حدة، أصبح يأخذ مواقف أقرب إلى الاعتدال من التطرف ليستطيع أن يترشح إلى النيابة. بهذا التقسيم، هناك جبران تويني سيترشح. يقال إن ميشال عون سينزل إلى النيابة، وكذلك صولانج الجميّل، ماذا نفعل؟ أنا سأنزل شخصيا في هذه الدائرة وهذا التقسيم لن ينفعهم. أنا سأربح هذه الدائرة وتلك، والمسيحيون المتطرفون سيربحون هذه الدائرة، وهم بذلك لن ينجحوا في التخلص من الحريري إنما ربحوا 3 أو 4 مسيحيين متطرفين سيشتمون سوريا طوال اليوم وهذه النتيجة العبقرية التي توصلوا إليها.
هذا القانون "مش كويّس" وهو مصنوع بصورة كيدية وممكن أستقيل من المجلس النيابي لأفتعل ضجة. وأنا أتكلم جديا ولقد أبلغت هذا الكلام إلى السوريين.
المعلم: مين السوريين؟
الحريري: "إنت مبارح جيت يا وليد"، هناك أبو عبدو، وهذا الكلام قبل ان تأتي أنت، وأنا فهمت أنك لن تأتي قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، وأنا أبلغت إليهم هذا الكلام قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، أبلغته إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزير الداخلية وإلى أبو عبدو من طريق شخص ما.
اليوم أسمع أنهم يريدون أن يدخلوا تعديلات جديدة، يريدون وضع هذه المنطقة هنا (يريه على الورقة) أي مزيد من الشرذمة وعدم إبقاء أي لقاء سنّي – مسيحي، ماذا يفعلون؟ لهذا يقول لك نبيه إنه مع المحافظة وحسن نصرالله مع المحافظة، وأنا مع المحافظة، أنا أسير بهذه وهذه.
لأنو متل ما شايف بـ"النكايات" بيننا وبينكم...
المعلم: ما دخلنا.
الحريري: دخلكن ونصف، هل تريد أن نجامل بعضنا؟ أنا أقول الحقيقة، بالنكايات والتكتكات سينشأ لبنان معادٍ لسوريا ولنا و"رح تزمط هيدي القرطة بموضوعن". البطريرك، وهم عملوا كل هذا الموضوع لإرضائه، يتكلم بالطائف قبل إقرار مشروع القانون في مجلس الوزراء، ويقول إن القرار 1559 قصة دولية لا علاقة لنا به. أقر القانون في مجلس الوزراء وهو في روما، وقد انتقل إلى باريس وقبل أن يقابل شيراك قال نحن مع القرار 1559، وبعد رؤية شيراك قال يجب على اللبنانيين أن يعملوا يدا في يد لتطبيق 1559. لماذا؟
أنا قلت مرّة لسيادة الرئيس: أنت في الأخير ليس لديك إلا المسلمون وإنّ من يقول لك عكس ذلك، يكون يتكلم في شكل خاطئ. نحن نختلف معكم أو نتفق معكم، "بيطلع دينا منكن"، "بتقرفو منا" لكن في الأخير لا يمكننا أن نخرج منكم نهائيا ولا أن تخرجوا منا نهائيا، "ما حدا بيطلع عن جلدو". أنا أشعر بمرارة منكم.
المعلم: والرئيس عنده مرارة منك.
الحريري: أعرف من وراء القرار 1559، فاروق الشرع أقنعه أن رفيق الحريري وراء هذا الأمر، لأنه فاشل ويريد تغطية فشله برفيق الحريري. أنت تعلم بالقرار 1559 منذ حزيران والفرنسيون أبلغوا إليكم هذا الأمر، والأميركيون يعلمون. وأنت تعرف أن لولا التمديد لما صدر الـ1559، وأنت تعلم أنّ هذا الكلام غير صحيح.
المعلم: دولة الرئيس، نريد حل المشكلة، أنا قلت لك نكتة فخري البارودي لأقول لك كم عانيت لأصل إليك ولأقنع الرئيس الأسد. هناك تقارير عن دور رفيق الحريري في القرار 1559 (...). أنا أحارب هنا وهناك، أنا "لاطيينلي" على مهمّتي ولا يريدون أن يتغير شيء، لكن أنا أقرر ولست سائلا عن أحد، حتى الوظفية لست سائلا عنها، أصبح عمري 64 عاما. كما أنهم أقنعوه (بشار الأسد) أن هناك مخططا، والدليل الحديث عن التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، وأن رفيق الحريري سيعود رئيسا للحكومة وينفذ هذا الأمر. قال لي إن العملية بدأت لضرب فتنة طائفية بين السنّة والشيعة...
الحريري: كيف؟
المعلم: ما قاله الملك عبدالله عن الهلال الشيعي. ما أريد أن أقوله، أن هناك نظرة سلبية ضدك، لجهة أن المعارضة لم تكن لتقف على رجليها لولا رفيق الحريري، وأن تيار المستقبل في المعارضة ويتحرك من الحريري.
الحريري: صحيح...
المعلم: رستم غزالة عاد إلى لبنان، وليد جنبلاط التقى معكم...
الحريري: لقد التقيت رستم قبل وبعد.
المعلم: الرئيس بشار، مثل أي رئيس مسؤول يخضع للتقارير.
الحريري: منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم التقارير، وقد أستسلم لأنني لا أستطيع مقاومتها، فالتواصل معكم مقطوع وكذلك مع الرئيس بشار الأسد. هناك أشخاص من جماعتكم في لبنان، يملكون خلية متخصصة برفيق الحريري وبإرسال التقارير. سيرسلون تقريرا بأنني قابلتك، ويغيرون التفاصيل "فوقاني تحتاني" ويختلقون حوارا وأنهم يراقبون بيت الحريري، وأنا قلت له مرارا إسألني، يسأل أبو عبدو، أنظر أبو عبدو إلى أين أوصله (بشار الأسد).
قلت له، يا سيادة الرئيس، إنك أجريت تعيينات منذ عامين، إنو ماهر صار كذا وآصف كذا، فهل تريدني ان أجري اتصالا بأحد؟ فقال لي أبدا، فقط معي، والتقي في بعض الأحيان غازي وأبو عبدو وصاحبك أبو جمال. مرة أردت أن أقابل ماهر فقال لي أنا سأرتب الموعد ولم يحصل، هذا منذ عامين. وأنا لا أريد أن أتصل بأحد من سوريا إلا من خلاله، حتى أيام الرئيس حافظ الأسد، فهو الذي أنشأ علاقتي بأبو جمال. وعلاقتي مع أبو جمال تطورت إلى صداقة عائلية وهو رجل خارج القرار منذ أعوام عدة. فماذا أفعل يا وليد أمام تقارير ترده؟ أنت تعرف أن موضوع القرار 1559 بدأ منذ زمن وقد أبلغكم الفرنسيون به.
المعلم: كلا لم يقل، السفير أنكر، صدقني أنا استدعيته، جيرو أنا استدعيته.
الحريري: لا أتكلم عن جيرو، السفيرة السورية في فرنسا عندكم استدعيت وأبلغوها، وتكلموا معها عن التمديد مرات عدة واعتبرتم أن أي شيء يصدر عن فرنسا وراءه الحريري، كأن فرنسا دولة فاضية ورفيق الحريري يحرّكها. لنتفاهم، هل أنا فرنسي أو أميركي، أو هل أنا "centre de gravite" للعالم؟
المعلم: أنت كنت وزير خارجية لبنان وسوريا.
الحريري: هذا الكلام الذي "جنّن" فاروق الشرع.
الحريري: أعرف من وراء القرار 1559، فاروق الشرع أقنعه أن رفيق الحريري وراء هذا الأمر، لأنه فاشل ويريد تغطية فشله برفيق الحريري. أنت تعلم بالقرار 1559 منذ حزيران والفرنسيون أبلغوا إليكم هذا الأمر، والأميركيون يعلمون. وأنت تعرف أنه لولا التمديد لما صدر الـ1559، وأنت تعلم أن هذا الكلام غير صحيح.
المعلم: دولة الرئيس، نريد حل المشكلة، أنا قلت لك نكتة فخري البارودي لأقول لك كم عانيت لأصل إليك ولأقنع الرئيس الأسد. هناك تقارير عن دور رفيق الحريري في القرار 1559 (...) أنا أحارب هنا وهناك، أنا "لاطينلي" على مهمّتي ولا يريدون أن يتغير شيء، لكن أنا أقرر ولست سائلا عن أحد، حتى الوظيفة لست سائلا عنها، أصبح عمري 64 عاما. كما أنهم أقنعوه (بشار الأسد) أن هناك مخططا والدليل الحديث عن التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، وأن رفيق الحريري سيعود رئيسا للحكومة وينفذ هذا الأمر. قال لي إن العملية بدأت لضرب فتنة طائفية بين السنّة والشيع...
الحريري: كيف؟
المعلم: ما قاله الملك عبد الله عن الهلال الشيعي. ما أريد أن أقوله، أن هناك نظرة سلبية ضدك، لجهة أن المعارضة لم تكن لتقف على رجليها لولا رفيق الحريري، وأن تيار المستقبل في المعارضة ويتحرك من الحريري.
الحريري: صحيح..
المعلم: رستم غزالة عاد إلى لبنان، وليد جنبلاط التقى معكم..
الحريري: لقد التقيت رستم قبل وبعد.
المعلم: الرئيس بشار، مثل أي رئيس مسؤول يخضع للتقارير
الحريري: منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم التقارير، وقد أستسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها، فالتواصل معكم مقطوع وكذلك مع الرئيس بشار الأسد، هناك أشخاص من جماعتكم في لبنان، يملكون خلية متخصصة برفيق الحريري وبإرسال التقارير. سيرسلون تقريرا بأنني قابلتك، ويغيروا التفاصيل "فوقاني تحتاني" ويختلقوا حوارا وأنهم يراقبون بيت الحريري، وأنا قلت له مرارا إسألني، يسأل أبو عبدو، أنظر أبو عبدو إلى أين أوصله (بشار الأسد)
قلت له يا سيادة الرئيس أنك أجريت تعيينات منذ عامين، إنو ماهر صار كذا وآصف كذا، فهل تريدني أن أجري اتصالا بأحد، فقال لي أبدا، فقط معي، والتقي في بعض الأحيان غازي وأبو عبدو وصاحبك أبو جمال. مرة أردت أن أقابل ماهر فقال لي أنا سأرتب الموعد ولم يحصل، هذا منذ عامين. وأنا لا أريد أن أتصل بأحد من سوريا إلا من خلاله، حتى أيام الرئيس حافظ الأسد، فهو الذي أنشأ علاقتي بأبو جمال. وعلاقتي مع أبو جمال تطورت إلى صداقة عائلية وهو رجل خارج القرار منذ أعوام عدة. فماذا أفعل يا وليد أمام تقارير ترده. أنت تعرف أن موضوع القرار 1559 بدأ منذ زمن وقد أبلغكم الفرنسيون به.
المعلم: كلا لم يقل، السفير أنكر، صدقني أنا استدعيته، جيرو أنا استدعيته.
الحريري: لا أتكلم عن جيرو، السفيرة السورية في فرنسا عندكم استدعيت وأبلغوها، وتكلموا معها عن التمديد مرات عدة واعتبرتم أن أي شيء يصدر عن فرنسا وراءه الحريري، كأن فرنسا دولة فاضية ورفيق الحريري يحركها. لنتفاهم هل أنا فرنسي أو أميركي، أو هل أنا centre de gravite للعالم؟
المعلم: أنت كنت وزير خارجية لبنان وسوريا
الحريري: هذا الكلام الذي "جنّن" فاروق الشرع
المعلم: أبو بهاء كان وزير خارجية البلدين ....
الحريري: لنفترض جدلا، فرفيق نعرفه منذ العام 1982 أي منذ 22 عاما لم تنقطع العلاقة معه، وهو كان رئيسا للحكومة مدة 12 عاما، فلماذا تغير هذه السنة، ليسألوا أنفسهم قبل أن يسألوني؟ لماذا تغير إلى درجة أصبح فيها مستعدا للتعاون مع الجميع ضد سوريا، هناك سبب، هو لم يتغير لا يزال هو نفسه، لكن أوصلناه إلى مكان "طلّعنالو دينو" لماذا؟ ماذا حدث؟ أين الخطأ من جهتكم أو من جهته؟ ... هل أنا من الأساس عميل فرنسي، أوروبي ،أميركي ؟؟؟
المعلم: يتكلمون عن تأثيرك ...
الحريري: لماذا أثّرت هناك، فأنا أعرف شيراك من الأساس، وهو منذ 9 أعوام "ماشي مع سوريا متل الساعة"، وعندما أتى إلى البرلمان اللبناني قال إن الوجود السوري في لبنان باق حتى إرساء السلام. أنا "خليتو يحكي هذا الكلام وأنا خليتو يحكي الكلام التاني"، أليست هذه النظرية ...
المعلم: أوصلوك إلى الزاوية
الحريري: لماذا؟ من أوصلني؟
المعلم: نحن والأجهزة هنا
الحريري: شوف وليد، للموقف الفرنسي مجموعة عوامل، الدبلوماسية السورية لم تدرك أهمية لبنان بالعقل والعاطفة الفرنسية. أنا أعلم ماذا يحصل
المعلم: أنا أتكلم بصراحة لأنني أريد معالجة هذا الموضوع
الحريري: وأنا أتكلم بصراحة وأعلم ماذا يحصل، وكنت أعلم بأشياء عدة كانت تحصل، لكنني لم أتدخل في هذا الموضوع، أنا لم أكن وراءه لكنني لم أوقفه. سأقول لك لماذا. هناك عريضة أنجزها ميشال عون في فرنسا بعد صدور قانون محاسبة سوريا، وقعها 103 نواب فرنسيين، فأتى إلي هاني حمود، وهو صحافي لبناني - فرنسي يعيش في فرنسا، إلى هذا المكتب بالذات وقال لي: دولة الرئيس هناك عريضة أنجزها ميشال عون وقعها حتى الساعة 103 نواب فرنسيين من أصل 560 أو 650 نائبا في البرلمان، تتعلق بقانون محاسبة سوريا وتحرير لبنان، وبعض النواب الموقعين هم من نواب شيراك، سألته متى؟ قال لي حصل هذا الأمر في الـ24 أو 48 ساعة الماضية. فاتصلت بشيراك فقال لي أن لا علم لديه بالموضوع. وفي اليوم نفسه أو اليوم التالي عاودت الاتصال به فأبلغ إلي أن الأمر صحيح و"إنو قامت القيامة" وتكلم مع رئيس البرلمان وأوقف الموضوع، فقلت له ممنون.
عندها صدر كلام من سوريا "إنو الحريري وراها"، وحياة عيوني؟؟؟
المعلم: لم تخبر الرئيس ماذا فعلت....
الحريري: لم أخبره، هناك كثير من الأمور قمت بها ولم أتكلم. أنا لست مثل " يللي شايفهن بين أجريك"، أنا اعتبرت أن ما حصل spontané (عفوي)، أما هم فاعتبروا أن الحريري وراء هذا الأمر، وأوقفه "حتى يربحنا جميلة". وكنت في الأساس أعيش مرحلة من الهجوم علي "إلا أول ما إلا تاني: بهدلة، وشرشحة ودعوسة".. فقلت يا رفيق "لو ضويت العشرة" لهذه الجماعة "خلص" فهم لا يحبونك ولا يثقون بك.
و: هكذا فجأة؟
ر: نعم، وهذا الكلام صادر عن أعلى مستوى في سوريا. "بكون حكى مع فاروق"، والأخير قال له "هذه تقريقة"، الحريري يقف وراءها وهو أوقفها "ما يربحنا جميلة". هناك 103 نائبا وقعوا وقد يصبحون 400 في ثلاثة أيام .... لا يمكنني أن أفعل أكثر مما فعلت. وهذا الكلام عمره عام ونيّف، ومنذ ذلك الحين أنا لم أتدخل، حتى جاء مؤتمر القمة في تونس. وقد سبقه اجتماع عاصف بيني وبين بشار وغازي ومحمد غلوب وأبو عبدو، اجتماع "الله ما يحط حدا في"، تخلله كلام كبير، من قبله ومن قبلهم.
المعلم: حتى غازي؟
الحريري: نعم، إسأل غازي عن الموضوع. خرجت من الاجتماع ورأيت أن الأمر في منتهى الخطورة وإنني أمام رئيس شاب وإذا اصطدمت به سأصطدم بسوريا، وقلت له هل يعقل القول إن الحريري هو وراء هذا الموضوع وهو أوقفه "ما يربحنا جميلة" .
سألني عن رأيي، فقلت إذا كان الكلام صحيحا فلا يجب أن أعود رئيسا للحكومة في لبنان وإذا لم يكن صحيحا فلا يجب أن يقال ... وبعد هذا الكلام لم ألتقه حتى تونس، طلبت رؤية الرئيس، فأبلغوني أنه سيراني في الشام. وبعدها علمت بالموضوع، طلبت رؤيته لأخبره الحقيقة فرفض، ولم أكن أريد الحديث مع أبو جمال ولا مع "هيدا يللي هون"، ومرت أشهر عدة، ولم ألتقه حتى حصل التمديد، فأرسل في طلبي وعمّم على الجميع أننا اجتمعنا لمدة 14 دقيقة أو ربع ساعة. أولا أنا رئيس حكومة ترسل في طلبي لربع ساعة "ماشي الحال"، ما المقصود، عمّم هذا الموضوع كما عمّمت الأجهزة الحديث الذي دار بيننا على كل وسائل الإعلام، لماذا؟ يوم التمديد أرسل في طلبي، وقال: تقول دائما إنك مع سوريا وهذا سيؤكد إذا كنت تعني ما تقول أو لا تعنيه. فقلت له سيادة الرئيس أنا مع سوريا منذ 25 عاما فهل تقول لي إنني إذا لم أسر معكم في الموضوع فهذا يعني أنني ضد سوريا، قال لي: نعم. فأجبته سأفكر.
عندها ذهبت إلى بيتي في فقرا وحسبت الموضوع من كل جوانبه، وأنا أعرف أنني بعدد النواب الذي أملك أستطيع إفشال التمديد لكن هذا يعني "إنو عم فشّل بشار الأسد" وهذا ما لا أقبله، وبعدها سيكون له رد فعل ويحاول الإتيان بسليمان فرنجية "ويعمل قصة طويلة وعريضة"، لكنني أعلم في المقابل أن التمديد سيؤذيه. هو لم يسألني عن رأيي، قال لي قرّرت. "قعدت أضرب أخماس بأسداس" كل الليل وحيدا. قلت قد يدفعه هذا الأمر إلى إعادة النظر في موقفه. وقد حدثته في اليوم التالي وقابلته واتفقنا وأخذنا القرار.
وركبت الطائرة في اليوم التالي متوجها إلى المغرب، وعدت في اليوم نفسه إلى بيروت. ولأنني كنت "معصّب"، "صار معي مراجعة وإسهال"، فوقعت في الحمام وكسرت كتفي، هذه قصة كتفي. في هذه الأثناء يتصل بي شيراك ليطلب مني عدم السير بالتمديد في المجلس النيابي، وقال لي نحن أصدقاء ونحن نرفض هذا الأمر، فقلت له "ماشي الحال" اتخذت قراري.
الحريري: هناك نقطة لم أفهمها، اتصل فاروق (الشرع) بموراتينوس الخميس صباحا
المعلم: موراتينوس اتصل بفاروق وطلب منه تأجيل الجلسة 24 ساعة، هكذا قال لي
الحريري: كان فاروق الذي اتصل بموراتينوس، ولا مصلحة في الكذب لأن ما حصل هو سبب معظم المشكلة، وقال له نحن نحاول التوسط مع الفرنسيين ولا يستجيبون، ونريد مساعدتك فقال موراتينوس أنا حاضر. فقال فاروق نحن من جانبنا لا نسير في التمديد في مقابل أن توقف فرنسا وأميركا قرار مجلس الأمن، على أن نتفاهم سوية بعدها على شخص رئيس الجمهورية ونبحث في الوضع اللبناني.
المعلم: والله أنا عندي خبر إن العكس هو الذي حصل.
الحريري: يخبر موراتينوس الفرنسيين ويُنقل الأمر إلى أميركا وغيرها من الدول، لقد علمت بهذه التفاصيل لاحقا، وقد ردّت 10 بلدان بالموافقة، في هذه الأثناء غيّر فاروق رأيه، وأبلغ إليهم أننا لا نستطيع وقف جلسة مجلس النواب، "بدكن تحكو مع نبيه"، فتحدثوا إلى نبيه، حتى لا يقولوا إن سوريا هي التي تتحكم بالموضوع، طلع نبيه "بهدل" موراتينوس وعقد جلسة في اليوم التالي وصوتنا مع التمديد ولم أكن أعلم بما حدث.
لماذا حصل ما حصل، كان القرار سيقف. هل اعتقد السوريون أنه لا يمكن إصدار قرار في مجلس الأمن، فوافقوا نهارا وعارضوا ليلا، لا أريد جوابا.
المعلم: لا أملك جوابا، انا استلمت هذا الموضوع حديثا، وقد أتيت لأتعلم.
الحريري: أنت أستاذ، ما هذا الكلام؟
المعلم: أقولها بصراحة، لا يمكن أن أتصور دورا إيجابيا سوريا في لبنان من دون الحريري ولا يمكن أن أتصور علاقة دبلوماسية خارجية تضر فرنسا، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ فرنسا "تركلي ياها على جنب"، فهي صارت بعيدا "وصارت القلوب كتير معباية". ما يهمني هو أنت وبشار الأسد، لا شيء آخر نهائيا. ما الخطوات التي يجب اتخاذها لتزدهر هذه العلاقة مجددا من دون أجهزة.
الحريري: الأمور في البلد ذهبت بعيدا، لا يمكن إعادتها إلى ما كانت عليه من خلال cosmetic situation . لا رغبة لدي في أن أصبح رئيسا للحكومة، ويمكن أن تأخذ وعد شرف من رفيق الحريري، ويمكن أن تقول لي "إنت مش رجال إذا غيّرت"، لن أصبح رئيسا للحكومة إلا إذا قال لي بشار ذلك. وهذا الأمر يشكل ترجمة للقول إن لبنان لا يحكم ضد إرادة سوريا، لكن في الوقت نفسه أنا أريد أن أكون رئيسا للحكومة "en plein pouvoir" ... وليس أن أكون رئيسا للحكومة وأكثرية مجلس الوزراء ضدي.
تقتضي مصالح البلدين أن نحدّدها معا ونتفق عليها معا، لا أن تعيّن سوريا "الكبير والصغير" في البلد. وأكرر إذا طلب مني بشار أن أصبح رئيسا للوزراء، سأفعل وإلا "قسما عظما إذا طلبت مني الدنيا كلها أن أصبح رئيسا للحكومة وهو لم يطلب ذلك، فلن أفعل". وأنا لم أصل إلى مرحلة "حاطط راسي براس بشار الاسد"، هذا كلام "فاضي"... إضافة إلى ذلك، نبني على هذه النظرية "لنخرب بيتنا وبيت العالم"، لماذا؟ لماذا لم يرسل في طلبي ويسألني حقيقة ما حصل.
المعلم: هذا ما كان يجب أن يحصل
الحريري: لكنه لم يحصل، لم يستشرني في رغبته بالتمديد، لكنت أعطيته رأيي وسرت في رأيه. قال لي قرّرت، "وما تجوابني، فكر ورجاع رد". هذا الكلام حصل بيني وبينه
المعلم: صادق.
الحريري: أسمع كلاما عن أن حسني مبارك قال له (للأسد) إن شيراك قال له (لمبارك) أنني قلت لشيراك أنه "حطلي الفرد براسي"، (الأسد) أنا لم أقل ذلك. ممكن أن يكون شيراك قال هذا الأمر لحسني مبارك، لكن هذا تعبير يستعمله الأجانب ويعني انه فعل أمرا ما غصبا عنه.
هل هناك أحد في العالم لا يعرف أنني ضد التمديد وأنني قبلت بالتمديد غصبا عني. كما أن جماعتكم تقول، عندما يسألوهم لماذا تتعاطون بهذا الأسلوب مع الحريري وهو سار معكم في التمديد، "ليش هوي مدّد بخاطرو، مدّد غصبا عنه".
المعلم: يا عيب الشوم
الحريري:...أنا أعرف أن سوريا ستتأذى من هذا الموضوع، لكنها لم تسألني ولم تسمع مني ولم تعاملني كصديق، إنما عاملتني على أساس "يا إنت معنا يا ضدنا" ...دعني أسألك سؤالا يا وليد، لو كان هذا الملف في يدك، ألم تكن لترسل في طلبي وتسألني عن الموضوع.
المعلم: طبعا
الحريري: لكن أحدا لم يتصل. فنحن لسنا أطفالا، كنت اتصلت وقلت لي، يا أبو بهاء، هناك أشخاص "زعران" وراء هذا الموضوع، ونحن لا نصدق، كيف يمكن أن تساعدنا في هذا الموضوع؟ لكن هذا الأمر لم يحصل.
المعلم: في الفترة الأخيرة، كان فاروق "مستلم كل شي".
الحريري: ...ما المطلوب مني؟ عندما يأتي إلي سفير هذا البلد أو ذاك ويقول لي السوريون يتكلمون هكذا، ماذا أفعل، هل أتصل بكم، لن أفعل. "ما بدا شي"، لماذا وليد المعلم أو فاروق أو مندوبك هنا لم يأت إلي ويقول يا أبو بهاء لم نعد نريدك رئيسا للحكومة، لكنت قدمت استقالتي في ربع ساعة. رأيتم كيف بعد التمديد، عندما قال لي رستم "مش ماشي الحال"، قدمت استقالتي، ماذا حصل هل أصدرت بيانات ونظمت مظاهرات؟ بقيت صامتا أربعة أشهر.
المعلم: وهذا الأمر أسجله لك.
الحريري: لا أريد ان تسجله لي. فلم أقم بهذا الأمر عن ذكاء. أنا أتصرف هكذا
المعلم: طبعا ذكي
الحريري: أكيد ذكي، وإلا لما وصلت إلى هنا. لكن لم أخطط لتركيبة. وأكرر إذا لم يطلب مني بشار الأسد أن أصبح رئيسا للحكومة، "والله لو عندي 128 نائبا لما قبلت". ما هذا الكلام "البلغصة والهبل والرذالة".
المعلم: كيف سنعالج الموضوع، لا شك لدي في نظافتك.
الحريري: يجب أن يعرف الأخوان أننا نقدرهم ونحترمهم لكننا نحترم أنفسنا أيضا، فنحن تعرضنا للإهانة بكرامتنا وكل شيء. لماذا؟ لنفرض جدلا أن رفيق الحريري فعل هذا الأمر، لماذا تغير الآن وهو معنا منذ 25 عاما، لم يسألوا أنفسهم هذا السؤال. والكلام "الفاضي" الذي قيل عن أن مروان حمادة وغسان زاروا الحريري في سردينيا ووضعوا القرار 1559، من يقول هذا الكلام كأنه يقول نحن حاولنا قتل مروان حمادة، وهذه إحدى مشاكلكم مع وليد جنبلاط، "لأنو واصلّو كلام" إن مروان حمادة ذهب إلى سردينيا وكتب القرار 1559 مع الحريري. مروان حمادة لم يزر إيطاليا عام 2004 . "يا حرام الشوم"
المعلم: هو رجل وطني، أليس وليد جنبلاط رجلا وطنيا؟
الحريري: لماذا وصل وليد جنبلاط إلى هذه المرحلة؟
المعلم: له أسبابه
الحريري: ما هي هذه الأسباب؟
المعلم: هناك سوء تصرفات في السابق لكن لا يجوز أن تستمر
الحريري: لكنها مستمرة (...) لا يمكن لسوريا أن تبني سياستها بناء على تقارير مخابراتية...في النتيجة، هناك العلاقة الشخصية بيننا وبينكم، وهناك الموضوع العام في البلد. لا يمكن أن تتصرفوا بعد اليوم على أساس "نيّمنا" المخابرات ووضعنا وليد المعلم في الواجهة، "هيدا الموضوع ما حدا قابضو".
المعلم: أعرف.
الحريري: إضافة إلى أن لا شيء يمنع أن "يفشلكم" الآخرون وبسهولة لأن هناك مصالح كبرى. لا يمكن أن تتخيل الوضع الحاصل، هناك مصالح مالية كبرى وقد دخلت الدول الكبرى في الموضوع لتلعب بيننا. موضوع الوجود السوري مطروح، فماذا ستفعلون؟ هل ستستمرون بالاستماع إلى فلان وفلان، هذا لن يحل القضية.
اتفاق الطائف، مقسوم إلى قسمين، قسم مرتبط بالعلاقة بين لبنان وسوريا، وقسم بالإصلاحات التي تشكل ضمانا. أثناء وجودي في الحكومة وأثناء حكومة سليم الحص، أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات لم يكن يتمتع بها قبل اتفاق الطائف، وصرنا اليوم في موضوع القضاء (قانون الانتخاب) وهو سيؤدي إلى انتهاء اتفاق الطائف والعودة بالبلد إلى ما قبل العام 1975. إذا اعتمد القضاء مع التقسيم الراهن لبيروت سيأتيني بعدد نواب لم أكن أحلم به في حياتي، وأنا سأنزل في كل الأماكن التي يمكن أن أنزل فيها وأعتقد أنني سأربح، لكن إذا ربح رفيق الحريري سيخسر البلد وأنا لا أريد أن يحصل هذا الأمر.
المعلم: لهذا أنت مع المحافظة؟
الحريري: أنا لا أقول أمرا لا مصلحة لهم فيه، إذا كانت بيروت محافظة واحدة فأنا سأربحها بكاملها لكن إذا اعتمد القضاء فسأربح نوابا في الجنوب والبقاع والشمال، أما إذا اعتمدت المحافظة لا قدرة لي على ربح نواب في الجنوب والبقاع، نجاحي في الجنوب صفر وفي البقاع بسيط جدا، لكن حظوظي كبيرة مع القضاء (...) أنت تعلم أن الشهادة بالقانون يفعلها رفيق الحريري أمام العالم بأكمله. إذا قلت إن القانون جيد، فالعالم كله سيقول أنه جيد،... وإذا قلت أنه عاطل ... سيقولون عاطل، هل لديك شك في الموضوع؟
المعلم: أنا شخصيا كلا
الحريري: ... إذا أقر القانون في المجلس النيابي، سأستقيل أنا ونوابي وأنا أبلغك رسميا.
الحريري: إذا اعتمدت المحافظة فلن تكون مقسّمة إلى خمسة، سيقسم كل من الجنوب والبقاع والشمال والجبل إلى محافظتين، وبيروت تبقى وحدها، وهذا يعني تطبيق اتفاق الطائف، فوجودك السياسي في البلد مبنيّ على الطائف، الوجود العسكري مبنيّ على الطائف، الاتفاقات المبرمة بين بلدينا مبنية على الطائف، ماذا تفعل، أنت تنسف الطائف الذي أنت موجود بموجبه. ما يطرح اليوم أمران، أن تنسحب من البقاع أو أن تطبق القرار 1559 وتخرج من البلد، اتفاق الطائف ينص على أن تنسحبوا من البقاع وأنتم تقريبا انسحبتم منه وبقيت أماكن قليلة.
هل تعلم ماذا قال نسيب لحود، طالب بتطبيق القرار 1559. "ما تنغش" ما أقوله لك هنا أقوله في الخارج. ذهب سليمان فرنجية إلى البطريرك عشرين مرة والناس "رايحة جاية"، كذلك أحرجونا نحن، فاضطررت نتيجة هذا الوضع أن أذهب إليه (البطريرك). إذا تقدمت الحكومة اللبنانية بمشروع قانون إلى المجلس النيابي على أساس القضاء، هذا يعني أنّ سوريا موافقة، ونحن سنؤيّده، فلماذا سأظهر بالتالي أمام المسيحيين على أنني أنا الوحيد ضدهم.
المعلّم: نبيه برّي قال لي اليوم إن من المستحيل أن نقبل بالقضاء، ونريد إلغاء الطائفية السياسية...
الحريري: معه حق، على رغم أنني لا أتحدث معه، فالأمور بيننا "مش كويسة". سليمان فرنجية شتم رفيق الحريري على التلفاز بسبب موضوع القضاء، ولو كانت المحافظة لما "استرجا يحكي كلمة عنّي"، وأرسى جوا طائفيا في البلد. أما في المحافظة فهو مضطر إلى مسايرة المسلمين حتى يصوتوا له. والمسلم عمر كرامي لا يمكن أن يقول كلاما طائفيا لأنه يحتاج إلى أصوات المسيحيين. القضاء يدفع الناس إلى الحديث طائفيا ومذهبيا، أما المحافظة فتجبر "العفاريت يصيرو أوادم"، وإلا لن يُنتخبوا. الأرض في بشرّي ضد المسلمين وجماعة "القوات" لأنّ الانتخابات تجرى على أساس محافظة أو دوائر مسيحية - إسلامية، يقولون كلاما "من أحلى ما يكون"، "بكرا خلّي يطلعولك اتنين من بشري على أساس القضاء، هناك رأس حربة البترون، بشري، الكورة "شو الله جابركن؟"
المعلم: والله أنا لم أتدخل.
الحريري: أنت لم تتدخل، ولن يكون لديكم أكثرية، وأنا قلت لرستم، مهما بلغ الأمر بيني وبينكم، أنا حريص على سوريا لكنكم لا تصدقون هذا الكلام. القضاء هو القضاء على سوريا في لبنان والمحافظة هي المحافظة على سوريا في لبنان. والحصّ ماذا يقول لك؟
المعلم: الكلام نفسه.
الحريري: أنا، سليم "ما بيطيق خيالي ولا بطيق خيالو"، أليس عجيبا أننا متفقان على الموضوع نفسه. إذا صدرت أصوات معترضة سنقول إن المحافظة تعني التمسك باتفاق الطائف، المحافظة خيار استراتيجي، والتقسيم حاضر ويبقى فقط أن تقسموا الجبل إلى اثنين.
المعلّم: ألا يؤثر الجبل فيكم؟
الحريري: كلا لا يؤثر، ووليد جنبلاط لن يقول شيئا بالعكس.
المعلّم: لقد تخمّرت الآن وأنا ثقتي بك كبيرة.
الحريري: وليد، أنا لست ضد سوريا ولا أغشّها، ولا أغشّك أنت تحديدا.
المعلّم: يجب أن ننتبه إلى ما يجري في العراق، السنّة ليس لهم إلا سوريا.
الحريري: "ما فارقة معي لا سنّة ولا شيعة". وضعوا في رأس بشار أنني أنا عصب السنّة في لبنان، لقد استدعيت المشايخ السنّة في عكار وقلت لهم إن مرجعيتكم هي رئاسة الحكومة، وأنا رئيس الحكومة، أخرجوا من هذه "الخزعبلات"، لا مصلحة للمسلمين بالتطرف، فكتبوا تقريرا يقول إنني أنظّم تجمعا سريا في البلد. ما المطلوب مني؟
المعلّم: أنا لست مرتاحا إلى الفجوة بينك وبين الرئيس (الأسد)، وهذا الأمر يؤدّي إلى أخطاء، أنت من جهتك، تأخذ ردود فعل لأنك لا تفهم لماذا يحصل ما يحصل.
الحريري: أنا أعرف ماذا يحصل. أنا لا أستطيع العيش ضمن نظام أمني متخصص بالتشويش على رفيق الحريري ويكتب تقارير لبشار الأسد ويصدّقها. وأنا لا أعرف مضمون هذه التقارير لأردّ عليها.
المعلّم: سأبلغ إلى الرئيس هذا الكلام.
الحريري: هذا الكلام سيحاسبني الله عليه يوم القيامة، عيب القول إن الحريري جزء من مؤامرة. حتى اليوم، وقبل قليل علمت من الإسبان أنهم سيضعون حزب الله على لائحة الإرهاب. هل تعلم من يمنعهم؟ الفرنسيون. هل تعلم من يمنع الفرنسيين؟ أنا. لماذا؟ فأنا مختلف معكم ويمكن أن يستعملوا حزب الله ضدي، "مش طمعان بهدية". النواب المحسوبون عليكم في الكتلة "شحطتن"، أريد أن آتي بنواب لي، أنا معك، ماذا تريد من هذا الأسلوب... لا يمكننا العمل بهذا الأسلوب. هل تريدني أو تريد عدنان عرقجي وباسم يموت؟
المعلّم: هو يريد الجميع.
الحريري: يريد الجميع، ليتكلم معي، فأنا معك ومهما حصل لن أكون ضدك. يمكن أن لا أكون معك بمعنى أن أرضخ للأمر، لم أعد أحتمل الأمر يا وليد. قد أقبل أن يواجهني أحد أفهم منّي، لكن لماذا أقبل أن يتكلم معي "حدا مش قابضو" كلاما "ما بيسوا". أي لقاء غير معد له في الشكل المناسب سيكون كارثة.
المعلّم: أنا لا أريد أن أجازف قبل أن أعرف جواب الرئيس.
الحريري: صار "تلات رباعي بالمعارضة" بسبب التصرفات تجاهي وكل الأجوبة التي أسمعها تقول إن سوريا شطبت الحريري. لقد أتى أبو عبدو إليّ برسالة "طيبة جدا" نتيجتها تقول إنّ "القانون بجيبتك"، كيف ذلك ويكون القانون ضدي؟ ما العلاقة بين الكلام الذي أسمعه هنا والكلام النابي والفعل الذي أراه؟
المعلّم: إذا لم أرَ أن الأرضية صالحة لدى الجانبين، لن أجازف باجتماع.
الحريري: ما في داعي لاجتماعات، لتبقَ الاجتماعات بيني وبينك، "سماع من دقني"، نحن نريدك أن تنجح، من المبكر الكلام عن القضايا الباقية، ليقرّر ماذا يريد. هناك موضوع الوجود السوري في لبنان، مكاتب المخابرات وتنفيذ اتفاق الطائف والقرار 1559. هناك القرار 242 وشنت حرب العراق وبعدها 600 و700 و1000 قرار وافقتم عليها وأيدتموها بالإجماع ولم تنفَّذ. أنا لا أقول لك أن لا تتحدث بهذه الأمور، لكن الحديث بها لا يعني أنها حلت. يجب وضع خطة مبرمجة نتفق عليها جميعا، لكن بدلا من ذلك "ما حدا بيحكي مع حدا ومنتجسّس على بعضنا". سأخبرك أمرا وانقله إلى الرئيس فقط دون غيره: لقد حدثني حسني مبارك منذ فترة وطلب مساعدتي في مبادرة يريد أن يقودها بين فرنسا وسوريا، قلت له "من هالعين قبل هالعين".
وقبل أن يحضر بشار إلى شرم الشيخ، قال لي إنني سأقابل بشار لتحسين العلاقة فلا يجوز أن تبقى العلاقة بين سوريا وفرنسا على هذا الشكل، لكن قبل أن أبادر بالحديث أريد أن أعرف هل أنت مستعد لمساعدتي؟ فأجبته: لا أرفض أي أمر يخدم سوريا، وأنا حاضر لأي أمر تراه مناسبا. والله لم أطلب منه، هو من اتصل وطلب مني الحضور، فذهبت وجلست معه ساعة. ومنذ فترة أيضا أرسل في طلبي ووضعني في صورة ما حصل بينه وبين بشار، وان الأمور لم تصل إلى نتيجة حتى اللحظة واتفقنا أن نبقى على تواصل.
أنت تعرف طبعا أن هناك ارتكابات كبيرة في البلد على كل المستويات، ولا مصلحة لكم بهذا الأمر. يمكن أن يكون الكلام كاذبا أو ملفقا، لكن لا دخان من دون نار.
المعلّم: أنا أتمنّى أن أكون رسولك، هل تريد أن نتراسل من دون إعلام وضجة؟
الحريري: أرقامي موجودة في الخارجية. ويمكن أن تتصل بي عن طريق منزلي في الشام.
الحريري: أنا حاضر للتعاون معك لكن الأمور اليوم أصعب من الشهر الفائت وبعد شهر ستصبح أصعب. فقانون الانتخاب ليس سيئا فقط بسبب التقسيمات فهو يتضمن مادتين "رح يقيّمو الدني علينا وعليكن"، مادة تتعلق بالإعلام والإعلان وهي غير موجودة في أي دولة في العالم لجهة إقفال التلفزيونات إذا عرضت إعلانات وقد أقفلوا قناة الـ"M.T.V" بموجبها.
المعلم: إذا اعتمد قانون المحافظة، هذه الأمور ستنتهي.
الحريري: ليست هذه المادة فقط، هناك مادة عن إلغاء النيابة غير موجودة في العالم إلا في غواتيمالا، ولا أعتقد أن هناك علاقة لسوريا بهذا الأمر
المعلم: ما عندي خبر
الحريري: أنا أقول لك، لا علاقة لسوريا بهاتين المادتين، هذا عمل جميل السيد وغيره، لم يكن هذا الأمر موجودا في الاتحاد السوفياتي. سأقرأ لك إحدى هاتين المادتين، وأنت لن تصدق بأذنيك: "يحرّم على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذلك المكتوبة غير السياسية تعاطي الإعلان الانتخابي خلال الحملة الانتخابية المحددة من تاريخ دعوة الهيئات حتى إجراء الانتخابات وإعلان نتائجها تحت طائلة التعطيل والإقفال التام بقرار يصدر عن محكمة المطبوعات".
أصبحت الثقة في القضاء صفرا. هذا الأمر لن يسير "رح تقوم لقيامة". يُعطى للمعارضة المسيحية وغير المسيحية ولوليد جنبلاط ولنا نحن في شكل أو آخر هدايا مجانية.
أما المادة الثانية: "يتعرض إلى إبطال انتخابه إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في القانون كل مرشح يحاول أن يؤثر في اقتراع اللبنانيين بإنفاقه في مجموع استلزامات الدعاوى مبلغا يزيد عن 150 مليون ليرة (لم يضعوا ما معنى إنفاق على أساس إمكان إصدار مراسيم في ما بعد يفسروها كما يريدون، أي إذا احتسيت فنجان قهوة معك قد يعتبر إنفاقا)، باستغلال إمكاناته المالية بأي وسيلة كانت لتقديم عروض (يعني إذا وضع صاحب سوبرماركت إعلان أنه يريد عمالا وتقدم ثلاثة بطلب يقول لهم أنا سأترشح إلى الانتخابات وإذا انتخبتموني أوظفكم)، بإثارته النعرات الطائفية والمذهبية أو الحساسيات الفئوية أو الحزبية (يعني إذا انتقد أحدهم حركة أمل أو حزب الكتائب تلغى نيابته)، باستغلاله أي وسيلة من وسائل الترغيب والترهيب ( إذا شهد اثنان إن فلان الفلاني هدد بطردي إن لم أصوت له تبطل نيابته).
في وقت يطالب العالم بوضع رقابة دولية على الانتخابات نضع موادا مماثلة، ماذا نفعل؟ هل حدثك أحد بهذا الموضوع؟
المعلم: كلا
الحريري: أنا أحدثك الآن، هل هذا الكلام مقبول في المجتمع الغربي.
المعلم: كلا طبعا.
الحريري: لماذا هذا الإصرار ولماذا اليوم، لا أريد أن "تتبهدل" بلادي وأن "تقوم العالم علينا" وعلى رغم ذلك أنا أبرئكم من التقسيمات لكن الآخرين قد لا يبرئوكم.
المعلم: أي شيء تريده مني سيصل رأسا إلى الرئيس مباشرة
الحريري: بدي سلامتك، على فكرة في موضوع رستم ولقائي وليد جنبلاط، لقد قلت له إنني سأرى رستم.
المعلم: أنا أحترم وليد جنبلاط وهو رجل وطني
الحريري: جنبلاط حليفي، وقلت له أنني "مش قاطع مع سوريا، أنا مختلف أنا وياهن وطالع ديني من تصرفاتن" أنا قومي عربي قبل كل العالم، لكن أنا مختلف معهم وأشعر بالقهر. قلت له سيأتي رستم ونتكلم وسأخبرك ما سيحصل، وقلت لرستم أنني أنا ووليد نحترم سوريا احتراما كبيرا كل على طريقته.
أتى أبو عبدو لزيارتي موفدا من الرئيس، وقال لي "كلام كويس" مثلك تماما والترجمة في مهمتك لا تتماشى مع الكلام ولا يقنعني أحد أن لا علاقة لكم بالموضوع "هيدا الكلام ما بفوت براسي". إذا كنت سأسير في الموضوع لا تطلب مني السكوت. "إنو خللي يللي ضد سوريا يطلعوا ولا الحريري ياخدن". وهذه الخريطة (يشير إلى الورقة أمامه) عندما تضع المسيحيين مع بعضهم في الأشرفية من سيربح هل سيربح قومي عربي؟
المعلم: كلا سيربح متطرفون.
الحريري: صحيح، (...) الأساس ماذا تريد سوريا من لبنان، لا يمكن أن نكمل على هذا المنوال، لا نحن ولا أنتم، فنحن نرفض مسار الأمور ولا مصلحة لكم بها، فإذا تأذيتم نتأذى وإذا ضعفتم نضعف وإذا قويتم نقوى.
المعلم: هل أنتم متفاهمون على خطة عمل؟
الحريري: "يا خيي"، أنت أبي لكن لا أتحمل أن تقول لي بمن يجب أن أرتبط وماذا أرتدي وأي أسماء اطلق على أولادي وإلى أي مدرسة أرسلهم. هل تعلم أن هناك تدخلا في "الصغيرة والكبيرة" في البلد. مدير مستشفى أنتم تعينوه ولو كان سارقا؟
المعلم: هيدي منا شغلتنا
الحريري: على أيام الهراوي، كان يحكى بالترويكا، أي أنا والهراوي ونبيه بري، وأننا "كنا آكلين البلد وبالعينو"، أما الآن فمن؟
المعلم: سوريا
الحريري: لماذا، أفهم أن تكونوا داعمين لرئيسي الجمهورية والحكومة وموافقين عليهما، لكن أن تتدخلوا في رئاسة الجمهورية والحكومة والوزراء والنواب والمديرين العامين والقضاة، لماذا؟
المعلم: هناك مصالح شخصية
الحريري: مصالح سوريا الاستراتيجية "برقبتي وما عم ربحكن جميلة" فهذه مصلحتنا وواجبنا، لكن يا ولاد الحلال لستم مضطرين أن تصلوا إلى هنا. شو قصة ميشال عون؟
المعلم: لا أعلم
الحريري: إذا إنت بتعرفو أنا بعرفو، أنا مش شايفو
المعلم: أتى إلي شخص يدعى غبريال عيسى ناقلا إلي رسالة خطية منه يدعونا فيها إلى اجتماع، فقلت له نحن نرفض، قال لي العماد يريد حوارا مع سوريا، فأجبته أنني لا أقبل أن أتحاور معكم وأنتم تضعون يدكم في يد اللوبي الإسرائيلي
الحريري: ليش وقفوا
المعلم: لا علاقة لي
الحريري: لا يمكن أن تقول أن لا علاقة لك، فهذه القصة "عليكم وعلينا". هيدا جايي لهون ومعتبر إنو بدو يقسم المعارضة
المعلم: إذا أتى سيخرب لبنان مجددا
الحريري: سأعلمك شيئا. كلمني السفير الفرنسي وقال لي إنه آت وإنه يتوقع أن تأخذ الحكومة اللبنانية مجموعة خطوات حتى يعود.
المعلم: أنا متأكد "إنو ما في شي"
الحريري: السفير الفرنسي أبلغني
المعلم: ما العمل الآن؟
الحريري: بالنسبة إلى عون، أنا من الأساس قلت له "تعا" لكن في هذا الظرف "شو جايي يعمل"
المعلم: خطر والله خطر، سيضرب الوضع مجددا
الحريري: عم "بتولعو الأفاعي" بالبلد، ليجب أحدهم عن سؤالي، لماذا سيأتون بميشال عون، هل أصبحت السلطة حرة مستقلة ذات سيادة. في القانون اعتمدنا القضاء وسيعود ميشال عون
المعلم: ماذا يجب أن يحصل حتى لا يعود؟
الحريري: لا يمكنكم أن تمنعوه من المجيء بعد الذي حصل، يقولون إن هناك ملفا قضائيا في حقه.
المعلم: فهمت عليك
الحريري: لا تذهب مع عمر كرامي أبعد من هذا الأمر، لا تسأله ماذا يجب أن نفعل. يمكن عضوم ما بحبو لكنه رجل discret، "إذا بيتوشوش بساوي" لا تتكلم مع كرامي ، مع عضوم ومع وزير الداخلية. كرامي يخبر سائقه ماذا يحدث فتجد المعلومات في الصحيفة ،أما عضوم فلا يتكلم.
السفير الفرنسي أبلغني أن عون أبلغ موفد شيراك عن اتفاق حصل بينه وبين الحكومة اللبنانية وأنه سيعود بعد عشرة أيام ويتوقع أن يصدر قرار من مجلس الوزراء يقفل ملفه القضائي وقال أنا ممنون وأشكركم وإذا أمكن أن أزور الرئيس شيراك.
المعلم: سأستفسر عن عودته
الحريري: كيف بدو يفكك المعارضة، أصلا المعارضة ما بيطلع منا شي إذا نحنا ما كنا فيها. تريدون فقط وضع رفيق الحريري ووليد جنبلاط "برا" ،يصبح لديكم أكثرية 70 نائبا مقابل 60 ماذا يمكنكم أن تفعلوا بـ 70 ونحن ضدكم. هذا جنون "ما بكفّوكون"
المعارضة وضعت حبلا في يدي وتشدني فيه وبدلا من أن تمسك سوريا كتفي وتهدّيه فانها تكسره وتشدني في اتجاههم. بكرا إذا إجا ميشال عون وأنا بالمعارضة شو بعمل؟ نحن مختلفون مع سوريا لكننا لا نعاديها. أنا أنقل رأي الناس وهم لا يريدون أن نصل مع السوريين إلى آخر الدنيا، فكيف سأسير في معارضة فيها عون والقوات... أنا أرسل إشارات غطاس خوري، باسل فل