الجمهورية - فرنسا: النظام السوري يدور في الفضاء الشيعي والعلويون يعرفون أنّ إيران هي نصيرهم الوحيد
الثلاثاء 28 حزيران 2011
فرنسا: النظام السوري يدور في الفضاء الشيعي
والعلويون يعرفون أنّ إيران هي نصيرهم الوحيد
في مذكرة سرية تحمل الرقم 09PARIS286 صادرة عن السفارة الأميركية في باريس في 26 شباط 2009 جاء أنّ اجتماعا عُقد بين المستشار السياسي في السفارة ومدير مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الفرنسية جان كلود كوسران الذي ناقش نظرته في الموضوعات السورية المستجدة. وقال في هذا الشأن إن النظام السوري اختار تغيير أسلوب تعاطيه مع الغرب، وأقدم على إيصال إيماءات عدة إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي من أجل إثبات أنّ دمشق قادرة على تأدية دور إيجابي في المنطقة، موضحا أنّ هذه الخطوة السورية تدلّ إلى تبديل تكتيكي عوضا عن تغيير استراتيجي في السلوك السوري المعتاد. ومع ذلك، أوضح كوسران أن هذا التغيير، ومهما يكن معناه، كان ملموسا، وقد قلّل من تأثير المتشددين داخل الحلقة الداخلية حول بشار الأسد أمثال نائب الرئيس فاروق الشرع.
وأكمل كوسران قائلا، إنّ الحيلة بالنسبة إلى الغرب هي تحديد أفضل طريقة لاستغلال هذه الفرصة بينما لا تزال قائمة، مضيفا أن فصل سوريا عن إيران تبدو فكرة "لطيفة"، ولكن لا يمكن تحقيقها، موضحا أنّ "النظام في سوريا علماني وينتمي إلى الفضاء الشيعي، وأنه كان يحاول أكثر من عشرين عاما إثبات ميزاته الشيعية". وقال: "يعرف العلويون أنّهم حتى لو اقامواعلاقة جيدة مع السعوديين واللبنانيين، وحتى لو توصّلوا إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، ففي نهاية المطاف سيبقى السنّي يكرههم. وإذا تحوّل الوضع إلى حالة من المواجهة والعنف، يعرف العلويون أنّ القوة الوحيدة التي ستقف إلى جانبهم هي إيران". وأشار كوسران إلى أنّ الكراهية التي كان يكنّها النظام السوري
لـياسرعرفات ورفيق الحريري عكست هذا الارتياب الجوهري لجيران سوريا السنّة.
نصيحتان
وفي سياق آخر، قدّم كوسران نصيحتيْن الى الولايات المتحدة الاميركية في حال أرادت التعامل مع دمشق، مشددا في النقطة الأولى على أن تطالب واشنطن "بالحصول على شيء ملموس" من النظام السوري، محذّرا من أن السوريين هم أسياد في تفادي تقديم أي تنازلات حقيقية، كما أنهم بارعون في إمطار زائريهم بأحاديث رائعة ومنمّقة ومبهجة قبل إرسالهم "خاليي الوفاض". ومن جهة أخرى، حذّر كوسران الاميركيين من المبالغة، قائلا: "إذا كانت اميركا تهدف الى شيء صعب جدا، مثل دفع سوريا الى قطع علاقتها بحركة "حماس" و"حزب الله"، فهي لن تصل الى نتيجة".
وفي النقطة الثانية، حثّ كوسران المخضرم الولايات المتحدة الاميركية على ارسال سفير جبار الى دمشق، شارحا "انتم تحتاجون الى شخص بمكانة ادوارد دجيريجيان أو كريس روس، شخص يمكنه أن يكون لاعبا حقيقيا". وأكمل كوسران قائلا: "تذكروا أن هناك دائرة صغيرة من المستشارين حول بشار الأسد، وهي تضم الكواسر والمعتدلين. وعلى السفير الأميركي الجديد أن يكون لاعبا حقيقيا بحيث يمكنه أن يصبح واحدا من الأصوات التي تؤثّر
في الرئيس السوري".