الجمهورية - عون: سقوط الاسد وقيام حكومة سنية يغيران كل شيء في لبنان
الإربعاء 4-5-2011
عون: سقوط الاسد وقيام حكومة سنية يغيران كل شيء في لبنان
في وثيقة سرية صادرة في باريس تحت الرقم Paris 003235 ، شدّد المدير السياسي لابولاي على أن الحكومة الفرنسية (GoF) كانت تفضّل لو أن الجنرال ميشال عون بقي في باريس، متمنيّة لو أن وزير الخارجية بارنييه حثّ الأخير بقوّة على البقاء في باريس في أثناء لقائهما في التاسع والعشرين من نيسان. وقال لابولاي: "عون لديه غرور كبير، في حين أنّ المحيطين به متوسّطو الحال". وواصل كلامه قائلا: "عودة عون أحدثت ارتباكا في الأوساط المسيحية". وثيقة سرية تحت الرقم 3053 باريس 05 في تاريخ 4 أيّار العام 2005 أكّد عون أن طموحه الوحيد من العودة إلى لبنان، بعد مضيّ خمسة عشر عاما على وجوده في المنفى الفرنسي، هو إعادة الديمقراطية إلى لبنان، لكنّه قال إنّ جهوده للتوصّل إلى موقف مشترك مع وليد جنبلاط وآل الحريري والقيادات المسيحية التقليدية تم تجاهلها. وقد وصف هذه الجهات الثلاث بالمرتزقة وبأصحاب المصالح الشخصية الساعين وراء السلطة، قائلا إنه لا يستطيع أن يعمل مع أمثال هؤلاء الأعضاء الفاسدين من المعارضة لأن لا مصداقية لهم لدى الشعب اللبناني. في المقابل، قال إنّ حزب الله يتمتّع بـ"نوع من الجماهيرية"، وإنه لم يكن إلى الآن فاسدا أو استغلاليا. ولهذه الأسباب قال "إنه يشعر بأن في استطاعته التعاون مع حزب الله على أن يشجعه على تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني والتحول إلى حزب سياسي صاف ليشكّلا معا تحالفا سياسيا بحت". وقال عون في وضوح تام إنه سيشجّع تأخير قيام الانتخابات فترة قد تستغرق خمسة عشر يوما، ليتيح الوقت أمام البرلمان اللبناني، بحيث يتمكّن من التصويت على قانون انتخابي جديد يحلّ مكان قانون العام 2000 الذي يخدم الموالين لسوريا. وادّعى كذلك أنّه الشخص الوحيد من بين المعارضين اللبنانيين الذي كان صارما وصريحا في تأييده قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559. وأضاف أن الأعضاء الآخرين في المعارضة لم يعبّروا عن تأييدهم القوي للانسحاب السوري إلّا بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وقال عون إنّه قابل في باريس مبعوثَيْن من قبل الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، هما نجله إميل وكريم بقرادوني وهو عميل لحّود السياسي السرّي منذ زمن طويل. وقال إنه توصّل مع هذين المبعوثين إلى اتفاق يضمن إسقاط التهم القضائية المعلَّقة الموجهة إلى عون، والتي أقيمت ضده من قبل الحكومة الموالية لسوريا في الفترة التي شنّ فيها "حرب التحرير" على السوريين. في وثيقة سرية تحمل الرقم باريس 002944 29 نيسان 2005، وصادرة في (اجتماع عون مع بارنييه في التاسع والعشرين من نيسان)، قال جان فرنسوا تيبولت المسؤول عن ملف شمال أفريقيا والشرق الأوسط، إن بارنييه شدّد في حديثه إلى عون على أهمية أن يترك الأخير طموحاته الشخصية جانبا، ويعمل لدعم الأهداف المشتركة ووحدة المعارضة اللبنانية. وشدّد بارنييه أمام عون على نيّة سوريا زيادة الوضع في لبنان تعقيدا، وأن عودة الأخير أعطت الموالين للنظام السوري فرصة، وأن عليه أن يكون حذرا ويتجنّب استغلاله من قبل سوريا أو الداعمين لها. وعلى هذا الكلام، ردّ عون قائلا إنه شخص يوحّد ولا يفرّق، وإن السوريين قد اتصلوا به لكنّه لن يقدّم إليهم شيئا، ولن يسمح بأن يتم التلاعب به. ووصف تيبولت عون بأنه بدا عجوزا وبعيدا من الوقائع اللبنانية القائمة، معتقدا أنه "ديغول لبنان". في وثيقة سرية تحمل الرقم 03 باريس 002162 في 31 آذار 2005، في باريس، قابل نائب رئيس البعثة أليكس وولف القائد السابق للقوّات اللبنانية المسلحة الجنرال ميشال عون، بطلب من الأخير، كان تقدّم به في التاسع والعشرين من شهر آذار. وخلال حوارهما الذي دام ساعة من الوقت، شدّد عون على أنه المعارض الأقدم للاحتلال السوري للبنان، وميّز نفسه عن بقية الشخصيّات في المعارضة غير المستعدّين لتأييد القرار 1559 علنا، والذين تعاملوا في المقابل مع السوريين قبل اغتيال الحريري. وشدّد على شهادته في الكونغرس قبل تبنّي إدانة سوريا واستعادة سيادة القانون، التي ستؤدّي إلى تبنّي قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559. وقال عون إنّه واجه تأنيبا من قبل "المعارضة البرلمانية" بسبب جهوده الساعية إلى تدخّل أوسع من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وإقامة العلاقات بالمشرّعين الأميركيين، من ضمنهم أصحاب الأصول اليهودية. وأكّد أنّ السياسيين اللبنانين يردّدون كالببغاء العبارات المندّدة بإسرائيل بتحريض من سوريا، وعلى نحو أعنف ممّا تردده باقي الحكومات العربية. وقال إنه قائد المعارضة الوحيد الذي يدعم القرار 1559 علنا، في حين يخشى الآخرون فعل ذلك. وفي تعليق منه على الفصائل المعارضة، وصف عون السنّة في الوقت الحالي بأنهم سيبقون مقطوعي الرأس، في أعقاب موت الحريري. وسمّى عون محمد الصفدي من طرابلس وفؤاد مخزومي كقادة محتملين للطائفة السنية، مشيرا الى أنه على تواصل دائم مع مخزومي. وعلى رغم تأييد عون الكامل لتطبيق القرار 1559، فإنّه كان حذرا تجاه دعوة هذا القرار إلى نزع السلاح وتفكيك الميليشيا، ومن ضمنها حزب الله. وصعّد عون قليلا من لهجته في حديثه عن حزب الله قائلا إنه لم يعد من تبرير لبقاء حزب الله مسلّحا بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، بما أنّ الخطر الإسرائيلي ومسألة مزارع شبعا ليسا سوى أعذار يستخدمها حزب الله. وأضاف أنه يسعى إلى تفريغ صورة حزب الله "المقدّسة" كمقاومة منتصرة على إسرائيل، في عيون اللبنانيين والعرب على نحو تدريجي، كما يسعى ليظهر أنه لم يعد هناك أي تبرير لوجود ميليشيات مستقلّة عن الحكومة المركزية. وأضاف عون أن التأثيرين الإيراني والسوري في حزب الله يبقيان عملا خارجيا مهما يؤدّي إلى اتباع نمط أكثر تشدّدا من قبل حزب الله نظرا إلى علاقات السوريين به. وقال إن سقوط نظام الأسد في سوريا، مع احتمال وصول حكومة سنية، هو القادر على تغيير كل شيء، بما فيه وقف الدعم السوري لحزب الله. وعندما سئل عون إذا كان يظن أن سقوط النظام السوري سيكون محتملا عقب انسحاب سوريا من لبنان، أجاب: "هذه النتيجة حتمية وليست مجرّد فرضية". وشدّد عون على ضرورة استعادة السيطرة على أمن الأمّة، من خلال إعادة تنظيم خدمات الأمن الداخلي، الموجود كنسخة للنظام السوري في لبنان والعامل عبر الترهيب والتهديد. ووصف الجهود الحالية للولايات المتحدة الأميركية في لبنان بـ"الممتازة". وختم التقرير ملاحظا أن عون كان مصمما أكثر من قبل على إبراز أوراق اعتماده كقائد للمعارضة، وعلى التشديد على ما يميّزه هو عن الشخصيّات الأخرى المعارضة، بدلا من التركيز على ما يوحّد المعارضة. وفي وثيقة سوريّة تحمل الرقم 02 باريس 000651 عبّر مسؤولون فرنسيون عن قلقهم تجاه سعي سوريا إلى تسهيل عودة عون إلى لبنان بهدف كسر المعارضة أكثر. غير أنّ مصادر رئاسية، بدت مطمئنة إلى أنّ عودة عون ستكون للعمل مع المعارضة على رغم تاريخ عون في تأدية دور مزعزع للاستقرار في لبنان.
الجمهورية