الجمهورية - عون: إمّا أصبح رئيساً وإمّا أعطّل النظام وردّاً على إحراق "المستقبل"...يستحقّون ذلك
الأربعاء 22 حزيران 2011
عون: إمّا أصبح رئيساً وإمّا أعطّل النظام
وردّاً على إحراق "المستقبل"...يستحقّون ذلك
في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07PARIS2405 صادرة عن السفارة الأميركيّة في باريس في 7 حزيران 2007 اعترف مدير المنظمات الدوليّة في وزارة الخارجيّة الفرنسيّة السفير جان فيليكس باغانيون بمواجهة مشكلة كبيرة ومحيّرة في التعامل مع المعارض اللبناني ميشال عون الذي اجتمع به مرّتين في رفقة وزير الخارجيّة الفرنسية برنار كوشنير.
ونقل باغانيون عن عون قوله لـ كوشنير: "أنا البطل الحقيقي الوحيد للسيادة اللبنانية، فإمّا أصبح رئيسا للجمهوريّة وإمّا أعطّل النظام في شكل كامل"، وأضاف عون أنّه مستعدّ لتبنّي أيّ تكتيك يساعده على الفوز في رئاسة الجمهورية ومن ضمنها تعيين لحود حكومة بديلة. وأشار باغانيون إلى أنّ المفارقة هي أن ليس لدى سوريا وحزب الله أيّ نيّة في السماح لـ عون بالوصول إلى الرئاسة، قائلا: "عون هو كلّ ما يخشونه في رئيس ماروني".
وفي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06BEIRUT1811 صادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت في السابع من حزيران العام 2006، جاء أنّ السفير الأميركي قصد منزل ميشال عون لمناقشة مسألة استئناف الحوار الوطني المقرّر في 8 حزيران، والاطّلاع على الطريقة التي يقوّم بها عون اتّفاقه مع حزب الله في ظلّ أعمال العنف الأخيرة المستوحاة منه في بيروت وعلى طول الخط الأزرق.
وورد في المذكّرة أنّ عون كان مستعدّا للدفاع عن الاتفاق مع حزب الله، لكن ليس للدفاع عن أعمال العنف التي اندلعت في الأوّل من حزيران في بيروت، وعلّق قائلا إنّ اللبنانيّين مُسيّسون جدّاً، وردّات فعلهم عاطفيّة حيال المواضيع السياسيّة، وأنّه شخصيّا لا يتقبّل فكرة أن يؤدّي النقد السياسي إلى أعمال عنف.
وسأل السفير عن تعليقات عون الشخصيّة المعلنة في موضوع "إحراق تلفزيون المستقبل"، ردّ عون ضاحكا "يستحقّون ذلك"، وشرح أنّه كان أطلق هذه التعليقات لإظهار عقلانيّته، قائلا أنّه لم يطلق مناصريه للقيام بذلك ردّا على ما قالته عن عون، مشيرا خلال الاجتماع إلى أنّ للشيعة ثقافة سياسيّة متقلّبة لا تسمح للدّعابة بالتعرّض للشخصيّات الدينيّة.
وسأل فيلتمان كيف يمكن لشخص له سمعة عون الظهور في ظلّ تحالف مع أطراف سياسيّين أمثال حزب الله وعمر كرامي وسليمان فرنجيّة وغيرهم من الشخصيّات الموالية لسوريا؟ فأجاب عون أنّه لا يوافق على كلّ الأشياء التي يُقدم عليها حلفاؤه، معترضا على أنّ تسمية الموالين لسوريا غالباً ما تلصق ظُلماً على المناهضين للحريري.