الجمهورية - السفارة الأميركية في موسكو: السوريّون تركوا الأسلحة لحزب الله بعد الانسحاب
الإثنين 16-5-2011
السفارة الأميركية في موسكو:
السوريّون تركوا الأسلحة لحزب الله بعد الانسحاب
في مذكّرة رسمية تحمل الرقم 07MOSCOW5154 صادرة من السفارة الأميركية في موسكو في 26 تشرين الأول من العام 2007، جاء فيها أن مبيعات الأسلحة الروسية ذات آثار كبيرة، إذ بلغت قيمتها الإجمالية في العام 2006، وبحسب أرقام رسمية، نحو 6.7 مليارات دولار. ويعكس هذا المبلغ ارتفاعا في نسبة 12 % مقارنة بالعام 2005، و65 % مقارنة بالعام 2003. ومن المتوقَّع أن تبلغ قيمة مبيعات الأسلحة الروسية 8 مليارات دولار على الأقل في العام 2007، كما أنّ روسيا بذلت جهودا واعية في تطبيق تحسينات على الكفالة وخدمة الزبائن بعد البيع، ما زاد من جاذبية أسلحتها، ونتج من ذلك ارتفاع أسعار الأسلحة الروسية أكثر من ذي قبل. والجدير بالذكر أنّ روسيا تحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في مبيعات الأسلحة للدول النامية، ويتم قسم كبير من هذه التجارة الروسية مع دول تثير قلقنا.
بينما لم ترد في العام 2006 أي تقارير عن بيع أسلحة إلى إيران أو سوريا أو السودان، إلا أنّ إيران دفعت لروسيا في العام 2007 مبلغ 700 مليون دولار مقابل أنظمة صواريخ الدفاع الجوي TOR-M1. وضع الاقتصاد السوري يكبح امكانية التجارة مع روسيا، لكن كمسألة مبدأ فإنّ الحكومة الروسية على استعداد لبيع السوريين تجهيزات «دفاعية» مثل صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض - جو من طراز SA-18STRELETS فضلا عن مقاتلات MIG-23 فقط، بعد ضغوط دولية مكثفة، حتى منعت الحكومة الروسية بيع صواريخ استراتيجية من طراز ISKANDER-E إلى سوريا. وفي غياب المنافسة الأميركية تعتبر سوريا وإيران سوقين مزدهرتين بالنسبة إلى روسيا، كما أنه قد وردنا امتناع روسيا عن بيع أي سلاح قد يساعد إيران في الاعتداء على أي نظام إقليمي متعدد الأطراف، ولا حتى تحويل أيّ مادة قد تعزز القدرة الإيرانية في أسلحة الدمار الشامل. وتشدّد روسيا على الطبيعة الدفاعية للأسلحة التي يتم تحويلها إلى سوريا، كما تؤكّد وزارة الخارجية أن الأسلحة روسية الصنع التي استعملها حزب الله في حرب العام 2006 لم يتم نقلها عمدا من الحكومة السورية، وإنما هي أسلحة خلّفها وراءه الجيش السوري بعد انسحابه من لبنان.
وهناك عوامل عدة تحرّك الخطة الروسية في تصدير الأسلحة، منها رغبة روسيا في تعزيز مكانتها «كلاعب» في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية مثل الشرق الأوسط.
تشكل الصادرات إلى سوريا وإيران جزءا من استراتيجية أوسع تفضي إلى التمييز بين سياسة روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وكذلك تعزيز سلطتها في المحافل الدولية وداخل مجلس الأمن.
وفي الشأن السوري، تعتبر روسيا نظام الأسد الحالي أفضل من حالة عدم استقرار بديلة أو حكومة إسلامية، وقد خلصت روسيا إلى أن كمية الأسلحة المباعة ضئيلة لتهديد إسرائيل، أو حتى لعرقلة الارتباط الدبلوماسي المتنامي بين روسيا وإسرائيل، ولكنّها كافية للحفاظ على علاقة «مميزة» مع دمشق. كذلك الأمر مع إيران، إذ إنّ صفقات الأسلحة هي جزء من علاقة ثنائية عميقة بين البلدين، وتهدف إلى التمييز بين موسكو وواشنطن وتوفير ورقة مساومة في يد المسؤولين الروسيين مع كل من نظام أحمدي نجاد والدول الست.