الجمهورية - اسرائيل: الاسد لا يستطيع التخلي عن لبنان وأي منحى ديمقراطي سيفقده الدعم العلوي
الإثنين 9-5-2011
اسرائيل: الاسد لا يستطيع التخلي عن لبنان
وأي منحى ديمقراطي سيفقده الدعم العلوي
في وثيقة سرية تحمل الرقمTEL AVIV 006455 صادرة في 12/8/2009 جاء أن السناتور الأميركي جايمس تالنت، وفي رفقة المساعد التشريعي العسكري ليندسي نياس والمشرّع الزميل لور أغايو ونائب مدير مجلس الشيوخ في البحرية، الكابتن جايمس ستاين، قابل في السادس من كانون الأول نائب المدير العام للاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية الإسرائيلية هاري نايتال، ومدير مكتب العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية باروش بيناح، في حضور مدوّن محضر الجلسة ومسؤولة مكتب أميركا الشمالية في وزارة الخارجية نينا بن أمي. علاقة متناقضة افتتح نايتال الاجتماع قائلا إن القرار في شأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ذو أهمية كبيرة وتواجهه معارضة عنيدة من دول كإيران وسوريا، اللتين تتخوفان من اتمام تسوية قد تؤدي الى انحسار نفوذهما. ويرى نايتال تناقضا واضحا في سوريا التي تعارض من جهة تسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتدعو من جهة أخرى إلى استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية ذلك من خلال تقديمها اقتراحات متفرقة منذ كانون الأول 2003، ومنها ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد يدعو فيها إلى استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية. وواصل نايتال كلامه قائلا إنّ سوريا تقوم بإصلاحات "تجميلية" فقط في سياستها، متخوفة من الإقدام على ما هو أكثر من ذلك بسبب علاقاتها الاستراتيجية بإيران. وتوقع نايتال أن الأسد سيودّ الحصول على "أمر جديد" لكي تتخلى سوريا عن أي شيء قد يهدد علاقتها بإيران. ويرى نايتال أن التفاوض مع إسرائيل سيضطر سوريا من دون أدنى شك إلى التخلي عن لبنان، الأمر الذي لا تستطيع سوريا أن تتحمل تبعاته الاقتصادية، إذ ستودّ سوريا الحصول على امر بديل قبل القيام بأي تحرك في هذا الاتجاه، موضحا أن السوريين يدركون تماما أن في حال انطلاق مسار التفاوض الفلسطيني، فإنّ سوريا سوف تُستبعَد. وأضاف: إن هدف أفعال وتصريحات سوريا راهنا أن تبقى على صورتها في أذهان الإسرائيليين كحليف محتمل، مشددا على أن سوريا تستطيع أن تكون عقبة رئيسة في طريق أي تسوية مع الفلسطينيين إن اختارت هي ذلك. ويرى نايتال أن لبنان يبقى مصدر ربح بالنسبة إلى سوريا، بما أنّ أكثر من مليون سوري يعملون في لبنان ويرسلون مداخيلهم إلى عائلاتهم في سوريا. كما أن عددا كبيرا من القادة العسكريين السوريين لا يزالون يعتاشون من مصادر غير مشروعة (كتهريب المخدّرات والتزوير) أو من أنشطة تجارية قانونية قاموا بتطويرها خلال فترة تمركزهم في لبنان، وفي الحالتين سيصعب عليهم التخلي عن هذه المصادر بسهولة. وأشار نايتال إلى أن سوريا تسعى إلى بناء علاقات ثقافية وتربوية واقتصادية لممارسة سلطتها في لبنان، بطرائق شبيهة بتلك التي اتبعتها الحكومة السوفياتية السابقة في سيطرتها على الأقمار الاصطناعية في أوروبا الشرقية. وجاء في المذكرة أنّ بشار يتولى زمام الأمور ولكن النظام معرّض للانهيار. ويرد نايتال على سؤال وجهه إليه السناتور تالنت، قائلا إن حكومة إسرائيل ترى أن الأسد هو مَن يقوم باتخاذ القرارات في سوريا، ولكن بعد قيامه بما وصفه نايتال بالـ"الاستشارات الموسعة". ونبّه نايتال إلى استمرار قيام النظام القديم المبني على المصالح الشخصية منذ عهد والد الأسد، الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وأضاف أن على بشار الأسد المحافظة على التوازن الدقيق لهذه المصالح، مبديا أسفه للغياب الظاهر للقيادات الجريئة في مختلف أنحاء العالم العربي، مبديا تخوّفه من تفويت العالم العربي الفرص المتاحة للتقدّم. ويرى نايتال أن بشار الأسد على رغم توليه زمام الأمور شكليا، فإنّه يبقى أسير النظام. ويضيف أن في حال قام بشار الأسد بزعزعة النظام في سوريا في شكل حاد، باسم الديمقراطية، فإنّ قاعدته الشعبية العلوية الداعمة له (التي تشكل نحو 12 في المئة من عدد السكان)، قد تطيحه في سبيل محافظتها على صلاحياتها كنخبة حاكمة.