المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات - مربعات أمنية برسم فضل الله... وزيت وئام وهاب بحاجة لتسويق
دراسات /
سياسية /
2011-11-04
الجمعة 4 تشرين الثاني 2011
مربعات أمنية برسم فضل الله... وزيت وئام وهاب بحاجة لتسويق
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
حسان القطب - بيروت اوبزرفر
لفت كل المواطن لبناني مؤخراً تصريحين بالغي الدلالة، الأول ذا طابع امني أطلقه أحد قيادات ميليشيا حزب الله والنائب في البرلمان اللبناني حسن فضل الله، يشكو فيه من وجود مربع أمني في بيروت وبالتحديد في منطقة قريطم التي يقطنها الرئيس سعد الدين الحريري، والذي غادر لبنان لأسباب أمنية بسبب عدم امتلاكه لميليشيا مسلحة وعصابات مدججة بكافة أنواع الأسلحة تقوم بحمايته.. يقول فضل الله في معرض تصريحه الذي أطلقه من على باب البرلمان اللبناني الذي يرأسه زعيم ميليشيا أمل (نبيه بري) معلقاً على حادث الإشكال بين طلاب إحدى الجامعات في بيروت: ( تعرض عدد من الطلاب في الجامعة في منطقة قريطم لاعتداء إثر إشكال بين الطلاب ولكن حدث أمر خطير، هو تدخل أشخاص مسلحين من خارج الجامعة في الإشكال وتعرضوا بالضرب للطلاب، مضيفاً:"هؤلاء المسلحون أتوا من مربع أمني في المنطقة وهذا المربع يمنع دخول الدولة إليه".
فضل الله، وفي تصريح من مجلس النواب، طالب الأجهزة الأمنية "التحقيق بالحادث والدخول إلى المربع الأمني (في قريطم) وملاحقة المعتدين والتحقيق معهم". ورداً على سؤال، أجاب: "ليس هناك مربعات أمنية في الضاحية بعدما دمرتها إسرائيل في العام 2006، والجميع يعلم ذلك، والدولة تستطيع الدخول ساعة تشاء").
يبدو أن سعادة النائب يستخف بعقول اللبنانيين، الميليشيا والسلاح الذي انطلق لاحتلال واغتصاب مدينة بيروت وإهانة أهلها على يد الميليشيا المشتركة لحزب الله ونبيه بري خرج من مربع الضاحية الجنوبية المليء بالسلاح والمسلحين والذي تعمه الفوضى، والعملية حدثت في السابع من أيار/مايو عام 2008، أي بعد عامين على حرب تموز/يوليو عام 2006..وهذا التاريخ يتناقض بشكل لافت مع ما قاله نائب حزب الله، وجرت العملية على مرأى ومسمع من القوى الأمنية التي اكتفت بالمشاهدة والمراقبة وتسجيل الملاحظات، تماماً كما تفعل اليوم حين تقوم بتصوير عملية قطع طريق المطار المتكررة على يد أهالي المسجونين بتهمة سرقة السيارات وزراعة وترويج المخدرات وغيرها من الممنوعات احتجاجاً على عدم تنفيذ حزب الله وبري وعدهم بالإفراج عن أبنائهم المدانين بعفو عام...والصحيح هو أن الذي يعتدي على الطلاب في الجامعات، هو من يمتلك ميليشيا وسلاح وروح عدائية متجذرة لكل من ليس في فريقه أو من أتباعه.
أما من يكتفي بحمل الكتاب سلاحاً ويمني النفس بأن تكون الدولة وأجهزتها الأمنية جاهزة وعلى قدر المسؤولية فتقوم بحمايته جسدياً وحماية مستقبله في هذا الوطن حتى لا يضطر للمغادرة والهجرة تجنباً لتعرض لما يتعرض له كل لبناني لا يؤمن بمبادئ وثقافة هذا الحزب وملحقاته.. فهو الذي يتعرض للضرب والاستهداف والإساءة، ولا بأس إذا ما تمكن من الدفاع عن نفسه ورد الصاع صاعين، أم أن أشرف الناس يرفضون مبدأ المنازلة والمواجهة ولا يتحملون خسارة جولة؟؟ أي مربع أمني هذا الذي يتحدث عنه هذا النائب الذي أطل على الحياة السياسية بعد غياب الكبار أمثال الرئيس حسين الحسيني حفظه الله، والمرحومين الرئيس عادل عسيران والرئيس كامل الأسعد والرئيس صبري حماده، وغيرهم كثر
ونحن اللبنانيون إذ نأسف أن نرى أمثال النائب عبد اللطيف الزين والنائب علي عسيران وهم أبناء بيوتات سياسية عريقة يقفون بخجل خلف هواة السياسة ومحترفي لعب دور الميليشيات في الحياة السياسية اللبنانية التي هبط مستواها بوجودهم..
إذا أحب هذا النائب الذي يتطفل على العمل السياسي أو انه لا زال طري العود، من الممكن أن نذكر له الكثير من المربعات الأمنية التي يتحدث عنها بعض المواطنين بهمس وخوف وبحذر، وهي المتواجدة داخل الوطن اللبناني وليس على جبهته الجنوبية، وبين الأزقة والشوارع وليس على التلال والهضاب وبين الوديان، وتحت بنايات المواطنين وليس داخل المغاور والكهوف
كما يتناقل المواطنين أسماء زعماء الميليشيات المنتشرة من عكار في الشمال إلى منطقة العرقوب في الجنوب وما بينهما من مساحة الوطن اللبناني، وهي لا دور لها سوى شراء ضمائر وأصوات ضعاف النفوس، والتهويل على من يرفض الخنوع والخضوع لهيمنة هذا الفريق الغاصب لصلاحيات الدولية والممسك بمفاصل الوطن، وما حادثة بلدة ترشيش عنا ببعيدة..؟؟؟
والتصريح الأخر الذي طالعنا به مؤخراً رجل سوريا وإيران في لبنان وئام وهاب، والذي خاطب فيه الرئيس ميقاتي بالقول: (ناشد وئام وهاب الرئيس نجيب ميقاتي «إيجاد حلّ سريع لمشكلة كساد مواسم الزيت في منطقة حاصبيا»، قائلاً: «لقد حصلت أخطاء كثيرة سابقاً في مواسم الزيت في المنطقة، ونحن اليوم على أبواب الموسم، لذلك أدعو الرئيس ميقاتي لاتخاذ خطوة شجاعة عبر الهيئة العليا للإغاثة، وإعادة النظر في قرارها السابق لتصريف موسم الزيت من منطقة حاصبيا، وتوزيعه للجيش والقوى الأمنية، وأي مكان آخر، بعدما استفحل سماسرة الدولة في منع عمليات التصريف»)...
عجيب كيف يتغير الأمر لدى هؤلاء القوم في عام 2005، وعندما اشترى الرئيس الشهيد رفيق الحريري محصول الزيت من أبناء الجنوب والشمال قامت الدنيا ولم تقعد وكان وئام وهاب من ضمن الوزارة التي يرأسها الرئيس كرامي آنذاك حيث نشر في 13 شباط/فبراير أي قبل من يوم من تنفيذ الاغتيال الشهير:(أوقفت المباحث الجنائية المركزية أمس في العاشرة والنصف صباحاً ومن دون سند قانوني سوى أمر صادر عن النيابة العامة التمييزية، كلاً من المسؤولين في "جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية" بشير عيتاني وسليمان قمح ومحمد حمندي ومحمود مغربي، بذريعة معرفة أسماء المستفيدين الذين وزعت عليهم الجمعية صفائح من زيت الزيتون ").
واليوم يطالب وئام وهاب دولة الرئيس ميقاتي بشراء محصول الزيت خدمةً للمزارعين وهم فعلاً بحاجة للدعم والمساعدة.. السؤال هل هذا هو دور رئيس الحكومة العمل على تصريف الإنتاج.. أين دور وزير الزراعة في حكومة حزب الله حسين الحاج حسن وحليف وئام وهاب، وأين السفير الإيراني الذي كان في ضيافة وئام وهاب منذ أيام ليطالبه بشراء الإنتاج خدمة لحلفائه واتباعه، كما كانت تفعل الدول العربية دائماً حين يضيق الوضع الاقتصادي بالمواطن والمزارع اللبناني..، فقد أعلن في 23 أيار/مايو 2007: (مدير التنسيق والمتابعة للحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني يوسف رحمة، أن الحملة الشعبية السعودية مستمرة في عملها في لبنان، الذي يشمل كافة المجالات الإغاثية من مشاريع اقتصادية وتربوية وصحية وإنمائية وغيرها. وأعلن الرحمة موافقة وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، المشرف العام على الحملة على شراء محصول زيت الزيتون وتوزيعه على المواطنين، إذ سيتم شراء 24 ألف تنكه وتوزيعها مجانا على المواطنين اللبنانيين المحتاجين، إضافة إلى موافقته على بناء مركز طبي سعودي متطور في الجنوب اللبناني في بلدة الطيبة). ثم ماذا كانت النتيجة حملة شتائم وتجني على دول العالم الربي وبالخص المملكة العربية السعودية ودول الخليج..
إن هؤلاء القوم هم نموذج مثالي لقلة الوفاء والتنكر لكل من وقف إلى جانبهم وساعدهم وآزرهم ودعمهم.. بالأمس يهدد وئام وهاب من على شاشات التلفزيون دول العالم العربي ودول الخليج وتركيا بالويل والثبور وعظائم الأمور إن أصاب نظام سوريا أي ضرر.. واليوم يناشد ميقاتي وصولاً لهذه الدول لتشتري محصول الزيت..وكيف تحولت هيئة الإغاثة من هيئة متهمة بالفساد إلى مؤسسة ضامنة لمحاصيل المزارعين..؟
خلاصة القول أن المربعات الأمنية هي عند من يسأل عنها ويتهم غيره برعايتها..والعلاقة مع الدول العربية والإسلامية هي أهم وأعمق من محصول الزيت وبناء مستوصف وترميم جسر والحصول على التزامات بناء ومساعدات.. ومن يدرك أنه بحاجة لهذه الرعاية حين يقع لبنان والمواطن اللبناني في أزمة اقتصادية أو أمنية أو سياسية عليه أن يعيد النظر في مواقفه وسياساته وتصريحاته.. فنحن قوم نملك ذاكرة قوية ونحفظ العهد والود والمواثيق..
حسان القطب