المركز اللبناني للابحاث والإستشارات - مدينة صيدا تقول لمن يعنيهم الأمر ... الرسالة وصلت شكراً....
دراسات /
سياسية /
2011-12-03
السبت 3 كانون الأول 2011
مدينة صيدا تقول لمن يعنيهم الأمر ... الرسالة وصلت شكراً....
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
بعد التمادي في ممارسة مسلسل إحراق السيارات وصولاً لاحد المحلات في مدينة صيدا لمواطنين صيداويين دون مبرر ودون اتضاح الأسباب حتى الآن، (وهذا ما ننتظر نتائج التحقيق أن تظهره)، بعضهم لا يحمل أي ارتباط حزبي، وبعضهم يحمل هذه الصفة الواضحة والمباشرة، نسأل كل أصحاب الشأن من سياسيين وأمنيين...لماذا دائماً مدينة صيدا..؟ وهل من قبيل الصدفة أن تكون مدينة صيدا المحطة الدائمة والمكان المناسب لإطلاق الرسائل السياسية المحلية منها والإقليمية والدولية بوسائل أمنية وبأصوات متفجرة عالية النبرة بل ودموية أحياناً، منها على سبيل المثال تفجير مواكب قوات (اليونيفيل) الدولية العاملة في جنوب لبنان، في ذهابها وإيابها عبر مدينة صيدا الممر الإجباري لهذه القوات.؟؟ وكيف اتفق أن خطر الإرهاب الذي تتحدث عنه صحافة فريق حلف سوريا وإيران يحط رحاله دائماً في مخيمات صيدا وليس في أية مخيمات أخرى على امتداد الكيان اللبناني رغم الحضور الأمني المكثف حولها، وبعدها بأيام نقرأ في إحدى الصحف أن وفداً من (المتشددين) في مخيم عين الحلوة كما يتم وصفهم في هذه الصحافة، يجتمع بمسؤول امني رفيع في منزل احد المعممين المرتبطين بحزب الله في مدينة صيدا وبرعايته.؟؟؟ ولماذا إذاً يتم تصوير القلق من التطرف على انه صناعة يتم تحضيرها في مدينة صيدا ومحيطها من المخيمات، طالما أن العلاقات جيدة وقنوات الاتصال مفتوحة.؟؟ وكيف يمكن لنا أن نقرأ رسالة إحراق السيارات الأخيرة وأحد المحلات التجارية في المدينة بعيداً عما سبق من حوادث وارتكابات واتهامات..؟؟ ومن له مصلحة من القوى الموجودة داخل المدينة أو في محيطها بإشعال نار الفتنة أو بدفع المواطنين للقلق على مصيرهم ومصير أرزاقهم ومستقبل أبنائهم..؟؟ وهل يضمن من يريد إشعال هذه النار أن تبقى مشتعلة في المدينة وأن لا تنتشر في كافة أرجاء الوطن...؟؟ وهل العبث بالأمن لإيصال رسائل سياسية هو مستقبل هذا الوطن لإبقائه ساحة تجاذب وميدان صراع على طريقة ما نسمعه من بعض الأبواق التي تتصدر المنابر الإعلامية في وسائل إعلام قوى تابعة لسوريا وإيران..؟؟ وهل استهداف مدينة صيدا هو مقدمة لاستهداف استانبول وأنقرة ودول الخليج كما بشر البعض من مرتزقة السياسة والإعلام..؟؟؟
يبقى أن السؤال الحقيقي والأساس حول ما يجري في صيدا، هو الذي يجب أن يوجه للسياسيين الممسكين بملف التجاذب السياسي والتهويل الإعلامي والتحريض المباشر وبصوتٍ عالٍ وصولا للتهديد بوجود خطر محدق على لبنان ومواطنيه في حال سقط النظام السوري ورأسه الديكتاتوري، ليطال أيضاً استقراره ونموه وكل فريق ومكون وحزب لبناني يعارض محور سوريا وإيران...؟؟ والسؤال الأهم يجب أن يوجه للأمنيين الذين ينفقون الكثير من الوقت في متابعة ومراقبة القوى السياسية والدينية في مدينة صيدا، واعتبار حضورها ووجودها وسلوكها ودورها خطر يتهدد مشروع حلفاء سوريا وإيران في لبنان رغم سلمية ومشروعية تحركها ووضوحها وشفافيتها وإصرارها على أن المصلحة الوطنية هي فوق كل اعتبار، وقد وصلت رسائل كثيرة بهذا المعنى (منها التهديد والتحذير) وبعضها تحدث عن أهمية وضرورة تحييد مدينة صيدا عن التجاذب السياسي والصراع الإقليمي وكان هذا الأمر حق مشروع لفريق دون أخر ومدينة دون أخرى.. في حين أنهم يتجاهلون البؤر الأمنية المسلحة في مدينة صيدا وحولها، بل ويشاركونها المناسبات والاحتفالات بسعادة غامرة، ويغضون الطرف عن(.... )الذين يقطعون بعض الطرقات في مناسبات معينة بحجة الحذر الأمني والخوف من تسلل مشروع الفتنة الإسرائيلي إلى مدينة صيدا، فقط دون سواها.؟؟ في حين تغيب أو يتم تغييب القوى الأمنية، عن ممارسة دورها الحقيقي في حماية كل المواطنين دون استثناء، وقد نشرت صحيفة تعتبر حليفة سوريا وإيران، في معرض تحليل ما جرى بقولها:(مصادر أمنية تؤكد أن "أخطر تلك الأحداث، يتمثل في ما جرى ويجري من مسلسل أمني يستهدف الأمن والنظام العام في صيدا خلال الأسبوعين الحالي والمنصرم، من التعرض المقصود والمتعمد لأملاك الأهالي بشكل مباشر، في ما يشبه الرسائل الأمنية الموجهة كتعليمة ضد الأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي بشكل خاص). وهل بلغ الاستخفاف بعقولنا هذا الحد لتصديق أن إحراق السيارات والمؤسسات هو رسالة أمنية ملتهبة ومشتعلة ضد الأمنيين فقط لتسجيل نقاط بحقها وعلى حسابها..، وليس ضد ممتلكات المواطنين وأرزاقهم وما يتهدد حياتهم وضد مدينة وانتمائها والتزامها بموقف سياسي معين وبنهج وطني يؤمن بسيادة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها..؟؟ فالمؤسسة التي تم إحراقها يعلوها منازل مواطنين أبرياء كانوا يغطون في سبات عميق وعرضه لخطر بالغ لولا أن تنبه البعض لإطفاء الحريق..؟؟ وهل إطلاق الإشاعات والشائعات ضد مؤسسة نقل عامة صيداوية هي رائدة في تخفيف حدة وعبء كلفة الانتقال ومصاريف المواصلات عن كاهل المواطن والعامل اللبناني محدود الدخل والأجر، إضافةً إلى ما تؤمنه من فرص عمل لمواطنين لبنانيين من مدينة صيدا ومحيطها، هو رسالة برسم الأمنيين وحدهم، أم رسالة برسم كل مواطن وعامل يسعى لكسب قوته وقوت عياله..وللمناسبة فهذه المؤسسة تعرضت لاعتداءات كثيرة من قبل ومع ذلك تحملت خسائرها واستمرت في ممارسة عملها إلى جانب عمالها وفي خدمة أبناء لبنان عموماً..
إن ما تتعرض له مدينة صيدا هو استهداف لأمنها واستقرارها، ومسؤولية القوى الأمنية وعلى رأسها مخابرات الجيش اللبناني بالتحديد وقبل سواها، أن تعمل على كشف هذه الجرائم المتمادية وتفاصيلها وتقديم مرتكبيها للعدالة مهما علا شانهم وبلغ كعبهم، لأن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو مسؤولية الأجهزة الأمنية ليس في صيدا وحدها بل في كل الوطن، ويخطيء من يظن أن عبثه بأمن صيدا سوف يخيف أو يرهب أبناء المدينة وأحزابها وسياسييها ومواطنيها فهم رغم بعض الخلافات في بعض المواقف إلا أنهم جميعاً ضد أي خلل أمني ومن يمارسه، بل على العكس فإن هذا الواقع سيشكل حافزاً إضافياً لهم على التضامن والتماسك والتلاحم ولمزيد من الإصرار بين أبناء مدينة صيدا وسائر اللبنانيين المخلصين والغيورين على وطنهم وشعبهم على التمسك بالخيارات السياسية القائمة على الوقوف إلى جانب كل شعب مظلوم ومقهور من الشعب الفلسطيني وصولاً إلى الشعب السوري وسائر الشعوب العربية التي تتطلع لتحقيق حريتها وطموحاتها في قيام دولة حرة وديمقراطية والعمل لتحقيق العدالة ومحاسبة كل مجرم، وكل من أساء ويسيء ويقدم خدمات مجانية لمشاريع دموية تخدم مصالح ودول ورموز وديكتاتوريات، ولو استدعت هذه المذكورة عمائم وطرابيش للوقوف إلى جانبها واستصدرت المواقف المؤيدة لجبروتها وظلمها مدفوعة الثمن بدم الشعب السوري المنتفض البطل، كما والتأكيد على المطالبة الدائمة والحثيثة بتفعيل أجهزة الدولة ومؤسساتها لتكون وحدها دون سواها الراعية للأمن والساهرة على أملاك ومصالح وأرواح المواطنين اللبنانيين.. وختاماً نقول ما ذكره أبناء مدينة صيدا .. شكراً..الرسالة وصلت.. ولن يكون ردنا إلا المزيد من التمسك بالحرية والعدالة ومشروع بناء الدولة..وهيهات منا الخضوع والخنوع..
حسان القطب