اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا يا جماهير صيدا الأبيّة
لقاءات /
إدارية- وطنية - طائفية /
1998-05-22
اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا
يا جماهير صيدا الأبيّة
إننا ندعو المواطنين في صيدا، وجماهيرها الشعبية كافة إلى الإقبال بكثافة وقوة، على الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية. وإننا نهيب بكم أن تعبّروا عن خياراتكم الحرّة، المستقلة، وعن رأيكم الجريء الصريح، وأن تعلنوا موقفكم السياسي والاجتماعي المستقل عن أيّ ضغط أو إغراء، وبكل حريّة وديمقراطية، وضمير حرّ.. وذلك انطلاقاً من معيار وحيد: وهو المصلحة العامة، مصلحة شعب صيدا الحقيقية، وجماهير صيدا الشعبية، وتعبيراً عن تاريخها الوطني النضالي الديمقراطي...
إنّ أهمية الانتخابات في الوقت الحاضر تأتي من الدور الرائد والمحوري الذي تؤدّيه البلدية في تنمية المجتمع وتطويره. فهي وجه من أوجه الحكم المحلّي، يستطيع المواطنون، كأفراد وكجموع، أن يعبّروا، من خلاله، عن إرادتهم الحرّة وتطلعاتهم الاجتماعية. فديمقراطية العملية الانتخابية وتطبيقها بنزاهة وحريّة، تستدعي أن ينبثق فيها التمثيل البلدي من تحت، من القواعد الشعبية، لا أن يُملى على الناس من فوق. فالمواطن الصيداوي الحرّ الشريف ليس في حاجة إطلاقاً إلى مَن يُملي عليه مرشحيه، أو مَن ينوب عنه في اختيارهم...
والبلدية هي سبيل من سُبُل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية وتطوير المجتمع المحلي نحو الأفضل ولمصلحة الإنسان والمواطن. كما أنها، تالياً، وسيلة فاعلة وأساسية من وسائل تنمية للحياة الديمقراطية وتطويرها في مجتمعنا، وممارستها واكتسابها من خلال التجربة العملية، حتى تصبح جزءاً من سلوكنا السياسي والاجتماعي. فلا يجوز بأيّ حال من الأحوال أن تُسخّر البلدية، كمؤسسة اجتماعية محلية، لمآرب سياسية، تحت غطاء تنفيذ المشاريع العمرانية والإنشائية، وعن طريق الإتيان بالكفاءات والتكنوقراط غير المسيّسين وغير الواعين سياسياً أو اجتماعياً..
وإننا بهذه المناسبة نوجّه نداءً حاراً إلى الشباب والشابات، كي ينخرطوا في العملية الانتخابية، ويعبّروا عن آرائهم وخيارهم وطموحاتهم المشروعة، وأن ينتخبوا مَن يمثّلهم حقيقة وفعلاً، ومَن يجدوا فيه الكفاءة والقدرة والاستقلالية ومواصلة العطاء في مختلف ميادين العمل الاجتماعي والتربوي والوطني والثقافي...
ونداءً خاصاً وحميماً نطلقه نحو الأخوة المواطنين الصيداويين من الطائفة المسيحية الكريمة، للمشاركة بحماس والإقبال بقوة على الاقتراع في هذه الانتخابات. فهي مناسبة كي نوحّد صفوفنا، كما في الماضي، ونتلاقى ونسير معاً. فمدينة صيدا هي مدينتكم، هي مدينتنا جميعاً. ونحن جميعاً أخوة في المواطنية.
لقد كانت مدينة صيدا، وكنا نحن معها، دائماً وأبداً، من دعاة العيش المشترك والحياة المشتركة الواحدة، وتحقيق الوفاق الوطني الحقيقي فيما بيننا، دون تمييز بين المواطنين إلاّ على أساس الكفاءة الحقّة، والانتماء الوطني واحترام حقوق الإنسان والمواطن.
تحرير
د. مصطفى دندشلي
اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا
يا جماهير صيدا الأبيّة
صيدا في 20 أيار 1998
... تأتي الآن الانتخابات البلدية والاختيارية، كتعبير عن إرادة شعبية حقيقية عارمة. وهذه الإرادة الشعبية هي التي استطاعت، عَبْر نضالها السياسي، أن تفرض أخيراً على السلطة السياسية، إجراء هذه الانتخابات، بعد تسويف وتأجيل...
لذلك فإنّ اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا، يرى في هذه الانتخابات فرصة، ومناسبة سياسية واجتماعية وإنمائية، متاحة في الوقت الحاضر أمام شعبنا، من أجل تثبيت حقّه في ممارسة الديمقراطية وإصراره على صيانة حقوقه السياسية والمدنية، في مواجهة كلّ أشكال الهيمنة والتسلّط والاحتواء...
لذا، فقد أعلن اللقاء الوطني الديمقراطي مراراً، وجماهير شعبنا تؤكد معه وتقول: التوافق مع مَن؟!... ولمصلحة مَن؟!... وكيف يمكن أن يتمّ توافق الأضداد، وتآلف المتناقضات الاجتماعية والسياسية؟!... فهل يصحّ التوافق مع مَن حاول وسعى، وبكل الوسائل، إلى بسط الهيمنة على مدينة صيدا ومؤسساتها ومنشآتها ومرافقها، وعقاراتها وشوارعها، وهيئاتها الاجتماعية والنقابية وأنديتها الرياضية والكشفية؟!...
فأدركت جماهير شعبنا المناضل زيف شعارات التوافق أو الائتلاف أو التحالف، ذلك أنها شعارات خادعة ومزيّفة، تُخفي مطامع ومصالح قوى مالية وعقارية وسياسية، ظاهرة وخفيّة... فكان موقفاً صحيحاً وصادقاً ومنسجماً مع خطه السياسيّ أن يرفضها اللقاء الوطني الديمقراطي جملة وتفصيلاً. ذلك أنّ منطق التسويات، وسياسة الاحتواء، تحت غطاء التوافق أو الائتلاف الانتخابي الآنيّ، سوف يؤدّي حتماً إلى التفريط بمصالح شعب صيدا الحقيقية، وحقوقه الاجتماعية والديمقراطية. ويعبّر هذا المنطق الشعاراتي، الانتخابي، في حقيقة الأمر، عن نوايا انتهازية، وصولية، لا تُعير اهتماماً حقيقياً، صادقاً، لرأي الناس، ولا تحمل همومهم..
ذلك أنّ أيّ مشروع توافقيّ من هذا النوع، لا يمكن أن يتمّ وينفّذ إلاّ على حساب مصلحة شعب صيدا الحقيقية، ومن وراء ظهره، ورغماً عنه... وهو مشروع اختزال لحقوق المواطنين، وضرب لأبسط مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في التعبير والاختيار...
كما أنّ أيّ مجلس بلدي يقوم على أساس تحالف أو توافق، تحت أيّ صيغة من الصيغ، مع سلطة قوى المال والشركات والعقارات، ونتيجة لذلك، لا يمكن أن يكون هذا المجلس تعبيراً صادقاً عن إرادة شعبية حقيقية، وإنما عن مصالح هذه القوى النافذة والمهيمنة...
بالإضافة إلى أنّ أيّ مشروع توافق انتخابي، مع هذه القوى المالية، وقوى مناقضة تدور في فلكها، سوف يأتي، إذا قدّر له أن يُنفّذ، بأعضاء لا لون لهم، ولا طعم ولا رائحة، مما يسهل استيعابهم واستتباعهم واستدراجهم بالترغيب والإغراء، من قِبَل أصحاب السلطة السياسية والمالية والشركات العقارية الكبرى.
غير أننا إذا كنا نرفض التحالفات المشبوهة مع قوى السلطة السياسية ورموزها المالية والعقارية، فإنّ يدنا ممدودة، بل ونحن مطالبون بصياغة تحالفات صادقة، متينة، صريحة مع قوى الصف الواحد، والخندق الواحد، التي تجمعنا بها في المرحلة الراهنة، مواقف موحّدة، وتوجّهات سياسية واجتماعية واحدة...
لا مساومة على حقوق الناس ومصالحها ووجودها، ومن أجل حياة اجتماعية وإنسانية أفضل.
تحرير
د. مصطفى دندشلي
اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا
يا جماهير صيدا الأبيّة
صيدا في 22 أيار 1998
إننا نتوجّه إليكم دائماً وأبداً، كي نوضّح ونقول إنّ اللقاء الوطني الديمقراطي في مدينة صيدا العريقة، ليس تياراً سياسياً حيادياً على الإطلاق، ولا يمكنه أن يقف في هذه المرحلة مكتوف الأيدي ويبقى على الحياد وأن يرضى بأن ينخرط في تقاسم الحصص والمواقع. بل إنه منذ تكوينه والإعلان عن وجوده، وهو في صميم المعركة وفي قلبها، معركة جماهير صيدا المناضلة. ولقد استطاع شعبنا المكافح بحسّه الوطني الديمقراطي السليم، أن يميّز دائماً، في الماضي والحاضر، بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين مَن يعمل لمصلحة الناس السياسية والاجتماعية والمعيشية اليومية، ومَن كان همّه العمل لمصلحته الخاصة ولتثمير ثرواته واستثمارها، وتوسيع شركاته العقارية وتبعيته للقوى الدولية والرأسمالية العالمية التي يمثّلها...
انطلاقاً من هذا الموقف المبدئ، أعلن اللقاء الوطني الديمقراطي رفضه القاطع لسياسة خداع الناس، باستخدام شعارات الائتلاف، أو التحالف أو التوافق أو التسويات... وهي شعارات، كما نعلم جميعاً، برّاقة، خادعة، وتُطلق من هنا ومن هناك، للتمويه الغوغاني ودغدغة عواطف الناس الطيّبين، ولغاية في نفس يعقوب..
إنّ الديمقراطية، على الرغم ممّا تحمل من كلّ مظاهر التشويه والاختزال والخروقات في لبنان، إلاّ أنها تحتفظ بأهمية كبرى في حياة الناس... وفي حياتنا السياسية والاجتماعية في المرحلة الراهنة. فحريّة التعبير والرأي والاجتماع، والحريّات الشخصية والحريّات العامة، هي مطلب أساسيّ وحقّ من حقوق الإنسان، لا يجوز ولا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن، ومهما كانت المغريات المادية أو المالية...
من هنا كان مطلبنا دائماً، هو إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وفرضها في مواعيدها المحدّدة. وأهميتها الآن، في أنها ترغم مَن يتربّعون على عروشهم، أن يتواضعوا ولو قليلاً، ويتنازلوا عن ادعاءاتهم وامتيازاتهم الكبرى، وينزلوا إلى صفوف الناس، ويسمعوا بآذانهم، إذا لم تكن صمّاء، أنين الناس، وشكواهم، وضائقتهم وأزمتهم المعيشية والحياتية والنفسية...
لذلك، وفي هذه المناسبة التاريخية، مناسبة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، يتوجّه اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا إلى جماهير شعبنا، ويحذّر المواطنين الشرفاء والفئات الشعبية والطبقات الوسطى والقطاعات العمالية والحرفية والمهنية والنقابية، وأصحاب المهن الحرّة والتجار والصناعيين والزراعيين، يحذّرهم جميعاً وينبّههم من الانخداع بسياسة التمويه الائتلافية ومن ابتلاع "السمّ في الدسم"...
لقد استفاقت الآن القوى السياسية والمالية والعقارية المهيمنة على مقدّرات المدينة ومصيرها، واستيقظوا من سباتهم وتخلّوا ولو للحظة، عن غرورهم وأخذوا يتحدّثون عن مصلحة صيدا، كما يرونها هم، بعد أن استخفوا مدة طويلة من الزمن، بالرأي العام الصيداوي، بمختلف قياداته الاجتماعية والعلمية والثقافية...
أيها الصيداوي الأبيّ،
ها أنت مسؤول الآن. فتحمل مسؤوليتك الكبرى كاملة دون نقصان. ومارس حقّك الانتخابي في اختيار مجلس بلديّ يكون تعبيراً صادقاً، عن تاريخ صيدا الوطني، ومصلحة المدينة الحقيقية وطموحها وآمالها المستقبلية. فمارس حقّك بحزم وصدق وقوة وارفض مَن غيّبوك عن إدارة شؤون بلديتك ومن هيمنوا على مقدرات صيدا ومرافقها الحيوية ومَن استهتروا برأيك ومصلحتك الحقيقية...
فإلى يوم 7 حزيران المقبل: وإنّ غداً لناظره قريب...
تحرير
د. مصطفى دندشلي