بيان صحفي - "الإسلام والحريـة"
إعلام وصحافة /
دينية /
1985-03-15
"بيـان صحفـي"
صادر عن المركز الثقافي للبحوث والتوثيق
" صيـدا"
ضمن النشاطات الثقافية ـ الاجتماعية التي ينظّمها المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا ألقىَ سماحة مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين محاضرة بعنوان: "الإسلام والحريـة"، بحضـور الوزيـر السابق النقيب بهاء الدين البساط، نائب صيدا الدكتور نزيه البزري، مرشد التوجيه التربوي والروحي في دار العناية الأب سليم غزال، قاضي الشرع الإسلامي في صيدا الشيخ أحمد الزين، رئيس الدائرة التربوية في الجنوب الدكتور رضا سعادة، نائب رئيس جمعية المقاصد الإسلامية الأستاذ مصطفى الزعتري، نائب رئيس المؤسسة الإسلامية للثقافة والتعليم العالي الأستاذ محي الدين القطب، أمين عام خريجي المقاصـد الإسلاميـة في صيـدا الدكتور جودت الددا والشيخ صلاح أرقدان والشيخ حسين الملاح والدكاترة علي الشيخ عمار ونزيه حسنى والمحامي محي الدين جويدي وعدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية في صيدا.
وقد قدَّم المحاضر رئيس المركز الثقافي، الدكتور مصطفى دندشلي في كلمة أشار فيها إلى أهمية اعتماد مفهوم الحرية الإنسانية والديمقراطية الحقة والحوار البنَّاء في مجتمعنا، قبل أن يشيد بمواقف مفتي صيدا والجنوب في مقارعته قوات الإحتلال الإسرائيلي بكل شجاعة وجرأة.
استهل المحاضر كلمته بالإشارة إلى أن الإنسان أكرم مخلوق على الأرض متميزاً على غيره من المخلوقات بالفعل والإرادة والعلم والمعرفة. من هنا استعداده الفطري لكي يكون خليفة في الأرض. وأضاف: إن من ضرورات الإنسانية الحرية وهي الصفة المميّزة للإنسان وهي حق لكل إنسان ينبغي عدم التفريط فيها لأي متسلط أو ظالم أو دولة معتدية. وأن كل قيد للحرية لا يوضع إلاّ إذا كان له مبرر من قواعد الحرية ذاتها وإلاّ كان ظلماً.
ثم يحدد المحاضر الحرية في ثلاثة أبواب:
ـ الحرية الشخصية ـ والحرية المدنية ـ والحرية السياسية.
ـ أما الحرية الشخصية فهي تشمل العقيدة والتدين، وحرية العمل والتصرف، حرية التفكير الحر ومنع الإكراه على عقيدة معينة.
ـ أما الحرية المدنية فهل التي تشمل كل التصرفات النابعة من شعور الإنسان بذاته وضرورة إعتراف الجماعة بشخصه وأهليته المطلقة في التصرف وفق ما يريد، كما أنه يدخل في الحرية المدنية حرية التعليم والثقافة والصحافة والعمل الفكري الجامعـي.
وأخيراً الحرية السياسية تعني حق الإنسان في ولاية الوظائف وإبداء رأيه بحرية في سير الأمور العامة، ويطلق عليها حرية التعبير عن الأفكار والآراء والمشاعر دون تقييد أو تدخل من جانب الدولة.
وأضاف المحاضر قائلاً: "إن حرية التعبير ضرورية لسير النظم السياسية إذ أنها الوسيلة الوحيدة لتنوير الرأي العام كي يوجه الحياة السياسية ويختار حكامه ونوابه بمليء إرادته".
وفي ختام محاضرته ناشد مفتي صيدا الجنوبيين بالثبات على رفض الاحتلال الإسرائيلي والصمود في وجهه ومقاومته بكل ما لديهم من إمكانيات، وذلك دفاعاً عن حرياتهم المشروعة وحقوقهم المسلوبة وكرامتهم المهدورة. وأكد على أن التمسك بالحريات تدفع الجنوبيين كل الجنوبيين إلى المحافظة على وحدة العيش الوطني المشترك ورفض الدسائس والفتن والتضحية في سبيل تحرير الأرض وعودة السيادة على كامل أرض الوطن.