السفير - ندوة في مركز صيدا الثقَافي تبحث في مشكلات الطبابة والدواء
إعلام وصحافة /
صحية /
1987-11-08
ندوة في مركز صيدا الثقَافي
تبحث في مشكلات الطبابة والدواء(*)
نظم المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا، ندوة بعنوان "أضواء على مشكلات الطبابة والدواء" في قاعة "جمعية الأدب والثقافة"، اشترك فيها على التوالي الدكاترة شوقي علوية، أحمد مراد، عادل الراعي، الصيدلي عاطف البساط، الدكتور عبد الله البعلبكي، وأدارها الدكتور مصطفى دندشلي.
أكد الدكتور علوية في حديثه على استقالة الدولة من تأمين الخدمات والضمانات وتسليم ذلك للقطاع الخاص تاركة له مطلق الحرية حتى أصبح الجموح والتسيب والاستفراد ميزة أوضاع المستشفيات.
ورد على الرأي الذي يقول "لولا القطاع الخاص لما كان هناك من استشفاء في لبنان" قائلاً: مثل هذا الكلام هو من باب استغباء المواطن إذ لولا استقالة الدولة ودعمها للقطاع الخاص لما كان هناك استشفاء خاص عندنا.
الدكتور أحمد مراد أشار في حديثه إلى أن أبرز مشكلة تواجه الوضع الصحي تتمثل في هيمنة القطاع الخاص على مجمل الخدمات الصحية في لبنان وأصبحت الدولة تمول على نفقتها جزءاً من أكلاف استشفاء وطبابة بعض فئات اللبنانيين في مؤسسات القطاع الخاص وتحول دور الدولة إلى وسيط بين القطاع الخاص الصحي وهذه الفئات.
وقال: إن ارتفاع أسعار الخدمات الصحية يشكل عنصراً أساسياً من عناصر أزمة الصحة في لبنان وأصبحت وتيرة ارتفاع الانفاق على الصحة أعلى بكثير من ارتفاع أسعار الدولار وهبوط القيمة الشرائية للنقد اللبناني.
وتناول الدكتور الراعي العلاقة بين الطبيب والمستشفى والمريض التي اتسمت مؤخراً بالتسيب والانغلاق والصراع في الأغلب.
وأكد على أنه من دون دور حكومي فعال ومنظم لن يستقيم وضع قطاع الطبابة والدواء… وقطاع الطبابة من القطاعات التي ترهق ميزانية الدولة والمستشفيات الخاصة تبغي في الدرجة الأولى الربح فأمنت عن طريق وزارة الصحة دخلاً اتسم أحياناً كثيرة بالتلاعب فتعذر تأمين العلاج الكريم لقطاع مهم من المواطنين.
وأشار الصيدلي عاطف البساط إلى الفوضى في سوق الدواء حيث أن المريض يشتري من أماكن يبلغ عددها الآن 1013 مكاناً (313 صيدلية قانونية و700 دكان دواء) وذلك بحد ذاته يشكل خطراً على الصحة العامة، لا سيما وأن 10 في المائة من المرضى في المستشفيات يعالجون بسبب أدوية تعاطوها.
وتناول الدكتور البعلبكي المستوصفات الصحية الشعبية في صيدا وتزايدها بشكل ملحوظ نتيجة للظروف التي نجمت عن الحرب وللغياب الملحوظ في تغطية الجانب الصحي من قِبَل وزارة الصحة.
وأشار إلى أن مشكلات هذه المستوصفات تكمن في عدم وجود اللقاحات بشكل مستمر وغياب الدولة المفتعل وعدم المساعدة وغلاء الأدوية المستمر والمتصاعد.
__________________________________________________________________________________ (*) ـ جريدة "السفير" بتاريخ 8 تشرين الثاني 1987.