محاولة لتأسيس هيئة العمل الوطني
دراسات /
إدارية- وطنية - طائفية /
1996-11-28
هيئة العمل الوطني
ورقة عمل للمناقشة
محاولة لتأسيس تيار ثقافي ـ سياسي ديمقراطي حواري في لبنان تحت اسم: هيئة العمل الوطني (*)
إعداد
د. مصطفى دندشلي
مقدمات عامة :
1 ـ هيئة العمل الوطني : هي تيار أو تجمُّع ثقافيّ ـ سياسيّ ، وطنيّ، ديمقراطيّ، حواريّ: يتخذ الوطن اللبناني بشموليته في عمله ونشاطه ساحة له انطلاقاً من واقع الجنوب اللبناني . وتحتلّ رؤيته للمنطقة العربية مكاناً أساسياً، محوره القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي بجميع الوسائل لتحرير الأرض وتحقيق الاستقلال التام والناجز .
لذلك ، وفي هذا الظرف السياسيّ بالذات ، الداخلي والخارجي ، اللبناني والعربي ، لمن الأهمية بمكان العمل الآن ، ولربما أكثر من أيّ وقت مضى ، على بناء ، على أسس جديدة ، تيار سياسي ثقافي حواري ، وبلورة المشروع التنظيميّ المرحليّ ... ولا يمكن أن يتمّ ذلك بجدّية ومنهجية صحيحة ، إلاّ إذا انطلقنا انطلاقة جديدة على المستوى التنظيمي والسياسي والثقافي ، واعتمدنا رؤية جديدة لدورنا ، كمثقفين ، يتناسب مع الأوضاع السياسية المحلية ، والمرحلة الانتقالية التاريخية الخطيرة ، ومواجهة أخطار المشاريع السياسية والاقتصادية في الداخل والخارج ، ومواجهة تحدِّي سياسة سلطة المال ونظام الحكم بكل جرأة ووضوحٍ وموضوعية .
لهذا ، ومن أجل إثارة النقاش والحوار فيما بيننا ، تحاول هذه الورقة تقديم تصوّر عام ، سياسيّ وثقافيّ ، وإبداء اقتراحات ووجهات نظرٍ مستوحاة في معظمها من الأوراق التي قُدّمت إلى اللجنة التأسيسية أو في الملتقيات الثقافية على فترات متتالية في السابق ، كلّ ذلك بهدف :
1 ـ إعطاء دفع جديد في هذه المرحلة لنشاطات " الهيئة " السياسية والوطنية والثقافية ، والعمل بجميع الإمكانيات المتوافرة في داخل الهيئة أو خارجها ، وهي ليست بقليلة ، في سبيل تحقيق طروحاتها ومواقفها ، وبلورتها وتطويرها ونشرها على نطاق واسع .
2 ـ العمل على تفعيل الأسلوب الثقافي ـ السياسي وترتيب الوضع التنظيمي عن طريق وضع وتفعيل لجان العمل المتنوِّعة ، انطلاقاً من تجربة "الهيئة" وخبرتها الثقافية ـ السياسية في هذا الميدان ، وذلك بمشاركة أصدقائها بهدف إعادة اللحمة والاتصال الثقافي ـ السياسي الديمقراطي مع مختلف المنابر الثقافية وفئات المجتمع اللبناني وشرائحه الاجتماعية في مناطقه جميعها ...
3 ـ إنّ نجاح أيّ تنظيم ، أو تكتل ، أو تيار سياسيّ يحتاج ، حتى تكون الانطلاقة سليمة والممارسة مثمرة والفاعلية أقوى تأثيراً ، إلى مجموعة عناصر يأتي في مقدمتها وجود : النهج السليم ، والهيكلية التنظيمية المتفاعلة ديمقراطياً ، والإدارة المتماسكة ، الفاعلة والمتحرِّكة والموجِّهة ، ومن ثَمَّ الجمهور الذي نريد أن نتوجه إليه ، وتحديد نوعية هذا الجمهور وانتماءاته الاجتماعية والسياسية ... إنّ جميع هذه العناصر موجودة ومتوافرة بصورة واضحة أو ضمنية ، إلى هذا الحدّ أو ذاك . ولكن ما نحتاج إليه للانطلاقة الجديدة ، إنما هو الإقدام بمنهجية جريئة وموضوعية وبحسب الإمكانات ، حتى نستطيع أن نحوّل هذه العناصر الكامنة إلى وجود بالفعل ، إلى وجود حقيقيّ ، فاعل ومؤثر ...
4 ـ لذلك ، وبناء على ما تقدم ، فمن الأهمية أن تعمل "الهيئة" في انطلاقتها الجديدة : على الصعيد السياسي والفكري والثقافي ، وعلى صعيد العمل الديمقراطي ، من مستوى ينبغي طرحه ضمن برنامج عمل متكامل ، انطلاقاً من : وجود نخبة في عداد أعضاء الهيئة وأصدقائها ، نخبة ثقافية ملتزمة بالقضايا الاجتماعية الديمقراطية والفكرية العلمية والثقافية ، فيجب تنشيطها وتفعيلها . وهم يتوزعون تقريباً على مختلف المناطق . كما وأنهم يتمتّعون بأغلبيتهم بخبراتٍ ثقافية متنوعة ، تؤهلهم في الظرف الراهن لتنشيط الحياة الديمقراطية والثقافية في منطقتنا وفي لبنان .
5 ـ إنّ المرحلة التاريخية الانتقالية الصعبة والخطيرة التي يمر بها لبنان ، اجتماعياً واقتصادياً ، والأزمة الخانقة التي يعيشها النظام السياسي ونظام الحكم فيه ، تستأهل منا الآن العمل الجديّ والسريع لتجديد العمل الثقافي والديمقراطي التنظيميّ والسياسيّ وتنشيط عمل "الهيئة" في تفاعلها مع جميع القوى السياسية والثقافية الديمقراطية في الساحة الجنوبية واللبنانية ، وهي قوى في الواقع كبيرة وواسعة ومنتشرة في جميع المناطق ، وإنما المسألة كلّ المسألة هي في كيفية جمع هذه القوى الديمقراطية المتفرقة ، وتوحيدها حول برنامج عمل سياسيّ وطنيّ مرحليّ لمواجهة التحديات الكبرى .
6 ـ لقد كانت الدعوات ولا تزال حتى الآن ، وبإلحاح كبير ، تعبِّر عن رغبة وضرورة ثقافية سياسية وتُلبّي حاجة وطنية وتنطلق من طموح ديمقراطيّ ، يسدّ فراغاً فكرياً في المجتمع السياسيّ في لبنان. كما كانت المرحلة السابقة في منطقتنا ، وهي لا تزال حتى الآن، تفتقرُ أيضاً إلى وجود تيار وطنيّ عام ، ديمقراطيّ ، ثقافيّ ، حواريّ يتجاوز في هيكليته التنظيمية وعمله السياسي ، أُطر المذاهب والطوائف الدينية ، والمناطق ، والعلاقات العائلية والعشائرية والمصالح الشخصية .
7 ـ كلّ ذلك ينبغي أن يكون لنا حافزاً حتى نستطيع تعميق الإيجابيات وتثميرها ، وتجاوز الصعوبات الداخلية من تنظيمية وإدارية ومالية ، كي نصل إلى لعب الدور الذي وضعناه منذ البداية ، ألا وهو بلورة " التيار السياسيّ الثالث " وقيامه ، تيار القوى الديمقراطية الحقيقية في لبنان ، حتى يُصبح قوة ضغط سياسية ثقافية فاعلة ومؤثرة في الوسط السياسيّ وله حضور وموقف وقرار في الأزمات الداخلية والاستحقاقات السياسية والتحدِّيات المصيرية .
8 ـ من الأهمية ، إذن ، تحديد المنهج الثقافيّ ـ السياسيّ ، الفكريّ ، والبرنامج المرحليّ ، تحديداً دقيقاً موضوعياً، وبحسب الإمكانات المتوافرة ، البشرية والإدارية والمالية والسياسية، بمعنى الانطلاق من الواقع الاجتماعي السياسيّ ، الماديّ ، والموضوعيّ المحسوس ، لا من النظريات المجردة أو النيّات الطيِّبة أو الرغبات الحسنة . لذلك ينبغي تحديد نهج هيئة العمل الوطني الفكري والسياسي والديمقراطي والثقافي ، سواء أكان ذلك من الناحية النظرية وهي مهمة ، أم من الناحية العملية ، في الممارسة والسلوك ، انطلاقاً من تحديد هيكلية " الهيئة " وبِنيتها التنظيمية .
* * *
منطلقات مبدئية :
1 ـ إنّ المبدأ الأساسيّ لفاعلية التنظيم الثقافي ـ السياسي ، أيَّ تنظيم ثقافي ـ سياسي ، والهيكلية التنظيمية الداخلية ، هو تطبيق الديمقراطية وتفعيلها داخل المؤسسة الثقافية السياسية وعلى مختلف مستوياتها . كما أنه لا يمكن ، في هذه المرحلة ، تحريك الطاقات والإمكانات والكفاءات إلاّ عن طريق الديمقراطية ، والديمقراطية الحقيقية وحدها بكل معانيها العملية وتطبيقاتها في الممارسة والفعل ، حتى يشعر كلّ عضوٍ بأنه مسؤول وبأنه مشارك وأنه يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته كاملة بحسب اهتماماته وظروفه واختصاصاته .
2 ـ إنّ المبادئ الديمقراطية ، وهي ركيزة أساسية في عملنا الثقافي ـ السياسيّ ، يجب إذن تطبيقها بجدّية في علاقات هيئة العمل الوطني في داخلها مع مؤسسات الخارج ...
3 ـ إنّ من أبرز مبادئ هيئة العمل الوطني وعمادها الأساس هو الديمقراطية وحقوق الإنسان . ومن شروطها : حرية الرأي والتعبير والحوار ، وحقّ الاختلاف في الرأي مع الآخر واحترامه ... وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص دون تمييز أو تفريق ... وحقّ المحاسبة السياسية والرقابة وتداول السلطة وفسح المجال للرأي العام بطاقاته وإكاناته الحقيقية أن يعبّر عن رأيه بحرية تامة دون ضغط أو قمع أو إرهاب سياسيّ أو فكريّ أو إعلاميّ .
4 ـ هذا الفهم المبدئيّ العام للديمقراطية وحقوق الإنسان ، كما عبّرت عنه في بياناتها هيئة العمل الوطني منذ وجودها حتى الآن ، وفي مواقفها السياسية والثقافية وهي مواقف ديمقراطية حقيقية، هذا الفهم يجب تعميقه وبلورته ونشره ، حتى نستطيع بعد ذلك ، وكتيار ثقافيّ ـ سياسيّ وطنيّ ديمقراطيّ، نقله إلى المجتمع السياسي اللبناني بكل تجلّياته ومظاهره وأبعاده الحقيقية .
* * *
الهيكلية التنظيمية
إنّ تطوير عمل ونشاطات " هيئة العمل الوطني " وإتاحة الفرصة أمام كلّ عضوٍ من أعضائها ، وكلّ صديق من أصدقائها ، للمساهمة الفعّالة في مختلف النشاطات والقطاعات ، وانفتاحها بالتالي على القوى السياسية والديمقراطية والوطنية والثقافية في انطلاقتها الجديدة ، كلّ ذلك يتطلب منّا العمل بالهيكلية التنظيمية التالية :
تتكوّن هيئة العمل الوطني من :
أ ـ الهيئة العامة
ب ـ اللجنة التنفيذية .
الهيئة العامة : وهي تتألف من مجموع أعضاء الهيئة العاملين في كلّ لبنان .
اللجنة التنفيذية : وأعضاؤها منتخبون بالاقتراع السريّ من الهيئة العامة .
* * *
المنهجية في العمل :
أولاً : من الأهمية أن تتوزع نشاطات ندوة العمل الوطني في اتجاهيْن متكامليْن :
* الاتجاه الأول : ثقافيّ ـ سياسيّ ـ فكريّ ، أو فكريّ ـ سياسيّ ـ ديمقراطيّ وذلك لبحث قضايا لها طابع نظريّ ( جانب له أهميته الكبرى في العمل الثقافي ـ السياسي ) وتقديم طروحات وبدائل أمام الرأي العام تكون أهدافاً استراتيجية ـ إذا صحّ التعبير ـ ينبغي النضال من أجل تحقيقها ونشر الوعي الجماهيري والشعبي حولها . على سبيل المثال لا الحصر : مناقشة " وثيقة الوفاق الوطني " ( وثيقة الطائف ): ونقدها وسدّ الثغرات فيها وتكملتها عَبْر الندوات والحلقات الدراسيّة الاختصاصية ، ومن ثمّ إعادة صياغتها وتقديمها كبديل أو بالأحرى كـ" ميثاق وطنيّ جديد " وطرحه أمام الرأي العام إعلامياً وبكلّ الوسائل الممكنة ديمقراطياً .
وهناك أيضاً مواضيع أخرى كثيرة تكاد لا تحصى منها على سبيل المثال فقط :
ـ الديمقراطية في النظرية والتطبيق في لبنان .
ـ قانون جديد للانتخابات النيابية والبلدية يعبِّر حقيقة وفعلاً
عن طموحات الشعب اللبناني ومصالحه الحقيقية ...
ـ العروبة في لبنان في المعنى والدور .
ـ الهوية والانتماء والدور .
ـ النظام الطائفي والهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية
ـ الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان : الغايات والأهداف ...
* الاتجاه الثاني : وهو اتجاه مكمّل للأول وترجمة له ، ويتحدّد بصورة عامة في طرح شؤون المجتمع في مستواها العملي والتطبيقي ، بمعنى تحديد الخطوات السياسية من خلال الممارسة واتخاذ المواقف المناسبة والإعلان عنها .
ثانياً : من الأهمية أيضاً أن تعمل هيئة العمل الوطني ( عن طريق لجنة الدراسات والبحوث والتوثيق ) نشر الوثائق السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية وكلّ ما يمكن أن يُلقي ضوْءاً ويوضّح للرأي العام الواسع هُويّة لبنان الوطنية والديمقراطية والسياسية منذ تأسيسه حتى الآن .
في هذا السياق أيضاً ، ومع الأهمية الوثائقية والفكرية والسياسية للميثاق الوطني اللبناني لعام 1943 ووثيقة الطائف ـ وثيقة الوفاق الوطني ، إلاّ أنه ينبغي إعادة قراءتهما من جديد وصياغتهما بما يتناسب مع تطوّر الأوضاع السياسية والاقتصادية والإقليمية المستجدّة ( mise à jour )، ومناقشة ذلك في حلقات دراسية ضيقة ، تُحدّد صيغتها لاحقاً ، ونشرها على نطاق واسع إعلامياً .
* * *
النشاطات :
1 ـ ماذا نريد من النشاطات السياسية والثقافية التي تنظمها دورياً " هيئة العمل الوطني " عَبْر المحاضرات والندوات والمؤتمرات ؟!...
إنّ الإجابة عن هذا السؤال ، يتطلّب منا ، كلجنة تأسيسية ، صياغة منهجية واضحة المعالم لنشاطات الهيئة المتنوعة وتحديد الأهداف والوسائل والنتائج النظرية والعملية المتوخاة منها ، ويمكن اختصارها في النقاط التالية :
1 ـ العمل ، انطلاقاً من تنظيم نشاطات "الهيئة"، على بلورة تيار ثقافيّ ـ سياسيّ وطنيّ ديمقراطيّ عام في الجنوب اللبناني وفي لبنان والاتصال والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع وفئات الشعب الاجتماعية ، وذلك عَبْر تنظيم المحاضرات والندوات والحلقات الدراسية المتخصّصة ، والمؤتمرات الهادفة ونشر الوثائق والكُتيّبات والنشرات الدورية ، وذلك من أجل أن يُلبّي حاجات إعداد المواقف السياسية والثقافية الفاعلة للهيئة في مختلف المجالات ...
2 ـ من الأهمية أن تنتقل نشاطات "الهيئة" الثقافية والسياسية والاجتماعية إلى منهجية جديدة وحديثة وتقوم على الاختصاص . لذلك يجب اعتماد تكليف باحثين متخصّصين ، عند الضرورة ، بإعداد دراسات تحتاج إليها اللجنة التنفيذية لصياغة مواقفها السياسية والإعلان عنها ونشرها ...
3 ـ تعريف الرأي العام في الجنوب اللبناني وفي لبنان بمستوياته السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة ، بـ" هيئة العمل الوطني " عَبْر الحلقات الضيّقة أو الموسّعة في مختلف المناطق اللبنانية . من هنا تأتي أهمية وضع برنامج لقاءات دورية مع هيئات ثقافية وقوى سياسية متنوعة انطلاقاً من الجنوب اللبناني وصولاً إلى كل لبنان .
4 ـ إنّ الغاية من وراء ذلك كلّه، أن تُصبح هيئة العمل الوطني من خلال الممارسة والعمل، تياراً ثقافياً ، سياسياً ، وطنياً ، ديمقراطياً ، حوارياً ، عاماً ، لا طائفياً وفاعلاً على الساحة السياسية والثقافية اللبنانية وأن تستقطب وتُنظّم التيار الثقافي الواسع ، وذلك :
من جهة ، لمواجهة المشاريع الثقافية ـ السياسية اليمينية والمشبوهة المطروحة على الساحة اللبنانية ،
ومن جهة ثانية ، الاستعداد من الآن واتخاذ جميع الوسائل الديمقراطية والسياسية الممكنة من أجل تقديم الطروحات والمشاريع الثقافية ـ السياسية لبناء أو إعادة لبنان الديمقراطي الحقيقي من جديد...
* * *
اقتراح ختامي : إنّ محاولة أو العمل الجديّ على تطبيق ما جاء في هذه الورقة من شمولية عامة وتنفيذه ، لا يتمّ إطلاقاً ولا يمكن أن يتمّ دفعة واحدة ، بل يحتاج منّا بطبيعة الحال إلى :
1 ـ جهدٍ وعمل دؤوب ، مثابر ونَفَس طويل ...
2 ـ توزيع المهمّات على أعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء الهيئة العامة .
3 ـ اعتماد منهجية ديمقراطية في العمل ، موضوعية ، متأنية ، غير متسرّعة وبحسب الإمكانيات والطاقات البشرية والإدارية والمالية المتوافرة .
4 ـ إنّ عامل الزمن والتدرّج المرحلي والمنهجي وتحديد الأولويات في التنفيذ والتطبيق ، يأخذ هنا كلّ أهميته ، ويتوقف عليه نجاح المشروع أو فشله . لذلك ، وبناء على ما تقدم ، فإننا نقترح إعطاء الوقت الكافي والمناسب لتنفيذ ما ورد في هذه الورقة .
5 ـ أخيراً ، إنّ هذه الورقة ، كما أشرنا إلى ذلك أعلاه ، إنما هي محاولة جديّة لقيام تيار أو تجمع ثقافي ـ سياسي ـ ديمقراطي وتُقدّم تصوّراً شاملاً وتقترح منهجية للعمل في الظرف الراهن كي تنطلق من جديد وبأسلوب جديد في نشاطاتها السياسية والثقافية ... وإنّ الترجمة العملية لهذا التصوّر العام يخضع للمناقشة مناقشة تفصيلية ولوضع أولويات التطبيق العملي ... على أن تستمر "الهيئة" في نشاطاتها الثقافية الدورية المعتادة ريثما تنتهي من إقرار هذه الورقة والموافقة عليها .
___________________________________________________________________________________ * ) طُرحت ورقة العمل هذه ووزِّعت ونوقشت ـ وهي من إعداد د. مصطفى دندشلي ـ مساء يوم الخميس الواقع فيه 28 تشرين الثاني 1996 ، في العباسية ، قضاء صور ، جنوب لبنان ،