كلمة المناضل - نجاحنا في مواجهة الأزمة الاقتصادية تعزيز لصمودنا في معركتنا السياسية
إعلام وصحافة /
فكرية /
1974-01-01
كلمة المناضل العدد 62 كانون الثاني 1974
نجاحنا في مواجهة الأزمة الاقتصادية تعزيز لصمودنا في معركتنا السياسية
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
كان على قيادة الحزب معارك التحرير في السادس من تشرين الماضي وإيقاف إطلاق النار ، أن تواصل جهودها لكي تأتي نتائج المعركة السياسية مكملة للانتصارات التي حققها شعبنا وقواته العربية المسلحة في المعركة المسلحة ، ومنسجمة مع النهج السياسي الذي رسمته مؤتمرات الحزب ونفذته القيادة ، وهي تؤكد باستمرار ، أن التحرير هو الهدف الذي لا يعلو عليه هدف ، وأننا لن نتنازل عن شبر من الأرض العربية المحتلة ، وأن لا اعتراف ولا صلح مع إسرائيل الدولة التي قامت على العدوان والاغتصاب .
وفي هذه الظروف المعقدة ، برزت النشاطات السياسية المحمومة الأميركية ، محاولة فرض حل قضية الصراع العربي الصهيوني على طريقتها ، مستفيدة من المناخ الذي خلفته سياسة الوفاق الدولي والتجاهل الدائم لدور هيئة الأمم المتحدة من جهة ، والعمل من جهة أخرى لتعطيل دور الدول الاشتراكية والقوى المحبة للسلام ، عن الإسهام الفعال في الحل الذي يحقق انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ويحفظ الحقوق الثابتة للشعب العربي الفلسطيني . وتعمل الولايات المتحدة الأميركية أيضا لتحويل نتائج أزمة الطاقة وما أسفر عنه استخدام النفط العربي في المعركة ، إلى مكاسب لها على حساب كفاح شعبنا وحقوقه المشروعة في استخدام ثرواته وإمكانياته المختلفة لتحرير أراضيه .
أن التواجد الأميركي في هذه الظروف وبهذه الأساليب ، من شأنه أن يخدم المخططات البعيدة للصهيونية العالمية ، ويخلق في الوقت الحاضر حالة جديدة من اليأس وانعدام الثقة في نفوس جماهيرنا العربية خاصة ، وجماهير المستهلكين في أوروبا الغربية والعالم الثالث عامة ، تلك الجماهير التي باتت فريسة للقلق الذي ولدته الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تتحكم بها الاحتكارات العالمية والمحلية ، ويتلاعب بها التجار والسماسرة والوسطاء ، فيتفاقم الغلاء ويزداد فقدان المواد الغذائية والاستهلاكية على اختلاف أنواعها .
ومن هنا تبرز أهمية المبادرة التي نفذتها القيادة القطرية السورية في دعوة أمناء فروع الحزب ورؤساء المكاتب التنفيذية للمنظمات الشعبية في القطر العربي السوري من أجل دراسة الوضع الداخلي ، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الجبهة الداخلية في القطر العربي السوري وقمع الغش والتلاعب بقوت الجماهير الكادحة ، وتمكين هذه الجماهير من مواصلة معركة الصمود وهي أكثر اطمئنانا على مستقبلها وأقوى ثقة بقيادتها السياسية .
ولما كان من أهداف حركة السادس عشر من تشرين الثاني التصحيحية ، أن تأخذ قواعد الحزب دورها في حماية مكاسب الجماهير وتعزيزها وتوطيد البناء الثوري كمنطق أساسي في مواجهة التحديات المصيرية ، فقد كان للمبادرة المشار إليها آنفا ، نتائج إيجابية مهمة أبرزها :
أن الرفاق طرحوا المسائل الداخلية في القطر العربي السوري وناقشوها ، بروح عالية من الشعور بالمسؤولية والتصميم على المساهمة الجد ية في وضع الحلول الملائمة وقيادة تنفيذها . وكان تقدير القيادة القطرية السورية أن المسألة تقتضي أن يجتمع هؤلاء الرفاق بالرفيق الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية العربية السورية ، وينقلوا إليه حقيقة تصوراتهم واقتراحاتهم ، وقد اجتمع الرفيق الأمين العام بهم فعلا وناقشهم وأوضح لهم أهمية هذه المبادرة ، وعظم المسؤوليات التي تقع على عاتق كل رفيق وكل مواطن في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا العربية ، وطلب إليهم أن يتدراسوا الأمور بالروح نفسها التي كانت الدافع لهذا اللقاء ، وأن يخرجوا بالتوصيات اللازمة لوضع الحلول المناسبة .
بعد هذا يأتي دور القواعد الحزبية في العمل الواعي والالتزام بتطبيق قرارات الحزب وتوصياته التي من شأنها أن تحقق انتصارا جديدا في مجالات المعركة التي يخوضها شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج ، وخاصة في مجال زيادة الإنتاج لسد حاجات الجماهير والتركيز على تنشيط وتنمية الصناعة الوطنية وتطبيق خطة التنمية .
كما أن تطبيق هذا الانتصار يجعل من القطر العربي السوري القلعة التي تتحطم على أسوارها كافة المؤامرات الإمبريالية والصهيونية ، وتسقط عند أبوابها جميع الصعاب التي يراد بها إعاقة مسيرة شعبنا الظافرة من أجل تحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية .