كلمة المناضل - مع ثورة الثامن من آذار في ذكراها العاشرة
إعلام وصحافة /
عسكرية /
1973-03-01
كلمة المناضل العدد 52 آذار 1973
مع ثورة الثامن من آذار في ذكراها العاشرة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
أعلنت القيادة القومية في بيانها الذي أصدرته في الذكرى العاشرة للثورة في القطر العربي السوري ،((أن أهم الأسس التي ميزت ثورة آذار هي ، إنها ثورة الجماهير المنظمة الواعية ، ثورة قاعدتها في القطر العربي السوري ، وأهدافها ومجالات كفاحها في الوطن العربي كله وفي العالم ، باعتبارها جزءا أساسيا من حركة الثورة العربية وحركة التحرر والتقدم العالمية ، وأن حزب البعث العربي الاشتراكي ، بقواعده المدنية والعسكرية الملتحمة بجماهير الشعب وبقضاياه المصيرية ، هو الذي فجر هذه الثورة وكان طليعتها القائدة في نضالها من اجل التحرر والتقدم والوحدة )).
كما جاء في بيان القيادة القومية المذكور ((إن حزب البعث العربي الاشتراكي ، عندما فجر الثورة في سورية ، بعد شهر من قيام ثورة 8شباط في العراق عام 1963 ، كان يعلم خطورة وأهمية هذين الحدثين العظيمين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا العربي ، وبقدر ما يترتب على ذلك من تسعير للتآمر الرجعي في هذه المنطقة الحساسة من العالم ، والتي استطاعت قوى الثورة فيها ان تقف بحزم وعناد كبيرين في مواجهة التحديات الاستعمارية المتمثلة بالأحلاف والمشاريع والمؤامرات التصفوية التي تستهدف إجهاض أي عمل ثوري من شأنه أن يهدد المصالح الامبريالية الكثيرة في الوطن العربي الغني بثرواته المتنوعة ، وبموقعه الاستراتيجي المهم )).
ولقد بات على الرفاق في الحزب ، وهم طليعة هذا الشعب ، أن يتمثلوا هذه الأفكار ، ويجسدوها دائما واقعا حيا في سلوكهم اليومي الذي يستند إلى وعي دقيق لجسامة المسؤوليات التي يضطلعون بها في قيادة الجماهير ، آخذين بعين الاعتبار أن التضحية وإنكار الذات المقترنين بتفهم عميق لقواعد النضال في صفوف جماهير الشعب المنظمة الواعية ، أن ذلك ، هو السبيل الصحيح للنجاح في المهمات الصعبة التي ترتبها الأعباء النضالية التي نتصدى لتحملها من أجل تحقيق الهدف الأول من أهداف امتنا العربية في هذه المرحلة التاريخية ، وهو هدف التحرير ، ومن ثم المضي في سبيل تحقيق مزيد من الإنجازات على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية ، ((لقد أدرك حزب البعث العربي الاشتراكي بالتجارب النضالية والممارسات الثورية والتحليل العلمي لواقع المجتمع العربي ومسيرة حركة التحرر والتقدم العالمية ، أدرك التلازم العضوي الذي يربط بين نجاح الثورة داخل القطر العربي السوري ، وبين نجاحها في خدمة الأهداف القومية العربية على نطاق الوطن العربي وخدمة قضايا التحرر ، التي تناضل شعوب العالم الثالث في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية لتعزيزها وتحقيق أهدافها في دحر قوى العدوان وإحباط مخططاته ، وبناء حياة جديدة متحررة من أشكال الظلم والتخلف كلها )).
ومن هذا كله ، ندرك أهمية أن نواصل كفاحنا الجرىء في صفوف الحزب وبين المنظمات الشعبية والجماهير الكادحة ، من اجل جعل الالتزام الحزبي والوحدة الفكرية والتنظيمية بين قواعد الحزب ، سياجا حقيقيا لحماية الديمقراطية وتعميق جذورها في ممارساتنا الحزبية الداخلية ، وبالتالي لنمكن الحزب كله ، من قيادة الجبهة الوطنية التقدمية في القطر العربي السوري ، وعلى الأسس الديمقراطية التي كفلها الدستور السوري الدائم الذي أقر في النصف الأول من شهر آذار عام 1973 .
فبالديمقراطية الحقة التي نعمل بإخلاص لتكون صيغة العمل الخلاق في حزبنا وبين أبناء شعبنا ، بها وبالتصميم الصادق على خوض المعركة المصيرية مع ـ إسرائيل ـ ذريعة الصهيونية والامبريالية العالمية ، نحقق النصر على العدو ونطهر تراب الوطن المحتل الممزق ، ونحرر الجماهير العربية المسحوقة ونحقق مجتمع الوحدة و الحرية والاشتراكية .
المناضل