النهار - اغناطيوس الرابع ومطارنة لبنان بحثوا في توصيات السينودس
إعلام وصحافة /
دينية /
2010-11-06
السبت 6-11-2010
اغناطيوس الرابع ومطارنة لبنان بحثوا في توصيات السينودس
خضر: رجاؤنا أن يأخذ البابا بما قاله الأساقفة العرب
كتبت هالة حمصي:
عقد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع ومطارنة الطائفة في لبنان اجتماعا في المقر البطريركي في البملند الخميس، شكلت خلاله توصيات سينودس الكنيسة الكاثوليكية الخاص من اجل الشرق الاوسط موضوع تداول ومناقشة. "الغاية الاساسية للاجتماع كانت البحث في السينودس"، على ما يفيد "النهار" متروبوليت جبل لبنان وتوابعه للروم الارثوذكس المطران جورج خضر الذي مثّل الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية في السينودس، مشيرا الى "ان الآباء المجتمعين استطلعوا السينودس وناقشوا بعض توصياته".
ويقول: "ما هو مفهوم ومقرر منذ انتهاء المجمع الفاتيكاني الثاني في عهد البابا بولس السادس ان الكنيسة الكاثوليكية ليس فيها مجامع تقرر، بل لديها مجامع تتشاور. لذلك، فان موقف الناس من هذا السينودس ينبغي ان يكون متواضعا، بمعنى انهم لا يستطيعون ان يأخذوا توصياته على انها نهائية، وسيصدر البابا بينديكتوس السادس عشر خلال سنة ما يعتبره اساسيا في رؤية الكنيسة الكاثوليكية للشرق الاوسط. من البدء، ينبغي القول ان هذا السينودس اقتناع كاثوليكي للشرق الاوسط مبني الى حد ما على اللاهوت الغربي، لكنه في الدرجة الاولى قراءة للواقع في هذه المنطقة من العالم".
وفي حدود هذا، تداول الآباء المجتمعون الموضوع. "لدينا توصيات صدرت من آباء المجمع الى رعاياهم في الشرق"، على قوله. وفي هذا يرى "امرا جديدا، يدل على ان آباء السينودس لهم كلمة يقولونها لرعاياهم. وهذا امر جيّد". ويلفت الى انه "لم يُفهَم صراحة ما يعرفه من حضروا السينودس وشاركوا فيه ان المجمع مجلس استشاري للبابا. وفي اعتقادي، الشيء المحق".
والتعبير "سينودس كاثوليكي" يعني بالنسبة الى خضر ان "بقية المسيحيين في المنطقة وخارجها لم يُستَشاروا بشيء اطلاقا. لكن السينودس حيّاهم، قائلا انهم اخوة، والارثوذكس في شركة شبه كاملة مع الكرسي البابوي، وحيّا ايضا الانجيليين بكلمات قليلة. وركّز كثيرا على اليهود والمسلمين". وتَعامُل السينودس مع هؤلاء "كان رائعا"، على وصفه. "لقد حاضروا في السنيودس محاضرات نظامية، بينما لم يُطلَب من بقية المسيحيين اي محاضرة".
وفي هذا يجد "دلالة على ان الكنيسة الكاثوليكية اخذت ترى ان من تتعامل معهم هم اليهود والمسلمون. ولم يكن اي شعور، خصوصا في غياب النص، بان رؤية المسيحيين لليهود في فلسطين، والمسلمين، يقوم بها في التآخي والبحث والتحليل المسيحيون مجتمعين. وحدهم الكاثوليك. وعلينا نحن ان نتفرج على هذا".
وهل يترك هذا الامر لدى الارثوذكس خيبة ما؟ يجيب: "لا، لم نُستَشَر منذ البدء في اي شيء. ومن تراث الكنيسة الكاثوليكية من مئات الاعوام ان تعقد اجتماعات يكون الارثوذكس معنيين بها، ولا تباحثهم في شيء، وهم يطلعون من الخارج عندما تنتهي الامور. لكن الآباء الارثوذكس المجتمعين البارحة كانوا فرحين بان جزءا من المسيحيين في هذا الشرق-وهو الجزء الاضعف عددًا اذا نظرنا الى الاقباط - بحث في امور المنطقة".
"شيء جديد تماما"
ويتكلم على "شيء جديد تماما" لاحظه مَن تتبع مجريات الامور في الفاتيكان، هو ان "التقرير عن اليهودية واليهود الذي كان بارزا في التقرير الاساسي الذي عرض على المجتمعين تضاءل جدا في البيان الختامي للسينودس، وارتفعت اسهم المسلمين من حيث كمّ السطور والحجم". وما يلاحظه ايضا انه "كان دور للكاثوليك العرب، ولا سيما الموارنة، في تغيير هذه المعادلة".
الاهم في رأيه ان "ما بدا على ان الكاثوليك العرب لا يتحسسون هذه الاهمية الكبيرة التي يوليها اللاهوت الغرب لليهود، كان واضحا انهم مخلصون لتراث الآباء الذي قضى على اليهودية بابيها وامها. واللافت ايضا في هذا المجال ان بعض الكاثوليك العرب رفض عنف الاله اليهودي وفكرة ارض الموعد".
بالنسبة الى الكنيسة الارثوذكسية، "تقتضي الحكمة ان ننتظر ما سيقوله البابا، وما سيصدره مما قد يسمى ارشادا رسوليا. نتابع ما يجري في الفكر الكاثوليكي حول هذه المنطقة بمحبة"، يقول خضر. والسؤال عن تمنياتها في هذا الشأن يجيب عنه "بانني لا اعتقد انها ستجتمع لتحدد موقفها. فهي ليست موضع تحد من السينودس. والكنيسة الكاثوليكية هي التي ارادت ان تتوجه مباشرة الى الشعب العربي عموما، والمسيحيين الكاثوليك رعاياها خصوصا. واذا سار الرعايا الكاثوليك في توجيه السينودس، يكونون انتقلوا الى دور فاعل".
وفي تفعيل توصيات السينودس ميدانيا، "يجب النظر هنا الى النص، توصية توصية"، على قوله. "هذا النص ليس جبلا، لكن هناك كلمات كثيرة نافعة وبناءة". وخلال اجتماع الخميس، اطلع البطريرك اغناطيوس الرابع والمطارنة "اطلاعا دقيقا على التوصيات"، وبالطبع سررنا، خصوصا ان آباء السينودس لم يعيروا في البيان الختامي انتباها كبيرا لليهودية واليهود، كما كان في التقرير الاصلي. وهذا امر مهم جدا".
بعد هذا الاجتماع، يطلع البطريرك المطارنة الارثوذكس في سوريا على مختلف الامور، ولا سيما من خلال النصوص الفاتيكانية المتعلقة بالسينودس. "ولا بد في اجتماعنا السنوي في فترة الفصح، من ان ننظر الى الكلام الذي قيل". وفي هذا المجال، فان اكثر ما يلفت خضر "هو قول السينودس للكاثوليك انه لا ينبغي من الآن فصاعدا ان تنظروا، في الشأن المجتمعي السياسي، الى حريتكم والحقوق التي لكم في اوطانكم والطمأنينة الى رسالتكم ومتابعة حياتكم، بل ينبغي دائما وباستمرار ان تنظروا الى حقوق كل المواطنين معا، مسلمين ومسيحيين، والى حرياتهم. وهذا كلام جديد في الكثلكة".
وقراءة خضر في هذا المجال تقوده الى الاعتقاد ان "البابوية ارادت ان تخرج الكاثوليك من اهتمامهم الكبير بانفسهم وان ترميهم في الخضم الوطني في كل مجتمع يعيشون فيه". وتجاه ذلك، يمكن القول ان "البابا سيعير اهمية خاصة لهذا السينودس... وبعدما سمع ان رعاياه العرب يهتمون اهتماما اكبر بالمسلمين (من اليهود)، لم يبق ممكناً له ان يخرج من هذا الاطار. واعتقد انه سيدخل الكثلكة في الحياة العربية". ويتدارك: "حان الاوان للكثلكة ان تفهم انها جزء من العالم المسيحي، وانها تكلم مع كل المسيحيين العالم الآخر غير المسيحي. ورجاؤنا ان يأخذ البابا بكثير مما قاله اخوانه البطاركة والمطارنة العرب".