تقرير: أبرز التطورات وردود الأفعال الصهيونية والدولية حول أحداث مصر
دراسات /
سياسية /
2011-02-04
تقرير: أبرز التطورات وردود الأفعال الصهيونية والدولية حول أحداث مصر
4/2/2011م
مقدمة: إن أحداث مصر في الرؤية الإستراتيجية الصهيونية وتحت كل العناوين المشار إليها أعلاه، تثير قلق المؤسسة الصهيونية، فلا السلام والتطبيع على ما يرام، ولا النظام مستقر وآمن كما ترغب تلك المؤسسة، ولا الجيش المصري ضعيف ومتفكك أو لا يشكل تهديدا وخيارا هجوميا كما تريد، وكذلك الشارع المصري الذي لا يعترف بثقافتهم السلامية بل ويلفظها باحتقار، مما يحمل في الأحشاء احتمالية انقلاب كل الحسابات الصهيونية ومعها الأمريكية في الأفق القريب، فهذا النظام -الرئيس- الكنز الإستراتيجي لإسرائيل -كما وصفه بن إليعازر- بات في مهب أيام الغضب المصرية ورياح التغيير العاصفة التي أخذت تهب على العالم العربي متطلعة إلى بزوغ فجر يوم جديد على الأمة.
ردود فعل سياسية:
• وزير الدفاع الصهيوني، إيهود باراك: أجرى سلسلة من المشاورات المتعلقة بما يجري من أحداث في مصر، شارك فيها رئيس هيئة الأركان، غابي أشكنازي، حيث أكدا على أن حكم "مبارك" ما زال قائما، إلا أن الوضع في مصر لن يعود كما كان، خاصة في ظل التعيينات الجديدة التي قام بها الرئيس المصري لرجال الجيش والمخابرات.
• رئيس الحكومة العبرية، بنيامين نتنياهو: أشار إلى أنه يتعيّن على "إسرائيل" في هذا الوقت أن تظهر المسؤولية وضبط النفس، آملاً أن تستمر العلاقات السلمية مع مصر. وقد ناقش نتنياهو ورئيس المخابرات المصري عمر سليمان في اتصال هاتفي معه سبل تأمين الحدود مع الدولة العبرية، وعرض نتنياهو على سليمان وضع إمكانيات دولة الاحتلال تحت تصرفه لـ"حماية النظام في مصر بما في ذلك تنفيذ عمليات نوعية لإجهاض الثورة الشعبية".
• وزير الدفاع الأسبق، بنيامين بن أليعازر: كشف أنه اتصل مؤخراً بالرئيس المصري، حسني مبارك، الذي طمأنه على الوضع في بلاده، مؤكداً أن القاهرة "ليست بيروت ولا تونس"، وأنه جهّز الجيش مسبقاً". وأضاف بأن أي نظام مصري باستثناء نظام يخضع لهيمنة "الإخوان المسلمين" سيعتبر معاهدة السلام مع "إسرائيل" مصلحة مصرية عليا، حتى وإن كانت العلاقات الثنائية فاترة، مؤكداً أن عمر سليمان متمسك بقوة بهذا الموقف، حيث تضمن اختياره تهدئة للأعصاب في "إسرائيل". وشدد بن أليعيزر على أن مبارك قوي بما فيه الكفاية ليصمد في السلطة على الأقل حتى الانتخابات القادمة، موضحاً أنه حتى في حال انتصار مبارك على المظاهرات، فإن مصر في طريقها نحو عصر جديد.
• النائب العمالي، أفيشاي برافيرمان: اعتبر أن مبارك قد أنهى منصبه كرئيس لمصر، متوقعاً أن يخلفه رئيس جديد، ورأى أن الدول العربية تفقد استقرارها لأن الشعوب فيها لا تنعم بالنمو الاقتصادي، محذراً من أن 25% من العرب في "إسرائيل" قد يخرجون على مؤسسات الدولة في حال لم تلب حاجياتهم، ولا تراعي القانون والنظام في الوسط العربي.
• رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاؤول موفاز: قال إن أهم ما تخشاه إسرائيل هو إمكان أن تأتي هذه الاضطرابات بالإخوان المسلمين إلى السلطة، مشيراً إلى أنه ومع التغييرات الجارية في لبنان والتي قوّت شوكة حزب الله، يمكن أن تمثل هذه التطورات "تحدياً استراتيجياً كبيراً لإسرائيل".
• وزير صهيوني: قال "إن إسرائيل تعتقد أن النظام سيتغلب على المظاهرات، وأن مبارك سيظل في رأس السلطة"، معبراً عن رأيه بأنه من المريح لإسرائيل التعامل مع حاكم قوي في القاهرة ومع ملك في عمان، وبأنه ليس من المؤكد أنه حان الوقت لدمقرطة العالم العربي، قائلاً: "حصلت سابقة في قطاع غزة عندما سألوا الناس ماذا يريدون، وصعدت حماس إلى السلطة.
محللون سياسيون:
• ايتمار ايخنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت": أفول مبارك يترك نتنياهو الآن دون حليف عربي. اذا ما حل عمر سليمان محل مبارك، فسيكون هذا، دون ريب، خير للعلاقات مع إسرائيل. ولكن في الزمن القريب القادم ستكون مصر منشغلة البال في شؤونها ولن تكون مشاركة في المسيرة السلمية.
• ايلي بردنشتاين في صحيفة "معاريف": التخوف الاساس في إسرائيل ينبع من آثار خطيرة للاحداث الاخيرة على الامن في الحدود الإسرائيلية – المصرية، مع التشديد على تهريب السلاح في الانفاق إلى قطاع غزة وتعزز حماس، وكذا الاثار على الامن الاقليمي في شكل تعزز الميول الاسلامية الجهادية. تخوف آخر، عمومي في اساسه، ينبع من الاثار المحتملة على توريد الغاز المصري إلى إسرائيل. ومع ذلك، فان معظم محافل التقدير في إسرائيل يعتقدون بان مبارك سينجح في تثبيت نظام حكمه وان تعيين وزير المخابرات المصري عمر سليمان ورئيس الاركان المصري نائبين لمبارك سيؤدي إلى تخفيض مستوى المظاهرات.
• عميت كوهين في صحيفة "معاريف" يضع عدة سيناريوهات لانتهاء ما يجري في مصر وهي على الشكل التالي:
1- نظام مبارك يسقط:
- احتمال منخفض جدا: الرئيس يخضع لضغط الجماهير ويتخلى عن السلطة. الحكومة الجديدة، التي تتشكل من كل الوان الطيف السياسي تعمل على تقدم حقوق الانسان في الدولة. العلاقات الطيبة مع الغرب تبقى وكذا اتفاق السلام مع إسرائيل ايضا.
- احتمال عال: مصر تصبح جمهورية اسلامية: عشرات سنوات من قمع المعارضة أبقت في الميدان تيارا واحدا، قويا ومنظما – الاخوان المسلمون. في الانتخابات الحرة الاولى في الدولة يحقق الاسلام المتطرف اغلبية ساحقة. مصر تبتعد عن الغرب، تقترب من حماس وتلغي اتفاقات السلام مع إسرائيل.
2- نظام مبارك يبقى:
- احتمال متوسط: الاحتجاج يذوب: مبارك يعد بانتهاج اصلاحات في مصر ولكنه يرفض الاعتزال. الجيش وقوات الامن تنجح في منع تدهور الوضع. الجماهير تواصل المطالبة بتنحية الرئيس، ولكن كلما يمر الوقت يفقد الاحتجاج الزخم وفي نهايته يبقى مبارك على كرسي الرئاسة.
- احتمال منخفض: حمام دماء: مبارك يشعر بان النظام على شفا الانهيار ويسمح للموالين له – أجهزة الامن، المخابرات وقوة الجيش من الحرس الجمهوري، بقمع الثورة بالقوة. الجنود يفتحون النار دون تمييز على المتظاهرين. بعد بضعة اشهر يعلن مبارك عن اعتزاله ويعين مكانه ابنه جمال.
• أمير بوحبوط في صحيفة "معاريف": اعترف مصدر امني "إسرائيلي" بأن التطورات في مصر جاءت بمفاجأة تامة، وأن هناك حاجة إلى مراجعة عميقة للاحداث التي من شأنها أن تؤثر بشكل متطرف على مفهوم الامن الإسرائيلي. وحسب موظفين كبار في القدس، فان الموساد ايضا – مثل الـ سي.أي.ايه والاستخبارات البريطانية والالمانية – لم تتوقع شدة الانفجارات في مصر. الكل قدر أن قوات الامن المصرية ليست قوات الامن التونسية وأن النظام المصري سيعرف ماذا سيفعل كي يوقف الاضطرابات. ما حصل في مصر الان فاجأ إسرائيل.
• السفير الصهيوني السابق في القاهرة، ايلي شكيد: الفرضية في هذه اللحظة هي أن نظام مبارك يعيش على زمن مستقطع لعدة اشهر، في اثنائه ستكون حكومة انتقالية، حتى انتخابات عامة جديدة. اذا ما جرت الانتخابات كما يريد الأمريكيون، فإن معظم الاحتمالات هي أن الاخوان المسلمين سيفوزون بالاغلبية وسيكونون الجهة السائدة في النظام القادم. وعليه فهذه مجرد مسألة وقت قصير إلى أن يدفع السلام مع مصر الثمن. هذا سيناريو متطرف، ولكنه واقعي. حتى لو كان الرئيس القادم محمد البرادعي فهذه لن تكون ذات مصر وهذا لن يكون ذات السلام.
• الخبير في الصراعات والأمن في الشرق الاوسط في جامعة حيفا، بنجامين ميلر: رأى أنه وفي هذا الوضع الفوضوي فإن التفوق يكون لجماعات مثل جماعة "الإخوان المسلمين" لأنها الأكثر تنظيماً والأكثر عزماً وتصميماً.
• رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون، يورام ميتا: لفت إلى أن فوز "الاخوان المسلمين" يجب ألا يعتبر نتيجة مسلم بها، معتبراً بأنه وعلى الرغم من سيطرتهم على المعارضة في ظل نظام مبارك، فإن وجود نظام سياسي مفتوح يمكن أن يخلق نوعاً مختلفاً من السياسة. وقال "ما أراه هو أنه خلال فترة قصيرة للغاية، سيصبح لدينا واقع سياسي مختلف، وفي إطاره ستلعب الأغلبية الصامتة من الشعب المصري دوراً مهماً".
مسؤولين أمنيين صهاينة:
• قائد القوات البرية السابق، يفتاح روزنتال: رأى أن أحداث مصر دراماتيكية وتاريخية، وإن غادر مبارك على متن طائرة أو لم يفعل، فالمسألة تدل على ما يبدو على نهاية عهده، مطالباً "إسرائيل" بتقييم استراتيجي جديد لتأثير ما يجري في مصر على الشرق الأوسط، خصوصاً على العلاقات بين الدولتين.
• مصادر أمنية صهيونية: رأت أن سقوط النظام المصري سيلزم الجيش الصهيوني بتغيير الاستعدادات، علماً أن الجيش الصهيوني لم يُدرج مصر بأنها تشكل تهديداً له منذ 20 عاماً، مشيرةً إلى أن السلام سمح لإسرائيل بتقليص تدريجي في ترتيبات القوات العسكرية، ويتضمن ذلك تخفيض سن انهاء الخدمة في الاحتياط، وتوجيه جزء كبير من الموارد لأهداف اجتماعية واقتصادية، وتركيز المواجهة مع حماس و"حزب الله".
• مصدر أمني صهيوني: لفت إلى أن التقدير يذهب إلى أن الوضع في مصر يعتمد على الجيش، فإذا لم يهدأ الوضع خلال الأيام والأسابيع القريبة، واستمرت وحدات عسكرية أخرى برفض تطبيق الأوامر، فهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى فقدان تام للسيطرة على الوحدات الميدانية، وبالتالي حدوث انقلاب قوي وسريع. أما إذا نجح الجيش المصري بالسيطرة على المتظاهرين، فإنه واثق من أنه سيكون هناك تبديل تدريجي للسلطة خلال الأشهر القريبة أو خلال الوقت الحالي.
• مصدر أمني صهيوني: اعترف بأن التطورات في مصر جاءت بمفاجأة تامة، وبأن هناك حاجة إلى مراجعة عميقة للأحداث التي من شأنها أن تؤثر على نحو متطرف على مفهوم الأمن الصهيوني.
• محافل أمنية صهيونية: حذرت المحافل أنه إذا تم إسقاط مبارك، فستقع نتائج أمنية كارثية على "إسرائيل"، من أهمها:
- المساس خلال وقت قصير بالتنسيق الأمني الهادئ بين مصر وإسرائيل.
- تصاعد احتمالات تسوية الخلاف بين مصر وحماس في قطاع غزة.
- رفض مصر السماح لسفن الصواريخ الصهيونية بعبور قناة السويس التي استغلت في العامين الماضيين في محاربة محاولات تهريب السلاح من السودان إلى غزة.
- تبريد حقيقي لاتفاق السلام.
- تقدير فوز الإخوان المسلمين في أي انتخابات قادمة.
تحركات دبلوماسية بين مصر و"إسرائيل":
• مدير عام وزارة الخارجية، يوسي غال: عقد جلسة من المشاورات المستعجلة لمناقشة التطورات الأخيرة في مصر، وما تنطوي عليه من أبعاد.
• مصادر سياسية في تل أبيب: أكدت أن السفير المصري في "إسرائيل"، ياسر رضا، غادرها إلى القاهرة على خلفية التطورات الأخيرة في بلاده، حيث تمت مغادرته برفقة عدد من العاملين من السفارة بسرية تامة، دون تحديد أهداف مغادرته وموعد عودته. وقد أعربت محافل سياسية "إسرائيلية" عن قلقها من غياب السفير المصري في مثل هذه الأحداث، لأن ذلك سيترك آثاره السلبية على الاتصالات بين تل أبيب والقاهرة في هذه الفترة الحساسة، بالرغم من أن الاتصالات على مستوى القيادات تجري مباشرة بين مكتب نتنياهو والرئاسة المصرية.
• وزارة الخارجية الصهيونية:
- قال المتحدث باسمها، يغال بالمور: "إن طائرة خاصة قامت بإعادة عائلات الدبلوماسيين وموفدين رسميين آخرين إلى إسرائيل، ونحو 40 صهيونياً كانوا يقيمون بصفة شخصية في القاهرة وأرادوا العودة، فيما لا يزال السفير الإسرائيلي في القاهرة في منصبه.
- بعد تقييم الموقف في مصر لا يُستبعد أن يضحي سليمان بعلاقاته مع "إسرائيل" لإرضاء الشارع المصري، وإضفاء صبغة شرعية على تعيينه بنظر الشعب.
رفض صهيوني للموقف الغربي والأمريكي حيال المظاهرات:
- استغرب مسؤولون سياسيون وأمنيون صهاينة دعوات الإدارة الأمريكية ودول أوروبية النظام المصري إلى عدم قمع المظاهرات، وعبّروا عن معارضتهم لها، لأنهم يعتبرون من شأنها أن توصل "الإخوان المسلمين" إلى الحكم، فيما سيضطر الجيش الصهيوني في حال سقوط النظام إلى إعادة تنظيم نفسه.
- بعثت "إسرائيل" ببرقيات عاجلة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية أكدت فيها أن للغرب مصلحة في الحفاظ على الاستقرار في مصر، وسعت للتوضيح أن استقرار النظام المصري يفيد الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره، ولذا يجب الحد من الانتقادات العلنية الموجهة إلى مبارك.
- من المقرر أن يجتمع في بروكسل اليوم مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين لإجراء نقاش خاص حول اخر التطورات الحاصلة في مصر وحسب المعلومات التي ترد إلى القدس المحتلة فان الوزراء الأوروبيين سيتخذون نفس الموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والذي يدعو الرئيس مبارك إلى القيام بخطوات فعلية للنهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية في مصر والامتناع عن التعدي على المتظاهرين.
قطاع غزة على خارطة تهديد الكيان الصهيوني:
• المنظومة الأمنية الصهيونية: أعربت عن خشيتها من أن يُؤثر الوضع المتدهور في مصر على "إسرائيل"، كون انصراف الجيش المصري إلى تفريق المتظاهرين والسيطرة على الوضع في الشوارع، من شأنه أن يدفع حماس إلى "استغلال" فقدان التركيز من أجل تهريب السلاح والذخيرة إلى قطاع غزة عن طريق سيناء، بل وحتى إمكانية وصول "خلايا إرهابية" إلى سيناء بهدف القيام بعمليات ضد "إسرائيل"، كما أن هناك تخوفاً من أن تتسرب الأزمة الاقتصادية الموجودة في مصر إلى قطاع غزة، وإذا ما تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع، فمن المتوقع اندلاع مظاهرات هناك، وإيجاد حالة من الغضب الشعبي هناك ستتوجه ضد "إسرائيل".
• محافل دبلوماسية صهيونية: كشفت أن ديوان "نتنياهو" أجرى خلال الأيام الأخيرة سلسلة مكالمات هاتفية مع مدير المخابرات المصرية العامة "عمر سليمان" على خلفية ضرورة إجراء تنسيق أمني جار يخص عدة مسائل منها تهريب السلاح عبر الأنفاق على حدود مصر مع قطاع غزة، وتنبيه المصريين من مغبة فقدان السيطرة على الأنفاق. وقد تلقت تل أبيب تقارير حول اتساع النشاط في الأنفاق ليشمل البضائع والذخائر، إذ أن الجيش المصري خفف من نشاطه لمنع عمليات التهريب نظراً للتطورات الحاصلة داخل مصر، إضافة لازدياد عدد المتسللين إلى إسرائيل من الأراضي المصرية.
• رئيس لجنة الكنيست، دافيد أزولاي، من حزب "شاس": أعرب عن تخوفاته من أن تتسبب أزمة مصر، في انهمار عدد كبير من المتسللين إلى "إسرائيل" عبر الحدود بين البلدين، وطالب خلال زيارة قام بها أعضاء الكنيست إلى مدينة إيلات، من الحكومة أن تستنفر الجيش الصهيوني على طول الحدود مع مصر، للحيلولة دون عبور المتسللين، حيث قدم اقتراح بتشكيل فرقة من حرس الحدود لذلك.
• قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الصهيوني: لم تتخذ حتى اللحظة أي استعدادات خاصة في أعقاب الأحداث، رغم المواكبة الاستخباراتية لما يجري، خاصة على الحدود بين مصر وقطاع غزة وسيناء.
• سلاح الهندسة التابع للجيش الصهيوني: من المحتمل أن يقوم بإغلاق عدة طرقات على الحدود الدولية مع مصر، فمن المرجح أن تتم أول عملية من هذا القبيل بمشاركة عدة جهات عسكرية ومدنية. وقد تم إنشاء هذا النموذج في وقت قصير لم يزد عن 15 يوماً، وسيتم وضعه في أماكن خاصة ضعيفة وساخنة في آن واحد، تسمح بدخول المتسللين لإسرائيل، حيث دخل خلالها أحد المقاومين الفلسطينيين عام 2007 لإسرائيل، وقام بعملية فدائية، وسيتسم هذا النوع من الجدار بدقة فتحاته الشبكية، بحيث يتعذر دخول الأصابع من خلالها، وسيوضع على حافتها زوايا حديدية حادة، لا تسمح لأحد وضع يده عليها، وسيتم نقل هذا الجدار النموذجي بمروحيات ضخمة تابعة لسلاح الجو، حيث سيقوم عناصر سلاح الهندسة بتركيبها على الأرض، وستقوم أجهزة المراقبة والتحكم الأرضية بإنشاء مراكز للإشراف عليها، لكنه لن يكون بديلا عمَّا تقوم به وزارة الدفاع من بناء جدار على الحدود مع مصر.
التبعات الاقتصادية:
لفتت وزارة البنى التحتية الصهيونية إلى أنه من المرجح أن تلغي مصر اتفاقية تصدير الغاز المصري للكيان، إذا حدث انقلاب فيها، حيث عقد اجتماع لبحث آخر التطورات على الساحة في مصر، وتأثيراتها على العلاقة بين الجانبين، بعد أن تم التأكد أن مصر لا زالت تزود إسرائيل بالغاز، على الرغم من أحداثها، حيث أن 40% من الغاز المصري يستخدم في إنتاج الكهرباء لدى إسرائيل، ولم يصدر أي بيان حتى اللحظة من مصر وإسرائيل بشأن المساس بإمدادات الغاز، حيث لم يمس أنبوب إمداد الغاز الذي يمر من شمال سيناء.
وفي حال المساس بإمدادات الغاز المصري، فإن لدى شركة الكهرباء في "إسرائيل" احتياطي يكفي لمدة قصيرة فقط تمكنها من تبديل الغاز المصري بغاز من مناطق أخرى، حيث شدد الجيش المصري خلال الأحداث الحراسة على المواقع الإستراتيجية بما فيها خطوط إمداد الغاز والنفط البعيدة عن مناطق الفوضى.
مع العلم أن استيراد الغاز من مصر يعتبر جزءاً من رزمة كاملة من الميزات الحسنة لنظام الحكم في مصر، وعلاقاته الاقتصادية مع إسرائيل، حيث تجني "إسرائيل" أرباحاً سنوية جراء اتفاق "الكويز" مع مصر عام 2005، بنحو 2 مليار دولار، بينما تجني مليار دولار سنوياً جراء بيع الغاز المصري في "إسرائيل" وللمناطق الفلسطينية. كما قررت شركة "دلتا" الصهيونية وقف مصنعها القريب من القاهرة بسبب الأحداث العنيفة في مصر، كما نقلت عدة مصانع صهيونية عملها في مصر، بسبب رخص الأيدي العاملة هناك.
القصور الاستخباري والخشية من توسع المظاهرات لدول عربية أخرى:
• مسؤولون رفيعو المستوى في "إسرائيل": لفتوا إلى أن "الموساد" لم يتوقع شدة الإنفجارات في مصر، وقال أحدهم "إنهم صاروا أسرى المفهوم بأن مصر ليست تونس، الكل قدّر بأن قوات الأمن المصرية ليست قوات الأمن التونسية، وأن النظام المصري يعرف ماذا سيفعل كي يوقف الاضطرابات. ما حصل في مصر الآن فاجأ إسرائيل".
• المحلل العسكري، عاموس هرئيل: رأى أن ما حصل في مصر من أحداث متلاحقة تعبر عن أضغاث أحلام القادة والمخططين وأجهزة الاستخبارات في "إسرائيل"، وفي الوقت الذي تنظر دول أخرى بهدوء إلى الأحداث التي تشير إلى امكانية إسقاط وطرد النظام المصري، فإن "إسرائيل" تنظر بطريقة مختلفة إلى الهدف الذي يكمن خلف هذه التطورات، لأن انهيار النظام القديم في مصر، ستكون له تأثيرات سلبية بالغة الأهمية على الوضع الإقليمي لـ"إسرائيل"، إذ من الممكن على المدى البعيد أن تتعرض اتفاقيتا السلام مع مصر والأردن للخطر، وهذا هو الخطر الأكبر من حيث الأهمية الإستراتيجية لإسرائيل بعد دعم الولايات المتحدة، ومن غير المستبعد أن يؤدي التغيير الذي سيحصل لإجراء تغييرات في الجيش المصري، فضلا عن الأعباء الاقتصادية التي ستنشأ جراء ذلك".
وبحسب "هرئيل"، فإن الاستخبارات الصهيونية على وجه الخصوص، لم تتوقع مسبقاً حجم التغيير، رغم توقعها أن يكون العام 2011 لتبادل محتمل للسلطة في السعودية ومصر، لكنها لم تتوقع أن تحصل ثورة شعبية، وأن "الإخوان المسلمين" ليسوا منظمين بما يكفي للسيطرة على السلطة، ولم ينجحوا بالتوحد بما يكفي لإحداث عملية تغيير جدية". وخلص للقول إلى أنه وفي حال سقوط النظام المصري، فإن المظاهرات قد تمتد إلى الأردن، وعندها سينشأ واقع جديد على حدود السلام الطويلة لإسرائيل.
وكشف هارئيل عن تقييم استمع إليه لمسؤول كبير في "الموساد"، قدمه استجابة لطلب المستوى السياسي قبل ثلاثة أسابيع لتقويم الأوضاع في مصر بعد أحداث تونس، أعرب فيه أن باستطاعة القيادة المصرية الحالية البقاء في الحكم بعد مبارك، وأن التحديات الرئيسة التي تواجهها هي:
1- تقدم مبارك في السن ووضعه الصحي.
2- الوضع الناشئ في السودان.
3- الجدال على تقاسم مياه النيل.
4- المشكلة الاقتصادية.
وبذلك، فإن الاستخبارات التي لم تتوقع الأحداث في مصر، بل فقط انتقالاً سلساً في النظام، سجلت في غير مصلحتها قصوراً مجلجلاً.
• محافل إعلامية صهيونية: توقعت أن تنهار أنظمة عربية أخرى مثل حجارة الدمينو، وهي: اليمن، السعودية، سوريا، الأردن، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا، فيما أوفد التلفزيون العبري مراسله إلى شوارع عمّان ليبدأ البث من هناك باعتبارها الدولة المرشحة للعدوى التونسية.
• مسؤولون صهاينة: أعربوا عن قلق عميق تجاه ضعف قبضة مبارك على السلطة، وقالوا إنهم يخشون من أن العنف قد يمتد إلى الأردن المجاورة، أو إلى الأراضي الفلسطينية.
قسم الترجمات العبرية في مركز تحليل ودراسات المعلومات الصحفية