مجلة الصوت الآخر - عدد - خارطة الاتجاهات الفلسفية في الوطن العربي المعاصر- المؤرخ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
إعلام وصحافة /
ثقافية /
2004-12-06
العدد 26 - 6/12/2004 > ثقافة > خارطة الاتجاهات الفلسفية في الوطن العربي المعاصر
الصوت الآخر
المؤرخ الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحدد: خارطة الاتجاهات الفلسفية في الوطن العربي المعاصر
*الفلاسفة العرب بمختلف مدارسهم اهتموا بالجوانب التي تؤرخ للفكر الفلسفي اكثر من اهتمامهم بنظريات الوجود والكون والزمان.
*الاصالة هي محاور الماضي من اجل الحاضر والمستقبل.
*ثقافتنا وشخصيتنا لاتكون الا بالابداع..
*اذا ماتركنا الابداع جانباً فسوف نصبح في مؤخرة ركب الانسانية عبدالوهاب النعيمي واجه المفكرون العرب منذ اواخر القرن الثامن عشر تحديات كبيرة، ووجهوا لانفسهم سؤالا مركزيا هو: (لماذا تخلفنا... وتقدم غيرنا؟.ز). وكانت الاجابة بحجم السؤال حيث ذهب المفكرون مذاهب شتى، فهناك من رأى بأن الابتعاد عن الدين هو السبب وهناك من قال ان عدم اللحاق بالغرب هو السبب وثالث حاول التوفيق بين استلهام منجزات الغرب مع الحفاظ على اسس وتقاليد الأمة العربية وخصائصها الدينية. وهنا لابد لنا من تأضير حقيقة مهمة وهي ان الفكر العربي المعاصر، والفكر الفلسفي العربي بوجه خاص يواجه تحديات داخلية وخارجية تلقي على عاتق المفكرين والفلاسفة العرب مسؤوليات جمة ليس في لدفاع عن تفاصيل ومفردات هذا الفكر وحسب وانما في وضع الأسس والركائز التي تساعد الانسان العربي على فهم حقائق الكون والحياة والتسلح بنظرة علمية شمولية لكل المشكلات الفكرية التي تعترضه. في ضوء هذا الحقائق:
*كيف يتم خلق تركيبة فكرية جديدة في ضوء تصورات وطنية وقومية تسهم في بناء الانسان العربي وتساعده في تحقيق مشروعه النهضوي المستقبلي على أسس ودعائم راسخة..؟ بهذا السؤال الكبير ابتدأنا رحلة الحوار مع الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ وتاريخ الفكر الفلسفي العربي المعاصر في جامعة الموصل الذي قام بوضع وتأليف 25 كتاباً عالجت في موضوعاتها الرصينة قضايا الامة العربية ابرزها (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني/ تاريخ العالم الثالث/ الاسلام والعلمانية في تركيا/ تاريخ العراق المعاصر/ نشأة الصحافة العربية في الموصل) الى جانب مشاركاته التي زادت عن خمسين في مؤتمرات محلية وعربية اسهم فيها بشكل جاد وفاعل من خلال بحوثه وتحليلاته ومناقشاته المستفيضة في مجالات ابداع الفكر العربي الذي يعتبره: (استجلاب للمعلومات وتكثير للعلم) يقول الدكتور العلاف في اجابته: *الفكر العربي في نكويناته الاساسية استند الى قوى طبيعية وقوى قدسية وقوى بشرية تمثلت واعتمدت البيئة الجغرافية التي نشأ فيها الانسان العربي وروح الرسالات السماوية التي نظمت العلاقة بين الخالق والانسان ومن ثم القوى البشرية التي كان لها الدور الكبير في البناء الفكري العربي، مما دفع العرب الى الانفتاح على الثقافات الانسانية المختلفة التي حملت قيم لعدل والتسامح والمساواة.. وهكذا كانت مكونات الثقافة العربية الإسلامية لفترة طويلة من الزمن نتاج تفاعلها مع الثقافات الاخرى. وقد اسهم في بناء الاتجاه الفقهي وتطويره نخبة من الفقهاء منهم (الماوردي وابن تيمية وابن جماعة) كما ظهرت اتجاهات سياسية اعتمدت الاخلاق ووجدت ان المهم هو ايجاد صورة مثلى للمجتمع وكان من ابرز من مثل هذه الاتجاهات (ابن طباطبت وابو عثمان الجاحظ الذي اكد بأن الفكر الاسلامي بطبيعته (فكر عملي) وليس (مثالي او نظري) ومثل ابو نصر الفارابي صاحب كتاب (المدينة الفاضلة) التيار الفلسفي السياسي الذي جاء حصيلة تفاعل بين الثقافة العربية والثقافات الاخرى، وكان الفارابي قد سبق (جان جاك روسو) في ابتداع فكرة (العقد الاجتماعي) وملخص ماقاله في هذا الصدد: (ان الافراد يتنازلون عن بعض حقوقهم في عقد متفق عليه بفعل حاجتهم الى الاجتماع والتعاون (وكذلك ابن سينا الذي يرى ان الانسان لايكنه ان يعيش الامن خلال التقرب مع الاخرين والتعامل معهم، فهو بجاحة الى الاجتماع..) ووضع ابن خلدون مقدمته المشهورة التي ناقشت نشؤ وتطور وانحلال الحضارة) او العمران حسب المصطلح الذي استخدمه. الفكر العربي، فكر اصيل وشمولي وغير متعصب و (لايعيش على الماضي) – كما يدعي البعض- انه فكر ايجابي ومتفائل ومستقبلي.. ولابد هنا من القول ان هدف المجتمعات المتحضرة الان هو تحقيق الرفاهية وهكذا كان ومايزال الفكر العربي يسعى لأن يساعد الانسان على فهم الحياة والكون.. لقد كانت (الاصالة والمعاصرة) من ابرز الاشكاليات التي واجهها الفكر العربي الحديث وترتبط هذه الاشكاليات بمفهوم اوسع وهو (الهوية). فالاصالة هي محاورة الماضي من اجل الحاضر والمعاصرة هي الاسهام في التحول الذي تشهده الانسانية. الاصالة ليست عبادة الماضي.. كما ان المعاصرة لاتكون بعبادة كل ماهو جديد. وثقافتنا العربية وشخصيتنا الثقافية واصالتنا انما تتحقق باعمال او استخدام العقل لحل مشكلاتنا وفهم مايحيط بنا واصلاح حياتنا. وثقافتنا وشخصيتنا لاتكون الا بالابداع، واذا ماتركنا الابداع جانباً فسوف نصبح في مؤخرة ركب الانسانية، لذلك فأن الاصالة تستدعي تسارع الخطى عن طريق العلم والتقنية.. اما المعاصرة فأنها تأخذ شكل النضال لتحقيق التحرر الوطني، وقد تأخذ شكل التنمية الشاملة وقد تكون بمزج عناصر ثقافية تقليدية مع عناصر ثقافة العصر- عصر الاتصالات والمعلوماتية- العصر الذي تحاول فيه العالم الى قرية كونية صغيرة. ولعل من ابرز خصائص المعاصرة اعتماد التفكير العلمي ومايرافقه من قياس كمي وايمان كلي بان ظواهر عالمنا خاضعة للنقد والتقويم المستمرين. *يمكنكم تحديد مواقف الفكر العربي المعاصر ازاء الفلسفة العربية القديمة..؟ *ان للفكر العربي المعاصر منذ الحرب العالمية الاولى حتى الآن ازاء الفلسفة ثلاثة مواقف هي:- اولا موقفع ازاء الفلسفة العربية القديمة تتضمن ثلاثة محاور هي: تحقيق النصوص الفلسفية ونشرها ووضع الدراسات الفلسفية وترجمة بعض النصوص القديمة الى اللغات الاجنبية. اما الموقف الثاني فيتعلق بنظرة الفكر العربي المعاصر للاتجاهات الفلسفية الحديثة في العالم.. ويظل الموقف الثالث هو المطلوب ويتمثل بانتاج الفلسفة في الموضوعات التي يحتاجها الانسان. وللأسف فأن الانتاج التاريخي في الفكر الفلسفي المعاصر هو الغالب؛ أي ان الفلاسفة العرب بمختلف مدارسهم اهتموا بالجوانب التي تؤرخ للفكر الفلسفي اكثر من اهتمامهم باستعراض لموضوعات نظرية تتعلق بالوجود والكون والزمان. ويتركز الانتاج النظري الفلسفي في تيارين اولهما مادي وثانيهما روحي فالاتجاه المادي العلمي نجده عند يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس ونيقولا حداد وجرجي زيدان وسلامة موسى، وكذلك في مقالات مجلة المقتطف التي بشرت بالتغريب وسعت الى ربط المجتمع العربي بالمجتمع الغربي، وقد عكس هذا الانجاه اراء (جارلس دارون) صاحب نظرية اصل الانواع، وتنازع البقاء، والبقاء للاصلح، اذ يرى دعاة هذا الاتجاه أن المادة هي الحقيقة في الكون وان العقل وحده كافٍ لتزويد الانسان بالمعرفة التي تساعده في بناء شخصيته ومجتمعه، وان العلم وحده اداء للمعرفة. اما التيار، او الاتجاه الروحي فنجده في وجدانية العقاد ورحمانية زكي الارسوزي وجواتية عثمان امين، فوجدانية العقاد (كاتب مصري) تقترب من معنى (الحدس) عند الفيلسوف (برغسون) انها المعرفة التي تتحقق بها علاقة حميمة بالشيء وهي تجمع بين ادارك الوجود والاندماج العاطفي، فالعقاد يرى (التجديد) في (المعاني) دون (الالفاظ) كان حزيناً متشائما طموحاً، وطموحه ينتهي الى تمرد على الحياة. اما جوانية عثمان امين (مفكر مصري) فهي عقيدة مفتوحة تأبى الركون الى (مذهب) او الوقوف عند (واقع) وانما تتجه الى (المعنى) والقصد من وراء اللفظ وتنحو الى الفهم والتعاطف لا الى الحفظ والتقرير وتدعو الى العمل البناء وتلتفت الى الانسان في جوهره وروحه لا الى مظهره واغراضه. اما رحمانية الارسوزي (مفكر سوري) فهي تكوين ديني اخلاق تجاوز بريق الحضارة الغربية من اجل تحقيق الرابطة الرحمية بين الاجيال العربية. فهي ولاة جديدة للأمة وفلسفة نظرت بها الامة الى (الزمن) وهو متلبس بالانجاز البطولي والعبقري العظيم للأمة في الماضي وان (العصر الذهبي) هو العصر الذي سيكون في المستقبل. *خلال خمسنيات وستينات القرن العشرين ظهرت تيارات فلسفية غريبة عن الفكر العربي وعن المجتمع العربي روج لها مفكرون نتيجة تأثرهم بالفكر الاروبي والفلسفات الغربية منها الوجودية والشخصانية والوضعية المنطقية والبنيوية.ز هل لنا ان نتعرف على المفاهيم التي حملتها هذه التيارات ومدى تقاربها او تباعدها عن الفكر الفلسفي للأمة العربية..؟ *يعد الدكتور عبدالرحمن بدوي (مفكر مصري) اول من ادخل الفلسفة الوجودية في فكرنا العربي المعاصر من خلال رسالته نال بها شهادة الدكتوراه والموسومة (الزمان الوجودي) عام 1945 في جامعة القاهرة. وللوجود عند بدوي (وجهان) وجود الذات ووجود الموضوع، فالاول هو الوجود الحقيقي والاصيل. أما الثاني فهو الوجود الزائف. وقد رفض بدوي الكوجيتو الديكارتي الشهير (انا افكر اذن انا موجود) واتسبدله بكوجيتو آخر هو (انا اريد اذن انا موجود) اما الشخصانية فقد دخلت الفكر العربي من خلال كتابات (رينيه حبشي) (مفكر لبناني) فهو لايحب الحقائق التامة التكوين ومرد ذلك رغبته في ترك باب الصيرورة والتحرر مفتوحاً، لأن الحقائق التامة التكوين كما يقول حبشي تغلق باب الصيرورة وتوقف السير في طريق التحرر. فكما لايستطيع العقل ان يتصور للمكان والزمان (نهاية) كذلك لايستطيع ان يتصور (للكمال) (حدوداً) بل الكمال الحق هو (التكامل) والحرية الحقة هي (التحرر). اما الفلسفة الوضعية المنطقية فقد روج لها الدكتور زكي نجيب محمود (مفكر مصري) واكد ان التجربة والعمل يمثلان المعيار الوحيد لكل حقيقة، قلاثقافة اذن إلا ثقافة الفعل ولافكر إلا فكر العمل المجدد والمغير، حيث ان الفكرة ليست موضوعا للفكر بل دعوة وخطة للعمل وللمستقبل، وايقن زكي نجيب ان لا مخرج للأمة العربية ولفكرها من ورطتهما الحضارية الامن خلال مشروع حضاري جديد يأخذ بحقائق العصر، وان الانسان العربي لايملك اليوم مثل ذلك الفكر العملي لهذا فهو محكوم بتقليد الغرب وبنقل ثقافته من خلال نقله لعلومه وتقنياته. وقد وجد في الفلسفة الوضعية المنطقية ضالته، حيث تقوم هذه الفلسفة على اعتبار (الخبرة المحسوسة) مصدراً وحيداً للحقيقة. *والنتيجة.. في رأيكم..؟ *النتيجة ان الانسان العربي اشاح بوجهه عن وجودية بدوي وشخصانية حبشي ووضعية زكي نجيب المنطقية لأنه لم يجد فيها ما يساعده على فهم محركات واقعة. بدوي دعا الى الانعزال والانغلاق عن الذات ووقف ليعلن ان لا انسانية بل مجموعة حيوانات مفترسة لاتأثر ولاتقالد بل انقسام وعزلة، لاتقدم بل دورة مقفلة لاغاية انسانية بل مصير يتحكم، ذلك هو التاريخ وهذا هو سياق الوجود الحي وتلك هي الدروس... ولم يسمعه احد. اما حبشي والشخصانيين فلم سنجحوا في انقاذ الشخصية العربية من حالة الاغتراب، بل بالعكس زاد الاغتراب ووقع الانسان في اسر الجسد ولم يتمكن الفكر العربي من الانفتاح على الاخر. وسقطت الوضعية المنطقية في الشكلية الكلاسيكية المدرسية التي اعتمدت المنطق الشكلي ولم تستند الى المنطق الجدلي واهتمت باللعب بالالفاظ وقادت الى مغالطات قياسية في القضايا وحجبت الحقيقة عن الادراك. المهمم انها ادت الى الوقوع في الميتافيزيقيا والماورائية بدل الوصول الى فلسفة واقعية ولم تفسر جدلية الصراع الذي تخوصه الأمة العربية الى جانب اغفال رواد هذه الفلسفة دور الدين في المجتمع العربي. وهكذا ظل الفكر العربي حائراً وعاد مرة اخرى يجرب، فكان ان تبنى البعض مناهج حديثة، فأزدهرت (الابسيمولوجية) ردحاً من الزمن.. والفكر الابسيمولوجي فكر نقدي يقوم على نقد العلم ويساعد الباحث على انتهاج الروح النقدية، اذ قيل عنها انها تيار عقلاني. وذهب الابسيمولوجيون الى نقد التراث وتقويمه وتحليله، ولكن هذه اللون من الدراسات لم يتفق مع التوجهات الفكرية المعاصرة. وهناك من روج لما سمي بـ (المدرحية) والمدرحية (مادية-روحية) عملية مزاوجة بين النزعة المادية والنزعة الروحية، ولعل ابرز من يمثل هذه التيار (انطوان سعادة) مفكر لبناني و (شارل مالك) مفكر لبناني هو الاخر. وينهج المدرحيون نهج (تومي الاكويني) في محاولته التوفيق بين (ارسطو) والانجيل. اما البنيوية فقد حاول لدكتور محمد عابد الجابري (مفكر مغربي) للترويج لها من خلال مؤلفاته (بنية العقل العربي/ الخطاب العربي المعاصر/ نحن والتراث/ اشكاليات الفكر العربي المعاصر) وفي كل هذه المؤلفات يشير الجابري الى المناهج القديمة التي درس بموجبها التراث. والبنيوية بنظري هي منهج اكثر من كونها فلسفة، هذا المنهج يمكنه الكشف بوضوح عن الجوانب الفيزيائية والفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية للغة والبنية (مجموعة العناصر- يقوم كل منها بزظيفة خاصة به ويرتبط ببعضه على وفق نظام صارم اذا احتل اختلت البنية. *بعد هذه الجولة الموجزة على خارطة الفكر الفلسفي العربي المعاصر.. هل يمكننا ان نتعرف على واقع الاتجاهات الفلسفية اليوم في الوطن العربي..؟ *يجتهد اساتذة الفلسفة اليوم في العراق او مصر او في اقطار الوطن العرب الاخرى في توضيح حقيقة المشهد الفلسفي العربي المعاصر.. ويصرون على ان الامة العربية بحاجة الى (العقلانية) والعقلنية التي يبحث عنها فلاسفة العرب المعاصرون هي موقف يتبنى التحكم بالعقل المؤمن بقيم انسانية خالدة لكل ماورثناه ومانملكه في الحاضر وما نهدف اليه في المستقبل. كما يقول الدكتور عبدالامير الاعسم (مفكر عراقي) ويعني هذا نحن بحاجة الى تنشيط لعقل في مسيرة العلم وتقدم التقنية وصياغة التنمية وفق مانراه. وقد رسم الدكتور عبدالستار الراوي (مفكر عراقي) خارطة الفكر الفلسفي المعاصر ووقف عند الرؤى العقلانية ووجدها (عقلانية دينية) عند عرفان عبدالحميد و (عقلانية نقدية) عند علي حسين الجابري و (عقلانية تكاملية) عند حسام الدين الالوسي و (عقلانية علمية) عند عبدالامير الاعسم وياسين خليل. ويقف (مدني صالح) (مفكر عراقي) الوحيد من بين الفلاسفة العراقيين بل والعرب الذي انتج فلسفة- كما يشير الدكتور الراوي- ان مدني صالح سجل عبر كتابه (الوجود) ريادته الفلسفية الاولى في واحد من ارصن واعمق الاصدارات الفلسفية العربية المعاصرة. وقد حاول مدني ان يكتشف السؤال الكبير لعصره، العقل الذي ينشغل بهموم الانسان، الباحث عن الحرية والمستقبل.. لعقل الذي يتفوق على (ذاته) من اجل الـ (نحن) الوطن- الامة- الانسانية. وكذلك الدكتور حسام الدين الالوسي (مفكر عراقي) فأنه يؤكد على مبدأ (العدالة) فمتى ماحققنا العدالة للانسان يصبح له (موقف) ازاء واقعه، فالالوسي يؤمن بالجدل ويؤكد على العقل، فلاحياة للفكر والثقافة من دون عقل، ولا عقل بدون حرية. الكثير من الفلاسفة العرب يحاول ان يخلق لنفسه منهجاً عقلانياً منذ عصر النهضة العربية الى حد الان، والسؤال المثير للجدل دائماً ان الاغتراب لعب دوراً كبيراً في صياغة العقلانية العربية في استعادة المناهج العامة ولخاصة في الفلسفة والعلوم والاداب والثقافة. كما هي في مناحي الحياة الاخرى. اننا بحاجة الى فيلسوف يأخذ بنظر الاعتبار مشكلات وطنه وامته، فيلسوف يلتزم العقلانية والعلمية وبالشكل الذي يخدم التكامل الوحدوي للانسان العربي المعاصر.. العقلانية التي نريد كما يقول (الاعسم) هو احداث التغيير الايجابي المنشود ليس في الوعي الاجتماعي، وانما في الواقع العربي، وهذا لايتم الامن خلال تبني منظومة فكرية تحلل الواقع العربي وتفهمه ثم تعيد تركيبه من جديد في ضوء تصورات وطنية وقومية تسهم في بناء الانسان العربي وتساعد في تحقيق مشروعه النهضوي المستقبلي على اسس ودعائم راسخة.