حوار الأستاذ المناضل الرفيق: علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان لصحيفة الوطن السودانية
مؤتمرات /
إدارية- وطنية - طائفية /
2010-12-06
حوار
الأستاذ المناضل الرفيق: علي الريح الشيخ السنهوري
عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي
و أمين سر قيادة قطر السودان
لصحيفة الوطن السودانية
لم تكن هناك نوايا مسبقة لعزل أو تغييب المؤتمر الوطني من مؤتمر جوبا .
الدعوة للمؤتمر جاءت من سلفاكير بإعتباره رئيساً للحركة وليس بإعتباره النائب الأول للرئيس.
المؤتمر كان حريصاً على حضور المؤتمر الوطني.. وبذلت جهود أهمها تأجيل المؤتمر .
عدم حضور المؤتمر الوطني يرجع لعدم استعداداته الالتزام بما يمكن أن يتمخضه عنه مؤتمر جوبا
شهدت الايام الماضية جدلاً واسعاً بين القوى السياسية التي حضرت مؤتمر جوبا للاتفاق على قضايا وطنية ملحة رغم اختلاف وتباين الآراء، إلا أن أبرز ما صاحب المؤتمر هو تغيب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم والشريك الاصيل للحركة الشعبية التي يتولى رئيسها سلفا زمام الأمور في هذا المؤتمر ولعل مشاركة بعض الاحزاب التي تعتبر جزءاً من الاجهزة التنفيذية والتشريعية للحكومة إلا أنهم شاركوا عبر بوابة احزابهم هي سانحة التقينا فيها بالاستاذ علي الريح السنهوري أمين حزب البعث العربي بالسودان
لولا نوح : :
الاسبوع الماضي تم التوقيع على إعلان جوبا من عدد كبير من القوى السياسية بما فيها حزبكم، بينما هناك اعتراضات على هذا من المؤتمر الوطني باعتباره تكتلاً معارضاً من القوى المعارضة للتحالف مع الحركة الشعبية ضد المؤتمر الوطني وإنه ليس مؤتمر جامع لأن بعض الاحزاب الجنوبية أعلنت انسحابها ما هو رأيكم حول رأي المؤتمر الوطني والإعلان حول نداء جوبا ؟
كان مقرر أن يكون مؤتمر جوبا مؤتمراً للاجماع الوطني حول القضايا العاجلة للتوافق حولها بهدف الايفاء بمتطلبات التحول الديمقراطي ولو للحد الادنى وفقاً للدستور الانتقالي الذي ينص على الغاء القوانين المقيدة للحريات وتأمين الحقوق العامة بما فيها إعادة المفصولين وحل الاشكالات التي نتجت عن فترة ما بعد 1989م، للوصول الى تداول سلمي للسلطة وايقاف العنف في العمل السياسي ومراجعة النهج الاقتصادي والاجتماعي الذي حكم البلاد منذ 1956م، وتفاقم وظهرت نتائجه الوخيمة بعد تفاقم الأزمة في العقدين الآخرين بالاضافة الى تعميق الحوار والنضال من أجل تأكيد وحدة السودان ووضع البلاد على طرق الخروج من الازمة... إن محاولات توافق كل القوى السياسية حول القضايا المركزية بشكل خاص التأكيد على الثوابت الوطنية للاستقلال السيادة والوحدة الوطنية والديمقراطية المرتبطة بالانجاز والتنمية المستدامة والعدل الاجتماعي، قد بدأت منذ فترة طويلة قبل 1989م، وكان أحد شواهدها ميثاق 17 نوفمبر 1985م، للدفاع عن الديمقراطية والمؤتمر الاقتصادي والدعوة الى مؤتمر دستوري لحل مشاكل البلاد بعد انتفاضة مارس ابريل الشعبية. ولكن انقلاب 1989م قد قطع الطريق أمام هذه المحاولات ..وبعد التوقيع على اتفاق نيفاشا 2005وتحول النظام كما كان يفترض الى نظام انتقالي وفق الدستور الانتقالي. فقد نادت القوى السياسية بعقد مؤتمر وطني جامع وتعاملت كل القوى السياسية بشكل جاد مع مبادرة الفريق عبدالرحمن سوارالدهب واللواء عثمان عبدالله برص الصف الوطني وتم تشكيل هيئة لهذا الغرض وجدت الدعم في المرحلة الاولى من الشريكين ولكن تم تعطيل عمل هذه الهيئة قبل استكمال مهامها وفي مقابل الدعوات للمؤتمر الجامع فقد اعتمد نظام الانقاذ على توقيع الاتفاقيات الثنائية مع بعض الاطراف مثل اتفاقية القاهرة والتراضي الوطني مما أدى الى ارباك القوى الوطنية ولم تؤدي الاتفاقيات الى تحقيق اهدافها.
ولكن السودان الآن في مرحلة تتطلب وحدة الصف الوطني؟
ـ هذا صحيح سيما وان موعد تنفيذ الاستحقاقات الدستورية قد اقترب وعلى رأسها الانتخابات التي تتطلب توفير مستلزمات التحول الديمقراطي. وقد اكدت القوى السياسية على أهمية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني للوصول الى توافق يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة والى تداول سلمى للسلطة والى درء المخاطر المحدقة بالبلاد على رأسها وحدة السودان نظراً لاقتراب موعد الاستفتاء.
هل قصد المؤتمر عزل المؤتمر الوطني؟
لم يكن منظوراً ضمن هذا السيااق عزل أي حزب من الاحزاب وكان هناك حرص على حضور المؤتمر الوطني وبذلت كل الجهود لهذا الصدد وتم تأجيل موعد انعقاد المؤتمر بناءً على طلب من المؤتمر الوطني.
ولكن المؤتمر الوطني لم يحضر واتهم مؤتمر جوبا بأنه تكتل معارض للتحالف مع الحركة ضده؟
نعم، لم يحضر المؤتمر الوطني ولكن كما ذكرت انه لم تكن هناك نوايا مسبقة لعزله أو تغيبيه وأن الدعوة لانعقاد مؤتمر جوبا جاءت من الفريق سلفاكير باعتباره رئيساً للحركة الشعبية وليس باعتباره النائب الاول لرئيس الجمهورية، وقد لاقت الدعوة ترحيباً من القوى السياسية باعتبارها دعوة للحوار الوطني لاخراج البلاد من مأزقها الراهن وبشكل خاص لأن انعقاد المؤتمر في جوبا يحمل رسالة من كل القوى الوطنية بوحدة المصير السوداني ويعبر عن إرادة الوحدة .. وحدة السودان في مواجهة الدعوات الانفصالية واتجاهات اللامبالاة بمخاطر إنفصال الجنوب وتداعياته، وفي تقديري فان عدم حضور المؤتمر الوطني يرجع الى عدم استعداده للالتزام بما يمكن أن يتمخض عنه المؤتمر.
هذا يعني أن الباب مفتوح لكل الاحزاب والقوى السياسية؟
نعم، الحوار الوطني في جوبا لم يغلق الباب أمام القوى السياسية غير المشاركة بل وجه دعوة حارة لها للالتحاق بنداء جوبا.
ولكنه أصدر إعلاناً وضع الآخريين أمام خيار التوقيع على هذا الإعلان دون أن تكون لديهم الفرصة لابراز مواقفهم وبالتالي التعديل أو الاضافة؟
إن إعلان جوبا مفتوح حيث أنه نص على أن ما ورد في هذا الإعلان قابل للمراجعة، وكذلك فإن الدورة التي عقدت في جوبا هي ليست الاخيرة بل هي فاتحة دورات الحوار الوطني، وقد تقرر في هذ المؤتمر تشكيل هيئة رؤساء الاحزاب السودانية دون اقصاء اي حزب بهدف استمرار الحوار لمعالجة كافة القضايا المطروحة أمام البلاد في هذه الفترة .. وهذا المؤتمر ليس جبهة ولاتكتل، فهو مؤتمر للحوار والسودان في حاجة لمثل هذه الهيئة في كل الظروف، فالقوى المكونة للمؤتمر تختلف توجهاتها الايدلوجية والسياسية وتتناقض في تركيبتها الاجتماعية وفي منظورها لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وكثير من القوى التي حضرت المؤتمر تتباين آراؤها حول معالجة القضايا الراهنة وأن بعض هذه القوى لها تحفظات حول كثير من الامور، ولكن المهم فتح الحوار والتوافق لإنشاء خط شروع واحد للتحول الديمقراطي بهدف الوصول الى أقصى قدر من توسيع الهامش الضيق المطروح الآن دون أن يقطع ذلك الطريق امام النضال من أجل تحقيق الاهداف الوطنية وفقاً لمنظور كل حزب من هذه الاحزاب.
ولكن وبعد الجلسة الاحتفالية بتوقيع نداء جوبا بمعزل عن المؤتمر الوطني الا يعتبر هذا تكتلاً معارضاً أو جبهة للمعارضة؟
ـ بالطبع لا، لأن عدداً كبيراً من الموقعين للنداء هم من المشاركين في السلطة التنفيذية اوالتشريعية وحتى تحالف القوى السياسية لا يعتبر تحالفاً معارضاً للنظام بالمعنى الدقيق للكلمة لنفس السبب لأن بعض أطرافه مشاركة في السلطة إضافة لذلك فإن التكتل أو الجبهة المعارضة يجب أن يحكمها برنامجاً سياسياً يمثل الحد الادنى وهناك مثال مؤتمر مبادرة أهل السودان الذي انعقد في كنانة فقد حظي بحضور أطراف من هيئة تحالف القوى السياسة ومقاطعة اطراف اخرى. وكذلك هناك خلافات بين اطراف التحالف فيما يتعلق بالمشاركة في المؤسسات التنفيذية والتشريعية بينما فيما يتعلق بمؤتمرجوبا أو الحوار الوطني فإن عدداً من الشركاء الرئيسيين في النظام مثل الحركة الشعبية، حركة تحرير السودان، أطراف من جبهة الشرق هم من الداعين والمنظمين للمؤتمر، لذلك يجب وضع المؤتمر في حجمه الحقيقي وأنا لا أفهم من البيانات الصادرة من حزب المؤتمر الوطني سوى انه لايريد الالتزام بما يمكن أن يصدر عن مؤتمر جوبا من قرارات وتوصيات تؤثر على تفرده بالسلطة وبمعالجة القضايا الوطنية التي لا يصح التفرد بها كما اثبتت التجربة منذ بداية الانقاذ وكما تأكد ذلك جلياً بعد إعلان السلطة الانتقالية. ونحن في حزب البعث رفضنا منذ البداية تفرد الشريكين بالسلطة وبمعالجة القضايا ودعونا الى تشكيل حكومة وطنية جامعة من أجل توحيد الإرادة الوطنية لقيادة البلاد في الفترة الانتقالية وفقاً لتجارب السودان بعد اكتوبر 1965 و ابريل 1985 ولازلنا ندعو إلى ذلك.
هل ناقش المؤتمر الوضع الاقتصادي الراهن؟
ـ من مزايا مؤتمر جوبا فتح باب الحوارحول الوضع الاقتصادي وصدرت ورقة أولية حول الموضوع الذي يعتبر جوهرياً وأساسياً يتوقف عليه وضع البلاد على طريق الخروج من الازمة الوطنية الشاملة لأنه يلامس هموم الجماهير وتطلعاتها للانعتاق من واقع التخلف واقع الفقر والمرض والجهل.
ما موقفكم الآن من اجراء الانتخابات التي اقترب موعدها؟
ـ هذه إحدى القضايا الرئيسة التي استدعت الاستجابة من قبل القوى الوطنية لمؤتمر جوبا للحوار الوطني الجامع وهي تحتل المرتبة الثانية بعد قضية وحدة الكيان السوداني التي تتقدم على ما سواها من القضايا .. الانتخابات هي وسيلة للتعبير عن التحول الديمقراطي وهي وسيلة للتداول السلمى للسلطة أي ان الهدف هو التحول الديمقراطي والوسيلة هي الانتخابات ولا يمكن ان تحل الوسيلة محل الهدف اذ بدون توفير متطلبات التحول الديمقراطي لا يمكن اجراء انتخابات نزيهة ولا اقول متكافئة .. بكل صراحة هناك استحالة في اجراء انتخابات متكافئة لأن المؤتمر الوطني ظل ممسكاً ومنفردا بزمام السلطة للعقدين.الماضيين