صيداويات - إمارة فتح الاسلام ستؤول الى عبد الغني جوهر بعد اعتكاف الشهابي
إعلام وصحافة /
عسكرية /
2010-08-19
إمارة فتح الاسلام ستؤول الى عبد الغني جوهر بعد اعتكاف الشهابي
صيداويات - الخميس 19 آب 2010- [ عدد المشاهدة: 170 ]
تفاصيل العملية التي استهدفت عبد الرحمن عوض والتنظيم الارهابي يبحث عن «امير»
جوهر الأكثر دموياً نفّذ تفجير البحصاص والعبدة وحاول اغتيال اللواء عباس
اسكندر شاهين الديار:
حققت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني انجازا تمثل باصطياد «شحرور» من الوزن الثقيل، وكان الهدف من العملية الامنية اساساً ادخال «الشحرور» القفص، و«شحرور» هو لقب معروف لامير فتح الاسلام عبد الرحمن عوض، ولكن وعلى الرغم من ان اسرار عوض دخلت معه القبر، ولم تسمح نتائج العملية باستثمارها الا ان مقتله شكل ضربة نوعية وجهتها المخابرات اللبنانية الى خشم التنظيم الارهابي المسؤول عن اراقة دماء 180 شهيدا من الجيش اللبناني ابان معارك مخيم نهر البارد التي ادت الى اقتلاع الفصيل المذكور وهرب اميره شاكر العبسي الى مخيم البداوي، واختبائه في منزل امام مسجد النور في المخيم المذكور الشيخ حمزة قاسم، ومن مخبئه بايع العبسي عوض لامارة التنظيم قبل ان يهرب الى سوريا حيث قتل في اشتباك مع الاجهزة الامنية السورية على الحدود مع العراق.
وفي المعلومات عن عبد الرحمن عوض انه ابلغ العبسي قبل فراره ومقتله واثناء مكوثه لفترة اشهر لدى قاسم انه نجح في ترتيب عملية اغتيال الشهيد الرائد وسام عيد وكذلك النائب وليد عيدو، وان عوض هو من رسم خطة تهريب العبسي من احد البساتين في نهر البارد الى مخيم البداوي بواسطة شاحنة صغيرة مسقوفة بحجارة الخفان ونجحت خطته كونها لا تخطر على بال عاقل فمن هو عبد الرحمن عوض؟
برز اسم عوض بحدة في الاشكالات الامنية التي كان مخيم «عين الحلوة» مسرحها الدائم، من عبوات واغتيالات ومحاولات اغتيال، عمل في فتوته بائع قهوة جوال قبل ان ينصرف الى اعتناق الفكر التكفيري والذي ادى به الى كودرة بعض معتنقيه، بحيث بات محوراً اساسياً على رقعة التيارات المتطرفة، من «جند الشام» الى «جند الله» وغيرها من الفصائل المتطرفة، وكاد يختطف مخيم «عين الحلوة» عندما حاول ان يفتح جبهة ضد حواجز الجيش المحيطة بالمخيم لتخفيف الضغط عن نهر البارد في عز المعارك بين الارهابيين والجيش اللبناني، الا ان مساعيه باءت بالفشل فذاب في ازقة المخيم متخفياً على طريقة «ابو محجن» ونجح في الخروج من المخيم عام 2003 ليظهر في العراق الى جانب امير «القاعدة في بلاد الرافدين» ابو مصعب الزرقاوي، حيث تولى مسؤولية عسكرية في التنظيم المذكور، الى جانب «ابو محجن» وعاد الى «عين الحلوة» اثر مقتل الزرقاوي ليحرك عمليات ارهابية على الاراضي اللبنانية والسورية عبر خلايا «للقاعدة» تحت اسم «فتح الاسلام»، وقد كلف عبد الغني جوهر بتنفيذ بعض هذه العمليات حيث تم استهداف مركز لمخابرات الجيش في العبدة في ايار 2008 وفي ايلول من نفس العام ثم تفجير عبوة مفخخة في منطقة البحصاص بقافلة تنقل عسكريين ادت الى استشهاد ما يفوق10 شهداء وجرح 30 تقريبا، كما ان عوض هو من خطط لعملية «القزاز» في الضاحية الدمشقية والتي كانت حصيلتها سقوط عميد في الجيش السوري، ونجله، وكان هدفها اغتيال اللواء عبد الكريم عباس المسؤول في «فرع فلسطين» آنذاك، وقد اشرف عبد الغني جوهر على تجهيز العبوة، ونجح في الفرارعشية العملية الى شمال لبنان عبر احد المعابر غير الشرعية.
اما كيف تمت عملية اصطياد عوض فتشير المعلومات الى ان المخابرات اللبنانية وبالتنسيق مع المخابرات السورية اوحت عبر احد اقنيتها لعوض ان التوقيت مناسب لمغادرته المخيم الى الخارج، كون الاجهزة اللبنانية غارقة في ملف عملاء اسرائيل، ومما شجعه على الخروج انه تعب من حياة التخفي داخل «عين الحلوة»، اضافة الى قلقه من السقوط في القبضة الامنية، خصوصاً وان تنظيم «فتح الاسلام» بدأ بالتفكك بعد اعتقال قياديين فيه ومقتل آخرين وفرار البعض او عزوفهم عن متابعة الطريق لاسباب واسباب، ما جعله مكشوفاً حيث لم يعد معظم الفصائل يحسبون له حساباً وخصوصاً القوى الفلسطينية الرئيسية في عين الحلوة. فتلقف عوض اللحظة ولكنه لم يدرك انه وقع في التوقيت القاتل، ففي صبيحة يوم مقتله خرج من المخيم حليق الذقن برفقة مساعده ابو بكر مبارك اثر اتصال ورده من البقاع بان الامر يشبه رحلته السابقة الى العراق وان وصوله مضمون امنيا الى العراق، وان احد الاخوة سيكون بانتظاره في شتورا حيث قتل.
استبدل عوض عدة سيارات في الطريق التي قسمت الى محطات واستعمل عدة هواتف خليوية بحيث كان يتخلى عن هاتف في كل محطة تبديل للتمويه، ومنعا لرصده من خلال التنصت، حيث وصل الى شتورا ووجد سيارة بانتظاره فصعد اليها مع مبارك على عجل وفوجئ ان السائق لم يرد على «كلمة السر» المتفق عليها وقبل ان يبادر كانت عناصر من المخابرات اللبنانية تأمره بالاستسلام فشهر مسدساً كان محزوما على كاحله للمباغتة «فتغداه العناصر قبل ان يتعشاهم» وفق المثل الشعبي، وانتهت مسيرة ارهابي تلطخ بدم الابرياء من رأسه حتى اصابع اقدامه.
الضربة قاصمة «لفتح الاسلام» واحدثت في صفوفهم رعباً وبرز ذلك في رفض اسامة الشهابي مبايعته بامارة التنظيم وفق ما ورد على لسان شقيقه، واذا صح كلامه ولم يكن بهدف الحفاظ على السرية او الضعف، فان معلومات مصادر فلسطينية تشير الى ان الامارة ستؤول الى الرجل الاكثر دموية عبد الغني جوهر الفار من وجه العدالة والذي لا يزال يتحصن في منطقة «الطوارئ» في « عين الحلوة» لا سيما وان جوهر كان يشغل «امارة الشمال» ويشكل حلقة وصل بين المتطرفين في الشمال وبين الخلايا في «وادي الزينة» والبرج الشمالي و«عين الحلوة».
http://www.saidacity.net