دور الزعيمين جمال عبد الناصر وصدام حسين في الصراع العربي الصهيوني- أ.عبدالعزيز عرار
دراسات /
سياسية /
2011-01-31
دور الزعيمين جمال عبد الناصر وصدام حسين
في الصراع العربي الصهيوني
أ.عبدالعزيز عرار
ـ التحقت مجموعة من أبناء الريف المصري بالكلية العسكرية المصرية في عام 1936 على غير العادة من قبل النظام الملكي ومنهم : جمال عبد الناصر ، بينما كانت مجموعة من الشباب المثقف تبذر بذور البعث في سوريا ويتفرد المفكر العربي ساطع الحصري في نشر الفكرة القومية من خلال المحاضرات ونشر الكتاب.
وأثمر الحصاد بتأسيس حزب البعث في سوريا وانطلاقه في 7 نيسان 1947 بينما شكل عبد الناصر تنظيم الضباط الأحرار عام 1945.
شهدت قيادات الأحزاب وضباط الجيوش العربية الكارثة والنكبة عام 1948 ،حيث قاتل مؤسس البعث ورفاقه في جنين ، بينما ترك الرئيس أبو عمار الجامعة وتطوع في حرب فلسطين أما عبد جمال الناصر فقاتل في جنوب فلسطين وحوصر في عراق المنشية والفلوجة وشهد الموقف الخائر للجيش المصري ،وهكذا كان للهزيمة وقع وصدى عند الشباب العربي وردود ثورية اتفقت فيما بينها على إسقاط الأنظمة.
ـ جاءت ثورة 23 يوليو 1952 في سياق تغيير الأوضاع الفاسدة وثأرا من هزيمة الأنظمة العربية واكتشف جمال عبد الناصر طاقات الأمة العربية وأهمية الوعي القومي العربي وربط مصر بمجموعة الدوائر المهمة وهي : القومية والأفريقية والإنسانية ،وكذلك كانت حركة القوميين العرب وحزب البعث تتمحور مبدأ: الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية العربية العربية.
ـ اهتم حزب البعث ونظام جمال عبد الناصر بالقضية الفلسطينية ،وقاوموا الأحلاف الاستعمارية مثل حلف بغداد عام 1955 الذي كان يهدف للتعايش مع إسرائيل ،كذلك قام الضابط المصري مصطفى حافظ بإرسال الفدائيين من قطاع غزة إلى داخل الكيان الصهيوني وأخيراً استشهد بطرد ملغوم عام 1955.
ـ ارتفع نجم النظام المصري وأصبح موطن الأفئدة للجماهير العربية وتغنت به الجماهير يوم العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وكان للنظام المصري الدعم والمساندة للبعثيين وشباب من حركة الأخوان الذين شكلوا (جبهة المقاومة الشعبية) ضد الاحتلال الصهيوني للقطاع وكانت هذه التجربة الثورية مقدمة لتأسيس حركة فتح على هذا النحو .
لم يقتصر هذا الدور على قطاع غزة بل أن السفير المصري في الأردن توجه إلى المواقع القريبة من طولكرم وزار كفر جمال ودرس مع بعض الشباب فكرة القيام بأعمال ثورية ولكن عيون المخابرات كانت بالمرصاد.
ـ التقى حزب البعث وجمال عبد الناصر في توحيد مصر وسوريا و استغرقت 3 سنوات وكانت الآمال معقودة عليها لتحرير فلسطين حتى أن 60,000 يهودي ارتدوا في هجرة عكسية, ولكن قوى التآمر ولأخطاء الشنيعة قضت عليها.
ـ كان عام 1959 كانت بداية ظهور نجم الشاب صدام حسين الذي حاول اغتيال عبد الكريم قاسم بعد اضطهاده للقوميين والبعثيين ،واكتشفت المحاولة واتجه صدام نحو سوريا ثم إلى مصر ليدرس في جامعة القاهرة وهناك كان مسؤولا عن تنظيم الطلاب في السودان وشمال أفريقيا وقطاع غزة.
ـ يؤشر عام 1959 للحديث عن القضية الفلسطينية وتركيز الاهتمام عليها حيث تأسست حركة فتح وكذلك أولى البعث هذه القضية أهمية واعتبرها القضية المركزية للأمة العربية واقترح حزب البعث تأسيس جبهة تحرير فلسطين في المؤتمر القومي السادس ،وكذلك فعل الرئيس جمال عبد الناصر الذي زار القطاع عام 1963وسؤل عن تحرير فلسطين فكان جوابه أن الفلسطينيين هم من سيحرر فلسطين ومن قال لكم أنه سيحرر فلسطين مخطئ.وهكذا جاءت جهود تشكيل م.ت.ف عام 1964
ـ كانت صورة حركة فتح عند الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965 غير مرغوب فيها لأسباب عديدة ، ولكنه بعد معركة الكرامة عام 1968 اتجه ومعه الرئيس الشهيد ياسر عرفات والصحفي محمد حسنين هيكل صوب موسكو لتمتد جسور الدعم والسلاح واقتربوا من الموقف الفلسطيني كثيرا.
ـ رفض جمال عبد الناصر تصفية وذبح الفلسطينيين في الأردن رغم أن بعض التنظيمات راحت تنشر صورا كاريكاتورية مسيئة للرئيس جمال عبد الناصر بعد استقباله وحديثه في مشروع روجرز الأميركي ،وعندما زار أبو عمار ومعه فد منظمة التحرير جمال عبد الناصر وجدوه غاضبا وطيبوا خاطره ورد جمال عبدالناصر على الشهيد صلاح خلف أبو إياد أن هذا مجرد تكتيك حتى لا نظهر بأنا نعادي السلام وكان عبد الناصر مشغولا بالتحضير لرد العدوان الاسرائيلي وآثاره والذي تجلى في حرب تشرين التي أعد لها جمال عبدالناصر وقادة الجيش المصري.
حزب البعث في العراق
بعد أن استلم البعث السلطة في العراق عام 1968 كانت أهدافه واضحة وتقوم على تجسيد أهداف حزب البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية .
وكان الهدف الأساس للحزب وعلى رأسه صدام حسين نائب الرئيس أحمد حسن البكر والمهندس لثورة تموز المجيدة أن يجعل العراق قاعدة النهوض والتقدم والاقتدار في الأمة ، ومركز الإشعاع الحضاري كما كانت أيام هارون الرشيد والمأمون وتنامى هذا التفكير بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر ، ولهذا جرى التخطيط والتطبيق لربط التنمية الاقتصادية وتحرير العراق بتحرير فلسطين وهذه بعض الإجراءات الثورية:
1- مساعدة الثورة الفيتنامية بـ 70.000 دينار عراقي.
2- قدم مساعداته وفتح أبواب العراق للمنظمات الفلسطينية واسهم في نشأة جبهة التحرير العربية وعامل العراقي والفلسطيني كأبناء وطن واحد.
3- أرسل عام 1973 ثلاث وحدات عسكرية إلى دمشق وحماها من السقوط.
4- أرسل 800 مقاتل الذين انضموا لجبهة التحرير العربية ليقاتلوا في لبنان دفاعاً عن شرف الثورة الفلسطينية.
5- رغم انشغال العراق في القادسية الثانية أو الحرب الإيرانية ـ العراقية ولكن الرئيس صدام أعرب عن استعداده لوقف القتال وتوجيهه قوات البلدين نحو حماية بيروت وقتال الصهاينة ولكن آية الله الخميني رفض وقف القتال.
- كان العراق بقيادة الشهيد صدام حسين وفياً دوما في دفع استحقاقات الدعم لمنظمة التحرير ففي عام 1988 قدمت الحكومة العراقية 600 دينار منحة مالية لكل سجين شارك في انتفاضة الحجر الفلسطيني.
- عندما غزى الجيش العراقي الكويت عام 1990 وبدأت صيحات إخراجه تتعالى في العالم والعدوان الثلاثيني . عمل الشهيد على إحراجهم و فضح المعايير المزدوجة ومواقفها المنحازة مع الكيان الصهيوني.
- قدم المنح للطلبة الفلسطينيين حتى في سنوات الحصار وعوملوا بأفضل من العراقيين في هذا الباب.
وفي الختام أرسل الشهيد صدام حسين أكثر من 30 مليون دولار لدعم اسر الشهداء والاستشهاديين ومن هدمت بيوتهم وجرحوا في الانتفاضة الثانية، وأرسلت من خلال جبهة التحرير العربية، وأرسل له بابا الفاتيكان يساومه على فك الحصار مقابل مجموعة اشتراطات فرفض هذه المساومات وفحواها :
- توطين أبناء المخيمات الفلسطينية اللبنانية ونقلهم إلى شمال العراق.
- حصر الجيش العراقي في 120.000 جندي.
- الاعتراف بإسرائيل والدخول في سرب التسوية معها.
- _ إعادة مد خط البترول بين كركوك وحيفا
ولكن الشهيد الذي آمن أن فلسطين من النهر إلى البحر رفض هذه العروض ورفض زيارة البابا على هذا الأساس.
ومع أنه لم يؤيد التسوية السياسية مع الكيان الصهيوني لكنه حافظ على علاقته مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات واعتبر اتفاقية أوسلو شأن الفلسطينيين ولم يبخل في تقديم الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية وأرسل 10 ملايين دولار كدعم للفلسطينيين وكانت نصائحه دوما في الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية،وظل وفيا لفلسطين.
كانت فلسطين دوما حاضره في فكره وملتزما بها ويظهر هذا في تقديره للقادة :نبوخذ نصر وصلاح الدين الأيوبي والذين كانت لهم مع فلسطين جولات السبي الأكبر وتحرير القدس رحم الله الشهيد شهيد الكرامة والحرية ولشهداء فلسطين والأمة العربية المجد والخلود