سكنه حيدر -نشوء و تطور الحزب الشيوعي في لبنان - مع سعد الدين الحبّال
مقابلات /
سياسية /
1992-07-05
رقم -3- مقابلة مع الأستاذ
سعد الدين الحبّال ـ صيدا
تاريخ المقابلة : 5 تموز 1992
أجرت المقابلة : سكنه حيدر
الموضوع : نشوء و تطور الحزب الشيوعي في لبنان
* * *
لأنّ فرنسا هي بطاقة هوية
الأستاذ سعد الدين الحبال
- السكن : حي الاسكندراني _صيدا
- المهنة : صاحب مدارس و مدير ثانوية صيدا العربية .
- الدرجة العلمية :الدراسة العامة متشعبة، دراسة مادة التاريخ لمستوى
لدكتوراه مع دراسة التربية وعلم النفس مستوى ماجيستير .
- الوضع العائلي :متزوج و عدد الأولاد 17 .
* * *
س_ما هو الحزب أو الأحزاب التي انتسبت إليها ؟
ج_ أولاً انتسبت للحزب الشيوعي اللبناني، ثم تعاطفت مع كل الحركات القومية لاحقً . إنتسبت للحزب الشيوعي عام 1948 ثم تركته عام 1953، لم تكن فترة طويلة، إنما كانت فاعلة. تعاطفت مع حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومع حركة القوميين العرب و بالأخص مع الحركة الناصرية و مع الحركات القومية كلها، و قد وجدتها تخدم خطاً واحداً .ثم كنت بعدها من مؤسّسي الحركة الثورية الاشتراكية في لبنان. هذا كان بعد عام 1967. أصلا،ً تاريخ هذه المنطقة متميِّز: شعب يفتّش على هُويته. فكان يرزح تحت الاستعمار الغربي المتعدد: الفرنسي و البريطاني و بالتالي برز الاستعمار الجديد و هو الاستعمار الأميركي بفترة محددة و مميزة في الخمسينات.
إذاً الصّراع بين الاستعمار القديم و الجديد انعكس على الحركات الثورية و التحررية في المنطقة العربية، هذا الاستعمار الجديد برز كمشجع للشعوب ضد الاستعمار القديم. لكن الهدف طرد الاستعمار القديم ليحل محله في المنطقة العربية. و برزت سياسة الأحلاف، و بنفس الفترة جاءت الحركة الناصرية و ثورة 23 يوليو والحركات القومية العربية في سورية التي استوعبت الكثير من الناس كحزب البعث العربي الاشتراكي، كإطار سياسي علمي واضح المعالم يعمل لتوحيد العرب بإطار دولة سياسية. و كان له الأبعاد الاجتماعية و النظرة التاريخية و الفكر العلمي. فاكتسح حزب البعث العربي الشباب المثقف في المنطقة، ثم بعد ذلك أُضيفت كلمة الاشتراكي على التسمية .
و لكن قبل بروز تيّار حزب البعث العربي، كانت منطقتنا أمام مطلبين: مطلب اجتماعي ومطلب سياسي.ألمطلب الأول، كشعوب قاست من الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المتخلفة من جهة، والجائرة من جهة ثانية. كان شعبنا يبحث عن حل لمشكلة الفقر و العبودية ، كان يفتش عن التحرر وعن نظام اقتصادي واجتماعي يلبّي الحاجات الشعبية و الجماهيرية و يلبّي طموحات الفقراء في حياة أفضل و طموحات المستعبدين الكادحين في حياة أفضل .فانتشرت الحركة الشيوعية و الحزب الشيوعي خاصّةً في أرقى المناطق العربية والّتي هي في لبنان بشكل خاص، قبل سوريا و العراق و مصر. وبنفس الفترة ابتدأت الحركة القومية في الانتشار كتعبير سياسي عن حالة التمزق التي كانت تعيشها الأمة العربية. بعض الشباب انتمى إلى التيار الشيوعي و البعض الآخر انتمى إلى التيار القومي. وأتذكر أنني عندما بدأت العمل في الحزب الشيوعي في المنطقة، كان حزب البعث ضعيفاً في المنطقة. إذاً الحزب الشيوعي أسبق من حزب البعث .
لينين، عندما قام بثورته سنة 1917 و قيام الاتحاد السوڤياتي في الحرب العالمية الأولى، أرسل بيانات لجميع الناس. أذكر أن جَدي وصله بيان و خبأه في البئر . أرسل لينين بيانات لكل الناس ليستنهض الشعوب المستعبدة و طرح الماركسية و الفكر البولشيفي كحل لجميع الشعوب المظلومة، وربط ما بين حركة التحرر الوطني وحركة التحرر الطبقي ، جمع ما بين تحرك الشعوب المستعمرَة والساعية إلى التحرر من الاستعمار و ما بين تحرك الفقراء للتحرر الوطني عن طريق الثورة الاشتراكية.
و أذكر أن هذه الفترة استهوت أجدادنا، و لكن هذه الفكرة كانت ممنوعة لأنهم أي الداعين إليها، كانوا ملحدين يعني كفاراً، فعندما تصل البيانات يخبئها و يفرح بها لكن بنفس الوقت كان خجلان من الناس و من نفسه و من الترسبات الدينية، فيخاف من نفسه لأن هذا ما يسمى بالإلحاد و هذا حرام. فتخاف الناس من بعضها و من نفسها وبرأيي، هذا ما سبب فشل انتشار الشيوعية في العالم لأن الإنسان المتديّن يخاف من المجهول ومن التّحدّي.
فهذا التّمزّق الّذي سبّبته الحركة البولشيفيّة للنّاس في العالم . لكانت وفّرت عليها الكثير من المشاكل لو أنها ربطت ما بين الإلحاد و ما بين الثّورة الاجتماعية والاقتصادية . والّذين حاربوا الحركة الشّيوعية، كان ذلك بواسطة فكرة الإلحاد. و أُشير هنا إلى أنّ حزب البعث تبنّى الاشتراكية كاقتصاد ولم يتبنَّ الماركسيِّة كفكر إلحادي و هنا نجح فعلاً و استطاع أن يحدَّ من انتشار و قدرة الحزب الشُّّّّّّيوعي في المنطقة كان ذلك في الخمسينات، فقبلَ هذا التريخ كان للحزب الشُّيوعي انتشارٌ واسعٌ و إن الجيل الأوّل الّذي انتمى للحزب الشُّيوعي لم يكن انتماؤه على أساس فكرة الإلحاد، إنّما انتمى من أجل الطّرح الاجتماعي و الاقتصادي الّذي قدّمته الماركسيّة للشّعوب و الفقراء للعالم لدرجة أنَّ بعض النّاس من أجل الطَّرح الاجتماعي و الاقتصادي، و ضعوا الفكر الدّيني جانباً أو ضحّوا بأيمانهم في سبيل حياة أفضل في هذه الأرض، يعني أنَّ القناعة الّتي اكتسبها الإنسان من الفكر الاشتراكي جعله يضحّي بالفكر الدّيني من اجل الفكر الاجتماعي و الاقتصادي.
أذكر أنَّ بعض الشُّيوعيّين كانوا يتظاهرون أمام رفاقهم بالإلحاد و من ثَمَّ يذهبون للصّلاة . من هذا ما يدل على أن هناك قناعة بأنَّ قصَّة الدّين لا تُقتلع من النُّفوس و ليس سهلاً ذلك أن هذا تراث وتاريخ و تربية ولكن النّاس يريدون حلاًًّ للمشكلة الّتي يعانون منها . أتت الماركسيَّة فانتشرت لحدٍّ ما وطرحت لهم الحلول. وهنا الحزب الشّيوعي وقع في مطبّ: التَّسيير اليهودي أو الصَّهيوني الَّذي قَوِيَ في الاتِّحاد السّوفياتي أيّام ستالين و التّسلّل اليهودي الّذي تمّ في الأجهزة السوﭭياتية حتّى استلموا أعلى المراكز في الدّولة من جهة، و من جهة أخرى كان الاتّحاد السّوفياتي و على رأسه ستالين يبحث عن موطئ قدم له في الشّرق الأوسط و لم يجد، لأنّ كلّ المنطقة هي مناطق نفوذ بريطانية أو فرنسية أو إيطالية، ستالين شجّع هجرة يهود أوروﭙا الشّرقية خاصّةً الاتّحاد السوﭭياتي و معظمهم من الجيل الأوّل الّذي هاجر ﺇلى فلسطين نتيجة اضطرار هتلر و النّازيّة لتهجيرهم.
تصوّر ستالين أنّ هؤلاء اليهود من بلاد شيوعيّة في الشّرق الأوسط لأنَّ لا لبنان و لا فلسطين و لا سوريا ... لم يكن أي بلد عربي منهم مُتحرِّر من النُّفوذ البريطاني و الفرنسي، لِذلك شجَّع الهجرة اليهودِيَّة خاصَّةً من أوروﭙا الشَّرقِيَّة لأنَّ كل الجيل الصّهيوني الأوّل في ﺇسرائيل كان من أوروﭙا الشَّرقِيَّة ، تَصوَّر ستالين بذلك أنَّهُ سَيجد قاعدة لهم، فأعطاهم السِّلاح و ساندهم و اعترف كذلك الاتِّحاد السّوﭭياتي ﺒﺈِسرائيل .مِمَّا سبَّب ذلك بنكسة للحزب الشّيوعي في لبنان. والمُعادون له استغلّوا ذلك لِضرب و منع الحزب، مِمَّا سبَّب نكسةً لِكُلِّ الشّيوعيّين و وضعتم في أزمة ضمير لأنِّهم في البِداية كانوا مُضطرّين للمُوافقة لأنَّهم كانوا: صوت واحد، شو بيحكي ستالين الكل سمع و "طاعة". كانت المرحلة الأولى مرحلة أمَِميَّة على الطَّريقة الستالينيَّة، لا أحد يستطيع المُعارضة ...
عندما أراد تيتو المُحاولة لِشقَ طريق وطني خاص بِِه،ِ اعتبرهُ ستالين خارجاً على القانون، عندها ستالين هدرَ دمَهُ. ﺇذا أحد مِن أعضاء الحزب الشّيوعي كان وطنِيّاً أو مُتحرِّراً نَوعاً ما و ينظُرُ لِحالة بلدِهِ، كان يُتَّهم بأنَّهُ "تيتَوي" (نسبةً لتيتو.. ).أذكرُ في الخمسينات عِندما انتميتُ للحزب الشُّيوعي في سنة 1948 عندها كان عُمري 15 سنة و هذا العُمر هو المرحلة الفاصِلة: الأنا يكتمل بهذا العُمر و يَبدَأ التَّفتيش عن حلٍّ لِمَشاكِلِه ومشاكِلِ غَيرِه.
س_من كان السَّبب في انتمائكَ ﺇلى الحزب الشُّيوعي؟
أتستَطيعُ القول إنَّ الوالد كان سبباً مِن أسباب انتمائك و اهتمامِك بِالحزب؟
ج_لا الوالد تُوُفِّيَ و أنا في عُمر الحادِية عشر لكِنَّهُ، كان ضحِيَّة من ضحايا الاستعمار. كان يعمل في البحرين و صار هناك ثَورة ضدَّ الانكليز.كان يعمل كمُدرِّس ثانوي في البحرين، تعاطفَ مع الحركة الوَطنِيَّة. وعندما قامت الثَّورة، طُرِدَ من البحرين بِدون تعويض، أتى فقيراً و مِن القهر تُوُفِّيَ، ولدَيه أولاد و لَيسَ لَه أي شَيء. و كان من ضحايا الاستعمار البريطاني، و لم أتناقش معهُ قط بِأي فكر سياسي . تُوُفِّي و أنا في عمر الحادية عشرة سنة.
في البداية، النظرية الماركسية أو الشّيوعيّة هي التي أعطت الحل النظري لمشكلة الشّعوب المستعمرة التابعة و لمشكلة الفقراء و الكادحين. على هذا الأساس انتشرت الحركة الشّيوعيّة في المنطقة بحذر، لأنّ فيها نقطة ضعف، و لأنّها ربطت الفلسفة اﻹلحاديّة ، مابين النّظريّة الماديّة و ما بين الفكر الاشتراكي. لكن البعض تنازلوا عن قناعاتهم الدّينيّة من أجل الحلول العلميّة أوالاجتماعيّةـالاقتصاديّة. قصّة الدّين تؤجل، و يريدون العيش و الأكل. من لا يجد طعاماً و لكن لا يستطيع أن يجده يعود لقصّة الدّين.
سنة 1948 الاتحاد السوﭭياتي اعترف بإسرائيل، هذا ما أثّر على الشّيوعيّين و على الأقل الحكومة اللّبنانيّة، منعت الحزب الشّيوعي و الشّيوعيّين، كذلك الدول العربيّة كلّها منعته. اعتبرت الشّيوعيّين خونة. الكثيرون اضطروا لترك الحزب، فَوقفوا أمام أزمة ضمير، لأنَّ قضيّة فلسطين تحدّت الضّمير الوطني و العربي و القومي ثُمَّ بعدها مع الزّمن، الكثير من الشّيوعيّين اكتشفوا خطأهم و بدأوا العمل السّرّي، فبرّروا لستالين وللاتّحاد السّوﭭياتي موقفه و اعترافه.و لماذا كانت الموافقة على هذا الموقف...
أذكر سنة 1951 عقد مؤتمر عالمي للشّباب الدّيمقراطي في ألمانيا، و كنت رئيس الوفد اللّبناني في المؤتمر، و قد التقينا بأكثر رؤساء الوفود، كنّا ننسّق مع بعضنا، رئيس الوفد اللّبناني مع رئيس الوفد السّوري لأنّه كان حزباً واحداً في سوريا و لبنان، له قيادة مركزيّة، و كان الرفيق حسن قريطم موجوداً معنا و هو القائد الخفي، كان هو المنسّق...
حاول رئيس الوفد الإسرائيلي الاتّصال بنا و نحن رفضنا ذلك. و هذا الوفد كان مؤلّفاً من ثلاثة، مسلم، مسيحس، يهودي، كانوا يحاولون طرح أنفسهم و كأنّهم إطار لتجمّع الأديان خاصّةً المسلم، قام بعدّة محاولات للاتّصال بنا و قد رفضنا، لأنَّ الحزب أخذ قراراً بأنَّه ضد إسرائيل، بالرّغم من اعتراف الاتّحاد السّوﭭياتي بإسرائيل .
منذ ذلك الوقت، بدأ الحزب ينحو منحى استقلالي على الأقل في سوريا و لبنان...بعد المحاولات الكثيرة من بعض الشّيوعيّين بالتّجاه و التّقيّد بالموقف السوﭭياتي و الستاليني.
حتّى نعود إلى التّواجد في المنطقة، كانت الطّريقة إنّما عن اقتناع برفض إسرائيل و رفض القرار السّوﭭياتي، و بدأت تظهر بوادر استقلالية في الأحزاب الشّيوعيّة في العالم.
إستطراداً: في تلك الفترة وصلت لمراكز قياديّة في الحزب و أصبحت رئيس المنطقة و ترأّست الوفد اللّبناني، كذلك رئيس اللّجنة المنطقية في الجنوب..
الشّيوعيّون في العالم في العام 1951، نظروا للاتّحاد السّوﭭياتي كأبطال انتصروا على النّازيّة، أبطال شعوب. مرّة دعونا الوفد السّوﭭياتي إلى مقرّ الوفد اللّبناني السّوري و قالوا لنا: عندما يأتون تحملونهم على أكتافكم و تدورون بهم في القاعة، فقلت لهم : انا لا أستطيع حمل أحد على كتفي، وجمّدت نفسي في الحزب بالرّغم من أنّي كنت رئيس الوفد الّبناني في الحزب. و تمسّكت بهذا الموقف. وبعدها أتينا إلى لبنان. و كانت الحرب الباردة.و قد أُجري استفتاء في لبنان إذا كان هناك حرب عالميّة وأتى الجيش الأحمر و دخل لبنان، كيف يتمّ استقباله. و قد قمت أنا كرئيس اللّجنة المنطقيّة و كل اللّجان التّابعة لي، وأعطينا جواباً سنحمل السّلاح لنحاربهم و نمنعهم من دخول لبنان، لانّنا لا نريد التّخلّص من مستعمر حتّى ننتقل إلى مستعمر ﺁخر. و على هذا الأساس و الرّفض، تمَّ تجميدي في الحزب، لأنَّه اعتبرمَوقفي "تيتَوي".
س_هذا الموقف، كان موقفكم أنتم أم موقف الحزب في الحنوب ككلّ؟
ج_كَوني أنا رئيس اللّجنة المنطقيَّة في الجنوب، أثّرت على الآخرين و هذا المّوقف في الجنوب يُمثِّل الكُل بأنّه إذا دخل الجيش الأحمر لبنان سنعلن الحرب و نحمل السّلاح و نقاتل، و غير مستعّين أن نسمح لأي قوّة أجنبّة حديدة من دخول لبنان. هذا كان مَوقفنا...
س_هل كان النّقاش موجوداً بين الشّيوعيّين لأخذ أيِّ قرار؟
ج_نعم النّقاش موجود بين الشّيوعيّن. و إنّ شعب الجنوب جزء من الشّعب العربي الأصيل بثَوريّته وبعراقته، و خاصّةً الشّباب المُثقّفين و المُفكّرين، و هذا فعلاً كان موقف جنوبي: رفض قضيّة الاعتراف بإسرائيل على الأقل في الحنوب. نتيجة ذلك، عاد الحزب الشيوعي للظّهور العلني. و لَولا هذا القرار، لما استطاع الحزب من العمل العلني، لأنّه اتّبع خطّ سياسي اجتماعي جيّد ...
س_في أي سنة بدأ نشاط المنظّمات تحديداً؟
ج_أنا شخصياً بدأت أواخر 1948 و أوائل 1949. انتميت للحزب في المرحلة السرّيّة على أساس لا يوجد أحدٌ في صيدا غيري من ثُمَّ تمَّ اتّصالنا بالأشرفيّة، و هي منطقة سرّيّة.عندما مُنع الحزب لم يبقَ في صيدا أحد قط. كنت قد انتميت للحزب في المرحلة السّريّة و من بعدي كان عاكف عسيران. فقد اختبرونا خلال اتّصالنا بمنظّمة الأشرفيّة، وعندما اقتنعوا بنا وصلونا بمنظّمة صور و تبيّن لنا أنّها كانت مَوجودة و كان لها أعضاء مَوجودون يعملون بها في صورو كذلك في النّبطيّة، ثُمَّ إيصالنا بها بعد صور . و بعدها أُصدِر قرار من بيروت بأن نُؤسّس أو نشكّل لَجنة منطقيّة ما بين صيدا و صور والنبطيّة، وبقيت منظّمة مرجعيون بعيدة عن منطقتنا، و تواجد الحزب فيها بشكل قوي.إضافةً إلى صور و صيدا و النّبطيّة أُضيفت منطقة عدلون و المنطقة المحيطة بصيدا.
إذاً، لَجنة منطقيّة في الجنوب نتجت عن تَوحيد العمل بَين صيدا و صور و النّبطيّة وعدلون...ما عدا مرجعيون. الظّاهر منطقة مرجعيون بَقِيت على صلة مستقلّة بالقيادة. في البداية وصلونا بمنظّمة الأشرفيَّة حتّى لا تكشف أمامنا صور. ففي بداية عملنا، لم يثقوا بنا و عندما وثقوا بنا تمَّ إيصالنا بمنظّمة صور و من بعدها النّبطيّة.ٍ
إذاً في عام 1949 بدأ نشاط الحزب في مدينة صيدا. و عند صدر قرار بحلّ الحزب من قِبل الدَولة. لم يبقَ أيُّ عُضُوّ في صيدا. إنّما يبدو في صور و النّبطيّة استمرّوا في العمل بالسّرّ. و بعدها اكتشفنا بِوُجود قاعدة في مغدوشة و كُلِّفنا بالاتّصال بهم لأنّهم كانوا يتعاطون مع الحزب و أصدقاء له وإنّما غير منتمين له. ثُمَّ بنَينا علاقات جديدة في مغدوشة.
س_كيف كان نشاط الحزب:خاصّةً في ظلّ سرّيّة الحزب؟
ج_نشاط الحزب: عمل بأعمال هامّة جدّاً:بدأ العمل بقضايا النّاس، خاصّةً الفلاحين. و خلال عملنا كان علينا الانتباه لمعاناة النّاس، لا يكفي القَول: بأنّنا نريد حل مشاكل النّاس، بل يجب أن نمُدَّ أيدينا عن جد و نعمل معهم و نحاول حلَّها، لذلك شكّل الحزب منظّمة ملاحيّة في الجنوب (إتّحاد فلاّحي الجنوب) الّذين كانوا يهتمّون بمشاكل الفلاّحين و محاولة تَحصيل حقهم و تَوحيدهم. أخذَ مواقف ضدّ الإقطاعيّين ، وأصبح يقود العمل الجماهيري لتحقيق مطالب النّاس. و من خلال ذلك جمعوا مئات النّاس و أثّروا بالألوف من خلال نشاطهم الجماهيري للعمل بقضايا النّاس .ٍ
إستطراداً هنا :في الاحداث اللّبنانيّة الأخيرة (1975) الحزب الشّيوعي اللّبناني بدأ من جديد ينحو هذا المنحا و يعمل بالقضايا المطلبيّة و عندما أصبح له نفوذه الوطني أتت الحرب و غطّت عليه ونقلت النّاس لصراعات طائفيّة بين اللّبنانيّين.
في تلك المرحلة (1949_1953) عمل الحزب الشّيوعي اللّبناني بإطارَيْن: الأوّل، العمل بقضايا النّاس خاصّة ً الفلاّحين، عمل أيضاً بقضايا العمّال. كان مصطفى العريس ببيروت، إنّما في صيدا لم يكن يوجد أحدٌ ولا يوجد أي حركة عُمّاليّة قويّة. إنّما حاولنا ان نعمل بالحركة العُمّاليّة.
أنا شخصيّاً عام 1951 عملت بالتابلاين (كنت خرّيج المدرسة الأميركيّة) و لي مستقبل كبير بالتابلاين و ترقَّيت فيها و من ثمَّ عملت لبناء نقابة لعمّال التابلاين وعملتُ مناشير، وزّعتها على العُمّال، كنتُ أضعها في الزوادة أو علب الأكل. فاستطعت تشكيل لجنة نقابيّة من عشرين عضواً و نجح العمل فيها، ثمّ تسلّل أحد الجواسيس بَيننا في الشّركة فانكشف أمرنا و طُردتُ مع العشرين عُضواً دفعة واحدة.(بقيت فيها ثلاثة لأربعة أشهر في الشّركة).
إذاً عملت نقابِيّاً و عُماليّاً. حاولنا بناء تقابة للعُمّال، لكن لم نستطع في التابلاين ... إنّما استمروا بالمطالبة ببناء و تشكيل نقابة حتّى حصلوا على ذلك، عندما أصبح وزير العمل جميل لحود أبو قائد الجيش الحالي. لأنَّه كان إنساناً وطنياً و يسارياً، وقتها أعطاهم إذن بتشكيل نقابة عمّال التابلاين. عملنا بالقضايا العُمّاليّة و المطللبيّة.
كان هذا من جهة... ومن جهة أخرى عملنا بقضايا السّلم، كانت حركة أنصار السّلم في العالم أخذت ضجة كبيرة مِمّا خَوَّل للشّيوعيّين مجال العمل خاصّةً بمنع القنبلة الذّريّة. و أصبح الوضع الدُّوَلي مخيفاً خاصّةً الخوف من أن تقوم أميركا و تستعمل الميزة الّتي حصلت علَيها فتقلب الحرب على الاتّحاد السّوﭭياتي و تُسيطر على العالم ممّا دفع الشّيوعيّين في العالم كلّه بحركة أنصار السّلم و العمل على جمع تَواقيع بالسلم و لمنع القنبلة الذّرّيّة. أمّا في صيدا، كان عددنا حوالي 12 عُضواً فقد جمعنا 2000 إمضاء ضدّ القنبلة الذّريّة في سبيل السلم، حتّى كان لنا دَور في البقاع، خطبت بالجامع مع أني كنت ملحداً وأدعيهم "و ادخلوا في السلم كافّةً"، أعطيتهم اﻵية و أُوَقِّعهم على حركة أنصار السلم.
إذن،كما عملنا يقوم في إطارين :
1-إطار عمل جماهيري بقضايا الناس (العمال و الفلاّحين)
2-إطار عمل حركة أنصار السلم ضد الحرب (الناس بالطبع كانت مُلوَّعة من الحرب ممّا يدفعها إلى
تأييدنا...)
س_هل للتأثيرات الخارجية كالأحزاب الاشتراكية و الشّيوعية من دور على انتشار الحزب في صيدا
والجنوب؟
ج_بالطبع مثلاً: عاكف عسيران اقتنع بالأفكار الشيوعية عن طريق الثقافة الفرنسيّة، لأنه كان يطالع المجلات الفرنسية مثل الأزمنة الحديثة و غيرها ... إذاً من خلال احتكاكه بالثقافة الفرنسية اقتنع بالحزب الشيوعي لِوَحده من خلال مطالعته و من بعدها انتسب للحزب و تمّ استيعابه من خلالنا. طبعاً العالم كله يُؤثر ببعضه البعض ...
نتيجة الحرب العالميّة الثانية فرنسا دخلت الحرب ضد ألمانيا، أصبحت فرنسا حليفة الاتحاد السوﭭياتي نتيجة لذلك انتشر الحزب الشّيوعي بفرنسا كثيراً و قام بدور ريادي بحركة المقاومة الفرنسيّة ضدّ الاحتلال النّازي، و بعض الفرنسيّين تعاطفوا و اقتنعوا بالشيوعيّة و ساوروا فيها...
عندنا في لبنان، المسيحيّين تأثروا كثيراً في فرنسا لأنّها تأثّرت بالشّيوعيّة، ممّا أثّر ذلك على المسيحيّين و تأثّروا بالشّيوعيّة، و قبل ذلك انتشرت الشّيوعيّة بين الأرثوذكسي، لأنّ روسيا أرثوذكسيّة مما جعلمهم يتعاطفون معها و كان ذلك من أيّام الرّجل المريض (الدولة العثمانية). إذاً روسيا كانت راعي الأرثوذكسي في لبنان و عندما انتشرت الشّيوعيّة في روسيا تعاطفوا بها...
عندما دخلت فرنسا الحرب مع الاتّحاد السّوﭭياتي ضد النازية و خاصّةً الحزب الشّيوعي في فرنسا انتشر و أصبح له شعبيّة واسعة لقيادته المقاومة ضد النازية الهتلرية.فالمسيحيين في لبنان، الكاثوليك والموارنة تعاطفوا مع الشيوعية و انتشر الحزب الشيوعي بينهم...مثلاً في مغدوشة كان للحزب وجود قوي خاصّةً في العهد العلني لأنّ أهل مغدوشة كاثوليك فتأثروا بفرنسا و ابتدأ ينتشر بصفوف المسيحيين . إذاً الكاثوليك و الموارنة ارتبطوا بفرنسا كراعي لهم، و الأرذوكس ارتبطوا بروسيا.
أمّا الإسلام كان عددهم قليل جدّاً و بعيدين عن الحزب الشيوعي في بداياته الأولى و نحن كمسلمين نرتبط بالأزهر و السعودية أو العراق و النجف و كنا خارج الإطارَين، فكانت الحركة الشيوعية قليلة بين المسلمين، و بالفترة الّتي كنت فيها منتسب للحزب أفهمونا يجب عليكم أن تشدّوا همتكم بَين المسلمين، لأنّ الحزب الشيوعي سَيقود حركة التحررالوطني ضد الاستعمار و هي بحاجة إلى حركة المسلمين بينه .
و في عهد الانتداب الفرنسي في لبنان كان المسيحيون اللبنانيون متعاطفون مع فرنسا و مع الاحتلال الأم الحنون. بَينما الذي تحرك بالثورة ضد الفرنسيين هم المسلمين مِما جعل الحزب يخطط لِيَضم المسلمين إلى جانبه و أصبح من اهتماماته قيادة حركة التحرر الوَطني و هذه بحاجة إلى جماهير تحررية وطنيّة التي هي جماهير إسلامية و هنا أصبحوا يختارون الشباب في البدء و التركيز عليهم وشرح دروس خاصة بهم حتى يبنون قاعدة إسلامية بينهم تستطيع الانتشار بَين الجماهير المسلمة.هذا من باب التأثير بالقضايا الخارجية ...
س_كيف كان مسار الحزب في البدايات الأولى لانتشاره، هل سار حسب الاتجاه الماركسي _ اللينيني_ الستاليني؟
ج_نعم، نهج ماركسي ستاليني، كان ستالين محكم قبضته على كل العالم. لكن بعدها ابتدأت تنمو بذور استقلالية وطنية في الحزب الشيوعي. وظهرت بشكل علني سواء في لبنان أو في أوروﭙا-فرنسا-إيطاليا .... وهذا خطأ المركزية المغلقة، لا بد من نشوء حركات تخفف من هذه المركزية التي دعا لها ستالين و كان يمسكها بيد من حديد..
س_ما هي الشّعارات الأساسية التي كانت مطروحة آنذاك؟
ج_الحزب أكد على العمل بالقضايا المطلبية و الحماهيرية و الفلاّحية و العمالية و كذلك أكد على حركة السلم في العالم .
س_برأيك، كيف يتمّ إيصال هذه الشّعارات إلى النّاس و الفئات العمالية؟
ج_دائماً يتم توزيع المناشير و الصحافة و غيرها ... و أشير في تلك الفترة، كنا نوَزع وكالة تاس والأنباء السوﭭياتية و هي صادرة عن الاتحاد السوﭭياتي ... و كان يصدر جريدة صوت الشعب لكن الذي كان يتصفّحها كان يجد أن ّ 3\4 أخبارها عن الاتحاد السوﭭياتي و عن سوريا و لبنان شيء بسيط وقليل ... هذا ما سبب لي أزمة ضمير فعلاً، كانت من أحد الأسباب لترك الحزب ...
ثمّ البيانات كانت توزع دائماً في أول أيار و ثورة أكتوبر فتوزّع بيانات بالمناسبات الشيوعية
و العمالية و بواسطة هذه البيانات و النشرات تُشرح أهداف و معاني كل مناسبة...
كل إنسان شيوعي ينتسب للحزب كان عليه توزيع جريدة الحزب، نعطيه ليوزع نشرة تاس وجريدة الحزب و الصحافة لحد كبير مرتهنة و مرتبطة بالنهج الستاليني الصارم، الّذي يُؤكد على أن مركز الشّوعية هو الاتحاد السّوﭭياتي أي المركز ( القيادة)...
س_برأيك من أدخل مفهوم العمل الحزبي المنظم إلى منطقة الجنوب؟
ج_منطقة الجنوب عامة لا أعرف، إنّما بالعهد السري كنت في منطقة صيدا أول من أدخل مفهوم العمل الحزبي في أواخر 1948. بالفترة السرية كنت أول من أدخل المنطقة صيدا إنما يبدو لي في الجنوب ما انتهى الحزب كله إنّما بقيَ البعض أو أشخاص على اتصال بالقيادة و بقوا مستمرين, لكن بصيدا انتهوا و كان سليم الأسير بالعهد العلني لكنه ترك عندما حل الحزب و وقتها كانت أزمة فلسطين و متأثرين بها ممّا جعلهم يتركون الحزب خاصّةً عندما اعترف الاتحاد السوﭭياتي بإسرائيل. و لم يبقَ أحد في الحزب لكنني عندما دخلت الحزب من جديد كنت مسكون بالقضية الاجتماعية و ليست القضية الوطنية السياسية.
انتسبت للحزب أولاً لتأثري بأساتذتي في المدرسة، و الأساتذة كانوا من منطقة ابل السفي ومرجعيون و الخيام و هم مسيحيون و لم يهتموا باعتراف الاتحاد السوﭭياتي لإسرائيل، لا أتكلم طائفياً إنّما هذا الواقع كان مَوجود بَين المسيحيين كطائفة لم يرتبطوا بقضية فلسطين إنما المسلمين كانوا مرتبطين بهذه القضيّة و بالقضايا الوطنيّة و القوميّة في لبنان.
هنا في صيدا لم يبقَ أي عضو في الحزب الشّيوعي عندما اعترف الاتحاد السوﭭياتي بإسرائيل، إنما كنت الأول بانتمائي للحزب في العهد السّرّي لأنّي كنت صغيراً و عمري 15 سنة متأثِّراً بأساتذتي الّذين كانوا في مدرسة الأميركان و تأثّرت بهم لأنّ الفكرة الاجتماعية كانت تسكنني و كنت يتيماً و أمّي تعمل ليلاً نهاراً تخيط و تطرز لجمع قسط المدرسة فتعبت كثيراً. لا نستطيع الأكل مثل النّاس نفتّش على اللّيمون الّذي يقع تحت الشّجرة و نفتّش على أرخص الأشياء، و كنت من بَين تلامذة هم من الأغنياء ممّا جعلني ألاحظ الفرق الاجتماعي و الطّبقي بَين النّاس. فالقضيّة و العجز الاجتماعي و الاقتصادي الذي كان يسكنني مما ساعد على نشوء عندي نَوع من الحقد الطبقي، و التَقَيت بأساتذة عرفوا كَيف يغذوا هذا بين الطلاب و التّركيز علَيه. وكنت بهذه الحالة نتيجة ظلم الإنكليز و عندما كنّا في البحرَين طردوا والدي و كعائلة لم يهتم أحد بنا خاصّةً عندما تُوُفِّي الأب، لا أقرباء و لا من أحد يسأل و عند الدّفع لا أعرفك و لا تعرفني.
عندما دخلت الحزب وصلت منظّمة صيدا بأكثر قوّتها. إنما ساهمت صيدا في قضيّة فلسطين، تراث معروف سعد واضح، قاتل في سبيل قضيّة فلسطين. نحن كطلاب قدمنا أنفسنا لنقاتل سنة 1951، قدّمنا نفسنا كطلّاب صغار أعمارنا ﺒ14 سنة لكن الهم الطّبقي و الاقتصادي الّذي دفعنا. لكن في صور تبيَّن لنا بِوُجود منظّمة قويّة و كان رئيسها مسيحي. صيدا متميّزة بِمَوقفها الوطني و القَومي التاريخي، يبدو أنّه في الجنوب ما انتهت عند منع الحزب بقيوا مستمرّين. إنما في صيدا في العهد السري لم يستمروا..
س_في تلك الفترة الحكومة اللبنانية قد اصطدمت مع الكثير من الشيوعيين ، هل شمل هذا منطقة صيدا؟
ج_نعم، شمل منطقة صيدا، أنا دخلت السّجن حوالي 20 مرّة، كان يوجد زاوية بالقاووش رقم – 6 – في صيدا يُطلق سراحي و عندما أعود للسّجن يضعوني في زاويَتي. و اتّهامي يكون إمّا اجتماع و إمّا بمظاهرة أو بتَوزيع بيانات و صحف ونشرات و هذه لأنّها كانت ممنوعة مثل نشرة تاس و الأنباء السوﭭياتية فكان كل عمل بإطار الشّيوعيّة ممنوع و تشديد كبير عليه، عملنا مظاهرات و أطلع أخطب بهم و بعدها يفتّشون علَي ممّا اضطرني لترك صيدا و ذهبت إلى البقاع مما أصبح عليّ عدّة دعاوى ضدي بعدما تخبّأت بغرفة سرية مما اضطرني و نصحوني بترك المنطقة ، و هناك تحملت و عينت مسؤول كبير..
و هناك أسست اتحاد الفلاحين أنا و ابن أخت خالد بكداش و طلب منا تشكيل حركة جماهيريّة أي اتحاد الفلاحين بعدما نجحنا بتشكيل اتحاد الفلاحين في الجنوب، كانت مهمّتنا كمفتشين على الحزب في البقاع لكن بعدها طلب منا تشكيل حركة جماهيرية واسعة أسميناها اتحاد الفلاحين في البقاع و أسسنا جريدة خاصّة ومن خلال هذا الاتحاد فالخطة كانت أن أدخلنا 20 شخصاً في البقاع من الأفضل بَينهم ونركز علَيه فكرياً حتى يتم تنظيمه في الحزب ليعمل على تأسيس خلية حزبية من قلب اتحاد الفلاحين في القرية و من الجماهير الخلية الحزبية هي القيادة الطبيعية لهم هم الأقدم و الأقدر على القيادة ونشبعهم بالفكر الماركسي وننظمهم بخلية شيوعية حتى ندخلهم بالحزب فبَيننا حزب من اتحاد الفلاحين في البقاع يضمّ 5000 عضو شكلنا من قلبه 120 عضو طليعين يقودوا في كل قرية خلية ضمن الحزب الذي يقود التحرك ...مما ساهمنا بتنظيم أناس جدد بإطار عملنا و تشكيل منظمة قوية في البقاع...
و في صيدا عندما تركتها حل محلي الرفيق عدنان ﺁغا سليمان.
س_ما هي المناطق التي أصبح فيها الحزب قوة سياسية في الجنوب؟
ج_أعتقد أن الحزب الشيوعي لعب دَوراً مهماً في صيدا، ثم اللجنة المنطقية تشكلت في الجنوب من صيدا و صور و النبطية، لأن الوجود الأقوى للحزب هو في منطقة النبطية خاصة في انصار (أبو علي جابر هاجر و سافر إلى أفريقيا و ترك الحزب...)
س_هل كان أكثر تَواجداً في المناطق المسيحية في تلك الفترة؟
ج_نعم، في بداياته الأولى كان انتشار الحزب في المناطق المسيحيّة، ثم عندما أصبح الهم الأساسي محاربة الاستعمار الفرنسي و الانكليزي أصبح للحزب وُجوداً و انتشر بَين المسلمين عندما رفعَ الحزب شعار راية التحرر الوَطني توسع و انتشر بين المسلمين تحت هذا الشعار.
نستطيع القول في بداياته الأولى و ما بعد الحرب العالمية الثّانية سنة 1948 الحزب الشيوعي انتشر في الأوساط المسيحيّة و بالعكس المسلمين تعاطفوا مع هتلر و كان اسمه أبو علي حتى في مصر تعاطفوا مع الألمان. و في تلك الفترة أتى إلى صيدا يونس البحري و كان يحكي من برلين عبر الإذاعة و قال عبرها بأنه أتى لزيارة صيدا و أكل حلو من عند الديماسي و تكلم عبر الإذاعة بأني عملت زيارة قبلها لم يعرفوا بأنه هو الذي أتى و عند سماعه في الإذاعة فرحوا كثيراً و بدأوا يصفقوا لأبي علي (هتلر) أي المسلمين صفّقوا له وتعاطفوا مع الألمان ضد الإنكليز و الفرنسيين ٍو المسلمين لم يتعاطفوا مع الشيوعيين بمعظمهم لأن الروس كانوا حلفاء الفرنسيين إلاّ أنهم تعاطفوا مع الألمان و هتلر والنازية.
س_الموقف من القيادات السياسية المحلية التي كانت مَوجودة ﺁنذاك ؟
ج_في تلك الفترة الصراع الأساسي الذي كان موجود على الساحة السياسية كان ما بين الحزب الشيوعي و الحزب القومي السوري و هو الصراع الأساسي.
ألقيادات المحلية و كنا بأواخر أيّام رياض الصلح و عادل عسيران الذي حاول التقرب من الحزب فرفضنا لأنه كنا مسجلين عليه من جماعة الإنكليز. ومعروف سعد تعاطف مع الحزب إلاّ أن نزيه البزري كان ضدنا هذه القيادات السياسية التي معظمها كانت متهمة بالتعاون مع الإنكليز و كانت بعيدة و كان الحكم معادي جداً للشيوعيبن و المَوقف جيد مع معروف سعد. و الدكتور باسيل عبود هو صديق كان يدفع اشتراك 25 ليرة في الشهر و معروف سعد رغم فقره كنا نأخذ منه 25 ليرة في الشهر... و أسجل هنا بالنسبة لتاريخ الحزب الشيوعي في صيدا معروف سعد تعاطف معه مما يدل على ارتباطه و أصالته بالجماهير و همومهم الشعبية الّتي كانت تسكنه و هاجسه فتعاطف مع الحزب الشيوعي باعتباره عبّر عن قضايا الناس خاصةً لأنّ الحزب الشيوعي ساهم في الحملة الانتخابية لمعروف سعد الذي كان يمثل كل الحركات السياسية و الوطنية و القومية، كان عبارة عن الوحدة الوطنية فتعاطف مع كل حركة فيها خَير للناس، تمثل هموم الناس.
س_برأيك ما هي أهم الأحداث التي شارك فيها الحزب ؟
ج_كان يشارك بشكل خاص بكل الانتفاضات المسلحة التي قامت ضد الدولة لنتيجة ممارسة الدرك. كذلك عندها الدَولة كانت حماية لاحتكار الريجي مثلاً عندما يأتي الدرك لنزع الدخان مما يثير الفلاحين ويعملوا انتفاضات مسلحة فكان الحزب مَوجود فيها ... و يشجعها كنتيجة لسياسة الحزب دفاعاً عن قضايا العمال والفلاحين أي القضايا المطلبية من جهة و من جهة ثانية قضايا السلم العالمي.ٍ
س_برَأيك هل للدين من دور في نشوء منظمات الحزب في الجنوب، و كيف تم التّفاعل مع فكرة الإلحاد؟
ج_إن الدين عبارة عن عقيدة راسخة في النفوس إنما الِشيوعية طرحت الإلحاد (النظرية المادية)، لكن عندما أردنا التوسع في الجنوب، كنا نركز بين الناس على الحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تطرحها الشيوعية و لا نتكلم عن الإلحاد، فكان يوجد بيننا أناس مؤمنين يصلون ومتدينون وضعنا الفكر الإلحادي جانباً و نقول بالنتيجة هم مقتنعين في أوروﭙا. لكن نحن مقتنعين بالجانب الاقتصادي و الاجتماعي بالشيوعية أما القضية الدينية، لكن بعض الشباب المثقف اقتنع و أصبح يتكلم بالإلحاد لكن لم تكن هي الهم. بينما الناس دائماً يواجهوننا و يحاربوننا كملحدين، كان البعض يصلي بالجامع حتى أنه بعض المظاهرات تخرج من الجامع هذا قرار من المركز أن تنتشر بين الناس. و هم خارجين من الجامع الناس مكلفين برفع اليافطة ثم يأتي الناس ويجروا المصلين حتى يرددوا تحت اليافطة بشعارات كثيرة، مما ساعد الحزب بتصرف ذكي أن يتجاوز القضية الدينية و لم يركز على الجانب الإلحادي بالفكر الماركسي إنما ركز على الجانب الاقتصادي و الاجتماعي.
ألهم الأساسي هو اللقمة و الخبز، تجاهلوا قضية الدين فتعاطف الناس مع الحزب الشيوعي، لأنه كان يطرح قضاياهم، لم يكن يناضل ضد الدّين. بل كان يناضل ضد الظلم الاجتماعي و ضد الاستعمار فرفع راية التحرر من جهة و حل مشاكل العمال و الكادحين من جهة ثانية.
نتهرب من مواجهة الدين عندما تشاهدنا الناس تصرفاتنا بدخولنا إلى الجامع إلى الصلاة و كنا نقنع العمال و الفلاحين بالاتحاد ليحصّلوا حقوقهم و القول لهم يا عمال يجب أن تثوروا على الغرب والاستعمار حتى تتحرروا و تستقلوا. ألاتحاد السوﭭياتي مساند لكم و العالم الشيوعي معكم هذا مما لاقى تجاوب بَين الناس.
س_التركيب التنظيمي للمنظمات الحزبية (التنظيم الداخلي).
ج_ نركز دائماً على العنصر العمالي، إذاً سياسة الحزب التركيز على العامل، نثقفه قدر استطاعتنا لنضعه في القيادة. دائماً المثقفين هم الأقرب لفهم الفكر التنظيمي و القيادي لكن نحاول قدر المستطاع التركيز على العمال و تشكيل قيادات عمالية همنا الأساسي...
س_كيف كانت العلاقة بين القاعدة و القمّة، هل القرارات كانت تتمّ بشكل ديمقراطي؟
ج_ديمقراطيّة حقيقيّة، كانت تبحث القرارات على صعيد القاعدة و تناقش، و لم تفرض عليهم فرض، بل كانت قيادة جماهيرية، كانت مرحلة ذهبية في تاريخ الأحزاب...
س_كيف يتم التثقيف الحزبي الداخلي لكوادر الحزب؟
ج_اعتمد الحزب لتثقيف كوادره، كتاب تاريخ الحزب الشيوعي في لبنان و الكتب الماركسية وكتاب رأس المال و سيقال عن المادية الديالكتية و التاريخية و كتب كثيرة مترجمة عن الفرنسية والروسية و الصينية و النظرية الماركسية كانت تدرس تاريخ الحزب الشيوعي السوﭭياتي و اللبناني ، لكن التثقيف يتم حسب المستويات، للمثقفين يختلف عن العمال. إذاً يختلف التثقيف بين الأعضاء. القائد عنده عمال يعطيهم على قدر استطاعتهم أي حسب المستوى...
س_كيف يتم الانتساب للحزب؟
ج_حتى يتم الانتساب للحزب على العضو أن يعمل في العمل الجماهيري، يعمل لفترة حتى يقتنع به ثم يتم انتسابه للمنظمة الحزبية و نسلمه مهمات و ينجح فيها أي يمر في تجربة طويلة بالنشاط خاصةً في العهد السري و كان أحياناً نحبس معاً و لا نعرفه و بعده صديق لكن معتبر نفسه شيوعي كذلك الناس معتبرته أيضاً شيوعي و هو غير منظم لا يعرف أي شيء من الأسرار التنظيمية و إذا اعتقل لا يستطيع القول من هو مسؤوله. إذاً يمر بفترة قبل ما ينتسب و يصبح منظم. كانت الجماهير لا تستطيع التمييز بين الإنسان المنظم
و غير المنظم، كانوا يروا الناس النشيطين و قسم منهم غير منظم يلزمه المرور بمراحل حتي يُنظم نتيجة الاقتناع به و منهم يرفض نتيجة عدم الاقتناع به.
س_الانتماء الاجتماعي و الاقتصادي لكوادر الحزب؟
ج_في تلك الفترة الإنسان الحاصل على شهادة البريفيه يعتبر مثقفاً، المثقفون لعبوا الدور الأساسي. إنما نركز على العمال و الفلاحين، لكن لا يستطيع أي إنسان أن يسير بخط حزبي منظم إذا لم يكن مثقف لحد ما، حتى يستطيع فهم المادية التاريخية و رأس المال، و عندما نقول عمّال و فلاحين يعني المثقفين من أصول عمالية، لا يستطيع أن يكون حزبي و قائد جماهيري في تلك الفترة إلاّ إذا كان لديه قاعدة فكرية من أجل القيادة التي هي الدماغ المحرك للعمل، فعليه أن يملك مستوى فكري معين . عندما نقول عمال و فلاحين نقصد بذلك أبناء عمال و فلاحين ، و المثقفين لدرجة ما مستوى متوسط من أبناء العمل. مثلاً عاكف عسيران استثناء عندنا ابن عسيران أي من آل عسيران إسم كبير لإقطاعيين في الجنوب إنما أبيه إنسان فقير و كان يسكن في الزواريب لا يستطيع الأكل كما يجب هو و عائلته، إنما بقية عائلته الأخرى تلعب بالمال فهم أولاد فقراء بغض النظر عن الأسماء العائلية_الأغلبية من أصول عمالية فقيرة و فلاحين و مثقفين و الجميع فقراء ، صحيح مرّ على الحزب بعض الناس الأغنياء كالذي أسس مجلة الطريق (أنطوان ثابت) و لكن هؤلاء استثناء...
س_مجال عمل المنظمات الحزبية.
ج_كانت تعمل بين الطلاب، نقابياً تاريخي الحزب الشّيوعي يفخر بمصطفى العريس كمناضل عمالي بارز عمل عمالياً و نقابياً.ٍ
بالنسبة لنا عملت بالمجال العمالي (تأسيس نقابة عمال التابلاين) و فلاحياً نحاول التفتيش على تنظيمات فلاحيّة أو نتسلل إلى تنظيمات طلابية و فلاحيّة و عمالية و جماهيرية نتسلل إلى صفوفها أو نبنيها حتّى نعمل بقضايا الناس لأنّ هذه القضايا يلزمها أطر اجتماعية معينة نعمل فيها. لجنة طلابية واتحاد الطلاب و اتحاد الفلاحين و لجنة عمالية...
س_كيف كان يتم التمويل المالي لمنظمة الحزب في صيدا؟
ج_التمويل المالي للحزب كان يتم من الاشتراكات المحلية لم يكن هناك مساعدات أبداً لا من الاتحاد السوﭭياتي هذه العلاقات لم نعرفها أبداً، لا يأتي مساعدات إلاّ إذا كان في مؤتمرات دولية. إنّما كنا نمول محلياً. كل منطقة تموّل نفسها منهم من يدفع 25 ليرة و منهم من يدفع ليرتين. منهم أساتذة حكومي و خاص. و من يدفع 25 ليرة يُعتبر شيء مهم لميزانية الحزب.ٍ
س_هل تأثر النظام الداخلي للحزب بنظام الحزب الشيوعي السوﭭياتي؟
ج_تأثر النظام الداخلي للحزب الشيوعي اللبناني بالنظام الداخلي للحزب الشيوعي السوﭭياتي شيء أكيد إنما مع الفروقات البيئوية للاتحاد السّوﭭياتي، هم دولة لا يخافوا من أحد إذا تسلل إلى صفوفهم إنما هنا تخاف من تسلل المخبرين إلى صفوف الحزب. و يوجد فرق بالوَضع الداخلي للانتساب للحزب، هناك يُقدم طلب لدخول الحزب إنما هنا في لبنان نريد مشاهدته و اختباره فترة تجريبية حتى يتم انتسابه للحزب.
س_كيف يتم تَوزيع المنظمات الحزبية في الجنوب؟
ج_ انصار_ كفرمان_عدلون_صيدا_صور...
س_ما هو دَور المرأة في منظمة الحزب في صيدا؟
ج_طبعاً للمرأة دور في هذه المنظمة، لجنة حقوق المرأة و كانت قائدة هذه اللجنة في تلك الفترة هي مدام صباغ مديرة ثانوية صيدا العربية، اشتغلوا كثيراً بهذا النطاق قاموا بزيارات للبيوت و ما زالت حتى الآن. إذاً كان إطار العمل الجماهيري للنساء هي لجنة حقوق المرأة و بدأت بدورها من بدايات الخمسينات..
مجال عمل لجنة حقوق المرأة العمل بالقضايا النسائية و دعم كل نشاط الحزب، الإنسان الحزبي يعمل في اتحاد الفلاحين أو بنقابة عمالية كذلك المرأة تعمل و تساعد...
لجنة طلابيّة أو اتحاد طلابي تعمل بين الطلاب الفقراء و مساعدتهم حتى يعملوا بحركة السلم العالمية، و يعملوا مثلهم مثل بقية أعضاء الحزب. إذاً الأطر الجماهيرية تجمعها مصلحة واحدة و تريد المشاركة بالقضايا الوطنية العامة الأممية. إنما لجنة نسائية تطالب و تعمل بالقضايا الإنسانية و السياسية و تتعاطف مع القضايا الأممية و الشعوب. كلٌّ يعمل من زاويته، لجنة حقوق المرأة تعمل بقضايا الإنسانية.
و المثقفين لهم الدور الأساسي، كل إنسان حزبي استطاع إقناع زوجته أو أخته أو قريبته حتى يتم انتسابها أو إقناعها بالعمل في إطار لجنة حقوق المرأة.
س_نشاط الحزب على صعيد الأنشطة و الجمعيات؟
ج_ أي تجمع بشري كان للحزب الشيوعي تَواجد له، فالحزب الشيوعي ليس حزب النخبة إنما حزب جماهيري، أي منظمة جماهيرية او تجمع جماهيري كان الحزب مَوجود فيه و يعمل فيها و عندما يستطيع تأسيس أي تجمع جماهيري مُعيّن حَول أي مطلب من المطالب أو أية فئة من الفئات كان يعمل على تأسيسها. هذا هو تاريخ الحزب الشيوعي في لبنان.
س_هل تستطيع ذكر اسم جمعية أو منظمة جماهيرية تمّ تأسيسها؟
ج_ لا أذكر إنما التوجه كان كذلك، التوجه للعمل داخل أي تَوجه جماهيري. لم يعمل الحزب منفرداً، قوته الحقيقية كانت عبر المنظمات الجماهيرية التي يعمل فيها، كاللجان الطلابية و العمالية أو النقابية أو النوادي، نادي شعبي، كان الحزب مَوجود و له نفوذ حزبي سياسي جماهيري كان عبر المنظمات الجماهيرية. أي تجمع في قرية و مدينة تجمع طلابي فلاحي جماهيري، صيدا البحر الذي يعيش السّمك الشّيوعي فيه. ما عدا الأغنياء تجمعات المستغلين و البرجوازيين كان بعيد عنهم و بَقي بإطار الشعب و الجماهير قاعدة عامة له الحزب الشيوعي تاريخ عمله ضمن الجماهير و الشعب لذلك يُقدّر عدد الأعضاء النشيطين في صيدا حوالي 12 عضواً إنما يُقدّر عملهم ﺒ 2000 و هؤلاء 12 عُضواً يعملوا و يحضروا بإطار 2000. فالتنظيم الحزبي هو قيادة العمل الجماهيري ..
مثلاً ضيعة يوجد فيها 100 شخص من بينهم أنشط و أخلص و أوعى ناس هم 7 أشخاص فتمَّ تنظيمهم و شُكّلت خليّة حزبيّة...
إذاً كان للحزب ثلاث مستويات في قيادة العمل الجماهيري. مستوى الجماهير و الناس ومستوى الجماهير المنتظمة بمنظمات جماهيرية و مستوى الحزب الذي هو قيادة المنظمات لبجماهيرية و هنا قوة الحزب. و يجب أن يكون رأي واحد شخص و إنسان واحد. كل شيء يُناقش على صعيد الخلايا الحزبية، القيادة تطرح مواضيعها و تناقشها مع القواعد و تعطي آراءها و تعود وترفعها إلى القيادة، اذا القيادة بتقتنع أكثر لأنّه بالنّتيجة القاعدة إذا ما حقّقت رأيها بتسقط القيادة. و لا يُفرض علَيها أي شيء..
س_برأيك، ما هو دور الحزب في الانتخابات النيابية؟
ج_كنا سنرشح عاكف عسيران للانتخابات النيابية و نساهم حسب قوتنا إمّا بالرفض أو بتأييد أو دعم تيار مُعين، و لم نكن مرشحين دائماً و عندما لا نستطيع الترشيح لأحد المُقربين لنا ، نميل لدعم أقرب شخص إلَينا، كان في قوة جماهيرية ليست لدرجة الانتصار إنما كنا عنصر مؤثر في الانتخابات. مثلاً استطعنا تمرير عادل عسيران عن طريق ابن عمه لم نتجاوب معه و حتى ندعمه في الانتخابات فتقرّب البعض منّا لدعمه في الانتخابات. في صيدا أتذكّر بأننا دعمنا معروف سعد بالانتخابات. إنما خارج صيدا لا أتذكّر لم تكن الصرامة القيادة موجودة، كل منطقة حرّة. إنما كل منطقة الجنوب كان يمثّلها أحمد الأسعد..
كذلك في مجال الانتخابات البلدية : معروف سعد ترشح لانتخابات البلدية فدعمناه. كل إنسان نجد فيه خير لمدينة صيدا ندعمه... و إذا كان حتى صديق للحزب ندعمه. فكان للحزب وجود بالمجلس النيابي عبر أصدقاء لهم و لا أحد يعرفهم.
س_برأيك، ما هي المفاهيم الجديدة و المصطلحات التي أدخلها الحزب للمنطقة؟
ج_ البروليتاريا_التيتاوية_تعابير سياسيّة دارجة _هيدا برجوازي_ البروليتاريا أي عمال المصانع _ حتى كلمة الديمقراطية من أدخلها هم الشيوعيين و الذين بدأوا بتسمية الديمقراطيات الشعبية في العالم. وديكتاتورية الديمقراطية الشعبية_ سيقال عندما أسمي الديمقراطية الشعبية باعتبار أنّ الشيوعيين هم الذين تكلموا عن الديمقراطية. إذاً كثيراً من المصطلحات العديدة بالقاموس السياسي التي كنا نتناولها...
س_برأيك كيف كانت علاقة الحزب بالأحزاب و الحركات السياسية آنذاك؟
ج_عموماً الحزب يدعي للتحالف، بعض الأحيان يدعي الحزب لقيام جبهة وطنية و في بعض الأحيان تمر فترات غير مناسبة. لكن في البدء لم يكن على الساحة سوى الحزب الشيوعي و الحزب القومي و كانا على حافة الصراع. مثلاً: الصرفند هناك عائلة انتسب ابنها للحزب الشيوعي فالعائلة تعتبر كلها شيوعية... و عائلة أخرى ابنها منتسب للحزب القومي اعتبرت العائلة كلها قومية. الصراعات في القرى دائماً عائلة ضدّ عائلة ومن ثمّ نشأ حزب البعث. عندما كثرت الأحزاب، الحزب الشيوعي طرح ما يُسمى بقيام جبهة وطنية و عمل الحزب على أساس أممي ...
علاقة الحزب الشيوعي بالناصرية بصراع لأن الناصريين ذوبوا فرج الله الحلو بالأسيد و لم يتحرك أحد... ثم بعدها تحسنت العلاقة نتيجة دعوة عبد الناصر للتحالف مع الاتحاد السوﭭياتي _ في البداية كانوا الضح