صيدا نت - صهاريج المياه تروي عطش الناس في منطقة صيدا
إعلام وصحافة /
إعلامية /
2010-08-21
صهاريج المياه تروي عطش الناس في منطقة صيدا
صيدا نت: 21-08-2010
البلد: محمد دهشة:::
لا ينقطع رنين هاتف أحمد طرحة الجوال وهو يرد على الاتصالات بهدوء من اجل تأمين صهاريح المياه الى الناس الذين يعانون من شح المياه او انقطاعها بين الحين والاخر في مدينة صيدا ومنطقتها، حيث يجدون انفسهم مضطرين الى شراء "نقلات" المياه لسد حاجتهم وخاصة في شهر رمضان المبارك وبالتالي تكبد المزيد من المصارف المالية.
طرحة البالغ من العمر 30 عاما واحد من القلائل الذين يملكون صهاريج لنقل المياه في صيدا ومنطقتها وقد ورث المهنة عن والده وليد الذي احترفها منذ ثلاثة عقود خلت من الزمن بهدف ري الاراضي الزراعية لا الناس العطشى كما هو الحال اليوم.
يؤكد ان الاقبال الاقبال على شراء نقلات المياه ارتفع بشكل لافت منذ بداية هذا الشهر ومع بدء شهر رمضان المبارك، فالناس في ايام الافطار كانت تنقل المياه وتدبر حالها او تتوجه الى نهر الاولي لقضاء يومها ريثما تعود المياه، اما في رمضان فان الحال مختلف والناس بحاجة ماسة الى المياه بشكل دائم وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
ويقود طرحة حافلة صغير ـ بيك آب مفتوح من الخلف وعليه خزان من المياه يتسع لنحو 2000 ليترا، إضافة الى مضخة مياه كبيرة ـ شفاط وخرطوم طويل 25 مترا ليملأ به عادة خزانين بحجم 1000 ليتر واحد على الارض والآخر على سطح المنزل ما يكفي العائلة يومين من الاستخدام مع الترشيد.
المياه نظيفة
يقول طرحة ان ثمن الصهريج 50 الف ليرة لبنانية ولكننا نشعر بمعاناة الناس ونخفض السعر في كثير من الاحيان الى 40 الف ليرة لبناني، فيما يستغرق العمل بين ملء االصهريج بالمياه النظيفة والتوجه الى المكان وتفريغ الحمولة نحو ساعة من الوقت، قبل ان يوضح ان المياه نظيفة، فنحن نملأها من اطفائية صيدا وليس من نهر الاولي كما كان الحال سابقا.
ويعترف طرحة ان هذه المهنة موسمية، تلقى رواجا عاما بعد آخر في فصل الصيف فقط، وقد احترفها والدي من اجل ري الاراضي الزراعية ومع بدء انقطاع المياه تحول الى تلبية طلبات الناس، افتتح محلا في منطقة الفيلات وبات مشهورا في الازمات كمنقذ للناس من عطشهم وحاجتهم الى المياه.
معاناة مضاعفة
وقد زاد التقنين القاسي في التيار الكهربائي وبالتالي شح المياه وانقطاعها بين الحين والاخر من معاناة ابناء صيدا ومنطقتها في فصل الصيف الى جانب الغلاء في شهر رمضان المبارك، حيث صبت عشرات العائلات جام غضبها ونزلت بشيبها وشبانها ونسائها الى الشوارع في حركة احتجاج مصحوبة بحرق الاطارات المطاطية، فيما عائلات اخرى وجدت نفسها مضطرة لشراء صهاريج المياه لسد حاجته.
تصرخ فاطمة موسى التي تقطن في منطقة الهمشري ـ صيدا وهي تشير بغضب الى خزان مياهها الجاف والخاوي منذ ايام من المياه، لتردف "لم يكن ينقصنا سوى شراء المياه، كل شيء بتنا ندفع فاتورتين له، واذ لم ندفع نموت من العطش".
وتؤكد موسى انها راجعت اكثر من مرة مع ابناء الحي المسؤولين في شركة المياه وكانوا يعزون السبب الى التقنين القاسي في التيار الكهربائي والى محدودة امكانياتهم لتشغيل المولدات الخاصة مع ازدياد حاجة الناس الى اليماه صيفا في ظل الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والرطوبة هذا العام.
صحيح ان مشكلة التقنين وشح المياه عامة وتطال مختلف المناطق اللبنانية من الشمال الى الجنوب.. ولكن لكل منطقة خصوصية يؤكد ابو علي قبلاوي، قبل ان يتساءل كيف لنا ان نعطش وصيدا تعوم على ابار من المياه، مشيرا الى ان المشهد الأكثر شيوعا الان هو حركة صهاريج المياه"، خاتما الله يعين الفقير على حياته
المصدر: جريدة البلد
________________________________________
Ref: http://news.saidanet.com/main.php?load=view&nid=5042