د. دندشلي - مـقـابـلـة مـع محسِن الشيخ راضي (1)
مقابلات /
سياسية /
1965-07-30
مـقـابـلـة مـع
الأستاذ محسن الشيخ راضي
الزمان والمكان : 30 تموز عام 1965 ، لبنان
أجرى المقابلة : د. مصطفى دندشلي
* * *
القوى السياسية في العراق
يمكن أن يُقسَّم الوضع السياسي في العراق إلى مرحلتين : المرحلة الأولى تمتد إلى ما قبل عام 1956، والمرحلة الثانية تبدأ بعد عام 1956 . القوى والحركات السياسيّة التي كان لها نشاط في الأوضاع العراقية حتى عام 1955 ـ 1956 هي :
حزب الاستقلال ، حزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي ، والجبهة الشعبية التي لم يستمر نشاطها وعملها السياسي أكثر من سنة . وهذه الجبهة ذات ميول ديمقراطية برلمانية غربية ، والقياديون فيها لهم سمعة سياسية ومعروفون للرأي العام العراقي ... وفي عام 1939، تأسس حزب التحرر ، وهو حزب شيوعي ، رئيسه محمد حسين شبيبي . وحزب الاتحاد الوطني، وأحد قادته عبد الفتاح إبراهيم والذي كانت له ميول ماركسية ... وحزب الشعب ورئيسه عزيز شريف وحزب الاتحاد ...
وبعد عام 1948، فقد حلّ صالح جبر الأحزاب ، وأبقى فقط على حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي ، وحزبه المسمى بالحزب الأمة الاشتراكي ... وحتى ذلك الوقت وبعده أيضاً ، كان نشاط الحزب الشيوعي نشاطاً سرياً ... وكانت الحكومات المتتالية في العراق تلاحق الشيوعيين والديمقراطيين التقدميين وكلّ من ينادي بالحرية والديمقراطية وزجِّهم بالسجن .
أما حزب البعث ، فقد ابتدأ نشاطه العلني يظهر شيئاً فشيئاً وقواه تزداد في الانتشار ما بين عام 1954 ـ 1955... وقد دخل المعركة السياسية عملياً ، والتي اكسبته فيما بعد جماهيره، من محاربته مع القوى السياسية التقدمية الأخرى ، حلف بغداد والمشاريع الاستعمارية التي كانت تبغي تكبيل العراق ... مضافاً إلى ذلك ، ازدياد الشعور القومي العربي والأفكار القومية التحررية مع ظهور سياسة عبد الناصر العربية والعالمية أواخر عام 1954 ، التي استفاد منها البعث لانطلاقته ...
لقد جرى البحث ما بين عام 1954 ـ 1955 لتكوين جبهة وطنية تضمّ مختلف الأحزاب في العراق لدخول الانتخابات البرلمانيّة ، والتي شملت على الأخص : حزب الاستقلال ، حزب الوطني الديمقراطي ، أما الحزب الشيوعي فقد دخل هذه الجبهة عن طريق النقابات المهنية، خصوصاً نقابة المحامين التي كان يسيطر عليها ... وقد قاطع البعث هذه الجبهة خوفاً من تلاشيه أمام الحزب الشيوعي، ولأن قواه وتنظيماته لم تكن لتسمح له بعد أن يشارك في جبهة سياسية واسعة...
ولقد فازت هذه الجبهة بـ 17 مقعداً ، مما أُعتبر انتصاراً كبيراً لها . ولكن صالح جبر، بعد وقت وجيز ، حلّ البرلمان وألغى الأحزاب ولم يُبق إلاّ حزبي الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي...
الوضع السياسي بعد عام 1956
بعد حوادث عام 1956، وبعد تفاقم الشعور القومي العربي والوطني في البلاد العربية والعراق بالذات ، وبعد الانتصارات التي حققتها الحركة العربية بقيادة مصر ، بعد كلّ ذلك ، جرى البحث مرة أخرى في العراق ، لتكوين أو لإعادة تنظيم الجبهة الوطنية ...
في هذا الوقت وبعد عام 1956 بالذات ، كان البعث قد أصبح واسع الانتشار نوعاً ما وخصوصاً في بغداد بين أوساط الطلاب والمثقفين وأصحاب المهن الحرة ، وإن كانت قد بقيت قاعدته العمالية والفلاحية ضعيفة ، نظراً لسيطرة الحزب الشيوعي على قيادييها . وبالتالي ، فإن البعث أصبح قوّة سياسيّة وذا أثر في توجيه الأوضاع في العراق ، لا يمكن إلاّ وأن يحسب له حساباً في أيّ عمل اجتماعيّ .
وبالفعل ، فقد تكوّنت الجبهة من : الحزب الشيوعي، والحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان قريباً أيديولوجياً من الشيوعي إلى حد ما ، وحزب البعث ، وحزب الاستقلال الذي كان هو الآخر قريباً من البعث من الناحية القوميّة . والنقاط الأساسيّة في برنامج الجبهة التي كانت تدور حول الديمقراطية والحرية والحياة البرلمانية ومحاربة المشاريع الاستعمارية ، أي أن واقع الجبهة الحقيقي كان سلبياً: رفض الاستعمار والحكم الديكتاتوري الرجعي، رفض حلف بغداد، والتقرب من مصر.
وفي تلك الفترة أيضاً ونظراً للدور الذي أخذت تلعبه مصر على الصعيد العربي بقيادة عبد الناصر وأهمية دور الجيش المصري كقوّة سياسية ، أثّر كلّ ذلك في نفوس الضباط والعسكريين وأخذوا يتجهون بأنظارهم نحو مصر وما يجري فيها ...
ما هي سياسة الحزب الشيوعي العربية وما هو موقفه من الحكم في مصر ؟... كان موقف الحزب الشيوعي العراقي من الحكم في مصر ومن عبد الناصر ، موقف التأييد ، نظراً لاقتراب سياسة عبد الناصر أكثر فأكثر من المعسكر الاشتراكي، والاتحاد السوفياتي على الأخص، طالما أن سياسة عبد الناصر تحررية استقلالية تحارب الاستعمار ومشاريعه ...
وقد قاطعت الجبهة الوطنية الانتخابات البرلمانيّة التي أجريت تحت حكم نور السعيد ... أما قوى حزب البعث الحقيقية حتى ذلك التاريخ ، فقد بقيت عددياً ضعيفة ومقتصرة على أوساط محدودة هي أوساط الطلاب والمثقفين ... وبعد نجاح انقلاب 14 تموز عام 1958، والقضاء على الملكية وحكم نور السعيد، كانت الجبهة الوطنيّة لا تزال قائمة ولكن وجودها كان اسمياً وهزيلاً... بل أكثر من ذلك ، بعد هذا التاريخ ، أخذ التناحر يدب فيها ، والخلافات تزداد عمقاً ، وكلّ فئة وحزب يريد أن يستأثر بالمكاسب السياسيّة ويوجه الانقلاب العسكري صمن مخططه السياسيّ .
البعث ، تحت تأثير القيادة القوميّة وأمينها العام ميشال عفلق بالذات ، أخذ يلحّ ويرفع شعار الوحدة الفورية مع الـ ج. ع. م. وعندما أبدى القادة البعثيون العراقيون بعض المخاوف من هذه الوحدة الفورية ، وأن يُحلّ الحزب كما جرى في سورية ، كان جواب ميشال عفلق على ذلك بإنه لا يعتقد أن عبد الناصر يضع شروطاً كما حصل في سوريا ويطلب حلّ الأحزاب وخصوصاً حزب البعث . وعلى فرض أن حل حزب البعث ضرورة لقيام الوحدة ، فيجب أن تقدم الوحدة وتوضع فوق أيّ اعتبار . الحزب الشيوعي ، بقواه الشعبية الواسعة وتنظيماته القومية والتقائه عملياً وسياسياً مع بعض رؤساء الانقلاب ، وقاسم في المقدمة، أخذ يماطل ويدعو إلى التريث ثم إلى معارضة الوحدة الفورية مع الـ ج. ع. م.، مما أدّى إلى صراع سياسي بينه وبين القوى الوحدوية المتمثلة في ذلك الوقت بالبعث كقوّة رئيسية.
بقي حزب البعث حتى ذلك التاريخ ومن الناحية العددية والجماهيرية ، حزباً يعتمد في الدرجة الأولى على أوساط الطلبة والمثقفين وأصحاب المهن الحرة ، وإن كانت سمعته السياسيّة ازدادت واتسعت . في بغداد مثلاً ، الأعضاء الحزبيون والكادرات الحزبية كانت كلها من أوساط الطبقات الوسطى، أي أن البنية الاجتماعية للبعث هي في الدرجة الأولى البرجوازية الصغيرة والمتوسط... صحيح أن العوامل الدينية أو الطائفية لم يكن لها أي شأن في تنظيمات الحزب ، أي أن الحزبي لا يصل إلى مركز حزبي معيّن لكونه ينتمي إلى هذه الطائفة أو تلك ، إذ لم يكن أي اعتبار للعامل الطائفي ... ولكن تركيب البعث الطبقي ـ كون الحزبي ينتمي إلى عائلة ميسورة ـ ومفهومه القومي العنصري ، وكون الحزبي يؤمن بالعروبة والقومية لغاية التعصب، إنما هي التي كانت لها أهمية كبرى في اختيار الأعضاء ...
ومع ذلك ، وفي هذا الجوّ المتوتر ، أشرف حزب البعث على جريدة " الجمهورية " التي كانت تنطق باسمه ، ورئيس تحريرها سعدون حمادي ... أما حركة القوميين العرب، لم تظهر إلى الوجود السياسي إلاّ بعد انقلاب 14 تموز عام 1958... ثم بعد الأشهر القلائل الأولى للانقلاب ، تتالت الأحداث بسرعة فائقة : إبعاد عبد السلام عارف وإقصائه عن الحكم ، التقارب والتعاون بين قاسم والحزب الشيوعي ، محاربة البعث ...
الجبهة الوطنيّة مرة أخرى ...
بعد شهر تقريباً من 14 تموز عام 1958، جرى البحث لإعادة تأليف الجبهة الوطنيّة . وكل حزب كان يتصور إمكانية الاستفادة منها والكسب السياسي من وجودها . وقد تكوّنت فعلاً من الأحزاب التالية : الحزب الشيوعي ، حزب البعث ، الحزب الوطني الديمقراطي والبارتي . ولكن لم يكن لها برنامجاً واضحاً ومحدداً ، وإنما كان لكلّ حزب منهاجه وشعاراته : شعارات البعث تدور حول إقامة أقوى الروابط مع الجمهورية العربية المتحدة ، وشعارات الشيوعي حول الحياة الديمقراطية والبارتي حول إعطاء الأكراد حقوقهم القوميّة والاستقلال الذاتي .
وطبعاً في هذا الجوّ من التناحر واختلاف وجهات النظر حول أمور أساسية ، لم يكتب لهذه الجبهة النجاح والاستمرار... وابتدأ عندئذ، الهجوم ومحاربة حزب البعث من قبل الحزب الشيوعي.
أمام هذا الوضع ، طلبت القيادة القطرية من فؤاد الركابي أمين سر قيادة القطر الاستقالة من الحكم لعدم إمكانية الاستمرار . ولكن الركابي رفض هذا الطلب ، مما أدّى إلى الانشقاق في صفوف البعث وظهور اتجاهان :
1 ـ استقالة البعث من الوزارة ... وخوض المعركة ضد قاسم في الشارع . وهو اتجاه علي صالح السعدي وحازم جواد .
2 ـ الاستمرار في الحكم وهو رأي فؤاد الركابي .
وقد استمر هذا الصراع داخل الحزب أكثر من شهر إلى أن أُعتقل علي صالح السعدي وحازم جواد ، وفسح المجال لتفرد الركابي في القيادة ..
قضية الشواف عام 1959
لم يكن للبعث ، حتى هذا التاريخ ، قوّة وتغلغل بين العسكريين . وعندما قام الشواف بحركته عام 1959 العسكرية ... حاول البعث أن يدعمه ويؤيده بتنظيم المظاهرات وتأليب الشارع ضد عبد الكريم قاسم ... ولكن فشل الحركة والقضاء على التمرد العسكري ، كان من نتائجه المباشرة محاربة حزب البعث والاعتقالات الواسعة التي شملت أعضاءه ومختلف العناصر الوحدوية ...
ومنذ ذلك التاريخ ، ابتدأت العناصر القومية داخل الجيش تتحرك لتعبر عن نقمتها ومعارضتها لسياسة نظام حكم قاسم العربية ، وتعاونه مع الحزب الشيوعي ...
ولكن كان ينقص هذه العناصر العسكرية القوميّة الجناح المدني أو القاعدة المدنية التي لا بدّ منها لنجاح أيّ محاولة لتغيير الوضع السياسي في العراق . فأخذت في البحث عن هذه الواجهة المدنية من بين الأحزاب القومية التي يمكنها دعم ومساعدة أيّ حركة انقلاب ضد حكم عبد الكريم قاسم ... فكان حزب البعث العربي الاشتراكي المهيأ لهذا العمل ، بعد أن أصبح حركة سياسية لها وجودها السياسي والتنظيمي ، ولها عملها ونشاطها الواسعين ...
وكذلك حزب البعث من جهته ، رأى أن أيّ تغيير جذري للوضع السياسي في العراق والقضاء على حكم عبد الكريم قاسم ، لا يمكن أن يتمّ دون الاعتماد على القوى العسكريّة . ولبلوغ هذا الهدف ، أخذ البعثيون يتغلغلون داخل الجيش ويوسعون اتصالاتهم بالضباط القوميين المناوئين لنظام الحكم لعبد الكريم قاسم ، وعلى الأخص ذوي الرتب الصغيرة ...
وفي الوقت نفسه ، فقد تم الالتقاء والتفاهم في السجن بين علي صالح السعدي من جهة، وأحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش من جهة أخرى ، وبذلك فقد تم كسبهم لوجهة نظر البعث، وإيجاد نافذة كبيرة للاتصال عن طريقهم بالضباط ذوي الرتب الكبيرة ...
وفي 14 تموز عام 1959، وفي خطاب كان مفاجأة للجميع ، أعلن عبد الكريم قاسم عن الإفراج عن المعتقلين السياسيين من مختلف الاتجاهات . مما سمح للبعث أن يتحرك بحرية ، ويزيد من تنظيماته ويوسع ويركز اتصالاته بالعسكريين . ومنذ ذلك الحين ازداد نشاط حزب البعث وتوسّع انتشاره خصوصاً في المناطق السنية . كما أنه استطاع أن يجمع حوله كلّ الفئات القومية الناقمة على حكم عبد الكريم قاسم ، والفئات البرجوازية الكبيرة والمتوسطة التي كانت تخشى ولا ترى بعين من الارتياح التقارب الذي يتمّ باستمرار بين نظام حكم قاسم والشيوعيين ، وسيطرتهم المتزايدة على الحكم وأجهزته .
وكذلك فإن البعث استطاع أن يتغلغل في بعض الأوساط العمالية المناوئة للحزب الشيوعي بسبب إيمانها وتعلقها بالدين ... كما أن البعث استخدم الدين لمحاربة الحزب الشيوعي... وكوسيلة لكسب المؤيدين حوله في الأوساط المؤمنة والمتدينة ، وبعد إعدام الطبقلجي ورفاقه ، ومحاولة اغتيال قاسم الفاشلة في تشرين الأول عام 1959، بتدبير من الـ ج. ع. م.، بواسطة أمين سر القيادة القطرية فؤاد الركابي ، ودون علم القيادة القطرية أو القيادة القومية ، كان البعث وراء اعتراف الأزهر بالمذهب الشيعي كمذهب خامس وتدريسه في الجامعة الأزهرية ، بغية كسب الشيعة وتحريكهم ... كانت الـ ج. ع. م. مستعدة لدفع مبالغ طائلة وغيره ، للتخلص من شخص عبد الكريم قاسم ، والاتصال كان يتم مباشرة بين فؤاد الركابي والمسؤولين في السفارة المصرية ...
لذلك فقد تعاون علي صالح السعدي وعفلق لإبعاد الركابي من قيادة العراق . وفي أول مؤتمر قطري وتحت نفوذ علي صالح السعدي ، فُصل الركابي من الحزب ... واُنتخب علي صالح السعدي عضواً في القيادة القومية لأول مرة في عام 1960.
وتوسع حينذاك حزب البعث جماهيرياً وازداد نفوذه شعبياً . ولكن ، مما لا شك فيه ، أن هذا التوسع كان رد فعل للعداء ولمحاربة الشيوعية كنظرية وكحركة سياسيّة في العراق . كان البعث يستعمل الدين كتكتيك وكوسيلة لضرب الحزب الشيوعي ، مما جعل البرجوازية الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة أن تتدفق إليه ... أما قاعدته العمالية ، فقد توسعت أيضاً ابتداء من عام 1960 ـ 1961 .
البعث والجيش : اعتمد حزب البعث في اتصالاته بين صفوف الجيش على الجنود والضباط ذوي الرتب الصغيرة ، وعدد صغير جداً من الضباط ذوي الرتب الكبيرة : صالح مهدي عماش مثلاً ... وفي أوائل عام 1962، ابتدأ حزب البعث يزيد ويوسع اتصالاته بالعسكريين ذوي الرتب الكبيرة . وفي هذا الوقت تقريباً أصبح أحمد حسن البكر عضواً في حزب البعث . والمسؤول الحزبي عن العسكريين تجاه الحزب ، كأفراد وكتنظيم ، فهو علي صالح السعدي .
وقد تكوّن مكتبَين للتنظيم داخل الجيش :
1 ـ مكتب عسكري تنظيمي وهو يضمّ العسكريين الحزبيين .
2 ـ ومكتب عسكري استشاري ، وهو عبارة عن مجموعة من الضباط الكبار غير حزبيين ، يؤخذ رأيهم في كثير من الشؤون العسكرية ، ورأيهم في الضباط الجدد قبل إجراء أي اتصال بهم . وعلي صالح السعدي هو المسؤول عن هذين المكتبين .
وفي عام 1962 ، ابتدأ التفكير بتغيير السلطة والقيام بحركة انقلاب للتخلص من حكم عبد الكريم قاسم . ولكن لم يكن رأي القيادة القطرية موحداً في هذا الصدد وفي تحديد ساعة الصفر ... إذ إنه كان هناك تياران يتنازعان القياديين :
1 ـ ضد حركة الانقلاب العسكري والوصول إلى السلطة عن هذا الطريق ، وهو رأي علي صالح السعدي ، وهاني فكيكي ، ومحسن الشيخ راضي .
2 ـ ورأي آخر مع فكرة الانقلاب : رأي طالب شبيب .
في هذا الجو، لم ينقطع اهتمام حزب البعث لحظة عن التوسع بين صفوف الجيش ، بل العكس، فإن الاهتمام قد ازداد والتركيز واختيار العناصر العسكرية قد شمل فئات قومية كبيرة التقت كلها مع حزب البعث في نقمتها على حكم عبد الكريم قاسم ومحاربتها له وفي حقدها المشترك على الشيوعيين ...
في هذا الوقت أيضاً تم دمج التنظيمَين العسكريَيَّن في تنظيم عسكري موحد ، مما أدّى إلى سيطرة الضباط الكبار على الصغار . وهذا التنظيم الجديد للعسكريين ، تحول فيما بعد إلى مجلس وطني لقيادة الثورة. ومعظم العناصر التي يتكوَّن منها هي من البرجوازية والأرستقراطية العسكرية ، والأكثرية من الذين أُعتقلوا أيام حوادث الشواف .
وكان يقوم بالرابطة وصلة الوصل بين القيادة القطرية والتنظيم العسكري ثلاثة أعضاء : أمين سر القيادة القطرية ، علي صالح السعدي ، بمساعدة طالب شبيب وحازم جواد . أما الجهاز الحزبي المدني ، فكان يوجه اهتمامه بتنظيم الحرس القومي الذي لم يتجاوز قبل قيام انقلاب 8 شباط بستة أشهر عن 300 عضو.
وقد استمر الوضع على هذا الشكل 5 أو 6 أشهر إلى أن أصبح أخيراً رأي أكثرية القيادة القطرية القيام بعملية الانقلاب في العراق ، لتغيير نظام حكم عبد الكريم قاسم ...