د. دندشلي - مـقـابـلـة مـع الأستاذ جلال السيّد
مقابلات /
فكرية /
1965-08-16
مـقـابـلـة مـع
الأستاذ جلال السيّد
الزمان والمكان : 16 آب عام 1965 ، دمشق
أجرى المقابلة : د. مصطفى دندشلي
* * *
* قام حزب البعث على أكتاف ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار وجلال السيّد . وكان عفلق حائزاً على إعجاب أكثر الشباب ... لأسباب خارجة عن ذاته . فالعمل القومي كان قائماً على أكتاف المسلمين ، فأُعجب الشباب بأن تظهر قيادة العمل القومي من شخص مسيحي، مما جعله أن يتفوق على الأستاذ البيطار... بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك نوع آخر من الجاذبية الشخصية ، ككون الأستاذ عفلق أديباً مرموقاً ، ذا أسلوب جميل وأخّاذ ...
* عفلق ، البيطار ، والسيّد ، قياديو البعث في تلك الفترة ... وأن البعث لم يكن مفاجأة بالنسبة إلى سوريا ...
* سبق حزب البعث منظمتان :
1 ـ عصبة العمل القومي . ويختلف البعث عنها بشيئين :
أ ) محتواه الاشتراكي... ب ) شعبي جماهيري . بينما عصبة العمل القومي ، تقتصر على عناصر الوجهاء ورجال السياسة ، أي أنها عبارة عن تجمع سياسيّ .....
2 ـ المنظمة الثانية التي سبقت البعث هي حركة سريّة تسمّى الحزب القومي العربي . وهذا الحزب يشبه عصبة العمل القومي بكثير من الوجوه : من حيث المنهاج والأشخاص . وقد انتشر وتوسّع هذا الحزب السري في فترة من الزمن ، ولكنه ما لبث أن زال بسرعة حوالي سنة 1938 .
كما أنّ عصبة العمل القومي لم تلبث طويلاً على المسرح السياسي القومي ، وزالت من الوجود بسبب تعجل الزعماء للوصول للمراكز السياسيّة ، وبسبب نوعية المنتمين إليها من الأقطاب لعدم تملكهم الصبر الطويل ... بخلاف مؤسسي البعث وقيادييه ، فقد كان صبرهم أكبر ، لذلك استطاعوا أن يصمدوا ...
* في سنة 1941 ، عندما قامت حركة العراق ضد بريطانيا ، كان صداها في سوريا واسعاً وكبيراً ، مما حرَّكت مشاعر السوريين جميعاً . وكان هناك نوع من الإعجاب بما يمكن أن يسمّى : مغامرة الحكومة العراقية ضد بريطانيا . ويمكن أن يُعتبر البعث بأنه الحركة التي أثارت المشاعر . وكانت من هناك الانطلاقة ...
* دستور حزب البعث العربي مزيج من المبادئ الاشتراكية القريبة من التطرف ومن الماركسية ، والنزعة القومية العنيفة . وهذا الازدواج نتج لأن المنتسبين إليه نوعان : بعض أقطاب البعث كانوا في الأصل شيوعيين . وتفتح الفكر القومي عندهم ، لم يقض على رواسب الشيوعية في نفوسهم . فانصب تفكيرهم الاشتراكي اليساري في منهاج الحزب ، إلى جانب الفئة القومية التي أوحت المنهاج القومي العربي المتطرف العنيف .
عفلق والبيطار، كانا شيوعيين . وقد استهوتهما الشيوعية ، عندما كانا في فرنسا . وبعد عودتهما من فرنسا عند إنهاء الدراسة سنة 1933 ، قطعا كل اتصال بالحزب الشيوعي بشكل من الأشكال .
في سنة 1941 ، حصل التقاء بين بعض أقطاب الحزب في دمشق ، وهم الذين كانوا يؤلفون اللجنة التنفيذية للحزب ، وهم عفلق والبيطار وجلال السيّد ، وأضيف إليهم بعد ذلك مدحت البيطار . وحصلت مباحثات ومذاكرات طويلة ، استغرقت عدّة سنوات بين 1943 ـ 1945 ، وثم الاتفاق على تأسيس حزب له الأهداف التالية :
1ـ جعل القضية العربية كلاً لا يتجزأ، بينما كان السلوك السياسيّ من قبل قطري إقليميّ...
2ـ مشاركة الشعب في تحمّل مسؤولياته ، وإدخال الجماهير في العمل السياسيّ . بينما كان العمل السياسيّ وقفاً على فئة محدودة .
3ـ أن يكون الحزب معدِّلاً للواقع الذي برز فيه سوءٌ توزيع الثروة ، ومن هنا ظهرت الفكرة الاشتراكية .
4ـ مساواة المواطنين جميعاً على اختلاف مذاهبهم وأديانهم في تحمّل المسؤولة الوطنيّة ... بعدما كان النضال الوطني مقصوراً على الفئة السنِّيَّة في سوريا ، وبهذا فتح حزب البعث الباب لكلّ الطوائف ... ومن هنا اتسم الحزب بسمة العلمانيّة ...
* وكان العمل الوطني ـ قبيل تأسيس الحزب ـ مقتصراً تقريباً على الفئة السنِّيَّة ، وذلك لأنّ :
1 ـ المسيحيين كانوا ، بأكثريتهم ، يتعاونون مع الأفرنسيين وعواطفهم تذهب نحوهم .
2 ـ ولأنّ طوائف العلويين والدروز ، كانت تشعر باضطهاد الأكثرية السنِّيَّة . فلذلك كانت تتعاون أو على الأكثر تسكت عن الانتداب …
وقد أدرك حزب البعث هذه الناحية ، ففتح الباب مشجعاً دخول الأقليات في الحزب من أجل إخراجها عن جمودها ، ومساهمتها في النضال الوطني ، وضمان حقوقها ، وحتى إمكانية توليها قيادة النضال الوطني . وليس وجود مسيحي من الأقليات أميناً عاماً للحزب إلاّ نوع من الانسجام مع هذه القناعة ، واستناد إلى هذا التفكير .
* وعند قيام العدوان الفرنسي على مدينة دمشق سنة 1945 ، فقد ساهم البعث ، ولو على نطاق ضيّق ، في الكفاح ضد الفرنسيين . وأما ضيق نطاق هذا الكفاح ، فكان ناجماً عن أن جمهرة الحزب لم تؤهل بعد للقيادة .
* سنة 1947، عُقد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب . رئيس المؤتمر جلال السيّد .
لم يكن في ذلك الوقت خلاف على المبادئ الاشتراكيّة ، وإنما قُبلت كما أرادها المتطرفون . والسبب في ذلك أنّ جوّ المؤتمر كان يوحي ـ وكما سُجِّل ذلك في الدستور ـ بأن الاشتراكيّة تأتي في المرحلة الثانية بعد تحقيق مرحلة الوحدة … لذلك فالزمن طويل ، ولا ضرورة للدخول في نقاش حول أمور لا ندري متى يقتضي تحقيقها … ولكن كان واضحاً في مواد الدستور أنّ الاشتراكيّة لن تتحقَّق إلاّ في بلاد العرب الموحّدة … وعبارات الدستور تقول : نظام الدولة العربيّة ، ولم تقل القطر العربي الواحد ، نظامه نظام اشتراكي … وكلّ ما ورد عن الاشتراكية كان مقروناً بالدولة العربيّة …
من أجل ذلك ، كان عمل الحزب منصباً على النضال في سبيل الوحدة … لأنّ الحزب يعي بعقله وغريزته أنّ تحقيق الاشتراكية بعد الوحدة أمر ممكن ولا عكس ، أي أنه ليس من المحتم أنه يمكن تحقيق الوحدة بعد الاشتراكية ، بل يمكن القول إنّ النظام الاشتراكي قد باعد بين العرب وعرقل وحدتهم .
والدليل على أن الحزب كان منصباً بكليته على تحقيق الوحدة ، بإنه لم يرد في الدستور ذكر للنظام الجمهوري بل قالت إحدى مواده " إن نظام الحكم في الدولة العربيّة … نظام دستوري … نيابي شعبي :. مع أن الرأي العام في الحزب جمهوري النزعة ، لكنه لا يستطيع أن يجعل الجمهورية سبباً في دوام التجزئة العربيّة ، فقد لا تحقّق الوحدة إلاّ في نظام ملكيّ … فاحتاط الحزب ولم ينص على النظام الجمهوري … وليس من باب المصادفة أن يغفل ذكره كلمة " النظام الجمهوري " لولا هذه الاعتبارات ، أي أن الملكية يجوز ألاّ تحول دول قيام وحدة بين البلاد العربيّة ، لأنه يمكن فيما بعد التخلص من النظام الملكي …
* لم يكن لعائلات : الأطرش ، الأتاسي ، إلخ … أيّ وزن أو قيمة في تأسيس الحزب ، وإنما كانوا أعضاءً صغاراً وطلبة، كما أنه لم يكن في الحزب أيّ نفوذ للأرستقراطيّة أو الإقطاعيّة …
* وأوّل نائب بعثي دخل البرلمان سنة 1949 هو جلال السيّد. ثم انضمّ إليه فيما بعد نائبان: الشيخ دحّام الدندل (قضاء أبو كمال) والسيد عبد العزيز حَرْ وبل (دير الزور)، كانا من أنصار الحزب ثم انضما بعد ذلك إلى الحزب . ونجاح جلال السيد في البرلمان ، لم يكن سببه قوة الحزب الفعلية وإنما كان ذلك لقواه الشخصيّة في المنطقة . فقد كانت قوى البعث في تلك الفترة ضعيفة جداً لا تتجاوز 100 عضو ، منهم مَن هو تحت سن حقّ الانتخاب .
* وفي أثناء حرب فلسطين سنة 1948 ، فقد ساهم الحزب على قدر قوته ، ولكن من نتائجها أن الحزب استفاد وقوي شعبياً على أكتاف ضعف الفئة الحاكمة . فاستغل الحزب نكبة فلسطين للتشهير بالحكومات والفئات الحاكمة آنذاك . وكان موضوع فلسطين موضوعاً خصباً. وقد نجح البعث إلى حدّ كبير في تهديم أبراج وحصون زعماء السياسة القدامى ، وبدأ الشعب يلتف حول هذه المنظمة، بعدما سمع من صخبها وضجيجها ومواثيقها ودستورها الشيء الكثير .
* وفي سنة 1951 و1952 ، ظهرت قوة الحزب في الكفاح ضد حكم الشيشكلي الذي كان يعبّر عن الحكم الفردي الديكتاتوري . ولقد كان الحزب في الحقيقة يحارب النظام الديكتاتوري ، ولا يحارب الشخص بعينه . وأما القضاء على حكم الشيشكلي فقد كان بالدرجة الأولى على يد حزب البعث ، والمثل على ذلك أن 80 % من سجناء الشيشكلي كانوا من البعث .
وفي أثناء حكم الشيشكلي ، صار إلى دمج الحزبين ، الحزب العربي الاشتراكي وحزب البعث العربيّ … والدمج حصل بعد مباحثات دامت أكثر من 4 سنوات . الحزبان متقاربان في الشعارات ، وإن كان واضحاً إنّ البعث يلتزم أولاً بالقضية القوميّة ويلحّ على قيام وحدة جميع الأقطار العربيّة ، بينما كان الحزب العربي الاشتراكي فاتراً بالنسبة إلى الموضوع القومي ولا سيما تجاه المغرب العربي ، واهتمامه بالدرجة الأولى بنمو الاشتراكية المحلية … الإقليمية .
وكان ثقل عهد الشيشكلي على المواطنين سبباً في التقارب بين الحزبين ، مضافاً إلى ذلك أن عدداً من الضباط في الجيش ، اشترطوا اندماج الحزبين حتى يكون لهم مرتكز سياسي يمكنهم من القيام بانقلاب ضد الشيشكلي . ومع هذه الضرورة الملحّة ، فإنّ شروط الدمج كانت قاسية من قِبَل حزب البعث . فقد تمّ عقدُ أو ما يشبه العقد بين اللجنة التنفيذيّة للبعث ممثلة الحزب وبين أكرم الحوراني ممثلاً الحزب العربي الاشتراكي ، حول :
أ ـ دستور البعث هو دستور الحزبين بلا تعديل .
ب ـ النظام الداخلي يبقى كما هو .
ت ـ بعد جدل طويل ، أضيف كلمة الاشتراكية على اسم البعث فأصبح حزب البعث العربي الاشتراكي .
ث ـ أفراد وأعضاء الحزب العربي الاشتراكي لا يقبلون جملة في الحزب ، وإنما يتقدمون فرادا بطلب الانتساب إلى الحزب ، فإذا حازوا القبول قبلوا . بينما أعضاء البعث هم أعضاء في الحزب الجديد .
ج ـ يضاف إلى اللجنة التنفيذيّة في البعث شخص واحد هو أكرم الحوراني . فتصبح رباعية بعد أن كانت ثلاثية . وقد قصد أن تكون الشروط قاسية حتى لا تقبل من قبل الاشتراكي ولكنها قبلت .
* دخل إلى البرلمان بعد انتخابات سنة 1954 سبعة عشر (17) نائباً للحزب ويبدو في أغلب الأحيان إن الشمول والعمق لا يجتمعان . فهذا العدد ، قد خلق ميلاً في نفوس الحزبيين إلى العمل السياسيّ الموقت . وقد دخل الحزب في تحالفات مع الشيوعيين وبعض الرأسماليين أمثال خالد العظم ، مما جعل الحزب يبدو عليه الابتعاد عن مثاليته وتجرده ونظرته الشاملة العميقة إلى الفضية العربية وإلى الأسلوب السياسي . فقد كان الحزب يقول ، وسجل ذلك في دستوره ، إن الوسيلة يجب أن تكون شريفة شرف الغاية نفسها . وبهذا فهو لا يقر ولا يقبل المساومات والمعالجات السطحية ، وهو إجمالاً ضد بما يسمّى " بالمكيافيلية " Machiavelisme . بينما انحرف في سنة 1954 ـ 1955 إلى نوع من السياسة التي يمكن أن يقال عنها بأنّها رخيصة . وكان هذا هو السبب المباشر لانسحابي ـ أي جلال السيد ـ من الحزب بموجب كتاب مؤرخ في آب سنة 1955 .
بعد سقوط الشيشكلي ونجاح 17 نائباً ، لم يكن جلال السيد ضمن نواب البعث ، وذلك لأنّ البعث قام في ذلك الوقت بتحالفات مع القوى السياسيّة الموجودة . في حين أن جلال السيّد رفض أن يقوم بتلك التحالفات .
* في سنة 1949 ، بعد الانقلاب على سامي الحناوي ومجيء حكم الشيشكلي ، كان يشاع بأن الحوراني له يد في الانقلاب . وكان موضوع اتحاد سوريا والعراق موضوع لغط الناس وأحاديثهم ، وإن انقلاب الشيشكلي قام ليمنع هذا الاتحاد . والدول التي كانت تقاوم فكرة الاتحاد هم : مصر والسعودية ، وأميركا والاتحاد السوفياتي .
* وفي سنة 1951 وأثناء المباحثات من أجل دمج الحزبين ، كان الحوراني يردد دائماً أنه لا خلاف بين الحزبين . وفي اجتماع بين عفلق والبيطار ، الحوراني والسيّد ، قال جلال السيّد : إنّ بيننا خلافاً كبيراً لا يمكن تلافيه . فطلب الحوراني ذكر ذلك الخلاف ، فأجاب السيّد : لقد قيل إن انقلاب الشيشكلي على الحناوي إنما كان لك ضلع في هذا الانقلاب . فما هو رأيك ؟... فأجاب الحوراني : أؤكد لك إنه ليس لي أي يد ولا اطّلاع على الانقلاب . وإنني لم أسمع باتحاد سوريا والعراق ، وإنما سمعت بإيجاد عرش في سوريا للأمير عبد الإله، مع بقاء القطرين في حالة انفصال . ولو عُرض عليّ الاتحاد لقبلته ولو في ظل النظام الملكي ، وإن شئت فأنا مستعد أن أذيع بياناً بهذا المعنى على الشعب ... هذا هو الجوّ السائد في الحزب ، بما فيهم أكرم الحوراني .
* قام تيار في الجيش السوري ضد الاتحاد وضد القائلين به . وقد نسب إليّ شخصياً (جلال السيد) هذا المسعى للاتحاد ، فقبلت هذه النسبة ، وبذلك أنقذت الحزب من التعرض لتيار الجيش ، ورضيت أن أكون وحدي المتعرض لهذا التيار ، وذلك فداء للحزب وتضحية في سبيله .
* عندما انسحبتُ من الحزب ، كان عفلق أوّل من وافق على ذلك ، وقد لحق بي إلى شتورا . وكان يُظن أنه جاء ليقنعني بالعودة عن الاستقالة ، ولكنه في الحقيقة قال لي : استمر في طريقك ونحن سنتبعك في هذا الطريق . وعدم تأسيس حزب جديد ، هو خشيتنا على الحركة القومية من أن تتجزأ ، مع أن بعض الفروع في البلاد العربيّة كانت مستعدة أن تتبع الأستاذ جلال السيّد : الدكتور علي جابر مسؤول قيادة قطر لبنان . وقد أقنعتُ جميع الرفاق بعدم القيام بذلك .
* كنت من أشدّ المتحمسين لقيام الوحدة بين سوريا ومصر . وعندما كنت أتحدث عن موضوع الوحدة بين العراق وسوريا، لم يكن هناك أي حديث عن أيّ موضوع وحدة بين أيّ قطر عربي آخر .
* إنني مرتبط وملتزم بدستور حزب البعث ... وإنني قد انسحبت من البعثيين ولم انسحب من البعث . معنى ذلك إنني كما قلت لمسؤول كان يقول لي : كيف تعادي حكومة بعثية الآن ؟!... إنني أعاديها لأنها حكومة غير بعثية .
أخلص من ذلك إلى أن مبادئ البعث لا تزال موضوع رعاية واحترام الكثيرين ممن ليسوا منتسبين إلى البعث وليسوا من الحكومة . بل إن استمرار الحكم على هذا الوتيرة سوف يقضي على حزب البعث ، إن لم تتداركه نوعيات أخرى من أوساط الشعب ...
* بعد انقلاب 14 رمضان عام 1963 في العراق ، كنت أوّل من دعا إطلاقاً في سوريا لقيام اتحاد ثلاثي بين سوريا والعراق ومصر ، بمعنى أن مبدأ الوحدة هو المسيطر على سلوكي السياسيّ . وإذا كان البعثيون اليوم ابتعدوا عنه ، فيعني أنهم ابتعدوا عن مبادئهم .