د. دندشلي - مقابلة مع الرائد المتقاعد عدنان حمدون
مقابلات /
سياسية /
2005-07-02
مقابلة مع الرائد المتقاعد عدنان حمدون
في مقهى الكمال / دمشق
صباح يوم السبت / 2 تموز 2005
* * *
* عدنان حمدون من مواليد مدينة حماه ، عام 1930 .
* خريج ثانوية ابن رشد في حماه عام 1950 .
* دخوله الكليّة الحربيّة في حمص عام 1950 ـ 1952 .
* في المرحلة الثانويّة : الانتساب إلى " حزب الشباب " برئاسة أكرم الحوراني .
* الانتساب إلى حزب البعث العربيّ عام 1949 . د. فيصل الركبي ود. جمال الأتاسي : طبيبان ، في بداية عملهما ، كان لهما عيادتان في مدينة حماه ، وحملا معهما أفكار ومبادئ حزب البعث / معظم الأعضاء الأوائل من الطلاب ولا يتجاوز عددهم العشرات / عدنان حمدون أول المنتسبين إلى حزب البعث الجديد / وتأسيس في مدينة حماه نادٍ رياضي لاستقطاب الشباب .
* الأحزاب اليمينيّة ليس لها نشاط يذكر ، وإنّما القوى الإقطاعيّة والسياسيّة وبقايا الكتلة الوطنيّة يمثلها في المجلس النيابي رئيف الملقي .
* كان هناك بعض الأفراد من الحزب السوري القومي والحزب الشيوعي ... والأخوان المسمين ، قواهم ( وسط ) ويتحالفون مع اليمين في المنطقة ..
* النفوذ القويّ سياسياً هو لصالح جماعة أكرم الحوراني ، والنسبة المئويّة في الريف 80 ٪ من الجماهير وفي مدينة حماه 35 ٪ ...
* ملاحظة، في مرحل الانفصال قائمة الحوراني كانت ساقطة في الانتخابات النيابيّة في مدينة حماه ، ولكن عندما جاءت صناديق الريف ، عدلت ميزان القوى ونجحت القائمة .
* الانتساب إلى الجيش : أولاً لعدم الإمكانيات الماديّة للدخول إلى الجامعة ، وثانياً لوجود أخوه مصطفى حمدون في الجيش .
* الحزب السوري القوميّ، اهتم بالدخول إلى الجيش : رقباء وعرفاء، وكان الحزب نسبياً قوياً في الجيش السوري وهم موالون لحكم أديب الشيشكلي الذس كانت جذوره قوميّة سوريّة ...
الحزب الشيوعي ، كان له عدد قليل من الأفراد في الجيش .
* بعد اندماج الحزبين ، حزب البعث وحزب العربيّ الاشتراكيّ ، أصبح للبعث قوة مؤثّرة وموجودة عددياً داخل الجيش ، دون أن يكون لهم تنظيم أو خلايا حزبيّة ، تراتبيّة . وإنّما كانوا يتعرفون على بعضهم البعض كأشخاص ... ولقد كان الضباط من مدينة دمشق هم الأكثريّة داخل الجيش .. على سبيل المثال : تَخرُّج دورة 1952 كان العدد 120 ضابطاً ، منهم 45 ضابطاً من مدينة دمشق وعدد البعثيين حوالي 15 والباقون من مختلف المدن السوريّة : حلب ، حمص ، اللاذقية ، سويداء ، إلخ ...
* جذور الضباط آنذاك ، وهم الأكثريّة الساحقة من المدن السوريّة الكبرى ، وقلة قليلة جداً من الريف السوري .
أما الضباط الكبار في الجيش السوري ، فهم من أبناء العائلات الإقطاعيّة والملاكين ... كذلك أبناء الطبقة الوسطي وما دون ، فقد كانوا هم أيضاً يدخلون إلى الجيش .
* ... ومن الملاحظ أنّه في مرحلة الانقلابات العسكريّة المتتالية : منذ حركة حسني الزعيم إلى مصطفى حمدون ، لم يحصل داخل الجيش نوع من التصفيات أو التسريحات .
إنّما بعد اغتيال عدنان المالكي ، جرت تصفيات ضباط الحزب السوري كاملاً ( ملاحظة : تسريح الضباط الشيوعيين بعد ذلك قد كان بدعم ومؤازرة من البعثيين ).
ثانياً : بعد الوحدة المصريّة السوريّة، عمّ تسريح الجناح البعثي ، معظمهم من حماه، وعينوا في السفارات الخارجيّة : مثلاً عدنان حمدون ، عيّن ملحقاً صحفياً في كوبا ، كذلك المقدم منير موسى باشا ، ،شهير دراعي ، توزعوا في السفارات وتمّ تعيين بعض الضباط الكبار سفراء / وعدد كبير من الضباط السوريين نقلوا إلى القطاعات العسكريّة في الجيش المصري ( الإقليم الجنوبي ) وحلّ محلهم في سورية عدد كبير من الضباط المصريين وأصبحوا هم أصحاب السلطة الحقيقيّة في سورية ( الإقليم الشماليّ ، الجيش الأول ).
* في مرحلة الانفصال ، تمّ تسريح الضباط البعثيين والوحدويين .
* أما الضباط الفلسطينيون، ذووا الميول اليساريّة أو الشيوعيّة ، فهم الذين دعموا عفيف البزري الذي ، عندما جاء إلى الأركان ، لم يُعرف عنه أنّه شيوعيّ ، إنّما كان يُعرف أنّه من الضباط اليساريين. ولكن عندما تلقى دعم الضباط الشيوعيين والتيارات الشيوعيّة ، جرت الإشاعة إعلامياً في الغرب وفي الصحافة العربيّة أنّه شيوعيّ . ولكنّه في الحقيقة والواقع لم يكن كذلك إطلاقاً ...
* أكرم الحوراني في مذكراته ، يتصف بالصدق . والمعلومات المذكورة في هذه المذكرات صحيحة ... لعب أكرم الحوراني دوراً سياسياً قيادياً ناجحاً جداً في الأربعينات والخمسينات. وهو شجاع وطنيّ نظيف الكف متأثر بالتيارات الاشتراكيّة غير الماركسيّة، كان يمثل الحركة الوطنيّة الصاعدة في سورية دون منازع ، في فترة الأربعينات والخمسينات ... وكان واضحاً أنّه غير مشجِّع للحركات العسكريّة أو لاستلام الضباط السلطة السياسيّة .. بل كان يؤمن بالديمقراطيّة البرلمانيّة والتعدديّة السياسيّة وتداول السلطة .
عند سقوط الشيشكلي ، لم يكن الحزب من الناحية الواقعيّة يتمتّع بالقوة الماديّة العسكريّة لكي يستلم السلطة السياسيّة والحكم في سورية ... أما بعد حركة الانقلاب في حلب، فإنّ الملازم أول محمد عمران والنقيب مصطفى حمدون والملازم أول ممدوح شاغوري ، قد نُقلوا من حلب إلى ثكنة القابون التي تضمّ سلاح المدرعات وهو سلاح أساسيّ في الانقلابات . طرح حينذاك محمد عمران بإلحاح القيام بعمليّة انقلاب لاستلام السلطة ... أما الضباط البعثيون وخصوصاً ضباط حماه ، التزموا برأي أكرم الحوراني المعارض لأيّ فكرة انقلاب .
* عصيان قطنا : نُميَ لأكرم الحوراني أنّ هنالك مؤامرة لتصفية الضباط البعثيين وأصدقائهم ، أيّ أنّه سوف تجري تشكيلات داخل الجيش تضعف البعثيين وحلقائهم إذا نفذت . وإذا رفضوا هذه التشكيلات سوف يقومون بانقلاب / وهم في وضع غير قادرين على استلام السلطة ، فيتمّ تصفيتهم. وقد تمّ نقاش واسع على كافة المستويات بين الضباط الوطنيين والضباط البعثيين وقيادة الحزب حول الخروج من هذا المأزق ، فتمّ اختيار العصيان لإلغاء التشكيلات التي صدرت ... في هذه الفترة ، النقيب محمد عمران كان يصرّ على القيام بانقلاب واحتلال دمشق .
أما أكرم الحوراني فكان يقول : أنا أعرف " ما عندي في الخرج " بمعنى أنّه يفضل العمل السياسيّ الديمقراطيّ وأن يكون الجيش الوطنيّ ضمانة لحماية هذه التجربة الديمقراطيّة والوطنيّة وأنّ الزمن والمرحلة آنذاك كفيلان بأن يكون البعث هو القوة الفاعلة والمؤثّرة والكبيرة في سورية ( 18 نائباً + حلفاء + أصدقاء + حلقاء ضمن الكتلة الديمقراطيّة ).
* الشاهد على ذلك في هذا السياق هو ما حصل فيما بعد : قائد بعثي ( أكرم الحوراني) يصل إلى رئاسة المجلس النيابي ، وكان دور الجيش ضمانة لحماية التيار الوطنيّ والتجربة الديمقراطيّة ، ويلتزم الضبّاط القرارا السياسيّ للحزب .
* أكرم الحوراني لم يكن سياسياً راديكالياً مغامراً وإنّما رجل سياسيّ معتدل ، يعمل على القضاء على الإقطاع والعشائريّة وبناء دولة ديمقراطيّة وطنيّة حديثة ، وإن لم تكن فكرة بناء الدولة الحديثة واضحة كلّ الوضوح في ذهنه ، وإنّما الفكرة كانت نوعاً من النزوع أكثر من أيّ شيء آخر ...
ولكن في تلك المرحلة استطاع أن يقود الحركة الوطنيّة والسياسيّة : ضدّ الأحلاف العسكريّة الغربيّة ، وضدّ الدكتاتوريّة ، وضدّ تحويل سورية إلى مَلَكيّة تحت وصاية وصيّ العرش الهاشميّ ... كان أكرم ناجحاً في هذا التوجُّه وبالأخص كان هناك تحالف قويّ وواسع بين البعث والحزب الشيوعي والبرجوازيّة الوطنيّة ، ضمّت كلّ القوى الوطنيّة الديمقراطيّة المعادية للمشاريع الغربيّة وكانت تتمتع بتأييد شعبيّ واسع في تلك المرحلة، (توزيع في خريف عام 1957 قطع الأسلحة الخفيفة على الشعب السوري قاطبة والأخوان المسلمين من ضمنه ...) وجرت التدريبات / لم تحصل أيّ حادثة تعكر صفو الأمن في تلك المرحلة .
* * *
ملاحظة : ولكنّه كان قد تمّ إلغاء دور الشعب السوريّ والحياة الديمقراطيّة بعد الوحدة السوريّة المصريّة .
* ملاحظة هامشيّة : لقد كان عدنان حمدون من ضباط حرس عبد الناصر عند مجيئه إلى سورية لأول مرة .
* ملاحظة أخرى : لم يؤد إلى سقوط حزب البعث إلاّ حزب البعث نفسه بعد استلامه السلطة سواءٌ في العراق أم في سورية .