المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات- تحالفات حزب الله بين جمعية المشاريع والجماعة الإسلامية ـ حسان القطب
دراسات /
دينية /
2011-01-07
الجمعة 7 كانون الثاني 2011
تحالفات حزب الله بين جمعية المشاريع والجماعة الإسلامية...
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
عقب الانسحاب السوري من لبنان في نيسان/أبريل 2005، تبنى حزب الله رعاية جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) بوكالته عن النظام السوري في احتضان حلفاء سوريا في لبنان... فنسج العلاقات السياسية والأمنية مع جمعية المشاريع رغم التباين العقائدي العميق بينه وبين جمعية المشاريع، واستمرت هذه العلاقة الطبيعية والطيبة إلى أن وقعت معركة أو غزوة برج أبو حيدر خلال شهر رمضان المنصرم حيث يقع مقر الجمعية الرئيسي بين حزب الله والأحباش... وتبين خلالها من عنف المعركة وشدتها وضراوتها أن حزب الله في هجومه على مراكز جمعية المشاريع ومساجدها التي احرق احدها في منطقة البسطا، كان مستعداً لهذه المعركة وقد سبق له أن حضر العديد والعتاد لخوضها بكل قسوة وصرامة، ولكن صمود شباب جمعية المشاريع أحبط هجوم حزب الله وافسد عليه تحضيراته وخيب آماله.. وخسر حزب الله حينها ورقة التحالف الأهم على الساحة السنية بخسارة أو على الأقل تضعضع تحالفه مع جمعية المشاريع التي أصبحت أكثر حذراً وحرصاً في تعاطيها الشأن العام مع حزب الله بل وأكثر تنبهاً لمشاريعه وطموحاته وخططه...
بعد هذه الخسارة الهامة على الساحة السنية توجه حزب الله لإعادة نسج علاقاته مع الجماعة الإسلامية.. واندفع لفتح كافة خطوط التواصل والاتصال مع قيادات الجماعة الإسلامية في كافة المناطق على أمل أن يخرق الساحة الإسلامية السنية في مكان ما وهي العصية على الخضوع لترغيب التمويل الإيراني، وترهيب التهويل بخطر وقوع الفتنة السنية – الشيعية..
وكان سبق لحزب الله وعلى امتداد الأعوام السابقة أي منذ العام 2005، أن سعى لشق صف الجماعة الإسلامية بتحريض بعض قيادييها وبعض عناصرها بترك الجماعة الإسلامية مع الترغيب بالتمويل المفتوح وبتامين دور سياسي هام في المرحلة المقبلة، أي بعد انتصار حزب الله على القوى الاستقلالية اللبنانية وإمساكه بالسلطة في لبنان حيث يكون بمقدوره حينها توزيع المواقع والمناصب والمغانم كما يحلو له... وبالفعل فقد نجح حزب الله في استقطاب أمين عام الجماعة السابق فتحي يكن، ليخرج من صف الجماعة ويؤسس جبهة العمل الإسلامي، بعد وعود مجزية ومغرية، بمواقع سلطوية هامة، ولكن الأخير فشل في استقطاب قياديين أو حتى عناصر من الجماعة الإسلامية أو المقربين منها... وقام حزب الله أيضاً باستقطاب عبد الله الترياقي، المسؤول السابق للعمل العسكري للجماعة الإسلامية في جبهة جنوب لبنان قبل التحرير بين عامي 1995- 2000، والذي خرج من صفوف الجماعة بعد عزله لأسباب تنظيمية...قبل العام 2000...وتم تمويله ورعايته من قبل الحرس الثوري الإيراني على أمل أن يستقطب العناصر الإسلامية في جنوب لبنان وشماله وبقاعه، تحت عنوان المقاومة ومواجهة المشروع الأميركي... ولكن كلا المشروعين الذين تبناهما حزب الله سقطا.. جبهة العمل انتهى دورها الفعلي مع وفاة المرحوم فتحي يكن... وهي اليوم عبارة عن هيكل أجوف، ولا حضور فعلي لها سوى ما نسمعه من بيانات تصدر باسمها بطلب من مسؤولي حزب الله المشرفين عليها.. والمشروع الأخر الذي يقوده عبدالله الترياقي، تحت اسم تيار الفجر، ثبت فشله دون أدنى شك في الاحتفال الأخير الذي أقامه في مدينة صيدا بحضور ورعاية حزب الله الذي أمن لهذا الاحتفال الرعاية الكاملة والتغطية الإعلامية المباشرة، ولكن الجماهير في صيدا والجنوب وباقي المناطق.. خذلت الترياقي وحزب الله وحركة حماس التي شاركت في الاحتفال كما يقول بعض أركانها بضغط مباشر من حزب الله لإعطاء هذا المشروع بعض من الشرعية، ولكن الحشد الجماهير لم يتوافر وكذلك غاب حضور الهيئات والشخصيات المحلية التي رفضت المشاركة....باستثناء تلك المنخرطة في الركب الإيراني..
قبل فترة وجيزة قام وفد من تجمع العلماء المسلمين الذي يقوده ويديره حزب الله بشخص (الشيخ حسان عبد الله)، بزيارة الأمين العام للجماعة الإسلامية، (إبراهيم المصري)، ودعاه الوفد لإلقاء محضرة في مبنى التجمع بهدف فتح ثغرة في العلاقات الثقافية والسياسية بين الجماعة الإسلامية وحزب الله من خلال هذه القناة غير الرسمية... والتأسيس للقاء سياسي يجمع بين المصري ونصرالله.. تكون مقدمة لتطوير العلاقات السياسية بين الفريقين لإثارة حفيظة جمعية المشاريع والإشارة إليها أن فريقاً أخر قد يكون حليفاً مفترضاً إذا ما استمرت علاقاتها حذرة مع حزب الله..
واللافت أيضاً أن حزب الله وقبل أسبوعين أيضاً كان له لقاء سياسي دوري مع قيادة الجماعة الإسلامية حيث أكد فيه على رغبته في التعاون عدم الانجرار لأي صدام مع الجماعة الإسلامية وباقي القوى الإسلامية بأي من شكل من الأشكال.. وفي إشارة إيجابية لهذا التوجه كان حزب الله، حاضراً في الحفل التأبيني الذي أقامته الجماعة الإسلامية لشهدائها الذين سقطوا خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، من خلال مشاركة مسؤول ملف أهل السنة والجماعة في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمار.. هذا التصريح وهذا التمثيل الرسمي والإيجابي لحزب الله في احتفال الجماعة الإسلامية، نسفته وكذبته بعد أسبوع فقط، مشاركة نائب رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله الشيخ نبيل قاووق وهو من صقور حزب الله، في احتفال تأبيني للشهداء عينهم ..( أي شهداء الجماعة الإسلامية) ولكن تحت اسم شهداء قوات الفجر في احتفال أقامه عبد الله الترياقي الذي دفعه حزب الله للانشقاق عن الجماعة الإسلامية.. وبهدف إنجاح المهرجان وتثبيت مشروعية الترياقي الشعبية عمل حزب الله على استقدام كافة الشخصيات التي تخضع لشروطه وإملاءاته.. ولكن المهرجان فشل رغم حضور ومشاركة حركة حماس أيضاً.. وبدا حزب الله خلال الاحتفال كمن يسعى للاستيلاء على شهداء الجماعة وتاريخ الجماعة الجهادي مستخدماً هذا الفريق أو هذا الشخص كما ذكر احد قياديي الجماعة الإسلامية.. وأضاف إن في هذا تعدي وإساءة بالغة للجماعة الإسلامية وتاريخها وجمهورها وشهدائها..لا يمكن أن يمر مرور الكرام..
هذا الحدث وهذه الممارسة تعطينا فكرة واضحة عن براغماتية وانتهازية تحالفات حزب الله، فالتحالفات شكلية ووقتية وآنية، تخدم مشروع وأهداف حزب الله وتنتهي معها.. وان لا مصداقية لبياناته وإعلاناته وتصريحاته ومواقفه...ولا حتى تحالفاته.. التي تنتهي مع إنجاز مصالحه...وهذا ما أكده الدكتور عبد الرحمن البزري في مقابلته الأخيرة مع مجلة الأفكار وهو حليف حزب الله وسوريا.. حين يقول في معرض تعليقه على القانون الانتخابي الأخير...... (وكانت القوى السياسية تفاهمت فيما بينها، سواء الحليفة التي نحترمها أو غير الحليفة، لإقصائي عن الترشح)...
حسان القطب