الجمهورية - سوريا تعمل على بناء ترسانة صاروخيّة: كوريا الشماليّة قدّمت القطع وإيران الوقود الصلب
إعلام وصحافة /
عسكرية /
2011-06-29
الأربعاء 29 حزيران 2011
ويكيليكس
سوريا تعمل على بناء ترسانة صاروخيّة:
كوريا الشماليّة قدّمت القطع وإيران الوقود الصلب
البرنامج الصاروخي السوري لم يكن أقلّ شأنا من البرنامجين الصاروخيّين في كلّ من إيران وكوريا الشمالية، وهو احتلّ حيّزا واسعا في عمليّات الرصد الأميركي.
ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 09STATE8667 صادرة عن وزارة الخارجيّة الأميركيّة، أنّ تقريرا موجّها إلى السفارة الأميركية في باريس طلب أن تحقق الأخيرة في مشروع سوريا الصاروخي الباليستي.
وورد في مقدمة التقرير أنّ على رغم إنتاج سوريا الوقود السائل وصواريخ قصيرة المدى لأكثر من عشر سنوات، إلّا أنّها لا تزال تعتمد على الموارد الخارجيّة من أجل التزوّد بالعناصر الأساسية والخبرة التقنيّة الضرورية لدعم جهودها في تطوير صواريخ باليستية، عِلما أنّ كوريا الشمالية تبقى المموّن الرئيسي لسوريا في ما يخصّ تكنولوجيا صواريخ "سكود". وأشارت المذكّرة أيضا إلى أنّ كوريا الشماليّة ساعدت سوريا عبر تأمين القطع الضرورية في إنتاج صواريخ متوسّطة المدى، وكذلك إيران التي زوّدت سوريا الوقود الصلب.
الدعم الخارجي
وجاء في المذكّرة أنّ النقص في بنية سوريا التحتية في إنتاج الصواريخ الباليستية، أدّى إلى اعتمادها على الدعم الخارجي من أجل الحصول على المواد الملحّة لتطوير برنامجها في إنتاج الوقود السائل، وفي إنتاج صواريخ "سكود" وصيانتها، فضلا عن المكوّنات الكهربائيّة المستعملة في التوجيه والتحكم بهذه الصواريخ، إضافة إلى أنّ سوريا استوردت من إيران تقنيّات ثنائيّة لدعم إنتاج صواريخ "FATEH110".
كوريا الشماليّة
إنّ الدعم الذي وفّرته كوريا الشمالية كان أساسيّا في نجاح وتطوير برنامج سوريا لإنتاج الوقود السائل. وعلى سبيل المثال، بين العامين 2005 و2006 بحثت شركات كورية شمالية ولمصلحة شركات سورية عن مواد أولية، من ضمنها مادة الغرافيت الضرورية في تصنيع عوادم صواريخ "سكود" وفوهاتها. وفي إحدى الحالات، التمست سوريا من كوريا الشمالية المساعدة للحصول على مواد خام من دول العالم الثالث ومنها الصين. وفي حالة أخرى، في العام 2005، بحثت شركة كوريّة شماليّة عن مواد مرتبطة بتصنيع الصواريخ مثل التيتانيوم لمصلحة شركة سوريّة. كما شحنت كوريا الشمالية إلى سوريا أطنانا عدّة من الحديد المنتج في الصين والمرتبط بصناعة الصواريخ ولحساب مركز الدراسات العلميّة والبحوث السوري، واستكملت توريد السّلع المتصلة بصناعة الصواريخ في العامين 2007 و2008.
إيران
وقدّمت إيران كذلك المساعدة في مجال تطوير البرنامج الصاروخي الباليستي السوري منذ أوائل التسعينات. وإضافة إلى التعاون المشترك مع مركز الدراسات والبحوث السوري لإنتاج الوقود السائل والصلب، فقد وقّعت سوريا وإيران اتّفاقية من أجل نقل تكنولوجيا إنتاج صواريخ "fateh110" من إيران إلى سوريا. وفي العام 2007، بدأت سوريا الحصول على أجزاء من الصاروخ والمساعدة التقنية من إيران، و تمّ إجراء تجربتين على صاروخ "fateh110" في كانون الأوّل 2007. ومن المحتمل أن تكون سوريا قد قامت بنقل صواريخ "fateh110" التي يصل مداها حتى 270 كلم إلى حزب الله في لبنان، وذلك كجزء من اتّفاق الشراكة مع إيران في تقنية إنتاج هذه الصواريخ.
وفي ختام التقرير الأميركي، جاء أنّ من المرجّح أن تستكمل سوريا السعي للحصول على المواد الأوّلية والتكنولوجيا الضرورية من أجل برنامجها الباليستي. كما أنّ دمشق ستستمرّ في الاعتماد على المساعدة الكوريّة الشماليّة بسبب سعة خبرتها وانتشار شبكتها التموينية حول العالم. ومع الوقت، فإنّ الموارد الإيرانيّة التي تصل تباعا إلى سوريا ستحدّ من اعتماد الأخيرة على المساعدة والخبرة الكورية.