المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات- لماذا يعم الغليان الشارع السني في لبنان ـ حسان القطب
دراسات /
سياسية /
2011-01-25
الثلاثاء 25 كانون الثاني 2011
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
لماذا يعم الغليان الشارع السني في لبنان...؟؟
بقلم مدير المركز... حسان القطب
عام 1973، خرج الرئيس السابق سليمان فرنجية على كل التقاليد والأعراف وخالف كل التوقعات بتسميته للرئيس الراحل أمين الحافظ رئيساً مكلفاً مناقضاً بذلك الاستشارات النيابية والرغبة الشعبية بتسمية الرئيس الشهيد الراحل رشيد كرامي.. ومتجاهلاً موقف دار الفتوى وسماحة المفتي الشهيد حسن خالد.. فاستقال دولته بعد أيام ثلاثة معتذراً عن التكليف ومن ثم عن التأليف... والتاريخ اليوم يعيد نفسه لأن الرغبة في وضع اليد على الوطن.. والسعي الدؤوب لتهميش الطائفة السنية في لبنان قد أخذ منحى تصاعدي، متسارع، ومتفاقم في آن..على يد حزب الله وحركة أمل والنظامين السوري والإيراني... في ظل تقاعس المجتمع الدولي والعربي عن التدخل بشكل حاسم لوضع حد لتهريب السلاح لفريق واحد بعينه ليستقوي به على شركائه في الوطن.. وليمنع التدخل السياسي في شؤون هذا البلد الصغير والكيان النموذج... والأحداث التي تدفع جمهور المسلمين السنة وسائر اللبنانيين الأحرار للشعور بالقلق والغليان والرغبة في الانتفاض هي سلسلة متتابعة من الارتكابات والوقائع التي تجاوزت حدود المنطق والمعقول... وهي كما يقول جمهور هذه الطائفة:
- اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونخبة من سياسيي وإعلاميي لبنان إضافة إلى عدد من المواطنين اللبنانيين في سلسلة تفجيرات وحوادث إطلاق نار على مدى أعوام..وبالتحديد منذ تشرين أول/أكتوبر، عام 2004، ولغاية تاريخه.. وسعي البعض الحثيث والوقح لمنع التحقيق الدولي وحتى المحلي من الوصول لنهايات واضحة لتحديد المجرمين ومعاقبتهم لوضع حد لهذه الجرائم المتمادية..
- وقوف الجيش وسائر القوى الأمنية موقف المتفرج خلال أحداث السابع من أيار/ مايو، من عام 2008، الذي اعتبره حسن نصرالله يوماً مجيداً وناصعاً في تاريخ حزبه.. موقف القوى الأمنية هذا كان مناقضاً لدورها وواجباتها، ودماء المواطنين اللبنانيين وتحديداً في مدن صيدا وبيروت وطرابلس والجبل تسيل على يد ميليشيا معروفة الانتماء والتوجه والارتباط.. ومع الأسف لم يعاقب احد ولم يسلم أي مرتكب للقضاء، وتم على أثرها انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.. وتوقف مسلسل الاغتيالات..عقب اتفاق الدوحة..؟؟
- ومنذ أسبوع وعلى أثر معرفة قوى المغامرة المسلحة، أن فرص مرشحها للفوز معدومة ضغطت على رئيس الجمهورية لتأجيل الاستشارات النيابية لإعطائها فرصة كافية لاستمالة ضعاف النفوس إلى جانبها ترهيباً وترغيباً وكان لها ما أرادت.. ولم ير رئيس الجمهورية ضرورة لتأجيل المشاورات مرة أخرى..؟؟ ولم يستمع لموقف مجلس المفتين لا هو ولا رئيس حركة أمل المتحكم بالمجلس النيابي..نبيه بري.. في سعي لإقصاء الطائفة السنية عن الموقع الأول لها في السلطة اللبنانية..؟
- لم يتورع نصرالله عن القول في خطابه الأخير انه استدعى الرئيس عمر كرامي الذي نجل ونحترم إلى ملجأه في الضاحية الجنوبية ليطلب منه الترشح لموقع رئاسة الوزراء بشكل رسمي وعندما رفض الرئيس كرامي مشكوراً، تم اختيار بديل عنه يرضى بالشروط التي يريد حزب الله والنظامين السوري والإيراني فرضها على اللبنانيين.. لإحكام السيطرة على الوطن والكيان ومكوناته..؟
- استغراق حزب الله في استخدام بعض الأشخاص المرتهنين لسياساته ومواقفه المدفوعة الأجر لشتم هذا وذاك والسعي لإشعال نار الفتنة المسلحة في بعض المناطق التي ترفض الخضوع لسيطرته وسلطته وسلطانه..؟؟ ويتمادى إعلام حزب الله في نشر البيانات والمواقف التي لا تعبر عن جمهور المسلمين واللبنانيين بل عن مواقف بعض المرتشين والمرتزقة..؟.. لقد بلغ الظلم والقهر مبلغه وتمادى هذا الفريق في غيه وجبروته وعدوانه، حتى وصل به الأمر إلى استهداف سماحة المفتي على لسان بعض مرتزقته وأصبح البعض يشعر بأن الحوار غير مجدي، ناهيك عن الصبر على هذا الظلم واستمرار سياسة القهر والإرهاب والترهيب.. فمتى يعود هؤلاء إلى ضميرهم.. التي نتمنى أن تكون قريبة قبل فوات الأوان.. ولا ينفع الندم حينها..ونطالب القوى الأمنية التي تنتشر في كل مكان أن تلحظ سلاحهم المنتشر وان تمنعهم من استخدامه ضد اللبنانيين كما اعتادوا.. والحل هو في رفع اليد عن مواقع الطائفة السنية وممتلكاتها في لبنان التي يستهدفها حزب الله في صيدا وبعلبك وبعض المناطق.. ووقف التعديات الإعلامية التي تستهدف الطائفة ورموزها وسائر الرموز اللبنانية.. وعودة السلطة اللبنانية لبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية وسحب سلاح الميليشيات غير الشرعي الذي يستهدف اللبنانيين...ومحاكمة ومعاقبة مرتكبي الجرائم بحق الوطن والمواطنين، وإعلان المقاومة وسلاحها سلاحاً وطنياً ينضم تحت لوائه كل اللبنانيين وليس فئة واحدة فقط... برعاية الجيش اللبناني وإشرافه.. وإلا فإن الوضع اللبناني سيستمر في التراجع والترهل، والغليان سوف ينتقل من طائفة لطائفة ومن فئة لأخرى..
حسان القطب