أزمة الخليج العربي مقدمات ونتائج دسك توب
ندوات /
سياسية /
1990-10-11
د. مصطفى دندشلي:
ندوة عن أزمة الخليج العربي مقدمات ونتائج, يلقيها الدكتور جورج ديب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.
وذلك في تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم الخميس الواقع في 11تشرين الأول 1990, في قاعة محاضرات دار رعاية اليتيم في صيدا.
الشريط الأول (أ)
كلمة المقدّم:
أيها الأصدقاء باسم المركز الثقافي للبحوث والتوثيق نرحب بكم في هذا اللقاء وهو الثاني في موسمنا الثقافي بهذا العام. كنا قد عقدنا الأسبوع الماضي ندوة هي الأولى في هذا الموسم وكانت حول دولة الكويت قبل الثاني من آب. وننتهز هذه المناسبة لنذكّر أصدقاءنا الكرام بمركزنا الذي نحن في صدد تجهيزه, والذي دأبنا على جمع المساعدات والتبرعات بشأن البدء بالعمل به وعقد الندوات في هذا المركز. هذا المركز الواقع في تقاطع شارع السراي وشارع نتاشا سعد. وللأسف الشديد كنا قد بدأنا خلال شهر أيلول, وأتت الأحداث الأمنية في مدينة صيدا لتعيدنا لنقطة الصفر في هذا المركز, وأملنا كبير جداً أن نعود لعقد الندوات في هذا المركز بعد تجهيزه إذا سمحت الظروف الأمنية في ذلك. وبالطبع وبشكل دائم نحن نستعين بدار رعاية اليتيم, هذه الدار التي تساهم بالكثير بالعمل التربوي والاجتماعي في هذه المدينة والمنطقة والتي من وقت لآخر تساعدنا بعقد هذه الندوات بمركزها.
بالنسبة لموضوع الموسم الثقافي الحالي, والذي يشتمل على مجموعة كبيرة جداً من النشاطات والندوات السياسية والثقافية والاجتماعية, يهمّنا أن نؤكد وبشكل دائم أن هذه الندوات هي عبارة عن مساهمة جدية في تحريك الجوّ الديمقراطي العام في هذا البلد, ولطرح مجموعة من المواقف والتي في كثير من الأحيان قد نلتقي معها كلياً أو جزئياً أو قد لا نلتقي. وما يهمنا في هذا الإطار هو طرح هذه المواقف للنقاش وأملنا كبير جداً من خلال هذه اللقاءات والنقاشات أن يكون هذا المنبر منبراً أساسياً وفاعلاً في تطوير تيار وطني ثقافي ديمقراطي عام, يكون بديلاً لكافة التيارات المنطلقة من الآفاق المذهبية والطائفية والآفاق المسلحة.
لقاءنا اليوم تعوّدنا عليه أكثر من مرّة وخاصة في موسمنا الثقافي السابق, وهو اللقاء مع الدكتور جورج ديب وهومحاضر قيّم ساعدنا أكثر من مرّة في تحليلاته وفي ندواته في فهم صورة عن ما يحيط بنا وخاصة على صعيد التطورات العامة العالمية والإقليميّة والمحليّة. وفي هذا اللقاء يسعدنا أن نلتقي به في جولة أفق حول "أزمة الخليج - مقدمات ونتائج" وهي الأزمة التي شغلتنا منذ بداية شهر آب الماضي ولا زالت, وربما تكون نقطة إنطلاقة تحولات كبيرة جداًعلى الصعيد العالمي والإقليمي والمحلّي. ونأمل من هذا اللقاء أن يكون فاتحة نقاش فيما بعد, بعد المحاضرة, وشكراً.
كلمة الدكتور جورج ديب:
أشكر الزميل الدكتور مصطفى الدندشلي وزملاءه في المركز الثقافي للبحوث الذين أتاحو لي سعادة اللقاء بكم هذا المساء, وهي ليست المرة الأولى. أبدأ بالقول أننا لا شك نحن على عتبة الدخول في عالم جديد في العلاقات الدولية, فبدلا من أن يكون هناك دولتان كبريان تتحكمان بالعلاقات الدولية, نحن اليوم أمام عالم فيه دولتان كبريات صديقتان متعاونتان. ومعالم هذا العللم الجديد أصبحت واضحة في معظمها, وأدخلت قضايا جديدة على جدول أعمال القضايا الدولية سأعدّد بعضاً منها.
أولاً, في العالم الجديد لن يكون هناك دولتان كبريان بل سيكون هناك خمس دول كبرى. ثانياً, أن الفعاليّة في العلاقات الدوليّة ستتحول إلى المنظمات الدوليّة والإقليمية, والتحالفات الدولية والإقليمية. ثالثاً, أنّ هناك أخطاراً جديدة نشأت بعد انحسار الخطر الشيوعي لجهة الغرب, وبعد انحصار الخطر الرأسمالي لجهة الشرق. رابعاً, أنّ الصراعات الإقليميّة حلّها يجب أن يكون عن طرق المفاوضة لا عن طريق العنف. سادساً, دخلت البيئة كموضوع جديد على جدول أعمال العلاقات الدولية. سابعاً, بعد تخفيف قيمة الأيديولوجيا في العلاقات الدولية برزت أمور أخرى – صراعات أخرى - خصوصاً الصراعات العرقية والصراعات الدينية. كل هذه الأمور, في الواقع, دخلت كقضايا على جدوال أعمال العلاقات الدولية, الآن وفي السنين القادمة ستلعب دوراً كبيراً. ومن المشوق في الواقع, بل الممتع أن يرى الإنسان الترابط بين بعض هذه التطورات وما يحدث في الخليج وفي الصراع العربي الإسرائيلي وفي القضيّة اللبنانيّة.
وأبدأ أن العالم في الواقع لم يعد يحكمه دولتان كبريان بل خمس دول كبرى هي اليابان وأوروبا الموحدة كدولتين كبريين إقتصادياً وليس عسكرياً, ثم الإتحاد السوفياتي والصين كدولتين كبريين عسكرياً لا إقتصادياً وحدها الولايات االمتحدة الأميركية دولة كبرى إقتصادياً وعسكرياً. من هذا المنطلق ننظر إلى ما يحدث في الخليج على أساس الهدف الأساسي منه أن تسيطر أميركا على منابع البترو باعتبار أن السيطرة على الطاقة بهذه الكمية تعطيها القدرة إلى آجالٍ بعيدة , إلى مدى بعيد للسيطرة على دول كبرى أخرى أكانت كبرى إقتصادياً أم كانت كبرى عسكرياً. فالواقع أن من أهم أهداف ما سيحدث في الخليج أن تسيطر الولايات المتحدة على مصدر أساسي للطاقة هو مصدر البترول, كي تضبط إلى مدى بعيد القدرة الإقتصادية لليابان ولأوروبا, وتضبط القدرة العسكرية أيضاً للإتحاد السوفياتي وللصين ولتبقى هي الدولة الكبرى.
يمكننا أن نقارب الموضوع أيضاً من زاوية أخرى وهي أنه بعد انحسار الخطر الشيوعي تعتقد أميركا أنّ أخطاراً أخرى جاءت لتحل محل الخطر الشيوعي, وهذه الأخطار أصبحت واضحة مبلورة في إدارة جورج بوش الأميركية التي استلمت الحكم كنذ سنتين تقريباً, ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية. أولاً, تعتبر الولا يات المتحدة أنّ نشوء دولة أقليمية كبرى تملك أسلحة متطورة يشكّل خطراً دائماً مباشراً على المصالح الأميركية. ثانياً, الأصوليّة الإسلاميّة. ثالثاً, خطف الطائرات. رابعاً, خطف الأشخاص. خامساً, المخدّرات. وأميركا تعالج هذه الأخطار, طبعاً أخطار بالنسبة لها - هي تقول ذلك - تعالج هذه الأخطار ليس على أساس رد فعل لقضايا تحدث هنا وهناك بل على أساس أبعد من ذلك, على أساس توعية الرأي العام الأميركي على هذه الأخطار. إذا كان هذا الأمر صحيح, وأنا أعتقد أنه صحيح - ليس لدي شك - العراق هو ليس دولة إقليمية تريد أن تلعب دور الدولة الكبرى وحسب بل إنّ العراق يملك قدرة على إنتاج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وربما النووية والصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى مما يجعلها فعلاً دولة كبرى في المنطقة, وهذا أمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية يهدّدها مباشرة. إذاً الهدف الثاني لما يحدث في الخليج هو ضرب قدرة العراق العسكرية وتحديداً ضرب قدرة العراق على إنتاج الأسلحة المتطورة كالأسلحة البيولوجية والكيميائية والصواريخ المختلفة المدى. أعتقد أن هاتين هما النقطتين الأساسيتين لما يحدث في الخليج, السيطرة على ينابيع النفط, ضرب القدرة على إنتاج الأسلحة المتطوّرة جداً.
الآن الولايات المتحدة تحاول أن تعالج هذا الأمر على الشكل التالي, فرض حصار عن طريق الأمم المتحدة, وحصار يتم تصعيده كل فترة بهدف إسقاط الحكم في العراق, وإذا لم يتغير الحكم في العراق فالخطة البديلة جاهزة, وهي إنشاء نظام أمني جديد في المنطقة هدفه إحتواء قدرة العراق العسكرية. ولما كان من المشكوك فيه أن الحصار سينجح لدرجة أنه يغير الحكم في العراق فقد عملت الولايات المتحدة الأميركية إلى خلق قوة متعدّدة الجنسيات, المتحررة من ضوابط وشرعية الأمم المتحدة, ورافقتها في ذلك دول عديدة كبرى بهدف أنه إذا لم يسقط الحكم في العراق سلمياً, بمعنى عن طريق الحصار. لا اشك إطلاقاً في أنّ الأميركين سيوجهون ضربة عسكرية لضرب قدرة العراق العسكرية إذا فشل المخطط الأول والذي من المتوقع أن يدوم حوالي ستة أشهر تقريباً.
بالنسبة للحصار نلاحظ شيء مهم أنه حتى الدول التي كانت لا تقبل ولا تريد أن تمشي في الحصار ضد العراق مشت على أساس أنّ قرار الحصار ناجم أو مأخوذ في الأمم المتحدة. وهذه الدول هي أعضاء في الأمم المتحدة, وهو الأمر الذي يعيدني لأذكّر أن من التغيرات التي ستحصل, والتي تحصل في الواقع, في العلاقات الدوليّة أهمية وفعالية المنظمات الإقليمية والدولية. تركيا مثلاً حتى الأردن لم يقبل الحصار إلّا بشكل محدّد وبناءً على قبول قرارات صادرة عن مجلس الأمن.
ولكي نبيّن أكثر, بواقع هذا العالم الجديد الذي تلعب فيه المنظمات الإقليميّة والدولية دوراً كبيراً, قضيّتنا - قضية لبنان. مؤتمر الدار البيضاء السنة الماضية هو الذي شكّل اللجنة الثلاثية, وهو الذي كان قبل الطائف. ومن الذي كان وراء قمة الدار البيضاء؟ الأميركان والروس. والتي كما تتذكرون - ذكرتُ في إحدى الجلسات معكم - جاءت نتيجة أوّل بيان أميركي - سوفييتي مشترك عن القضية اللبنانية في حوالي 6 أو 7 أيار 1989, وكل الدعم الذي حصل في الواقع لأنها لجنة لإقليميّة تمثّل الجامعة العربية. في الوقت الحاضر حتى التحرك العسكري في الخليج معظم الدول تشترط أن يكون شرعياً, بمعنى أن يكون بموافقة الأمم المتحدة. وآخر موقف أعلن في هذا المجال "فرنسا", حتى فرنسا أعلنت أمس بأنها لن تدخل في حرب مع العراق إلّا إذا كان ذلك بقرار من الأمم المتحدة, علما أنه قبل ذلك لم يكن ذلك وارداً لدى الفرنسيين ولاغيرهم. الروس بالطبع منذ البداية اصرّوا على أن أي عمل عسكري يجب أن يكون في نطاق وضمن الأمم المتحدة.
بالنسبة للنظام الأمني الجديد للمنطقة, في الواقع, ليس معروفاً عنه الكثير وليس معروفاً ما هو. أوّل سؤال يتبادر إلى الذهن كيف سيكون النظام الأمني الجديد بوجود إسرائيل. علماً بأنّ إسرائيل هي دولة إقليمية وتملك الأسلحة المتطورة جداً ولا تعتبرها الولايات المتحدة خطراً كما تعتبر العراق. بالعكس تعتبر إسرائيل أنها أميركا مصغرة ربما في المنطقة. فليس معروفاً, في الواقع, ما هو النظام الأمني الجديد الذي يفكرون به. نحن نقول - أعتقد أني أعكس الجو العربي الصحيح إذا قلت - أن أي نظام أمني يجب أن يكون عربياً لا أن يكون أجنبياً. لكن كيف سوف يكون؟ ليس ذلك واضحاً في الحقيقة. خصوصاً أن الهدف من ذلك نظام أمني سيكون لإحتواء قدرة العراق العسكرية. العراق دولة عربية توصّلت إلى هذا المقدار من القوة العسكرية ومن إنتاج أسلحة متطوّرة, الكبار يحاولون أن يتخلّصوا منها. أنا أعتقد أنّ هذا شيء جيد جداً, وأعتبر أن القدرة العسكرية المتطورة للعراق ولأي دولة عربية هو أمر جيد وخيّر للعرب وللأمّة العربية. هو أمر جيد أن تكون سوريا في نفس القوة وأكثر, أن تكون مصر في نفس القوة أكثر وأن يكون جميع العرب. لأن عدوّنا الأساسي هو إسرائيل, الصهيونية هي عدوّنا الأساسي. إنما ما هو غير مستحسن أن تُستعمل هذه القوة في غير محلها عندما تكون موجودة. فالعراق بنى مفاعلاً نووياً ما كاد أن ينتهي من إنجازه حتى ضُرب ولم يستفد منه العرب إطلاقاً. والعراق بنى قوة عسكرية وفتح حرباً على ثورة إسلامية كان أُولى شعاراتها: "نحن مع العرب ضد إسرائيل". فتحوّل وقام منذ سنين, منذ الحرب, بصرف القدرة العسكرية ليس ضد إسرائيل إنما ضد ثورة إسلامية هي أعلنت بأنها مع العرب ضد إسرائيل. والأن بعد الإنتصار الذي حققه العراق, احتل الكويت. وبذلك قسّم العرب بدلاً من أن يوحّدهم في مواجهة إسرائيل. وأكثرمن ذلك, رمى الضوء على قضية الخليج وألقى الظلمة على موضوع خطير جداً علينا, على لبنان وعلى كل العرب, هوالهجرة الإسرائيلية. هجرة اليهود من الإتحاد السوفياتي ومن دول أخرى إلى فلسطين. وإريَل شارون" عندما يقول سوف أجلب مليون شخص خلال سنه فإنه يفعل ذلك, وهذا ما يحدث حالياً. آخر التوقعات أنّ مليون يهودي سوف يدخلون فلسطين خلال سنة واحدة, لا أحد يتكلم عن هذا الموضوع إطلاقاً, لماذا؟ لأن كل الأنظار موضوعة في قضية الخليج. علماً بأنه قبل احتلال الكويت بشهر أو شهرين انعقدت قمّة عربية في بغداد لدرس موضوع "خطر هجرة اليهود إلى فلسطين". من هنا لا يمكن للمرء إلّا أن يلاحظ أن هذه القوة التي تملكها العراق مرة واثنان وثلاثة تذهب, إلى حد بعيد, سدىً. وليس إلى المحل المطلوب أن تكون فيه, وهو أن تكون ضد إسرائيل. إذا كانت المفاوضة هي من معالم العالم الجديد الأساسية لحل النزاعات, إذا كان العرب كل العرب قبلوا أن تكون المفاوضة السبيل لحل الصراع العربي الإسرائيلي كما وافقوا في قمة "فاس" سنة 1982. وكما أعلن عن ذلك جميع العرب عن قبول المفاوضة ضمن مؤتمر دولي لحل مشكلة الشرق الأوسط. إذا كان هذا مقبولاً عند العرب فبرأيي أنّ التفاوض يجب أن يكون من موقع القوة, وموقع القوة هو أن يكون العرب متضامنين في أي موقف يخص إسرائيل, لا مشرذمين ومقسّمين. فالتضامن العربي مطلب أساسي في أي عملية تفاوضية لحل الصراع العربي الإسرائيلي في النهاية. ما هي المفاوضة؟ المفاوضة هي عملية يحاول فيها كل فريق أن يأخذ أكثر ما يمكن, مقابل التنازل عن أقل ما يمكن. وما هو الذي يقرر أن آخذ الكثير وأتنازل عن القليل؟ القوة. القانون بالطبع يجب أن يكون موجوداً, باعتبار إذا كان موقفك غير شرعي فإن خصمك سيأخذ ذلك ضدك. يجب أن يكون موقفك قانوني وشرعي في الأساس, وهذا واحد. إثنان, هذا الحق القانوني إذا لم يكن هناك قوة لتأخذه لا تستطيع أن تحصل عليه. في الواقع, المفاوضة هي استعمال القوة سلمياً للوصول إلى ما كان يمكن الوصول إليه بواسطة الحرب والذي نشهده في الخليج هو استعمال ديبلوماسية القوة في الواقع.
يجب أن يكون هذا منطلق
(هذا القسم من كلمة الدكتور جورج ديب قد تلف, وغير موجود على الشريط)
مع اميركا ومع العالم بوحدة من ميل ضد العراق والمجرى الثاني العراق ومعه شعوب عربية ودول عربية اخرى يحاول أن يجعلها قضية شعبية كي يظهر أن القوة موجودة هنا وليس هناك.
نحن نحب ونتأمل أن القوي الشعبية هي التي تسير, لكن قراءة الأحداث الدولية تجعلنا نشك أننا نستطيع أن ننجح في هذا الأمر, لأنه كما قلتُ "الهدف مما يحدث في الخليج هو تسجيل نقطتين أساسيتين: النقطة الأولى, سيطرة أميركا على ينابيع النفط. النقطة الثانية, ضرب قدرة العراق على إنتاج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وربما النووية, والصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى. هذا هو الهدف الأساسي, وإذا لم تنجح الأولى فسوف يطبقون الثانية برأيي.
كيف سوف ينعكس علينا ذلك؟ أعتقد أن حرب الخليج قد قرّبت بين دولتين مؤثرتين جداً على الأرض اللبنانية, سوريا والولايات المتحدة الأميركية. أكثر من ذلك, أتوقع أن السنين القادمة سوف تشهد شهر عسل بين سوريا وأميركا, بالطبع مصر والسعودية موجودتان في نفس الإتجاه, كلهم فاعلين عندنا في لبنان. من هذا المنطلق نتأمل أن يستفيد اللبنانيون من هذا الظرف وأن يحاولوا توظيفه في سبيل حل قضيتنا, على الأقل على الصعي الداخلي. لأني ما زلت أقول أن حل القضية البنانية, كقضية لبنانية كلياً, حلّها مرتبط بما يحدث في الخليج وبالصراع العربي الإسرائيلي, حل القضية اللبنانية لجهة الإنسحابات, إنسحاب إسرائيل أو إنسحاب سوريا, أو لجهة تقرير وضع الفلسطينيين في لبنان. هذه مسألة ليس ممكناً حسمها أو الوصول إلى حلّها في المدى المنظور. هاتان المسألتان تربطان القضية اللبنانية مباشرة بما يحدث في الخليج وبالصراع العربي الإسرائيلي. أقصى ما نطمح إليه في الوقت الحاضر هو أن نستطيع ترتيب البيت من الداخل في لبنان. إذا قبلت الشرعية أن تستفيد من التقارب الأميركي - السوري والمصري والسعودي, ممكن أن تقدر على إيجاد طريقة تصل بها إلى ترتيب البيت الداخلي اللبناني, لكن حتى الآن لا يبدو أن ذلك سوف يؤدي الى نتيجة, لأن القضية كلها مبلورة في شيء واحد, إمّا عون "يطير" وإمّا نحن "نطير", ولا أعتقد أن تُحل الأمور بهذا الشكل. الحصار لن يؤدي إلى نتيجة, الجيش اللبناني لا يطلق النار على الجيش اللبناني, أنا أعتقد ذلك. إذا كان كلا الحلّين لن يؤديا إالى نتيجة, فنحن في مأزق, ومأزق حاد وموجود. لذلك أتوقع أن تتغير الحكومة لأن هذا هو المخرج لذلك مأزق. ليس هناك مخرج آخر, ربما يكون هناك مخارج أخرى سلبية كثيرة لكن هذا مخرج معقول. أنا أعرف الرئيس "الحص" والذي أنا موجود معه دائماً, في الواقع هو يريد أن يترك لكن الواجب الوطني يجعله يرى أن ذلك غير ممكن حالياً. لكن الوضع أصبح بهذا الشكل, هناك حصار غير ناجح, جيش وُضع على الخطوط ولا يطلق النار, ونريد حلاً لهذا الوضع. ولا أرى من الممكن حلّها الّا بالحكومة كي تسير الأمور من جديد.
هذه هي الأفكار الأساسية التي أحببت أن أطرحها معكم, وهناك أمور كثيرة لم أقلها. لكن أتأمّل, كما في المرات السابقة, أن نبلور أفكاراً عن طريق المداخلات. من المهم جداً أن نخوض في مسألة, أيهما أسلم للوصول إلى نتيجة لصالح العرب, الطريق الشعبية أم الطريق الثانية؟ لأننا نواجه هذا الموضوع الآن. أقصد "شعبية" بمعنى أن ما يحدث هو أنه هناك الكثير من الناس في جميع الدول العربية يقولون: "هناك دولة عربية قوية ونحن نريد أن نسير معها", ويرفعون رأسهم بأنها دولة عربية. أنا قولي أن تكون دولة عربية قوية شيء مرغوب جداً ونريده لكل العرب وليس لدولة واحدة فقط, إنما ما نريده أن هذه القوة تُستعمل في محلها الصحيح. وأعتقد أن محلها الصحيح في أن تكون ضد إسرائيل. ليس على طريقة غزو دولة ثانية "عربية" أدت إلى قسمة العرب. خصوصاً أن ذلك جاء بعد خطوة سابقة لها وهي حرب مع ثورة إسلامية, أعلنت منذ البداية أنها ضد إسرئيل وستضرب إسرائيل وستساعد على ضرب إسرائيل.
نحن اللبنانيون أهم وأخطر شيء لدينا هو قضية إسرائيل وتلك الهجرة اليهودية. لأنه كما ذكرت, دخول مئات الألوف وربما الملايين وبوقت قصير جداً الى فلسطين, أوّل مشكلة ستظهر هي المياه. ليس لديهم مورد ماء إلّا من خلالنا, وهذا هو المكان الطبيعي بالنسبة لهم, وهذا يشكل خطراً مباشراً علينا في الحقيقة.
أتمنى أن أكون, من خلال هذه الأفكار التي طرحتها, قد استطعت أن أثير بعض أمور موجودة لديكم تودون أن نناقشها معاً, وأشكركم.
أحد الحاضرين:
نشكر المحاضر الدكتور جورج ديب على هذه المعلومات القيّمة جداً والتي وضعها في متناول الحاضرين. وكذلك نشكره على تحليله المترابط بالوضع العالمي, وعلى التشكّلات السياسية والإقتصادية والعسكرية المرشّحة للتشكّل في المدى المنظور. وتأثير ذلك الوضع الإقليمي, أكان ذلك الوضع النفطي في الخليج والجزيرة أو أكان على قضية العرب الأولى, قضيتنا الفلسطينية. وبالطبع بكافة الأمور أكانت دولية أو إقليمية, وبشكل دائم, الدكتور ديب يعود بنا إلى الوضع اللبناني وكافة هذه التأثيرات على وضعنا الداخلي. ودائماً نأمل خيراً في كافة هذه التطورات.
بالنسبة لحضور وتنظيم النقاش, الرجار من يريد تقديم مداخلات أو أسئلة فليتفضّل ويسجّل أسمه.
الشريط الأول (ب)
الدكتورأحمد سرحال:
الحقيقة إذا سمحلي الزميل الدكتور ديب بأن أعقّب على هذه المداخلة, أستطيع أن أقول الدكتور ديب قد أحسن باستعراض بعض التساؤلات المهمة في إطارحرب الخليج. لكن الملاحظ في نفس الوقت أنّ المداخلة كانت تفتقد إلى منهجيّة واضحة. ثلاث عوامل مهمة أشار إليها الدكتور ديب, ولديه حق, أدّت إلى اندلاع حرب الخليج. أو أسباب قديمة غير مباشرة ومباشرة. ونلاحظ في حرب الخليج تقديم أهميّة تقديم العامل الإقتصادي في العلاقات الدولية. أوّل حظر بترولي حدث في هذه المنطقة, أو ما يتعلّق بالموارد البترولية في الخليج, كان سنة 1973 من قِبل المرحوم الملك فيصل. ماذا كانت ردة الفعل في الدوائر الأميركية علماً أن كل الناس تعرف أنّ الحكم السعودي حكم موالي للسياسة الأميركية. تصريح مهم لمهندس السياسة الأميركية في ذلك الوقت في المنطقة "هنري كسنجر", تهديد باحتلال منابع النفط. تدريجياً ظهرت نظرية جديدة أو مذهب سمّي بمذهب "كارتر". جاء "كارتر" يقول أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لأي دولة أو أي طرف بأن يهدّد منابع النفط, لأن هناك مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة الأميركية في هذه المسألة. القصة لم تقف عند هذا الحد, جاء "بريجينسكي" مستشار الرئيس الأميريكي يقول أن عمل الولايات المتحدة الأميركية لن يقتصر على التدخّل في حال قيام إحدى الدول بتهديد منابع النفط. كانوا يتكلمون في الأساس عن الإتحاد السوفياتي ونظرته للتقرب من المياه الدافئة وبالتالي الوصول عن طريق إيران إلى الخليج. إذاً "بريجينسكي" طوّر النظرة الأميركية إلى الموضوع واعتبر أنّ الخليج منطقة مضطربة ومهدّدة دائما وبالتالي على الولايات المتحدة الأميركية أن يكون لديها الخطط الجاهزة للتواجد في هذه المنطقة, وفي أي منطقة.
ما الذي حدث في هذه السنة بعد اجتياح العراق للكويت؟ ما حدث هو أن الولايات المتحدة الأميركية رأت أن الفرصة سانحة ومناسبة لتطبيق هذه الخطط التي سبق وحضُرت. وهذه البرامج موجودة ومحضّرة في الدوائر الأميركية المعنية. بمعنى أنه لو لم يقم العراق باحتلال الكويت كانت ستجد سبباً آخراً للتواجد في المنطقة. وهذا الشيء ساعدت عليه عوامل ثانية في العلاقات الدولية, هناك الوحدة الأوروبية سنة 1992, كلنا يعرف أنه سنة 1992 سيكون هناك عملة أوروبية, وستشكل أوروبا كتلة اقتصادية هامة جداً بالإضافة إلى اليابان, والتنافس من بعد عصر الوفاق "البيروسترويكا" التي أدخلها "غورباتشوف" في العلاقات الدولية, سيكون التنافس بين هذه الكتل الثلاثة: الولايات المتحدة الأميركية واليابان وأوروبا. الولايات المتحدة الأميركية ستستمر بحجز المركز الأول في العلاقات الدولية لها, فكان التطلّع إلى الإمساك بمنابع النفط, لأنها أمسكت برقبة كلّ من اليابان وأوروبا.
إذاً ما أريد أن أقوله هو أنه صحيح أنّ العراق أكل الطعم, وهم جعلوه يأكل الطعم لأن التصريحات السابقة على اندلاع العمل العسكري في الخليج تؤكد ذلك. السفيرة الأميركية في بغداد زيّنت للعراق أنه ليس هناك معاهدة دفاعية بين الولايات المتحدة والأميركية والكويت, "وفي حال قام العراق بعمل عسكري معين نحن غير ملتزمين بالدفاع عن الكويت". وأنا أستغرب أن تكون الولايات المتحدة الأميركية, كما قيل, ليست عارفة بالخطط العراقية. في بداية الثمانينات كان لدي المخابرات الأميركية وسائل تجسس وأقمار اصطناعية ومنها القمر الإصطناعي "ك هـ 11", كان يصوّر أيّ شيء على الأرض, ليلاً نهاراً خلال الأربع وعشرين ساعة, لايتجاوز حجمه خمسة وعشرين سنتمتر. فتصوروا مئتي ألف أو ثلاثمئة ألف أو أربعمئة ألف عسكري عراقي يتجولون على الحدود ولا تكون المخابرات الأميركية أو الولايات المتحدة الأميركية على علم بالنوايا العراقية. فإذاً لا أتهم العراق بأنه متواطيء مع الولايات المتحدة الأميركية, ولكن في نفس الوقت من الغباء القول بأن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن على علم بنوايا القيادة العراقية. إذاً كانت فقط تنتظر حدوث هذا العمل كي تنفذ الخطط الموضوعة في الدوائر الأميركية وبالتالي تنفذ السياسة الأميركية المحضرة مسبقاً. إذاً سواء العراق قام أم لم يقم, القصة كانت محضرة, وكانت إسترتتيجية الولايات المتحدة الأميركية واضحة وتريد أن تقوم بهذا العمل.
الشيء الثاني الذي أريد ان أقوله بالإضافة إلى العامل الإقتصادي والسيطرة على منابع النفط, هناك عامل آخر أشار له الدكتور ديب وربما لم يعطه حقه في المناقشة وهو تصريح لمستشار الرئيس السوفياتي "غورباتشوف" بزيارته لإحدى الدول في الولايات المتحدة الأميركية, سأله ما هذه "البيروسترويكا" على الصعيد الخارجي, ماذا فعلتم؟ الإتحاد السوفياتي دولة عظمى هل من المعقول أن تصبح في الصف الثالث أو الثاني؟ أجابه بشيء مهم جداً, قال له: "نحن سلبنا الولايات المتحدة الأميركية أهم سلاح تملكه", ما هو ذلك السلاح؟ قال له: "سلبناها الإدعاء بأن يكون لها عدوّ دائم". أي لم يبقى للولايات المتحدة الأميركية عدوّ بعد سياسة واتفاقات تحديد الأسلحة في أوروبا ونزع السلاح. الإتحاد السوفياتي سلّم ويريد رضى الولايات المتحدة الأميركية تكنولوجياً ويريد الدولار. الآن الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى ولديها ارتباطات ولديها صناعة داخلية ولديها قوات موجودة في أوروبا, مئتا أو ثلاثمئة ألف عسكري موجود في أوروبا, ولديها أسلحة. ماذا ستفعل بكل ذلك؟ ميزان المدفوعات الأميركي, كما نقرأ في الجرائد, هناك خمسمئة مليار دولار عجز, مئتا ألف عسكري سيرجعون إلى الولايات المتحدة الأميركية, صناعة أسلحة مرتبطة بها صناعة مدنية, ليس أقل من ثلث دخل الولايات المتحدة الأميركية ممكن أن يهتز ويتأثر بهذه السياسة السلمية الجديدة. ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟ للتخلّص من مساوئ هذه السياسة الجديدة في العلاقات الدولية, سعت الولايات المتحدة الأميركية لخلق عدوّ جديد. أين هو هذا العدو الجديد؟ كل الناس تعرف, وخاصة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية, فليس هناك من هو أقوى منه ولا يمكن أن يأتي من هو أقوى منه, فكان التطلع إلى الشرق الأوسط وبالتالي إلى الدول العربية والإسلامية بشكل خاص. هنا صوّرتْ أن العداء المستقبلي هو عداء مع العرب ومع المسلمين.
أنا أستغرب الحقيقة هذه الضجة المثارة حول قوة العراق, الولايات المتحدة الأميركية لم تكن تأبه للإتحاد السوفياتي, هل أستطيع أن أقيس قوة العراق إلى قوة الإتحاد السوفياتي؟ فرنسا زائد بريطانيا زائد الصين وكل الدول التي تملك أسلحة نووية لم تكن تشكل خمسة أو عشرة بالمئة من قوة الولايات المتحدة الأميركية أو الإتحاد السوفياتي, فماذا سيشكل العراق من قوة؟ إذاً جاءت الولايات المتحدة الأميركية, وقصداً, كبّرت العراق كثيراً "هذا جيش المليون جندي وجيش الثلاث ملايين والأربعة ملايين والخمسة ملايين, والأسلحة البيولوجية والأسلحة الكيميائية". البارحة "كسنجر" كان له مقال في الواشنطن بوست, يتّهم العراق بأنّ لديه أسلحة نووية, ويحرّض الولايات المتحدة الأميركية على القيام بضربة عسكرية سريعة للعراق, وبعد ذلك يُدخل سوريا في الموضوع. أنتِ يا أميركا ماذا فعلتِ؟ ذهبتِ إلى السعودية وشجعتِ سوريا على أن تبعث قواتاً أيضاً إلى السعودية. تنظرين إلى العراق ولكنك لا تنظرين إلى الفرقاء الآخرين في النزاع. اللوبي الصهيوني يركّز اليوم على ضرورة ضرب هذه القوة, وأنا أعتقد أنهم قدّموا لإعطاء هذه القوة حجماً أكثر بكثير مما ينبغي حتى يبرّروا هكذا عَون.
ما أريد أن أقوله من ناحية أخرى, في مداخلة الدكتور ديب هناك نوع من الإثناء والإطراء لموقف العراق الذي استطاع أن يصل بصناعته العسكرية إلى مستوى متقدم تكنولوجياً, ومن ناحية أخرى نتّهمه بأنه هو الذي يقدّم, بقصد أو بغير قصد, لتدمير هذه القوة. علماً بأننا نعلم, كما يقول الدكتور, يريدون أن يعملوا نظام إقليمي جديد في المنطقة, وسُئل وزير الخارجية "بيكر" عن هذا النظام الإقليمي الجديد, هل ستكون إسرائيل أحد عناصر هذا النظام؟ أجاب: "أليست إسرائيل دولة من الشرق الأوسط؟" في الحقيقة إذا كانت السعودية وإذا كانت سوريا وإذا كانت مصر داخلين في هذا المخطط, فألف الصلاة والسلام على الدول العربية وعلى الأنظمة العربية. فإسرائيل أيضاً تحضّر, فإذا كان العراق يحاول أن يلعب دور الدولة الإقليمية الكبرى بنظام إقليمي جديد, فهذا سيشكل عبئاً على إسرائيل, فمن هنا أتى الضغط الإسرائيلي لضرب القدرة العراقية. هنا العراق لم يعد, بشكل أو بآخر, مسؤول عن هذه الهجمة عليه. وإن كان بعمله المباشر قد أمّن الغطاء لهذة الضربة, لكن التفكير الإستراتيجي في الدوائر الأميركية أو الإسرائيلية موجود ولا يفترض سبب مباشر أو تبرير. ربما يكون العراقيون معذورين في هذا الإطار من حيث استهدافهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية ومن قبل إسرائيل. في إحدى الخطب لصدام حسين هدّد إسرائيل بأنّ لديه أسلحة كيميائية مزدوجة ويستطيع أن يحرق نصف إسرائيل. الذي يستطيع إحراق نصف إسرائيل ماذا يتنظر؟ وليترك النصف الثاني على البقية. السياسة العربية الموجودة حالياً, هل تؤمّن للعراق إمكانية المبادرة في الهجوم على إسرائيل, وبالتالي إستمرارية العمل الحربي مع إسرائيل؟ أنا أشكّ, على ما يبدو أن هناك إتجاه نحو حل سلمي, حتى سوريا دخلت في التوجّه السلمي لحل النزاع في الشرق الوسط. ممكن أن يكون هناك انتقاد على موقف العراق, وممكن من ناحية ثانية أن يكون هناك إمكانية تبرير إقدامه على المبادرة للقيام بعمل عسكري ضد إسرائيل. أكتفي بهذا القدر, وشكراً.
الدكتور جورج ديب:
أنا أشكر الدكتور سرحال على هذه المداخلة وفي الواقع ما قال شيئاً إلّا وكان مطابقاً لما قلته, الفرق هو أنه هو وضّح الأمور وشرحها أكثر. وأعتقد أن السبب الأساسي عندما يتعامل الشخص مع أشخاص رسميين كبار, كما حصل معي, يصبح مضطراً إلى أن يختصر الأمور باعتبار أنّ الوقت ثمين. ربما كان يجب أن أشرحها كما فعل الدكتور سرحال. وأنا مبسوط أن الأفكار التي وضعتها أنا جاء شرحها مطابقاً لما قلته, وكان ضروري هذا الشرح. وأنا أعتذر لأني لم أشرحها بهذا الشكل الواسع. أنا لم أدخل إلى صف لأعلّم منذ أربعة أو خمسة شهور, أنا أستاذ بالدرجة الأولى, أربعة- خمسة شهور لا يدخل الشخص إلى صف ليعلّم, ويتواصل كل الوقت مع رئيس الوزارة و رئيس الجمهورية وآخرون, ووقتهم ثمين, فيحاول أن يضغط الموضوع. فوقعت في خطأ أني ضغطتُ الموضوع, وأشكر الدكتور سرحال لأنه شرح الموضوع بهذا الشكل الوافي. وأعتقد أن ما قاله مطابقاً تماماً لما قلته أنا. وأشكره مرة أخرى.
الأستاذ عدنان إبراهيم:
هذه ملاحظات لا أكثر ولا أقل وهي أيضاً مطروحة للنقاش. أولاً, الحديث عن قوة العراق في مواجهة العدو الإسرائيلي هو حديث مبالغ فيه, أن يقال أنّ العراق أصبح دولة قوية من الناحية العسكرية, فإذن فلتثمِّر هذه القوة من أجل ضرب إسرائيل, هذا كلام أعتقد ينقده الواقع وغير مسموح به دولياً. منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة يُطرح شيء أسمه توازن إستراتيجي, يُطرح قيام قوة رادعة, لا يُطرح شيء أسمه قوة تهاجم أو قوة تُحرّر, إذا صح التعبير, قوة تلغي وجود إسرائيل. يُحكى بتوازن إستراتيجي للقوى, فالعراق كان من جملة القوى التي فعلت من أجل أن تطوّر قدرتها العسكرية بحيث تصبح قوة رادعة. فإذن أن يُقال أنّ العراق وجّه قدرته من أجل محاربة الدولة الإسلامية في إيران أو لم يثمّر هذه القوة الرادعة لتحرير فلسطين, أعتقد هذا كلام فيه الكثير من التبسيط, العراق كان يعدّ نفسه. ثانياً, الدكتور ديب أستاذ العلاقات الدولية لم يشر إلى الكيان المصطنع للكويت وسائر الكيانات المصطنعة العربية. وهي كانت كيانات زائلة اليوم أو غداً أو بعد غد, هي كيانات وُضعت في ظروف تاريخية معينة وستزول في ظروف تاريخية معينة وأولها الكويت التي لا تمتلك إطلاقاً مقوّمات الدولة. أول هذه الدول الكويت يجب أن تزول, الكويت مشروع يجب أن يزول. ثالثاً, النظام الأمني المقترح من قبل الولايات المتحدة ليس فقط من أجل احتواء القدرة العسكرية العراقية, هذا نظام أمني يريد أن يعيد ترتيب منطقة الشرق الأوسط, رسم حدود أخرى وقيام أنظمة قد تكون كبيرة, أنظمة محاور, أنظمة محورية في فلك السياسة الأميركية, وكان الله يحب المحسنين. يعني ما بدهم يلاقو خمسة عشرة - عشرين دولة؟ بيبقى ثلاثة أو أربعة, طبعاً مرشح السعودية ومصر وإسرائيل. هؤلاء الظاهرين الآن في النظام الأمني العربي, النظام الأمني الشرق أوسطي, لا نريد أن نقول العربي. أمّا أن يقال أنّ العراق هو الذي قسّم العرب فهو كلام أيضاً يفتقر إلى الدقة. العرب ليسوا بحاجة إلى من يقسّمهم, هم مقسّمون. بالعكس, كان العراق أطلق فرصة لتوحيد العرب. عمل مبادرة لو أن هناك وعي قومي, لو أن هناك بشر وجماهير تحكي وتعبر عن رأيها, أعتقد لو عملنا "سونداج" لهؤلاء الناس, الكلمات لا أحب أن أكررها كثراً بقدر ما أصبحت فارغة من محيط العرب إلى خليجهم, وجهة نظر الجماهير صريحة وهي وجهة نظر مع التوحد العربي وهي ضد حكوماتها. حالياً الحكومات في وادٍ والجماهير في وادٍ آخر. الجماهير العربية مع العراق, هذا الواقع, دعونا نكون واضحين. الجماهير العربية في إحساسها الداخلي, في وجدانها القومي هي مع العراق. أنا مع العراق علماً أني لا أحب صدام حسين. أنا مع خطوة العراق, ولأكون منسجم مع نفسي أنا مع بترول العرب للعرب, مع وضع اليد العربية على كل المقدرات الإقتصادية العربية وتوظيفها من أجل مصالح العرب, ليس من أجل مصالح (كم واحد مسفلِس) بالكويت أو بدول الإمارات. رابعاً, عُقد مؤتمر قمة عربي في بغداد كان شعاره قيام صيغة للحفاظ على الأمن القومي العربي. أعتقد قُدمت مداخلات في ذلك المؤتمر ومن جملة ما قُدم, وأنا أعلم أن هناك أمر طُروح وبكثافة وبشدة وبإلحاح: "يا عرب اتفضّلوا, عندكم رساميل مهمة جداً استثمروها في الإتحاد السوفياتي, هذا البلد الذي أعطاكم. اتفضلوا هذه المليارات ثَمْروا جزء منها في الإتحاد السوفياتي, على الأقل من باب الوفاء." لكن لا حياة لمن تنادي. ثم هناك مغالات, دكتور ديب, بالنسبة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبة المنظمات الدولية والإقليمية. أنا أعرف أنّ المنظمات الدولية والإقليمية نشأت في مناخ قيام دولتين عظميين. لأنه فعلاً دولتين عظميين أفرزتا بشكل منطقي منظمة دولية إسمها الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وبدأ كل تكتّل دولي يعمل على إنشاء منظمة دولية تحافظ على مصالحه. أمّا وأن يصبح العالم اليوم مُساس بجبّار واحد, بإله واحد إسمه أميركا, لا يعود بحاجة إلى منظمات دولية. إلّا إذا كانت هذه المنظمات الدولية هي تابعة لهذا الرب الأوحد على ساحة هذا العالم والذي إسمه أميركا. يعني الأمم المتحدة اليوم, تسمح لي, هذا ليس قرار الأمم المتحدة الذي طلع, هذا قرار أميركا. لكن الذي يجعلني أُدهش أنه عندما نقول أن أميركا (تقوطب) على أوروبا قوية في 1992 تُرى أوروبا "ميتيرن" وأوروبا "تاتشر" أليسوا فاهمين اللعبة؟ أن الأميركان كي يبقوا أسياد العالم ولا يسمحوا لأوروبا أن تقف على قدميها سواء أكانت موحدة أم غير موحدة. أليسوا فاهمين اللعبة؟ إذن لماذا هذا التكالب مع أميركا, علماً أن "ميتيرون" بدأ يغيّر, وبالقريب العاجل سنشهد أوروبا تتغير إن شاء الله.
أحد الحضور:
أنا أشكر الأستاذ عدنان ابراهيم على الملاحظات القيمة لمن عندي كلمتين أحب أن أقولهم أولاً لازم نميز بين قدرة العراق العسكرية وقدرة العراق على إنتاج الأسلحة المتطورة المقصود هو في الواقع حماية إسرائيل عندما نقول ضرب قدرة العراق على إنتاج الأسلحة المتطورة المقصود تحديداً ضرب هذه القدرة لأنها هي تشكل خطر على إسرائيل ومن هنا أميركا تريد أن تضربها قدرة العراق صواريخ عن 900كلم ومبارح عم يحكوا فيها أعتقد بين قدرة العراق العسكرية وقدرتها على الأنتاج الأسلحة المتطورة النقطة الثانية الكويت في الواقع هي جزء من العراق كبير اسمه الكوت في منطثة بالعراق اسمه الكوت والكويت هي جزء من الكوت سميت تصغير للكوت الكويت فجغرافياً وتاريخياً صحيحة القصة المنظمات الإقليمية والدولية أعتقد شوية يمكن معي حق أكثر بده يكون الها دور فاعل وقت اللي بده يصير في وفاق البرهان على ذلك هو تماما مثلما تقول حتى أوروبا غيرت وميتيرون مبارح عم يقول نحن لن نستعمل العسكر إلّا عن طريق الأممم المتحدة وهذا الموقف أخذته روسيا من قبل.
نأمل من تالسادة المداخلين والمناقشين الإختصار ما أمكن لأن الوقت ضيق وشكراً
السيد عدناد نقوزي:
أنا الحقيقة عندي سؤالين فقط, أول سؤال أنه الهدف من الحرب الخليجية كان هدفين الأول احتلال منابع النفط الخليجية من قبل أميركا والهدف الثاني تدمير البنية العسكريةللعراق الهدف الأول صار لكن أميركا لم أميركا كيف ستتخلص من القوة العسكرية الثانية معها نزلت احتلت معها وهل الحرب واقعة مع العراق مع العلم أنا أنعتقد أنه غير مسموح لأي دولة عربية أن يكون عندها جيش قوي ويجب تدمير هذا الجيش مهما كان وبأي أسلوب كان هذا السؤال الأول السؤال الثاني الحل في لبنان حضرتك قلت غير منظور في المستقبل القريب ككل يعني في قصة عون وفي قصة الشرعية
هذه قضية داخلية ترتيسب البيت اللبناني
حضرتك قلت معقول يمون مخرج لحكومة معينة
حكومة جديدة
يعني بده يصير في تنازل من طرف لطرف
أنا الحقيقة عم بحكي واقع عم عيشه بالوقت الحاضر هو أن الحكومة القائمة عملت حصار وصار ولضح جداً أن الحصار صار فاشل ,ان الخطوة الثانية عم يستعدوا إذا كل الأمور السلمية مشيت على الأقل عم يجهزوا جيش بيضرب ما بيضرب شي تاني أنا ما فإذا الأثنين فشلوا بدك تلاقي مخرج للقصة طبعاً هذا استنتاج من عندي ما حدا اله علاقة فيها أنا أقول أن الإسانتاج الطبيعي لهكذا وضع هو تغيير الحكومة حتى تقيم اللي قالت بدهم يعملوه ما عملوه ممكن يؤدي إلى شيئ آخر أكثر من ه9يك لا أعرف فلذلك أقول حتى لو تغيرت الحكومة الوضع القائك سيجرجر أنا هكذا رايي سيجرجر
الجواب على سؤالي الاول الحرب واقعة لا محالة ضد العرب
أقول إذا كان الحصار فشل في الوصول إلى هدفه وهو هدفه إسقاط النعراق من الداخل نظام صدام حسين حتى يجيءنظام آخر عن طريق هذا النظام يعملوا نظام أمني جديد من أهدافه, ليس الهدف الوحيد, من أهدافه إحتواء قدرة العراق العسكرية إذا هذا لم ينجح أنا شخصياً أجزم بأنّ العراق سيتعرّض لضربة عسكرية إذا لم ينجح هذا السبب كما أقول لا يسمح الكبار وخضوضاً أميركا لا يسمحو أن بالنسبة إلى إسرائيل لا يسمحوا أن يكون في دولة في المنطة عم تنتج وعندها القدرة للإنتاج أسلحة متطورة بالشكل الموجود عند العراق ليس قدرة العراق العسكرية مليون جندي أميركا تجند عشر ملايين جندي في شهر إنما القدرة على إنتاج الأسلحة هذا يشكل خطر مباشر على إسرائيل وصدام حسين كاما ترى يقول أنا أريد صاروخ بصيب إسرائيل فيه بروح نصف إسرائيل ولا ننسى أميركا خلص العام الثاني لهذه الإدارة آخر السنة بعد شهرين خلى بالعام الثالث استعداد للتجديد العام الرابع لم يعد هناك سياسة أصبح كله تجديد للرئيس الأميركي هذه الشغلة بده ياخدها الواحد بعين الإعتبار حتى لو صوّت مع قرار يدين به إسرائيل في النهاية ةعلى الأقل في السنتين القادمتيت تبقى إسرائيل مصلحة أساسية للولايات المتحدة الأميركية التي هي صارت كل شيء أميركا صارت كل شيء
السيد حسين الجملي :