الجمهورية - كنعان: عون يرفض معظم تصرفات باسيل و"حزب الـله" أخفى عن "التيار" برنامجه التسلحي
إعلام وصحافة /
سياسية /
2011-05-11
الإربعاء 11-5-2011
كنعان: عون يرفض معظم تصرفات باسيل
و"حزب الـله" أخفى عن "التيار" برنامجه التسلحي
كشف النائب ابراهيم كنعان واحدا من أهم أسرار الحرب اللبنانية، عندما أكّد ان سوريا هي العقل المدبّر وراء مجزرة اهدن التي وقعت في العام 1978، مشيرا في الوقت عينه الى أن النائب سليمان فرنجية يعرف ذلك. وكشف كذلك أن حزب الله أخفى في البداية عن التيار الوطني الحر البرنامج الخاص بسلاحه.
ففي مذكرة سريّة تحمل الرقم 07BEIRUT220 صادرة من السفارة الاميركية في بيروت في 9 شباط 2007، ورد فيها، بعد ملاحظة السفير الاميركي تضخم بلاغة عضو التيار الوطني الحر النائب الشيعي عباس هاشم، أن ابراهيم كنعان رد ان عون يستغلّ هاشم (لم يحدد لأي غاية)، وانه لا يوافق على التصريحات التي يُدلي بها الأخير.
واضاف كنعان ان عون محسود بسبب مهارته في تنظيم التيار والمناصرين، وعلى سبيل المثال، قال كنعان إن في استطاعته الادلاء بأي تصريح لأي وسيلة اعلامية من دون اللجوء الى عون او أي مسؤول في التيار، لأن التيار الوطني الحر لا يتحكم فعليا بممارسات اعضائه وتصريحاتهم.
وردا على سؤال يتعلق بجبران باسيل، وكيف يسمح عون بظهور صهره الى جانب "السفّاح" المُوالي لسوريا بامتياز والمحرّض على الغوغاء، وئام وهاب، وكيف استطاع عون ان يتملّق سليمان فرنجية الموالي علنا لسوريا، أبدى كنعان نفورا من "زواج المصلحة" الحاصل لخدمة اهداف عون السياسية.
واضاف كنعان ان عون يتناقش كثيرا مع باسيل ويرفض معظم تصرفاته. اما بالنسبة الى فرنجية فقال انه يمكن "استرداده"، فسليمان فرنجية يعلم ان السوريين كانوا العقل المدبّر وراء المجزرة التي أودَت بحياة عائلته، وهو يختزن في داخله حقدا تجاههم اكبر من الذي شعر به تجاه سمير جعجع الذي اعترف بإقدامه على تنفيذ الهجوم على آل فرنجية.
وفي مذكرة سرية تحمل الرقم 07BEIRUT783 صادرة في 2 حزيران 2007 من السفارة الاميركية في بيروت، خلال زيارة البعثة الاميركية لمساندة الديمقراطية في 28 ايار، ان النائب ابراهيم كنعان ابلغ اليها ان كتلة عون هي المعارضة الاساسية لأنها رفضت كل الحكومات التي شكلت في ظل القوانين الانتخابية السورية التي غابت عنها الديمقراطية، وان الكتلة لا تعارض الا ما هو غير ديمقراطي.
واضاف كنعان ان تحالف الحريري مع جنبلاط وحزب الله أمّن تشكيل الحكومة، لكن هذا التحالف ما كان الا زواج مصلحة يفتقر الى الرؤية، قائلا: ما ان ظهرت الدعوات المطالبة بالمحكمة الدولية ونزع سلاح حزب الله حتى تداعت هذه الحكومة.
وفي 28 من ايار، وخلال اجتماع لأعضاء البعثة الاميركية في منزل النائب ابراهيم كنعان شرح الاخير، مع زملائه من التيار الوطني الحر غسان مخيبر والان عون ووليد خوري، طريقة نشوء كتلة عون وتحالفها مع حزب الله.
فأثنى كنعان اولا على السفارة لتنظيمها اخيرا رحلة لبرلمانيين الى الولايات المتحدة، وعن الخبرة التي اكتسبوها من الديمقراطية الأميركية. وردّا على سؤال السيد رايس المتعلق بالدور الذي تؤدّيه الكتلة في مجلس النواب، أجاب كنعان ان هذه الكتلة تسعى دائما الى ديمقراطية تمثل جميع اللبنانيين وتعبّر عن آرائهم، قائلا: على رغم معارضتهم القانون الانتخابي المعتمد العام 2000، إلا انهم شاركوا وبرزوا بصفتهم الفريق المعارض للأكثرية النيابية المتمثلة في فريق 14 آذار، اذ انهم اعتبروا انفسهم غير مدينين بشيء لسعد الحريري او لأي شخص آخر.
وأضاف كنعان ان بعد الانتخابات النيابية في العام 2005، نشأ تحالف بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والقائد الدرزي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحركة أمل وحزب الله، وقد اتفق هؤلاء على توزيع مقاعد مجلس الوزراء في ظل وجود كتلة عون في المعارضة. وما ان تبنّى مجلس الوزراء القرارات الدولية، حتى انهار هذا التحالف نتيجة معارضة أمل وحزب الله هذه القرارات.
وشدد كنعان على ان وجهة نظر كتلة عون لا تدين بالولاء لآراء اي شخص، وهي تعارض كل من لا يدعم عملية إعادة تشكيل النظام السياسي. واضاف: "لدينا اختلافات كثيرة مع حزب الله"، وخير مثال على ذلك دعمنا دخول الجيش اللبناني مخيم نهر البارد للقضاء على الإرهابيين في وقت عارض الحزب خطة دخول الجيش، مشيرا الى موضوعات اخرى كان للتيار الوطني الحر فيها مواقف مختلفة عن تلك الصادرة عن حزب الله، كمسألة الاستقلال والسيادة الوطنية.
وذكر كنعان مرارا وتكرارا امام البعثة الاميركية ان الجنرال عون هو ضد سوريا، ويريد ان نتوصّل في لبنان الى وقت لا نتطلع فيه الى المساعدة الخارجية. وقد تقبّل كنعان في رحابة صدر تعليق رئيس البعثة الاميركية على ان التحالف مع أمل وحزب الله عمل غير صائب، موضحا ان حزب الله اخفى عن التيار في البداية جدول الاعمال الخاص بسلاحه.
ونقلت المذكرة عن كنعان ان رفيق الحريري بقي في السلطة بسبب الدعم السوري، وثورة الارز لم تبدأ يوم اغتياله في شباط من العام 2005، بل قبل ذلك بكثير، يوم 13 تشرين الاول العام 1990 عندما اجتاحت سوريا آخر جزء من لبنان. وتمثلت المعارضة في حينها فقط بالعونيين الذين انضمّ اليهم لاحقا الحريري وجنبلاط. وان هذا الإجماع على معارضة سوريا تفكّكَ بمجرد موافقة الاكثرية على إجراء الانتخابات النيابية في العام 2005، على قاعدة قانون العام 2000 المصنوع في سوريا، ونحن في كتلة عون نتساءل كيف من الممكن بناء وطن من دون وجود ادنى درجات التفاهم بين الناس، ومن دون وجود حكومة وحدة وطنية، مؤكدا "ان السوريين استطاعوا التلاعب بنا من خلال تقسيم مجتمعاتنا".