الأنجازات
على الرُّغم من ظروف الحرب المدمّرة والأوضاع السياسيّة والأمنيّة المضطربة، والأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة المقلقة الّتي مرَّ بها لبنان والمنطقة، وعلى الرُّغم من ضعف إمكاناتنا الماليّة والبشريّة المتخصّصة، فقد استطاعت مؤسّستنا الثقافيّة، طيلة خمس وثلاثين سنة من وجودها، وكترجمة عمليّة لأهدافها ومبادئها الأساسيّة، أن تقوم بتحقيق أبرز الإنجازات التالية:
1 ـ تقديم قروض ومِنح مالية حتى العام 1984، لتسعة وعشرين (29) طالباً وطالبة، أنهوا جميعهم تخصّصاتهم الجامعيّة في مختلف المجالات العلمية وفي شتى الجامعات اللبنانية والأجنبية. وكان هذا المشروع في حينه أول مشروع من نوعه في مدينة صيدا والجنوب. بل وفي لبنان يقوم به طوعاّ مركز ثقافي كمركزنا.
وهكذا، فقد أخذنا المبادرة وفسحنا في المجال، حقيقةً وفعلاً، لطلاّبنا الصّيداويّين للتخصّص العالي ولا سيما لأولئك الذين لم تتوافر لديهم آنذاك الإمكانات الماديّة الضروريّة لمتابعة تخصّصاتهم العالية في مختلف الجامعات.
فكانت تلك نقطة الانطلاق. ونقطة الانطلاق عادةً في مشروع كهذا هي الأصعب. فإذا تعمّمت الفكرةُ تُصبح ملكَ الجميع.
2 ـ شراء مقرّ خاص لمركزنا الثقافي في العام 1986 تبلغ مساحته 350 م2 ، افتتح للجمهور عام 1992.
3 ـ إنشاء نواة قسم للتّوثيق والمعلومات ابتداءً من العام 1980 ، متخصّص بمدينة صيدا ومنطقتها بوجهٍ خاص والجنوب ولبنان بشكلٍ عام. وهو الأوّل من نوعه في صيدا والجنوب ولربما أيضاً في لبنان، يقوم به مركز ثقافيّ، طوعيّ ومستقلّ استقلالاً كلياًّ، مالياًّ وسياسياًّ. وهذا الإنجاز بالغ الأهمية في حينه من حيث الفكرة والمشروع، يُعتبر ترجمة عمليّة وعلمية لأهداف مركزنا الثقافي ومبادئه الأساسية. وقسم البحوث والتوثيق يحتوي نتيجة عمل دؤوب ومتواصل على:
* ما كتبت الصحف والمجلات والدوريات منذ تأسيسه حتى الآن، على وجه الإجمال، عن مديننة صيدا بشكل خاص والجنوب والأزمة اللبنانية، وعن مجمل التيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية في العالم العربي بصورة عامة. كما تجمَّع لدينا أيضاً موثقاً ومصنفاً حسب الأصول العلمية، جميع التصريحات ومواقف الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية وكل ما له علاقة بصيدا ومنطقتها.
* حصيلة من الوثائق والبحوث والمؤتمرات والنّدوات والدراسات الثّقافية والاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والتاريخيّة، القسم الأكبر منها له علاقة بمعالجة قضايا صيدا ومنطقتها ولبنان عموماً.
* وجود تسجيلات وتحقيقات ومقابلات ميدانيّة كثيرة، تتعلق بيوميّات الاحتلال العسكريّ الإسرائيليّ الوحشيّ لمدينة صيدا في أعوام 1982 ـ 1985 . ومركزنا الثّقافيّ هو الوحيد في الجنوب اللّبنانيّ، الذي أقام سلسلة من اللقاءات والنّدوات ضدّ الاحتلال العسكريّ الإسرائيليّ.
* إصدار مجموعة من الكتب والدراسات والبحوث والمؤتمرات والندوات، وُزِّعت على نطاق واسع، عولجت فيها قضايانا الملحّة: الثّقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والعمرانيّة والتّراثيّة والتاريخيّة... (انظر اللائحة المرفقة).
4 ـ تقديم جائزة مالية كبرى في حينه، لطلبة مدارس صيدا وجامعاتها تحت اسم:
جائزة المركز الثّقافيّ الأدبيّة لعام 1990، قيمتها 400 ألف ليرة لبنانية (بسعر الصرف آنذاك). وذلك بهدف تحفيز الشباب والشابات وتشجيعهم على القراءة والمطالعة وممارسة الكتابة والبحث العلمي والأدبي، واكتشاف الطاقات الإبداعية عندهم والمواهب الأدبية والفنية..
5 ـ لقد تسمّى مركزنا ـ منذ البداية ـ المركز الثّقافي للبحوث والتّوثيق في صيدا، فكانت ممارساته ونشاطاته الثقافيّة والاجتماعيّة ترجمة لمنطلقاته وأهدافه المبدئيّة، والمعلومات، غَيرَ أنَّ أمور الثقافة ومراكز البحوث والدراسات والمعلوماتإنّما هي أمورٌ مكلفة للغاية، فلا تستطيع تحمّل أعبائها جمعيّاتٌ ثقافيّةٌ طوعيّةٌ وأن تؤدّيها لوحدها على وجهها الأكمل. من هنا أهمية ما قام به مركزنا، في هذا المجال، وذلك على الشكل التالي :
أ ـ قام مركزنا بإصدار أكثر من ثمانية وعشرين (28) بحثاً وكتاباً، وهي عبارة عن أعمال توثيقية أو بحوث ودراسات اقتصادية واجتماعية وعمرانية أو مؤتمرات أو ورشات عمل متخصّصة.
ب ـ عقدنا أكثر من خمسة وخمسين(55) ملتقىً ولقاءات ثقافيّة ومعارض للكتاب والفنون التّشكيليّة، وحفلات موسيقيّة واحتفالات التكريم وخلافُه.
ج ـ عقدنا أكثر من ثلاثماية (300) ما بين نَدوة ومحاضرة ومؤتمر ولقاء ثقافي في مختلف الميادين والختصاصات الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعمرانية والوطنيّة والدينيّة والأدبيّة.
د ـ بلغ عدد المساهمين في هذه المؤتمرات والنَّدوات والمحاضرات أكثر من سبعماية وخمسٍ وستّين (765) شخصيّة معروفة، محاضرين ومنتدين، من تيّارات فكريّة وفلسفيّة وثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وتربويّة متنوّعة... (انظر اللوائح المرفقة)
* * *
* لهذا يحقُّ لنا أن نقول، دون مغالاة، ورُغم الظّروف الصّعبة وضعف الإمكانات الماليّة والطاقات البشريّة، الفنيّة والعلميّة، إنّنا حاولنا ونحاول أن نكتب تاريخ صيدا الاجتماعيّ، ولأوّل مرّة، كتابةً حيّة واقعيّة محسوسة، بقدر ما هو ممكن، وذلك عن طريق رصْد الأحداث والتقاطها في الحال. فستكون هذه الذَّخيرة العلميّة الوثائقيّة فيما بعد، لنا ولأجيالنا اللاّحقة، أهمَّ وأصدقَ وأكبرَ مصدرٍ وثائقيّ لفهم واقعنا الاجتماعيّ والتاريخيّ العام فهماً شاملاً.
من هنا كنّا قد اتّخذنا شعاراً وصغناه كما يلي :
هذه هي آثارُنا تدلُّ علَينا، وتنطقُ بحالنا
فهل وَفَيْنا بعهدِنا؟!... سؤالٌ مطروحٌ علَينا